منذ ذلك اليوم, وهو يشعر أن الكل يتجنبه.

في لحظة, اختفى الكل من حوله, لم يرَ خالد أو منير أو رين في أي مكان منذ أيام, منذ تلك اللحظة عندما ذهب وعندما سألها قالت له بوجه متجهم: لا شيء .

ورحلت بعدها, وبعدها لم يرَ خالد ومنير الذي كان معلمه قد اختفى كذلك, يفهم أن لديهم إجازة لمدة أسبوع كاحتفال بذكرى إنشاء الجزر, لكنه لم يفهم لماذا لم يتحدث معه أحد, لذا بدأ يسأل عنهم, أي أحد قد يعلم أي شيء لكن لا أحد يعلم, كل ما عرفه عنهم أنهم كانوا قد خرجوا من المدرسة, على الأغلب لبيوتهم.

لم يكن ممنوعاً الخروج من المدرسة في العطلات لكن أيام الدراسة تكون المشكلة.

بحث في ذلك اليوم عن آسيا, صديقة رين المفضلة لكنها أيضاً مختفية, حك رأسه وقال في أسف: أين ذهبوا؟, هل يلعبون الغميضة معي أم ماذا؟.

لم يفهم كيف وأين ومتى.

لكنه كان يبحث عن أدلة لفهم لماذا ذهبوا من دون أن يخبروه, هل يجهزون حفلة عيد ميلاد مفاجئة له؟, بالتأكيد لا.

قرر الذهاب إلى حسام فهو صديق خالد من عالمه وبالتأكيد يعلم ما يضمره صديقه المفضل عن سامح.

عندما وصل سأل حسام: هل تعلم لماذا اختفى خالد؟

كان جالساً بنفس نظراته المملة المعتادة , حرك رأسه بمواجهة سامح وقال: أتعلم, أنت تأخرت , حقاً تذكرني بنفسي وتحديداً نفسي بعدما أتيت إلى هنا بسنة بالضبط.

برغم أنه لم يكن مستعداً لسماع قصة الآن, لكنه خاف من أن يعكر مزاجه لأنه لم يكن يعلم أبعاد شخصيته فلم يتقابلا إلا قليلاً جداً , حسنا للعلم لم يكن حسام مزاجياً أبداً.

تابع حسام: كان لدي صديق تعرفت عليه لم أعد أتذكر منه إلا شكله وبسمته المتفائلة, كنا صديقان..... تذكرت كان اسمه ماهر, كان صديقي منذ أتيت وبتفاؤله جعلني أتأقلم مع العالم الجديد.

سأل سامح : وماذا حدث له؟

-في أحد الأيام وفي وسط التمرينات القاسية التي كانت تنهكنا, كان يتمرن مع أشخاص غيري, كان مصاباً بمرض يسمى الربو, ومع التمرينات القاسية أتته أزمة الربو فمات مختنقاً.

تابع بتعبيرات وجهه المملة: إذا كان في عالمنا كان سيوضع على ما يسمى بالتنفس الصناعي , أو كان سيأخذ دواءً معيناً لكي يستعيد تنفسه.

تنهد سامح لأنه قد نسي التنفس لسبب ما.

تابع حسام بصوت مختنق: المضحك في الأمر أنني لم أعلم بالأمر سوى بعد خمسة أيام من وفاته...(نزلت دمعة على خده وقال)...في ذلك اليوم حطمت كل شيء أهنت وسببت وضربت ودمرت, لقد كنت أعمى في ذلك اليوم, وبعدها لم يقترب مني أحد من الذين كانوا في عالمي.........حسناً أنا أتفهم موقفهم.

صمت لدقيقة وقال: بالنسبة لسؤالك, والدة رين قد ماتت منذ بضعة أيام ذهبت مع خالد أول يوم وبعدها عدت.

لم يدرِ سامح متى تحركت قدماه , ومتى كان قد خرج من المدرسة.

لقد كانت في وقت عصيب وهو لم يكن موجوداً, لطالما ظن أن وجوده كان مهماً بالنسبة لها فيف أي وقت.

بتذكر هذا, فطوال مدة طويلة كان يصرخ في وجهها كلما بكت أو رفعت صوتها, لحظة واحدة........إذن أتقول لي أنه وطوال هذا الوقت, كانت تبتعد عنه واحدة واحدة؟

بتذكر كلام خالد لقد قال منذ مدة أن الإنسان يكره من يهينه

أو شيء في نفس سياق المعنى, إذن لقد كرهته في وبعدها ماتت والدتها؟

عندما وصل كانت وجوه الجميع مسودة , لم يكن هناك أحد قد لاحظه عندما وصل.

أول من لاحظه كان خالد الذي ظهر الاحمرار في عينه من البكاء, وعندما أراد أن يقول كلمة , توجه شخص من الحضور إلى سامح وأمسكه من ياقته, كانت فتاة بشعر أزرق وبشرة بيضاء, كانت آسيا.

قالت له بعيون يملأها الدمع وصوت مختنق: أين كنت حتى الآن؟

لم تجد سوى الصمت لهذا كررت سؤالها: أين كنت ؟!! أخبرني, لقد انتظرتكَ حتى ماتت

لم يستطع تخمين من كانت تنتظره, لا بل لم يرد أن يعرف الحقيقة.

سألها بصوت مرتعش: مـ....من تقصـ...دين؟

-إنها رين لقد ماتت منذ يوم.

لم يدر ما حصل تلك الليلة بعدها, كل ما تذكره هو الألم الذي شعر به في قلبه..........

2019/02/23 · 439 مشاهدة · 615 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024