عندما سمع خالد كلمات سامح علت محياه تعبيرات سخفة وقال: أتقول أن ردة الفعل هذه نتيجة لأنك شعرت بأنه بائس؟

بعدها قال بجدية: هل أنت أحمق!؟

قالت آسيا التي عرفت أنه لا يمثل لخالد: دعه يتحدث, لربما يكون الأمر غريباً علينا , ولكنه جربه لهذا دعه يشرح ما شعر به.

-همم... وكأنني أمسكته.

قالها خالد مغتاظاً لأنه -حرفيًا- شعر أن قلبه وقع في قدمه عندما رأى سامح هكذا, لذا ظن أنه قد أصيب بشيء ما , وعندما سمع ما قاله لم يستوعب كل لما ردة الفعل المبالغ فيها هذه.

سامح الذي فهم سبب غضب خالد بدأ يشرح موضحاً: عندما فعّلت ذلك السحر وجدت أنني في مكان مظلم, وهناك أشباح أرجوانية تهيم متراقصة حولي, وبصوت مرعب ويائس وبائس وكل الصفات التي تعبر عن الحزن, كانت تقول: ابتعدوا.... لا أحد قد بقي..... اذهبوا إلى الجحيم.... الغضب.....اليأس....... مات أولئك وهؤلاء سيموتون.

وأخذ يعيد ما تذكر من كلمات تلك الأشباح, كانت تلك الأشباح قد أصابت قلبه بحالة من الوهن مما جعله يقع على الأرض, وبعدها وبتفكير سريع عندما استفاق قال هذا.

لإذهاب جو التوتر الذي حل على المكان قالت رين بنبرة متحمسة: هيا, لقد بدأت استراحة الغداء لذا لنذهب لكي يثبت خالد أنه من عالم آخر.

وسحبت آسيا بسرعة وهرولت بها ناحية المكان الذي لا تعرفه.

خالد الذي كان قد بدأ دراسة طب النفس قد فهم الغرض من حماسة رين المفاجئة فقال لسامح وهو يبتسم: أتعلم, حتى ولو لم تقل, هي تحبك حتى ولو لم تعرف هي نفسها بذلك, في الواقع أنا أغبطك.

وأخذ سامح من ذراعه يسحبه ليقوم من على الأرض.

قال سامح مكذباً: لا بد أنك تبالغ, فنحن مجرد أصدقاء طفولة.

ابتسم وقال وهو يتذكر الأنيميات الرومنسية التي قد شاهدها وقال مبتسماً ابتسامة عريضة: هكذا تكون البداية دائماً.

أخذا يتحركان ناحية كافتيريا الأبطال –أو هكذا أحب أن أسميها- وقد سألا العديد من الطلاب الآخرين عن المكان, وبعدها أخيراً وصلا إلى المكان.

لم يكن المكان مختلفاً عن بقية مرفق المدرسة إلا في العدد الكبير من الطلاب الذين تجمعوا في ذلك المبنى, منهم من يود سؤال الأبطال عن عالمهم ومنهم من يقف ليرى المخلصين.

لم تكن رين أو آسيا قد وصلتا بعد لهذا قررا الدخول من دونهما.

بين الحشود الطلابية كان يوجد شخصين في المنتصف يحاولان العبور كما لو كانا يسبحان في محيط من جثث البشر.

عندما وصلا أخيراً , ترك سامح لخالد التحديد من بين الأشخاص.

رآه خالد فلم يصدق لذا ذهب ناحيته وقال لذلك الفتى ذو الشعر الأسود الأشعث والنظارات : هل أنت حسام؟

قال الفتى ولم يلتفت له: أجل هل يمكنك أن تتركني قليلاً لأتناول طعامي؟

وبعدها التفت ليرى شخصاً كان يعرفه جيداً قال مصدوماً: أنت..... أنت ..خـ....خالد؟

-أجل يا أحمق ومن غيري, يبدوا أنه في الفترة التي غبت فيها أصبحت فظاً.

بمجرد أن أنهى كلامه شعر بنظرات حارقة تخترق جسده وعندما التفت وجد الناس الذين حوله ينظرون إليه كمن ينظر إلى من قتل عائلته, كانت نظرات مليئة بالحقد والكره, وقبل أن يقوم أحدهم بأي حركة قال حسام مبتسماً: لا بأس هو صديقي والذي قاله مزاح.

برغم انخفاض حدة النظرات إلا أن خالد لم يشعر باطمئنان بعد لهذا قال سامح عندما لاحظ توتره: بالمناسبة..... من هذا الطفل؟

قالها وكان يشير إلى سامح الذي قال: أنا صديق خالد ومن جعله يسكن معي.

قال حسام بنظرة غريبة لخالد: والآن ما هذا؟, أعرف أنك تحب التسول لكن من طفل؟ لقد تخطيت الحدود.

اقترب خالد من أذن حسام وقال هامساً: إنه في التاسعة عشر من العمر.

قوس حسام حاجبية ونظر نظرة متفحصة على سامح , فلم يجد أي شيء لا الشارب قد نمى ولا شعر اليد ولا حجم الجسم, حسناً البنية العضلية جيدة لكن.... ملامح الطفولة المتأخرة بارزة عليه , نظر إلى خالد ليفسر له فقال له ما حدث, وبمجرد أن انتهى وضع حسام يده على ذقنه وقال : يا فتى, أعرف أنك قوي لكن... هل بكيت يوماً بسبب ما حدث؟

قال له سامح: لا, وما فائدة البكاء أصلاً؟

تدخل خالد قائلا: هو لم يكتم كل الألم في قلبه بل باح به وتحدث عما حصل وناقشه معي.

قال حسام وهو يحك شعره الأشعث: إذا كانت مشاجرة أو مشاكل شخصية فمن الممكن أن يزيل هذا حزنه أما من رأى من حوله يموتون فيجب عليه أن يفعل أكثر من البوح.

كان سيكمل لكن قاطعه صوت فتاة تقول: ها أنت ذا يا سامح , أين كنت أنت وخالد..... أوه مرحباً سيدي البطل.

كانت تلك هي آسيا التي كانت تتحدث وهي تسحب رين بين الحشود.

عندما توقفا قالت رين متصنعة غضباً جعل وجهها يبدوا لطيفاً: أين كنتما لقد كنا نبحث عنكما!.

قال سامح: لقد كنا هنا أين كنتما أنتما.

قالت آسيا: كما قالت رين كنا نبحث عنكما.

ببسمة فيها شك قال سامح بنبرة ساخرة: ألم تتوها بسبب أنكِ تشعرين بالحرج عندما تسألين أحداً؟

احمرَّ وجه أسيا وقالت محاولة التكذيب: كـ....كلا مستحيل أن أفعل هذا أعني من الأحمق الذي سيشعر بالحرج من مجرد سؤال؟

-أنت

-أووووه تباً, اصمت يا سامح.

ضحك الجميع على آسيا التي كانت محرجة جداً,(مع العلم أن الذين كانوا حول حسام قد ذهبوا منذ فترة)

للأسف ومنذ سن العاشرة بدأت آسيا تخجل من الفتيان وبعدها واحدة واحدة بدأت تحرج من الفتيات كذلك بسبب أنها لم تخرج للعب أغلب الأوقات, وكانت تلعب فقط مع رين التي كانت تلعب -غالباً- وحيدة , في أحد الأيام لاحظ سامح الذي لاحظ أنها لا تلعب كثيراً وتذهب عندما يأتي, وقرر بذكائه –الغير موجود- أن يجعلها أمام الأمر الواقع فقد أثارت انتباهه برغم أنها أكبر سناً منه – ليس كفتاة ولكن كإنسانة- وتصادقا وما إلى ذلك وبعدها رحلت ولم يعرف أحد عنها شيئاً لمدة ثلاثة سنوات.

-احم

أصدر حسام هذا الصوت لعلمهم أنه موجود, وعندما تذكرت آسيا سبب قدومهم إلى هنا فسبقتها رين التي قالت له بحماس: هل أنت وخالد صديقان يا سيد بطل.

قالتها بحماس لأنها كانت لا شعورياً ترغب في أن يتم إثبات أن خالد من عالم آخر .

-أجل خالد صديقي منذ أن كنت طفلاً.

التفتت آسيا إلى سامح الذي كان ينظر بشماتة بنظرة الفائز الذي سلب من الخاسر كل شيء .

كانت رين التي سمعت أن الصديقان منذ الصغر تفرقا ما يفوق الثلاث سنوات عن بعضهما متأثرة جداً وقالت بعين تدمع: مسكينان, لابد أنكما قد تألمتما كثيراً.

وقبل أن تبدأ بالبكاء نهرها سامح بغضب فنظرت إليه نظرة لم يلاحظها أحد سوى حسام الذي قال بعدها بنبرة لطيفة: لا بأس يا فتاة ؛ فكما ترين لقد التقينا من جديد ويبدو أني سأتعرف على أصدقاء جدد, بالمناسبة أود أن أكون صديقك ما اسمك؟

قالها ثم ابتسم.

قالت رين بعين لامعة: حقاً!, أن أكون صديقة البطل لابد أنني أحلم.

-إذن ما اسمك؟

-أوه صحيح, اسمي رين...(أشارت لآسيا)... وهذه آسيا, وهذا سامح.

تبسم مجدداً وقال لرين: هل يمكنك الذهاب أنت وآسيا قليلاً أود التحدث مع سامح وخالد قليلاً إذا سمحت.

أومأت بحماسة وقالت : أجل!

أمسكت بيد آسيا وخرج بها مسرعة دون أن تنطق حرفاً آخر.

عندما تأكد أن تلكما الفتاتان قد خرجتا قال بصوت مسموع قليلاً: فتاة طيبة.

التفت لسامح وقال: لماذا تحدثت معها هكذا؟, أعني أنها لم تفعل شيئاً سيئاً .

قال سامح: أنا أود منها فقط أن تعلم أنه لا يجب عليها البكاء على كل وأي شيء.

-كان يمكنك الطلب منها فقط وكانت ستحاول.

-و كيف عرفت يا سيد من عالم آخر؟

-برغم أنني قد قلت لها للتو أننا سنصبح أصدقاء نفذت طلبي وخرجت هي وآسيا , عليك أن تعلم أن من تعاملها ليست بنفس عمرك بما أنك عائد بالزمن بل أصغر منك بست سنوات.

-حسناً, حسناً سوف أفعل ما تقول لكن الآن المهم , عن ماذا أردت التحدث؟

-أريدك أن تحذر من شخص ما.

أثار ما قاله حسام انتباه خالد الذي كان واقفاً كالمزهرية , فقال خالد: من تقصد؟

-معلم هنا يدعى منير

قال سامح: حسنا شكراً لك على المعلومة التي أعرفها.

نظر حسام نظرة مستفسرة إلى خالد الذي قال له: لدى سامح مغامرات شيقة مع منير, سأحكها لك في وقت لاحق.

بعدها سحب سامح خالد ورحل من المكان قبل أن يدع حسام يكمل كلامه.

قال حسام لنفسه: كنت سأحذركما منه لأنه كان يراقب غرفتكما ليلاً.

-----------------------------------------------------------------------------------------

مبدأيا أعتذر عن تأخري والذي كان بسبب أنني في نقطة ما وجدت أنني بحاجة لترتيب أفكاري قليلاً.

ثانياً أود أن أعرفً كيف كيف تفضلون شخصية البطل (مجنون مهووس بالقتل أم متزن عقليا أم أحمق)

ثالثاً هل هناك أي نصائح لتحسين الرواية (مثلاً السرد طويل أو الأحداث مملة أوشيء كهذا)

وفي النهاية إن أعجبكم الفصل لا تنسوا الإعجاب والتعليق

تأليف: AZOZ

2019/02/17 · 438 مشاهدة · 1318 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024