سامح كان طفلاً صغيراً في الرابعة من العمر.

استيقظ باكراً على عكس عادته سبب حلم مزعج, حيث يكون مع مجموعة من الأشخاص ويتمنى أمنية لا يعرف عنها شيئاً, استيقظ وهو يبكي, ولم تمضي سوى بضعة ثوانٍ حتى استيقظ والداه وهرعا إلى غرفته, كان والده رجل ذو شعر أسود وعيون عسلية وبنية قوية, وأمه كانت ذات شعر كستنائي وعيون زرقاء وقامة قصيرة بالنسبة لطول والده.

دخل الأبوان قلقان على ابنهما الصغير, ضمت الأم ابنها وظلت تمسح على ظهره لكي يهدأ بينما راح والده يمسح على رأسه.

سألته أمه ما بك؟

قال –وقد تعلم الكلام منذ وقت قصير-: حلم... سيء.

-أوه يا عزيزي هل حلمت بكابوس؟

لم يكن يعلم ما معنى كلمة كابوس لكنه أومأ بالإيجاب, فضمته أمه وقالت: لا تخف يا عزيزي نحن هنا, ولن نسمح لأحد أن يؤذيك.

قال الأب وقد ابتسم من الحدث الذي أمامه: ألا تظنين أنك تدللينه كثيراً.

-هل تدرك يا زوجي أنك تتحدث عن طفل في الرابعة من العمر الآن, كيف لا أدلله؟

-حسناً أنت محقه, لا بأس فهو سيصبح قوياً مثل والده أليس كذلك؟

وجه سؤاله للطفل الذي كان هناك جزء منه يفهم ما يتحدثان عنه فأومأ الطفل مجدداً وهو يبتسم مع وجود قطرات من الدموع في عينه.

بعد بضع ساعات ذهب الطفل ليلعب مع أصدقائه الذين في مثل سنه, فبالرغم من أنه لا يعرف الكثير من الكلمات إلا أنه كان يحب أن يلعب مع أصدقائه.

كان يلعب هو وبضعة أطفال, يتنوعون بين الصبيان والفتيات وأكبرهم لم يتخطى الخامسة من عمره, وبينما هو يلعب فإذا به يجد فتاة ذات شعر أزرق سماوي يبدو عليها أنها لم تتخطاهم في العمر, كانت تنظر إليهم من بعيد وحينما لاحظها سامح لفتت وجهها إلى الناحية الأخرى وذهبت تتأمل الأزهار وحيدة, فقد كانوا يلعبون في

حديقة كبيرة وأهاليهم جالسون يراقبونهم من بعيد.

ذهب سامح إليها ووقف بجانبها وقال بشكل متقطع لأنه كان يتذكر الكلمات: ماذا..... تفعلين...... هنا..... لوحدك؟

ضحكت الطفلة من طريقة كلامه الغريبة, الأمر الذي جعله يحمر خجلا, وقالت: أتأمل الأزهار, هل تشاركني؟

كانت الطفلة أصغر من سامح, لكنها كانت قد تعلمت الكلام أسرع منه مما يعني أنها لن تتوقف عن الكلام في المستقبل.

وقف سامح يتأمل الأزهار البيضاء والحمراء والزرقاء معها بعيون لامعه, عندما لاحظت الطفلة ذلك قالت له: ما رأيك؟

-جميلة.....لم.... تخبريني....باسمك؟

-أنا اسمي رين

-وأنا سامح, ما... رأيك... أن..... تأتي..... للعب معنا؟

في الأساس كانت رين تريد أن تلعب معهم لكنها كانت خجلة من أن تطلب ذلك, لهذا فإن هذه كانت فرصة لا تفوت لهذا وافقت وعلى وجهها ابتسامة.

من بعيد كان والد سامح يراقب, قال عندما وجده يحادث رين: ذلك الفتى.... لقد كانت أول محادثة لي مع فتاة غير أمي عندما بغلت التاسعة عشر, أما هو فقد بدأ منذ الآن, ذلك الفتى له مستقبل باهر.

بسماع تعليق الوالد على ولده ضحكت الأم وبقيت تتابع ولدها بعينها.

لم تمضي سوى دقائق, حتى بدأت الكارثة.

في البداية جاء شخص من بعيد, كان شعره أبيض وعلى وجهه علامات الشباب وكان هزيلاً.

تقدم إلى والد سامح وعندما لا حظه قام ليحييه.

قال الوالد: مرحباً يا مـ.....

لم يكمل ما قاله بسبب الثقب الذي أحدث الشاب الغريب بيده في بطنه.

صرخت والدة سامح بقوة مما رأته فقتلها الغريب في لمح البصر.

لاحظ الجميع ما حدث ومن بين من رأوا كان سامح......

لم يفهم الوضع جيداً بسبب أنه كان مفاجئاً جداً, وأيضاً بسبب أن هناك من أفقده الوعي.

استيقظ بعدها بمدة, كان المكان حوله مظلم إلا من ضوء كان يأتي من مصباح قريب موضوع على طاولة, وأمام الطاولة كان هناك من يجلس, رجل بشعر أبيض وجسد نحيل.

كان حوله بضعة أطفال آخرين لكن لا أحد منهم قد استيقظ بعد.

لاحظ الرجل الجالس على الكرسي أن سامح قد استيقظ فالتفت إليه وقد لاحظ على وجهه علامات استفهام: إذا كنت ستسأل يا فتى عن أبويك فللأسف هما قد ماتا.

لم يكن يعلم معنى الموت بشكل دقيق, لكنه كان يعلم أنه إذا ما مات الشخص فهو قد ذهب بلا عوده.

بسماعه لهذا بدأت عيناه تدمعان, وظل يئن أنيناً مكتوماً في ذاته, لم يكن يريد هذا, في الواقع لم يكن يتمنى شيئاً وهو في هذا السن الصغير, لكن في تلك اللحظة تمنى, كانت أمنيته أن يعود والداه وينقذاه من ذلك الشرير أمامه, لكن هل من الممكن وجود أداة لتحقيق الأماني؟

لمع شيء بنور قوي في جيب سامح وذلك الضوء التف حول جسده ناقلا إياه إلى مكان آخر.

ذلك المكان الذي نقل إليه كان عبارة عن فراغ أبيض يمتد إلى مالا نهاية.

سمع صوتاً رقيقاً يقول: إذا أردت أن تتحقق أمنيتك أجب على هذا السؤال.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

سؤال الفصل

ما رأيكم بالبداية؟

2019/01/08 · 739 مشاهدة · 715 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024