في الكافتيريا , مكان فيه العديد من الطاولات التي تتسع لأكثر من شخص , جلس الثلاثة يأكلون , من بدأ بالحوار كان سامح حيث قال: حسناً, كان هذا غريباً ظننت أننا سندرس ونسيت الإفطار, كان من المفترض عليهم أن يعلقوا جدول النشاطات اليومية .

-حسناً لربما نسوا

قالها خالد بعدم اهتمام , فأتبعت رين: الأمر الغريب حقاً هو أننا في نفس الغرفة.

-هل أعجبكم الوضع أنا من أوصيت أن يضعوكم في نفس الغرفة؟.

قالها شخص بصوت مسموع من ورائهم وعندما نظروا إليه وجدوا أنه معلمهم الأستاذ منير.

لم يستطع فم سامح أن يسعفه ويجعله يرد فرد خالد في لحظتها: رائع, أشكرك يا أستاذ, لكن ماذا تفعل هنا؟

-جئت لكي أفطر, ماذا هل الأكل ممنوع؟

كان الاثنان يمثلان تمثيلاً رهيباً, بين الطالب الذي لا يعرف ما سبب مجيء معلمه , والمعلم الذي يتظاهر بالغباء.

قالت رين بابتسامة عريضة: هل تريد الأكل معنا؟

رد منير عليها ببسمة مصطنعة: حسناً, كنت سأطلب ذلك في الواقع.

جلس بين خالد وسامح وراح يأكل من الطبق الذي أحضره بشراهة, قال سامح الذي وأخيراً استطاع استجماع شجاعته: أليس هناك سكن مخصص للمدرسين وفيه مكان للطعام, لماذا تأكل هنا؟

-كما تعلم السطحيين لا يعاملون كالجزريين, ولهذا أنا معكم في مسكن الطلبة في غرفة جيدة إلى حد ما, ويجب علي أن آكل معكم, واخترت أن أجلس معكم لأنك الأول في جيلك, كنت أود أن أعرف عنك أكثر.

في الطاولة التي بجوارهم كان يجلس شخص ذو شعر أخضر, وبمجرد أن سمع كلمة الأول قام من مكانه وأتى إلى طاولة سامح وضرب قبضته بقوة عليها وقال: لقد سمعت أن الأول هنا, أين هو.

تنهد منير في ملل وأسند ذقنه على يده وقال: أنت تعلم أن هذا سلوك خاطئ أمام المعلم.

قال بغرور: وماذا في ذلك لست سوى سطحي لعين.

لم يعقب منير على الإهانة ولكن أشار إلى سامح الذي استراح في كرسيه ووضع قدماً على قدم وقال: حسناً حسناً أول معجب في نادي معجبي هو فتى أتساءل إن كنت ساحراً إلى تلك الدرجة.

وابتسم لمنير.

اشتاط ذو الشعر الأخضر غضباً وقال: أتحداك أنا غريب في تحدي المصير.

بدت الدهشة على وجوه الجميع إلا خالد الذي لم يفهم معناها, سأل منير فقال له: الفائز في هذا التحدي يمكنه أن يطلب من الخاسر أي شيء حرفياً, لهذا لا يتم استعماله إلا في حالات قليلة جداً.

قال سامح: تحدي المصير هل أنت متأكد؟, أعني أنه سيتم إهانتك إهانة كبيرة بطلبي.

قال غريب بفخر وغضب امتزجا: أنا من سيجعلك تتجرع الإهانة إلى أن تموت.
قالت رين لخالد بصوت منخفض: هذا غريب, من يتحدث ليس سامح.

لم يفهم خالد ما قالته لهذا سأل: ماذا تقصدين؟

-سامح لا يتحدث هكذا مع أي أحد, الأمر يبدو كما لو أنه يتم التحكم به.

في لحظتها نظر خالد إلى منير فهو الوحيد الذي يمتلك القدرة على استخدام السحر هنا, لكن لم ير أي شيء غريب فيه.

كان التحدي بحسب ما يريد الطرف الذي اقترحه لهذا كان القتال هو محور هذا التحدي, ابعد الطلاب طاولات الطعام التي كانت ستعيق الطريق وشكلوا دائرة حولهم, فيف طرف كان يقف غريب والطرف الآخر كان يقف سامح بنظرة ثقة كبيرة.

قال سامح بابتسامة عريضة على وجهه: هل نبدأ؟

-أجل.

في لحظة بدء القتال وجد غريب نفسه يطير مندفعاً إلى الوراء إلى أن اصطدم بالحائط.

لم يستوعب أحد ما حصل وخصوصاً خالد , حيث أنه يعلم مقدار قوة سامح وحدوده, لكن هذا تخطى كل المعقول.

اقترب سامح من غريب الذي لم يقوَ على القيام بعدها وقال: هذا فوزي , أم أتابع؟

أخفض غريب رأسه منهزماً في علامة على الاستسلام فتبسم سامح وقال: الآن أنا آمرك أن تنظف هذه الكافتيريا بلسانك.

لم يستطع أحد من الحضور أن يخفي دهشته لسببين رئيسيين أولهما أنه لم يتوقع أحد – وخصوصاً رين – أن يكون سامح يستمتع بإزلال خصومه وثانياً لم يتوقع أحد هذه القوة من سامح.

في وسط الهدوء الذي عم المكان قام منير من على كرسيه ووضع يده على كتف سامح وقال له: ما رأيك أن تسامحه هذه المرة لأجلي.

قالها وابتسم ابتسامة صفراء فأجابه سامح: حسناً يا معلم, لأجلك فقط سوف أسامحه.

في وسط الحشد رأى منير شخصاً لم يكن ليتخيل أنه قد يراه هنا في هذا المكان بعد تلك الفترة الزمنية, بعدها استفاق وقال لنفسه: لا لقد ماتت منذ زمن.

عندما لاحظ غريب الابتسامة قال: هذه مكيده, لقد فعل هذا لإزلالي فقط.

وأشار إلى منير الذي تنهد في ملل وقال: حقاً؟ , إذا أردت إهانتك كنت لأهزمك دون حراك.

رد غريب غاضباً: أتحداك أن تفعل.

بعدها مرت ثوان لم يتبادلا فيها شيئاً سوى النظرات, لكن لم يكن منير يحتاج إلى شيء سوى النظر إليه لتفعيل مهارة الهلع بقوة متوسطة كي لا يقتله من الرعب.

عندما لم يستطع تحمل تلك المهارة هرب خائفاً.

بعد أن انتهت تلك الحادثة عاد الجميع إلى مكانه يتهامسون فيما بينهم عما حصل للتو.

رحل منير من بينهم فسأل خالد بلغته سامح: ما تلك القوة قبل قليل وما ذلك الطلب؟

رد سامح عليه شارد الذهن محاولاً استيعاب ما حدث: لقد.... لقد كان يسيطر على عقلي!!!.

بعد ساعات قليلة بدأ الدرس الأول.

دخل منير الفصل وقال: مرحباً يا طلاب اليوم سندرس عن وحوش السطح, في البداية وقبل أن أبدأ هل هناك أسئلة؟

رفع أحد الطلاب يده فأشار إليه منير فقال: أعتذر عن السؤال لكن لماذا تم قبولك كمعلم مع أنك سطحي وسنك صغيره؟

الوحيد الذي تفاجأ من سماع أن سن منير صغيرة هو خالد فقد كان يظن أن منير عجوز لكن لم تظهر على وجهه تجاعيد بعد, والسبب في معرفة الطالب فيما إن كان شاباً أم لا يرجع إلى طبيعة ألوان الشعر الزاهية لدى الجزريين, فالأمر كما لو أحضرنا لك مجموعة من الآسيويين (من اليابان والصين وكوريا ) وطلبنا منك أن تفرق بينهم, ستجد صعوبة بالطبع لكن إن أحضرنا يابانياً فسيكون من السهل عليه التفرقة.

أجاب منير على السؤال: سبب قبولهم لي هو أنني أقوى سطحي.

بعدها أصبح الصف حاراً وإذا نظرت حول منير فسترى قطعاً من الحمم مشكلة بهيئة مدببة وتطفوا حوله.

بعدها أخفى تلك الحمم وقال بابتسامه: حسناً, أريتكم سري الصغير, الذي سيفشيه سوف يموت أبشع ميتة , والآن فليبدأ الدرس.

كان قراراً مثالياً فلا أحد سيستطيع التكلم بعد رؤيته لهذا السحر, ولكنه لم يكن ليسأله هنا.

بدأ منير الكلام: أولا تعريف وحوش السطح: هي وحوش ظهرت قبل ثلاثة آلاف عام على السطح جاعلة السطح مكاناً أشبه بالجحيم.

بعدها يأتي أنواع الوحوش, أنواع الوحوش هي سبعة تنقسم بحسب قوتها, فالوحش من النوع الأول ضعيف و ترتفع قوة الوحش بارتفاع الرقم, أقوى وحش يسمى بالتنين لم يظهر من سوى واحد فقط وتمت هزيمته وقتله على يد القائد الذي قاد الحملة الفاشلة قبل ألف سنه, وسبب تركه على القائمة هو بسبب رؤيته عدة مرات على السطح.

النوع الأول من الوحوش يسمى بالبدائي وهو وحش ضعيف أقصر من الإنسان بقليل وقوته كرجل بالغ.

النوع الثاني يسمى بالنوع الثانوي وهو وحش قوي له قرون سر قوته الأساسي هو المطرقة التي يحملها والتي لا يستطيع خمسة رجال حملها.

النوع الثالث يسمى بالطائر البدائي, ذلك الوحش يمشي على أربعة قوائم ويميزه عن الوحشان السابقان بأنه سريع ويستطيع الطيران, لكن لحسن الحظ الجزيرة على ارتفاع أعلى من أن يستطيع الوصول إليها.

النوع الرابع يسمى الوصي وهو واحد من اثنين يحرسان الملكة ذات المستوى السادس, ويتميز بذكائه عن باقي الأنواع السابقة

النوع الخامس يسمى المدمر قوته كبيرة وسرعته أكبر ويتميز بولاء كبير للملكة وأجنحة سوداء عملاقة.

النوع السادس ملكة اليأس وقد أخذت تسميتها بسبب أنها سبب انهيار تلك الحملة منذ ألف سنه , أكثر الأنواع ذكاءً ولديها قدرة تحول من ينظر إليها مباشرة إلى حجر, تعتبر ملكة الوحوش ومن يجرؤ على معارضتها تدمره بزيلها الذي يشبه السوط الحديدي.

وأخيراً النوع الأقوى التنين, لديه أجنحة عملاقة وخمس رؤوس يطلق من رأس شيء مختلف, لديه قدرة تجدد عالية جداً وشبه مستحيل هزيمته, يمكنه الطيران إلى الجزر بسهوله.

بعد أن أنهى كلماته ابتسم وقال: هل من أسئلة على هذه الجزئية؟

رفعت فتاة ذات شعر أزرق وبشرة بيضاء قد تبدو تلك الأوصاف مشابهة لرين لكنها لم تكن هي بل كانت صديقتها التي لم ترها منذ مدة آسيا.

عندما رآها منير مجدداً ارتبك وقال: هل لديك سؤال يا سامح؟

لم يكن سامح منتبها بسبب محاولة فهمه لما حصل منذ ساعات قليلة, وعندما لاحظ أن منير يسأله ونظرة زملائه ناحيته , سأل خالد خفية عما كان المعلم يتحدث عنه, فأجابه : وحوش السطح.

بمجرد أن سمع سامح الإجابة , سأل سؤالاً كان نصه: كيف تم التغلب على الوحش السابع بالرغم من أنه يمتلك تلك القوة الهائلة؟

عقدت آسيا ذراعيها في غضب وسكتت بينما أجاب منير: بالرغم من أننا سنتعلم بالتفصيل عن كل وحش فلا ضير من أن أخبرك بكيفية هزيمته.

أشار إلى قلبه وقال: هنا السر.

نظر سامح بنصف عين وقال: يتم هزيمة أقوى وحش بالحب؟

لم تتغير ملامح منير كثيراً وهو يرد على إجابة سامح: لا يتم الهجوم على صدره فتلك المنطقة من أضعف المناطق من حيث سرعة الشفاء وبعدها يتم تقطيع قلبه, حسناً أنا لم أر هذا بعيني بل هي من القصص التي تناقلتها الأجيال بين السطحيين وما يدعم هذا الكلام هو مذكرات تركها أحد أتباع القائد الفاشل وقد كتب فيها هذا الكلام.

بعدها نظر حوله ينتظر أي سؤال آخر وعندما لم يجد تابع:

حسناً اليوم في الدرس الأول سوف نتحدث عن الوحش الأول.....

----------------------------------------------------------------------------------------------------

إن أعجبكم الفصل لا تنسوا الإعجاب والتعليق

تأليف: AZOZ

2019/02/06 · 451 مشاهدة · 1450 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024