حسناً كنت أود أن أبدأ بشرح ما حدث مع حسام قبل أن يأتي إلى هذا العالم, لكنني ككاتب لا يمكنني أن أخبركم بما حدث بهذه البساطة, لأنني لا أود أن أقول لكم الحلول من أول بضعة فصول, لهذا لنكمل من حيث توقفنا في الفصل الماضي.

عندما تم الإعلان عن وجود أشخاص من عوالم أخرى لم يصدق أحد وعندما تم إحضارهم بسبب سؤال الطفلة لاحظ خالد أن صديقه حسام موجود هنا مما جعله يصرخ متفاجئاً, وعندما لاحظه حسام عادت بعض الحياة إلى عينيه مع القليل من التعجب.

حسناً, كما يقال هناك لحظات تكون قبل الكارثة.

لهذا لن أركز على الضحايا, بل سأركز على الفاعل.

عندما رحل الشاب ذو الشعر الأبيض من المكان سمع صوتاً يقول له: دمر المكان

كان يعرف ذلك الصوت جيداً لهذا قال له: حسناً في أي وقت.

لم يكن الأمر أنه أراد ذلك, بل أنه كان مجبراً, لأنه كان يعلم عواقب عدم إطاعة أمر ذلك الصوت وقد جربها من قبل, وصدقوني لم يكن الأمر جيداً إطلاقاً.

بعد مرور بعض الوقت قال له ذلك الصوت الغريب: الآن.

بدأ على الفور في تنفيذ الأوامر.

عندما نظر حسام لخالد تركزت أنظار الكل على هذا المشهد الغريب, لأن هذا المشهد تفسيره الوحيد أنه يعرف أحد الذين جاؤوا من العالم الآخر مما يعني أنه أيضاً من عالم آخر.

كاد حسام أن يفتح فمه لكنه صمت بسبب انفجار حصل على أقرب جدار على يساره.

لم يستطع خالد أو سامح أو رين أو حتى الحكيم أن يفهموا ما حدث بسبب أن زخم الانفجار كان كثيفاً وكبيراً جعل أناساً كثيرة في يحلقون, لكن لحسن الحظ لم يصب الثلاثي بأي شيء, بعدها دخل ذو الشعر الأبيض القاعة.

بمجرد ملامسة قدمي ذو الشعر الأبيض للقاعة تفجر المدرج الذي كان بجانبه لدرجة أنه قد محي من الوجود, كل هذا والثلاثي مكانهم لا يستطيعون الحركة من الخوف, لكن مهما قلت لن أصف شعور سامح, الآن كل هذا بسببه, بمجرد تغيير شيء طفيف جداً حصل هذا, كان يعلم هذا حتى ولو لم يقل له أحد, كان يعلم أنه هو السبب في كل هذا.

حصيلة القتلى حتى الآن كان أكثر من مئة قتيل والعديد من الجرحى.

عمت حالة الهرج المكان وأصوات الصراخ تأتي من كل مكان.

أخرج ذو الشعر الأبيض ناراً من يده وراح يصيب الذين كانوا يهربون, لم يقف الحكيم ساكناً لفترة طويلة فهجم عليه, لكن كان ذو الشعر الأبيض سريعاً جداً, اختفى من أمام الحكيم وظهر خلفه وأعطاه صفعة خفيفة على ظهره, من أثر أصابع الكارثة البيضاء بدأ الثلج بالنمو على جسد الحكيم, وللحق لم ير أحد ملامح الآخر بسبب سحابة الغبار الناتجة عن تدمير المكان والدخان الناتج عن الانفجار.

عندما تجمد الحكيم تماماً, وقف ذو الشعر الأبيض للحظة يتأمل وقال: أهؤلاء هم الأبطال الذين سينقذون هذا العالم؟, إنهم حتى لا يقدرون على إنقاذ أنفسهم, أيها الحكيم أو أياً كنت أيام إخفائك على الناس أنك مستعمل سحر قد انتهت!.

فتح قبضة يده فتشكل سيف في يده , وراح بسرعته الجنونية يقطع هؤلاء الأشخاص بسرعة كبيرة.

في لحظة كان العشرين شخصاً من عالم آخر قد قطعوا والحكيم أصبح كتلة ثلجية.

لم تستطع رين كتم صرختها حينما رأت ذلك المشهد المروع, وبمجرد أن أصدرت صوتاً أمسك سامح الذي كان بجانبها برأسها وغطى فمها.

حسناً لا ادري ما أقول لكن ما بقي من رين بعد تلك الصرخة الطفيفة هو رأسها, دفعه خالد بعيداً وحين نظر إليه وجد أنه قد تبخر ولم يبقى منه سوى الرماد.

لم يستطع التحمل فصرخ, صرخته كانت مدوية وصاحبتها دموع, لم يستطع تحمل الوضع أكثر من هذا فأغمي عليه.

(كانت تلك هي أكثر نهاية مأساوية كان يتوقعها)

2019/01/23 · 507 مشاهدة · 558 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024