لتجنب الحديث الطويل سوف أختصر الدرس بسرعة, الوحش البدائي نقطة ضعفه هي رقبته, أكثر مكان هش في جسده وبلكمة قوية يمكن القضاء عليه.

تلك الجمل البسيطة كانت اختصاراً لشرح مطول استمر لأكثر من ساعة وهم الآن في استراحة لبضع دقائق حتى يتم بدء الدرس التالي, في تلك الأثناء مط سامح جسده بعد جلوس طويل, قال بعدها لرين التي كانت هادئة على عكس المعتاد: أوه رين لما أنت هادئة هكذا؟

نظرت إليه وقالت: لـ... لا شيء, كنت أفكر بآسيا, لم أرها منذ مده.

رفع سامح عينه عنها فوجد آسيا تجلس قريباً منهم, عندها ابتسم ببلاهة وقال: اسأليها.

نظرت بتعجب وقال: ماذا تعني؟

-أنا لن أقول شيئاً فقط انظري وراءكِ

عندما نظرت ووجدت آسيا اندفعت نحوها وقالت بسعادة: آسيا

التفتت آسيا لمصدر الصوت فوجدت رين فاندفعت نحوها هي الأخرى, احتضنت كل منهما الأخرى كتحية وبعدها تركا بعضهما البعض, قالت رين: لم أركي هنا هل كنت خفية أم ماذا؟

-أنا أيضاً....لحظة كيف دخلتِ المدرسة وأنتِ أصغر من السن القانونية؟

حكَّت رين ذقنها بارتباك وقالت: حسنا.... يمكن القول أنها منحة.

نظرت آسيا حول رين باحثة عن شيء ما ثم قالت متسائلة: غريب أين هو سامح, لقد كان يثرثر كثيراً بأنه سوف يدخل هذه المدرسة...- جمعت الخيوط ببعضها وقالت: هل يعقل أنه دخل منذ سنه كما دخلت أنتِ مبكراً؟

ضحكت رين وقالت لها: لا إنه جالس هناك –أشارت إلى مكانه ثم تابعت: هو من لاحظك في الأساس.

ابتسمت آسيا ابتسامة شيطانية وقالت: ما رأيك أن نعبث معه قليلاً.

سمعوا صوتاً يقول: تعبثون مع من؟

عندما نظرت الاثنتان إلى مصدر الصوت وجدوا أنه سامح, قبل أن يقولا كيف, قال لهما: قد لا أبدو كذلك لكنني سريع جداً.

كانت آسيا هي أول فتاة صادقتها رين وبقيا صديقتين هكذا إلى أن انتقلت إلى مكان بعيد.

كانت أيضاً صديقة لسامح لكن لم تكن الحوارات بينهما تقام إلا لو كانت رين هي من بدأها وجعلتهما يشاركان في هذا الحوار, لم تتعرف على خالد بعد بسبب أن سامح لم يكن يريد ذلك لماذا؟, لا أحد يعرف حتى هو.

تقدم خالد وقال: من هي صديقتكم ؟

قالها بحسن نية شديد بغرض معرفتها ليس إلا فقال سامح: خالد هذه آسيا, آسيا هذا خالد.

رفعت آسيا يدها وقالت بابتسامة مصطنعة: مرحباً.

ثم همست لرين في أذنها: منذ متى وأنت تتصادقين مع السطحيين؟

كان سامح القريب منهما قد سمع فقال: هذا ليس سطحياً بل من عالم آخر.

لم تصدق سامح في البداية لكن بعد تأكيد رين قلت شكوكها لكنها مازالت غير مصدقة فقالت: في وقت الغداء سنذهب إلى مبنى الأبطال إذا تعرف على واحد منهم سوف أصدقكم .

قال سامح بثقة: بالطبع.

لم يكن خالد يفهم تماماً سبب تلك الثقة الكبيرة لدى سامح لكن بما أنه قد ذهب إلى المستقبل – يقصد عندما ذهب خالد معه إلى الإعلان – فلابد أنه قد رآه يتعرف على شخص من عالمه حينها.

بجرد أن انتهى الحوار قال منير: هيا إلى ساحة التدريبات , التدريب , سيبدأ الدرس القادم بعد دقيقة.

توجه الطلاب إلى الساحة المقصودة, كانت عبارة عن أرض فارغة, حسناً ففي الأساس هي أرض لتدريبات القتال.

قال منير وهو يحك شعره وهو يقف أمام الطلاب: أولا قبل أن أبدأ, كلكم تعرفون بالطبع أن السحر هو شيء ضاع منذ ألف سنة مضت, أليس كذلك؟

لم يجب أحد فاعتبر منير السكوت علامة على الموافقة وتابع: تم قبولي في هذه المدرسة أساساً لكي أعلمكم السحر, وكل يوم على مدار السنين القادمة وطوال فترة بقائكم هنا ستأخذون دروس السحر يومياً, إلى أن تتخرجوا.

لم يستطع أحد التصديق فوجود مستخدم سحر في زمنهم هذا كوجود شخص يعطي كل من يراه أوقية من الذهب, لكن في نفس الوقت لم يستطع أحد الإنكار بسبب رؤيتهم لتلك الحمم الطائرة في وقت سابق فظلوا صامتين إلا خالد الذي سأل بحماسة: ما هو أول نوع سحر ستعلمنا إياه أيها المعلم.

-سحر لتحديد هالة الأشياء من حولك, تمكنك من معرفة ما يشعر به الذين من حولك وبهذا تحدد إن كان عدوك أم لا.

صمت للحظة ثم قال: تباً لما أنتم متجمدون هكذا ظننت أنكم ستقولون مدهش أو رائع أو شيء من هذا القبيل, حسناً لا يهم ...... أولاً لتفعيل هذا السحر أغمضوا أعينكم , وبعدها تخيل تدفق الطاقة ......-تذكر شيئا فقال- صحيح لم أعلمكم بعد ما هي الطاقة السحرية, الطاقة السحرية هي عبارة عن قوة موجودة في الجو ولا يمكن لمن لم يستعمل السحر لمرة واحد على الأقل أن يشعر بها, إذن كيف يمكن الشعور بها؟

توقف للحظة ثم تابع: قولوا ورائي هذه الكلمات , (تفعيل السحر) لكن قولوها بإحساس كما لو أنكم تستعملون تلك القوة حقاً, ولكن على تحذيركم, حاولوا الابتعاد عني قد المستطاع وأنتم تفعلون هذ السحر حسناً, أنا لا أريد لواحد منكم أن يموت.

لم يفهم أحد كيف قد يموتوا لكنهم التزموا بما قاله إلا سامح, لأنه كان يعلم أنه إذا جرى له شيئاً فإنه سيعود بالزمن لهذا لا بأس.

في أول ساعة من التمرينات لم يكن أحد قد فهم بعد لهذا كانت بلا فائدة , وبعد تلك الساعة وتحديداً بعد أن أعلن خالد أنه استطاع عملها بشكل طفيف, بدأت روح التفاؤل بالدخول إلى قلوب الذين فقدوا الأمل, وبالنسبة لسامح الذي كان مصدقاً لكن لم يكن يفهم الآلية تماماً فقد سأل خالد الذي قال: تخيل نفسك تخرج زفيراً من أنفك, الأمر هكذا, فقط استرخي.

خالد الذي كان واثقاً وقد شاهد العديد من المسلسلات التي تتحدث عن السحر وبسبب تشابه الشروحات فقد فهم أسرع ممن كانوا موجودين.

في آخر الحصة وفي النهاية استطاع سامح فعلها وهو بالقرب من المعلم .

وقع سامح على الأرض ممسكاً بقلبه بينما تحرك منير مبتعداً عنه وهو يقول أن درس اليوم قد انتهى.

هرع خالد هو ورين وآسيا إلى سامح الي على الأرض, سألت رين في هلع: سامح ماذا بك؟

قال سامح بشكل خائف متقطع: لـ...لقد.... لقد كان ... يائساً!

-----------------------------------------------------------------------------------------------

إن أعجيكم الفصل لا تنسوا الإعجاب والتعليق.

تأليف: AZOZ

2019/02/08 · 444 مشاهدة · 909 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024