كان المكان فارغاً ومظلماً كما لو أنه قد ألقي في غياهب الظلمات, ما كل هذا؟, لماذا هذا يحدث معه؟.

أسئلة بلا إجابة يود أن يفهم لكن لا يدري يقف وحيداً في ذلك الفراغ المظلم مجبراً على هذا, لا يود أن يخبر أحداً لأنه لا أحد سيصدقه.

فتح عينه فوجد شخصاً يحمله, بسمات جسده المميزة التي كانت مألوفة استطاع سامح تحديد من صاحب هذا الجسد لقد كان خالد!

تفعلت مهارة حظ بطل الرواية ف اللحظة المناسب واستطاع الهرب من الموت وأخذ سامح الذي فقد الوعي وهرب به.

عندما استيقظ سامح وتحرك بين يدي خالد نظر إليه وقال: سامح هل استيقظ؟

-ماذا؟, كيف بقيت على قيد الحياة؟

شرح خالد له الأمر فسأل سامح بعدها عن الوضع.

أجاب خالد إجابة صدمت سامح بشده: لقد سقطت جزيرة السماء من بعد موت الحكيم, وأبيد العديد من الناس, هربت بصعوبة لكن -سعل- تباً الأمر كان صعباً جداً, الوحوش, عرفت سر سيطرتهم على السطح

-ما هو.

صرخ سامح, فأجاب خالد: أنهم كانوا.....

وصمت, نظر سامح إلى بطن خالد فوجد أن هناك شيئاً قد اخترقها.

أغمض عينه وحين فتحها, كان موجوداً في تلك اللحظة, عندما كان يقف مع خالد ورين قبل أن يذهبوا إلى ذلك الإعلان, بالضبط في اللحظة التي حضرت فيها رين لتخبرهم باقتراحها.

-سامح ما بك؟, ألم تكن ستقول أنك لا تحب الصوت العالي؟, لماذا أنت صامت؟

قالتها رين لسامح الذي تسمر واقفاً في مكانه بلا أي ردة فعل أو كلام.

-إذن لقد عدت مجدداً.

قالها في نفسه وسقط على ركبته مغياً وجهه مانعاً الاثنان اللذان حوله من رؤية دموعه التي بدأت تتساقط قطرةً قطره .

-ما ذا حدث لك يا سامح لماذا تبكي؟

قالتها رين لسامح, فقال خالد الذي فهم الوضع: اتركيه قليلاً يبدو أنه قد تذكر شيئاً يزعجه.

-من أين جاء هذا الصوت؟

قالتها رين لأنها لم تكن قد انتبهت لخالد الذي أخفض رأسه بحزن .

-إنه أنا, خالد

-أين أنت, أنا لا أراك

ضحك سامح الذي كان يبكي منذ لحظة وقال: إنه خالد الذي بجانبي أنظري.

وأشار إلى خالد.

صدمت رين التي لم تلاحظ خالد الذي كان أمامها, بل كانت لا تظن أنه من الممكن له إتقان اللغة –بالرغم من مرور عامين بالفعل- ثم قالت: المهم الآن هل سنذهب إلى.........

لم تكمل كلامها حين قاطعها سامح: لا لن نذهب أبداً.

-لماذا؟

-هكذا, أنا لا أريد

قال خالد محاولاً إدخال نفسه في الموضوع: يبدو أن لسامح سبباً في عدم رغبته في الذهاب إلى هناك, أليس كذلك؟

ونظر إليه نظرة معناه : فسر لي ما حدث بمجرد أن ترحل.

حسناً لم يكن سامح في أفضل حالاته العقلية لهذا قال: أ.. أجل , يمكنك أن تخبريني ما حدث

-لماذا؟

أمسك يدها وقال: أرجوك.

كانت فتاة ذات تسع سنوات ولم تكن تفهم كثيراً, لكنها فهمت أن الأمر من الصعب شرحه, لهذا قالت: حسناً.

وابتسمت.

فقط, فعلت هذا وذهبت لأنها شعرت بتغير من هذا الذي كان يحادثها, من هو هل اصيب بشيء لا تعرفه أم عرف شيئاً بشعاً, لم تكن تعرف, لكنها كانت تعلم شعورياً أن سامح سيخبرها لهذا تركته.

-الآن, ماذا حدث في هذا الإعلان.

قالها خالد.

كان خالد الذي عاش هنا مدة سنتين قد زاد ذكاءه, وقوة ملاحظته بسبب مراقبته لسامح فلم يكن قد وثق به بالكامل, وبالرغم من هذا وبجسد سامح الصغير وجد خالد نفسه يشعر كما لو كان سامح أخاه الصغير.

لم يكن لديه القوة الكافية للرفض ومضايقة خالد كما المعتاد لهذا قرر أن يحادثه عما حدث, وفي الواقع أخبره عن الهجوم واخبره عن كل شيء إلا استدعاء الناس من عالم آخر لأنه لن يهدأ وسيذهب بغباء إلى المكان.

وعلى جانب خالد فلم يرقه الكلام وأبدى قلقاً كبيراً على رين التي ذهبت إلى الجحيم يقدمها حيث قال: لحظة ماذا عن رين؟

-لن تتأذى, في كل التكرارات التي حصلت هي ذهبت وأنا بقيت بسبب انشغالي بتفاهة تسمى الدراسة.

في السنتين الماضيتين نجح خالد في ملء دماغ سامح بأن الدراسة عمل مرهق وصعب وما إلى ذلك بما أنه كان يكره الدراسة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى –بالرغم من أنه كان متفوقاً دراسياً-, وواحدة واحدة أصبح سامح الذي حفظ كل هذا من قبل قد مل من الدراسة, وكلما حاول أحد والداه سؤاله عن أي شيء مفاجئ كان يجيبهم كما هو موجود في الكتاب بالضبط لهذا لم يكن لهم أي اعتراض بأن يقلل أوقات دراسته, حسناً فقد كان حافظاً لكل هذا من التكرارين السابقين, وبهذا زاد تمرينه مع خالد, وهكذا تكونت علاقة بين الصداقة والأخوة بينهم.

أما خالد الذي لم يقتنع بالرد الذي أجابه به سامح لم يجد ما يقوله, بالرغم من أن هذا الفتى الذي أمامه يكذب كثيراً عليه لكن لم يكن أمامه خيار سوى الدعاء لتلك الطفلة والثقة بما قاله سامح.

-أنت تتحدث بثقة يا سامح.

-حسناً فقد مررت بهذا عدة مرات بالفعل.

-أريدك أن تخبرني يا سامح بما تعلمه عن صاحب الشعر الأبيض ذاك رجاءً.

كان هذا الفتى ذو الشعر الأبيض هو كابوس سامح الذي لا يفهمه, لماذا يفعل هذا معه؟, هو لا يفهم ولا يمكنه السؤال.

لكن سامح الذي كان ناضجاً عقلياً –إلى حد ما- أجابه: ذلك الشخص كل مرة كان يدمر فرصتي في دخول المدرسة التي أريد, كل مرة تكون مؤلمة أكثر من السابقة.

-حسناً, أفهم كم كان ماضيك مأساوياً وكم البؤس الذي تكتمه, لكن أريد أن أعرف ما حدث في آخر تكرار بالحرف, لا بد انك خفت كما هي عادتك.

-حسناً, أجل سأخبرك, ولكن قبل ذلك أريدك أن تعرف شيئاً

-ما هو؟

-من يقول عن الحكيم أنه أو يفكر في هذا سيعاقب برميه من الجزيرة عارياً, هل تتخيل هذا الخزي؟

صرخ خالد كما المرة السابقة بلغته: ما هذا الجنون؟!!!.

-حسناً, في المرة السابقة أظهر ذو الشعر الأبيض قوة كبيرة جداً, حتى أنه قد قتل الحكيم.

-حسنا, أخبرتني بهذا بالفعل.

-حسناً هذا كان في البداية وبعدها قال للحكيم المتجمد. تحدث بلغة خالد وقال ما قاله.

-تباً, أنت تقول لي الآن أن هذا ما يحصل؟, لماذا إذن يخفي الأمر؟

-لا أحد يعلم ولا أظن أننا سنعلم, المهم الآن هو أننا لن نذهب إلى ذلك الإعلان.

-هل يمكنك إذن أن تقول لي ما هو الإعلان؟

-لا

-لماذا؟

-لأنك لن تقف في مكانك عندما تعلم, حسناً....في وقت ما سوف تعلم وهذا لن يعجبك بالمرة.

صمت خالد أمام تلك الكلمات الغامضة غير قادر على الرد, لن يقف مكانه؟, سوف يعلم في وقت ما؟, هل الأمر بهذه الفظاعة ؟

كلها أسئلة جالت في عقله لكن هل سيجعل الحوار يطول برغم أن سامح يبدو شاحباً؟, بالطبع لا.

خالد كان شخصاً طيباً, لهذا لم يكن يريد أن يتعب سامح أكثر.

بعد تلك الحادثة تعاقبت الأيام بلا أحداث مهمة, إلى أن وصل أخيراً إلى يوم الاختبارات...................

---------------------------------------------------------------

وصلنا إلى نهاية الجزء الأول المسمى بـ(جحيم التكرار).

الجزء التالي الحياة المدرسية, أنواع الوحوش وآخر حضارات البشر على السطح سيتم الكشف عنهم في هذا الجزء.

حسناً كفى كلاماً مثل الممثلين الآن ما رأيكم في الجزء الأول

هل أعجبكم أم كان مملاً؟.

يشرفني رؤية آراءكم في التعليقات :)

2019/01/23 · 509 مشاهدة · 1074 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024