بعد أن تفقدوا غرفهم قرر خالد أن يجعل هناك غرفة لرين وغرفة لهم, حسنا كان هناك اعتراض من سامح الذي ظن أن خالد يفعل ذلك لأن رين فتاة ويفضلها عليه لكن وبطريقة ما أقنع خالد سامح باقتراحه.

خرجوا في جولة ليتفقدوا مرافق المدرسة الأخرى .

بين المباني الدراسية المختلفة والمباني السكنية والكافتيريات, كان الثلاثة يسيرون وهم يتحادثون مع بعضهم في أشياء ليست ذات أهمية, لتمضية الوقت فقط, فلا أحد سيبقى في غرفته من الساعة التاسعة إلى اليوم القادم, باستثناء خالد إذا كان لديه هاتف وانترنت , كان سيبقى للشهر القادم بلا مشاكل.

لكن حسناً يقال أن دوام الحال من المحال, لكن لم يكن خالد المهووس بطب النفس والتعمق في النفس البشرية يستطيع أن يتخيل أنه من الممكن أن تحدث له تلك الأشياء الغريبة في ليلة واحدة, بالرغم من أن الأحداث كانت تسير ببطء نوعاً ما لكن دائماً هناك ترسبات تعلق سواء في القلب أو في العقل, تلك الترسبات التي في العقل تحديداً تسمى بالخبرة الحياتية فالشخص ليس بعمره بل بما مر به, حسناً بالرغم من كلامي هذا إلا أنه ما يزال أحمقاً قد نسي أن أكثر مهارة يحبها ذهبت, أو ستذهب منه قريباً, ونسي كذلك أن يخبر سامح بإحصاءات منير.

سامح و بالرغم من ذكائه ومجاراته لخالد في الحديث بل والتغلب عليه في عدد من النقاشات إلا أنه كان طفلاً بالاستناد إلى خبرته في الحياه, فتكرار نفس الأحداث لا يكسب الخبرة حتى وإن كانت تختلف قليلاً كل مرة, لكن لا بأس فمازال شاباً لم يتقدم في العمر أو شيء كهذا.

كانت رين هي الأكثر طبيعية بينهم والأقل حظاً بالظفر بالذكاء, حسناً فهي قد عاشت أكثر حياة طبيعية بينهم وبسبب أنها كانت منطوية منذ الصغر فلم تستطع أن تتواصل أو تقول ما بداخلها لأي أحد , لم تستطع حتى التواصل مع والديها دون الشعور بالخجل, كان سبب بكائها السريع هو لتفريغ الطاقة الكبيرة التي بداخلها بسبب أنها لا يمكنها القيام بشيء تظن أنها ستحرج به نفسها, وللأمانة كانت تعتبر سامح صديقاً عزيزاً لهذا كانت تخرج تلك الطاقة البكائية أمامه برغم أنها تعرف أن هذا يزعجه لكنها تحب أن تراه غاضباً, لكن صراخه عليها تلك المرة جعلها تجفل منه.

مضى اليوم الأول في المدرسة بعد ذلك بسرعة وبدأ اليوم التالي....

في اليوم التالي كان أول من استيقظ هو خالد, وكان قد استيقظ قبل شروق الشمس بفترة ليست طويلة.

غير ملابسه وأيقظ سامح فدخل سامح إلى الحمام.

طرق باب غرفة رين لأنه لم يرد الدخول في غرفة بها فتاة غريبة عنه –ليست من عائلته- وهي نائمة لهذ طرق الباب.

المرة الأولى... لم يرد أحد.

المرة الثانية.......لم يرد أحد

المرة الخامسة عشر..... لم يرد أحد

قرر أن يفتح باب الغرفة حينها , كانت نائمة في عاشر نومة, فاغرة فاهها وهناك بعض اللعاب السائل على وجهه, وشعرها كان أشعثاً .

إذا رأيتها الآن لن تصدق أنها كانت تلك الفتاة الظريفة قبل أن تنام.

-شكلها مرعب وهي نائمة أليس كذلك.

رد خالد على الصوت: أجل, أحاول مقارنة الصورة التي في ذاكرتي –لاحظ أن هناك صوت فقال- متى خرجت من الحمام يا سامح؟

-منذ الطرقة الأولى.

- أوه, تباً يبدوا أنني عديم الإحساس.

-المهم, لماذا لم تدخل مباشرة فأنا لم اعهدك تحب التباطؤ في الأعمال البسيطة جداً..... حسناً إيقاظها عمل صعب جداً.

-لم أدخل بسبب معتقدات دينية , و....كيف هذا عمل صعب؟

-حسناً جرب بنفسك.

لم يفهم تماماً لكن بعد عشر دقائق من المحاولة استسلم وقال: تباً, كيف لا تستيقظ, لقد جربت كل الطرق الممكنة حتى أنني صرخت في أذنها.

قال سامح متفاخراً: أنا أعرف الطريقة لإيقاظها.

-افعل وإلا سنتأخر هكذا.

دخل وهمس في أذنها بكلمة فاستيقظت في لحظتها.

قال سامح لها عندما استيقظت: هيا, سنتأخر هكذا.

قالت بتثاؤب: حسناً...حسناً.

بعدها قامت من على السرير وخرجت.

قال خالد متعجباً لسامح: كيف!؟....ماذا قلت لها؟

-سأقص شعرك

-على ما يبدو أنها تحب شعرها جداً.

قالها خالد محاولاً تفسير تلك الحالة الغريبة, فرد سامح عليه بالإيجاب.

حسناً كان ذلك لأن ذلك الشعر يذكرها بصديقتها التي انتقلت إلى مكان بعيد, لم يكن صديقها الوحيد هو سامح...حسناً كان صديقها الأول لكن لم يكن الوحيد, كانت صديقتها المفضلة, كان اسمها آسيا.

مضت مدة من الزمن تحضَّر فيها رين وسامح , وفي نفس الوقت استغل خالد فرصة انشغالهما لأخذ غفوة على الأريكة, ولم تمضِ سوى خمسة دقائق بعد أن جهز الثلاثة حتى رن الجرس.

الكل خرج بلا استثناء إلى الصف لكن.... كان مبنى الصفوف مغلقاً,...لم يفهم أي أحد لماذا.

بينما كان أحد الطلاب الأكبر سناً ماراً رآه الطلاب فتقدم أحدهم, فتى ذو شعر أخضر ووجه نال حظاً من الجمال بعيون رمادية وجسد فيه قوة عضلية كبيرة, كان هذا الفتى هو الثاني بعد سامح في الدرجات.

سأل الطالب الفى الأكبر سناً فأجابه بأنه من الساعة السابعة إلى التاسعة وقت الإفطار في الكافتيريا ومن العاشرة إلى الثالثة وقت الحصص الدراسية.

ذهب الكل إلى الكافتيريا.

لحسن حظهم أن هناك أكثر من كافتيرياً برؤية طابور الطعام الطويل, فلقد كان سيكون أكثر طولاً من هذا بكثير جداً. .جداً.

كان الطعام عبارة عن طبق من أنواع غريبة من الخضروات المشهورة في هذا العالم.

حسناً, لنقل أنه بعد قليل ستبدأ الحصة الأولى.....

-----------------------------------------------------------------------

إن أعجبك الفصل لا تنسى الإعجاب والتعليق

تأليف: AZOZ

2019/02/03 · 456 مشاهدة · 801 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024