25 - الجلد الحديدي الذي لا يقهر



وصلت لدرجة أن بعد شهر , كانت الشائعات تحلق بجنون . حتى شو مايشيانج , لورد القمة لقمة المرجل البنفسجي والتي ليست سوى المرأة السليطة الكبيرة التي ذكرها السمين الكبير زانج سابقًا سمعت عما يحدث . باي شياوتشون والسمين الكبير زانج لم يكن لديهم خيار سوى تقليل نشاطاتهم . بعد مناقشة المسألة معًا , قرروا الذهاب لإنقاذ الثالث البناتي هاي .

بالتالي ذهب كلاهما إلى قمة العرف الأخضر .

الثالث البناتي هاي كانت أنحف قليلًا , لكن ليس بشكل واضح . مع ذلك كانت الان تبعث جو جذاب نوعا ما والذي جعل باي شياوتشون والسمين الكبير زانج يعجزوا عن الكلام . لقد تعرفوا عليها بالكاد حتى . وجهها السابق داكن البشرة بدا الان أنيق بطريقة ما . يستطيع المرء التخيل حتى أنها اذا استمرت في فقدان الوزان , سوف تتحول فى النهاية إلى جميلة حقيقية .

لكن , بمجرد أن سمعت عن دجاج الذيل الروحي بدأت عيونها باللمعان .

منذ تلك اللحظة , بدأ دجاج الذل الروحي على قمة العرف الأخضر يضيع ....

بحلول الان , أصبح الشيطان السارق للدجاج مشهور تمامًا على الضفة الجنوبية . كان من المستحيل نظريًا أن تجد أي تلميذ لم يسمع عنه , وحتى الخدم كانوا يعرفوا الاسم .

لم يمر وقت طويل حتى عرف الكبار هذه المسألة . رغم أن شيطان سرقة الدجاج تلاشى فى النهاية بدون أثر , ولم يظهر مجددًا أبدًا , كان السمين الكبير زانج والثالث البناتي هاي قد اكتسبا الكثير من الوزن . رغم أنهم لم يكونوا مثيرين للإعجاب كما كانوا فى الماضي , مازالوا يبدون أكثر قوة وثبات .

بالنسبة لباي شياوتشون فهو أخيرًا....أنهى واحد وثمانين دورة , أشبع جوعه بعد طول انتظار . كان عند تلك النقطة أن توقف الثلاثة عن سرقة الدجاج .

رغم أن الواحد وثمانين دورة لتقنية عش للأبد لا تموت لم يتم القيام بهم تواليًا , لكن بالاحرى تراكموا مع مرور الوقت , كانت النتيجة هي نفسها بالتأكيد .

في أحد الأيام , جلس باي شياوتشون في سكن الساحة على قمة السحابة الفواحة بتعبيرات مهيبة . جلده كان يبعث خفقات بلون الحديد , وتوهج حتى بضوء أسود وامض . انبعثت هالة لا تصدق منه , جعلت باي شياوتشون يبدو متوحش وجامح .

لقد تحمل واحد وثمانين يوم من الألم ثم واحد وثمانين يوم من الجوع . هذا المزيج تحول إلى طاقة صادمة , والتي ثارت داخل باي شياوتشون مرة بعد مرة .

كل ثوران كان ممتلىء بطاقة حيوية غير محدودة , والتي بعد ذلك تصببت على جلد باي شياوتشون وجعلت لونه يصبح حديدي بشكل تدريجي . التوهج الأسود أصبح ساطع أكثر , وصلابة جلده قد ارتفعت أضعافًا مضاعفة .

فى النهاية , وصل لدرجة أنه لو لمح أي شخص مظهر باي شياوتشون الواقف هناك كان سيعتقد أنه ينظر إلى تمثال حديدي , ليس بشري من لحم ودم .

كان عقله يدور مع استمرار انفجارات الطاقة داخله . بعد المرة 19 , أدرك أنها لا تتباطىء إطلاقًا لكن فى الواقع تزيد حدتها باستمرار .

باي شياوتشون لم يحرك عضلة واحدة , ولم يبدو أنه يتنفس حتى . لكن اذا نظرت عن قرب , سوف ترى أن كل المسام على حلده كانت متوسعة بينما تمتص كل طاقة السماء والأرض فى المنطقة .

" بعد 18 ثوران , سوف يصل جلدي الذي لا يموت إلى المرحلة المبدئية للاكتمال , وسوف أكون في مرحلة الجلد الحديدي ! " طافت رموز تقنية عش للأبد لا تموت في عقل باي شياوتشون , وأمكن رؤية تعبيرات قوية وغير مستجيبة على وجهه . كل عمله الجاد طوال السنة الماضية , بما فيه تحمل الألم والجوع ...كان كله من أجل هذه اللحظة !

جلجلة !

ثارت الطاقة الحيوية داخله مرة أخرى وتعمق لون جلده الحديدي الأكثر . في كل مرة تتصبب الطاقة الحيوية على لحم جلده , كان الأمر كما لو يتم شحذه بضربات ألاف من مطارق الحديد .

بالنسبة لهذه اللحظة , خفق جلده بالطاقة كسلاح سماوي في عملية طرق الحديد !

جللللللجججججلللةة !

28 مرة . 30 مرة . 40 مرة . 48 مرة .......

مر الوقت . وبعد ثلاثة أيام كان باي شياوتشون لايزال في نفس المكان بالضبط . رغم أن أي شخص مار لن يستطيع سماع أي شيء , لكن بالنسبة له , كان كأن رعد لانهائي يدوي في أذنيه .

مع ذلك , كان عند هذه النقطة أن ثارت الطاقة الحيوية داخله للمرة 49 . فجأة , تضاعفت القوة , ومرت الرعشة خلاله . في الوقت نفسه بدأت تظهر تصدعات صغيرة جدًا على جلده , كما لو لا يمكنه التحمل أكثر من ذلك .

رغم أن التصدعات كانت قليلة , لكن بمجرد أن ظهرت غرق قلب باي شياوتشون .

" إذن , علامات الموت الوشيك قد ظهرت أخيرًا ..... " تجهم باي شياوتشون . المقدمة لتقنية عش للأبد لا تموت ذكرت تصدعات مثل هذه . أثناء عملية الوصول للمرحلة المبدئية للنجاح كان مؤكد أنها ستظهر . إلى كم سيتحمل كل شخص هذا يعتمد على قوة إرادته , وهذا ما سيقرر جودة الجلد المستقبلي الذي لا يموت .

حتى اذا لم تتحمل لفترة طويلة , لازالت ستتمكن من الوصول للجلد الذي لا يموت بنجاح . لكن ستقل الجودة بطبيعة الحال عن الجودة المكتملة .

اذا استطعت التماسك خلال 81 ثوران للطاقة الحيوية حينها تستطيع الوصول لحالة الاكتمال الخالي من العيوب .

توهجت عيون باي شياوتشون بالتصميم لفترة قبل أن يغلقهم مرة أخرى . استمرت أصوات انفجارات الطاقة داخله . 50 مرة . 60 مرة . 70 مرة....على غير المتوقع , نفس واحد أخذه خلال الخمسة أيام كلها والتي فيها تحمل كل الانفجارات حتى تخطت 70 مرة .


التصدعات التي تغطيه كانت كثيرة جدًا لدرجة أن جلده بدا مثل سلحفاة تقريبًا . فى العديد من الأماكن اتحدت التصدعات مع بعضها , جعلته يشبه مزهرية مكسورة تم تجميع قطعها معًا مرة أخرى .

بدا كأنه ربما يتحطم في أي لحظة .

" سبعة مرات أخرى فقط ! " فكر وعيونه محتقنة بالدماء تمامًا . صر على أسنانه لاهثًا , وتلك النزعة الشديدة في شخصيته ثارت للحياة .

74 مرة!

77 مرة!

79 مرة!

رمى باي شياوتشون رأسه للخلف وصاح بأعلى صوته , رغم أنه بدا كنخير مكتوم أكثر من صياح . ارتعش جسده مع تحمله لثوران أخر بعد , وصل لثمانين ثوران .


الطاقة الحيوية تصببت على جلده الذي رغم أنه كان مغطى بالتصدعات كان يبدو مثل الحديد ؛ أي أحد سيرى ذلك سوف يصبح مصدوم بالتأكيد .

" الأخير! " قال . عند انفجار الطاقة الأخير للخارج , مد يده اليمنى فجأة وحطمها للأسفل نحو الأرض .

رن بووم , وظهرت فجوة ضخمة . الانفجار الأخير للطاقة الحيوية ثار مع وصول كل شيء لنهايته . تصببت كميات لانهائية من الطاقة الحيوية نحو جلده جاعلة التصدعات تتلاشى فى الحال , وهذا تركه يبدو أملس وناعم . اختفى التوهج الأسود , وبدا جميل ونقي كالسابق بالضبط . لكن جلده الان كان أصلب بكثير من الجلد العادي , رغم أن لا أحد يستطيع قول ذلك بالنظر إليه فقط .

وقف باي شياوتشون هناك يلهث لفترة قبل أن ينظر للحفرة التي فجرها فى الأرض للتو . ثم نظر إلى جلده , وأشرقت تعبييراته . أخيرًا رمى رأسه للخلف وضحك بصخب .

لوح يده اليمنى جاعلًا سيفه الخشبي يحلق للخارج , والذي بعد ذلك تحول إلى شعاع أسود ثم قطع نحو ساعده . بمجرد أن اصطدم بالساعد , رن صوت قعقعة المعدن وارتد السيف الخشبي للخلف على غير المتوقع . بالنسبة لذراعه , بدا تقريبًا كأن ذبابة لدغتها . عندما فحص نقطة التصادم لم يكن جلده قد تضرر إطلاقًا .

" الجلد الذي لا يموت ! " صاح وهو غير قادر على إحتواء سعادته . يجب القول أن سيفه الخشبي ليس عنصر سحري عادي ؛ فقد تلقى تعزيز روحي مضاعف . رغم أنه مصنوع من مواد عادية لكن بسبب تعزيز الروح يمكن اعتباره عنصر سحري ملائم لأحد المختارين فى الطائفة . ومع كل هذا لم يؤذيه السيف الخشبي إطلاقًا .

ومض باي شياوتشون وتحرك فجأة منطلقًا للأمام . أمكن سماع صوت أزيز حيث ظهر بعيدًا فجأة على مسافة أكبر من 30 متر . أمكنه الان التحرك أسرع بعدة مرات من السابق , وهذا جعله مبتهج تمامًا .

" بقوة دفاعية مثل هذه أنا باي شياوتشون سوف أصبح أكثر أمانًا في طريقي نحو العيش للأبد " كان باي شياوتشون سعيد جدًا بنفسه . تاليًا , فحص قاعدة تدريبه ورأى أنه قد حقق بعض التقدم أيضًا في هذا الجانب . كان الان فى الدائرة العظيمة للمستوى الرابع من تكثيف الكي .

الأكثر , لم تكن الدائرة العظيمة العادية . بالنظر إلى كيف تم ضغط الطاقة الروحية داخله , كانت جودتها تفوق أي متدرب عادي في نفس المرحلة .

أسرع وأخذ بضعة لفات حول الساحة وهو يشعر برضا كبير ثم توقف فجأة بعيون متوهجة . رفع يده اليمنى أمامه وجعل إبهامه وسبابته على شكل حرف U . ثم ضغطهم معًا , مما جعل وهج أسود يظهر عليهم . رغم أنه لم يحدث شيء إلا أنه أمكن سماع أصوات تصدع فى الهواء أمامه .

بعيون متسعة التف وأسرع إلى صخرة قريبة , حيث مرة أخرى جعل الضوء الأسود يومض من إصبعيه . بمجرد أن قرص الإصبعين معًا , أمكن سماع أصوات تصدع وانفجرت الصخرة كقطعة من التوفو .

انتفض إلى الحركة مجددًا , وظهر بجانب خيرزان الشتاء الروحي الذي كان الان أطول من تسع أمتار . بعدما تعرف على أصلب واحدة من سيقان الخيرزان , قرص إصبعيه معًا . أمكن سماع بووم عندما تحطم الخيرزان .

أخذ باي شياوتشون نفس عميق وهبط على الأرض , نظر إلى إصبعيه الاثنين والوهج الأسود الذي كان يختفي منهم ببطىء . بعد مرور بعض الوقت أطلق نفس طويل .

" إذن , هذه هي إمساكة سحق الحلق هاه ..... ؟ " تمتم بهدوء . كانت تلك واحدة من السحر السري لتقنية لا تموت عش للأبد , شيء يمكن إظهاره فقط بعد الوصول للمرحلة الأولى من النجاح المبدئي . من المفترض أن بامكانها مضاعفة قوة الشخص , ولا يمكن صدها .

حاليًا , باي شياوتشون قد استخدم 50% من قوته الكاملة فقط . لم يستطع أن يتخيل حتى كيف سيكون السحر السري مرعب وقوي اذا أطلق كل قوته .

من ما يستطيع باي شياوتشون قوله , سحر سري مثل هذا ينبغي أن يتم استخدامه لقتل الناس . بعد فترة من التفكير الصامت وصل لاستنتاج أنه رغم أن هذا السحر وحشي , مازال يجب أن يتدرب عليه بجد . بالتالي , بدأ يهرول هنا وهناك فى ساحته بينما يجعل الضوء الأسود الوامض يظهر وأصوات التصدع تدوي .

مر الوقت . في رمشة عين مر نصف شهر . خلال ذلك الوقت لم يترك باي شياوتشون ساحته أبدًا . ظل هناك يتدرب طوال الوقت . بطبيعة الحال لم تكن لديه طريقة ليعرف أن بعد شهور من الغياب , عاد لي تشينغهو أخيرًا إلى طائفة تيار الروح , وكان حاليًا يطير خلال الهواء فوق شعاع من الضوء الأخضر متجهًا مباشرة نحو قمة السحابة الفواحة .

بعدما هبط , وقبل أن يتمكن من الراحة حتى , انطلق شعاعين من الضوء من قمة العرف الأخضر وقمة المرجل البنفسجي وطاروا فى اتجاهه . بعد فترة قصيرة استطاع اكتشاف الرجل الكبير في أحد اشعة الضوء . بدا كسيف حاد ترك غمده , وبعث الضغط المميز لمتدرب في مرحلة تأسيس الأساس .

في شعاع الضوء الأخر كانت امرأة جميلة . بدت كالجمال الطبيعي , أنيقة رغم التعبيرات الغريبة على وجهها . بدت تقريبًا كأنها لا تعلم هل تضحك أم تبكي . هبطت على قمة الجبل مع الرجل الكبير .

هذين الاثنين كانا لوردات القمة لقمة العرف الأخضر وقمة المرجل البنفسجي تواليًا . بعد الوصول لقمة السحابة الفواحة حظوا بمحادثة خاصة مع لي تشينغهو ثم غادرا .


وقف لي تشنيغهو هناك فوق قمة السحابة الفواحة بينما يحك أنفه . أخيرًا , أرسل بعض الإحساس السماوي مركزًا على مزارع دجاج الذيل الروحي في مواقعهم المتنوعة على الجبل . عندما رأى أن الأشياء المتبقية هي الكتاكيت فقط , بدا كأنه هو أيضًا لا يعرف هل يضحك أم يبكي . تنهد ولوح كمه ثم بدأ يسير إلى أسفل الجبل . من الاتجاه الذي أخذه....


بدا كأنه يتجه مباشرة إلى سكن ساحة باي شياوتشون.


**********************************************************************************************************************

2018/03/19 · 2,498 مشاهدة · 1907 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024