في الطريق الصحراوي القاحل وتحت نور القمر المشع كان الثلاثة يسرون في خط مستقيم.

قال سامح وقد غلبه العطش من كثرة السير: هلا ذكرني أحدكما لماذا نحن نسير هكذا؟

قال له خالد: حسناً, بدأ الأمر منذ بضعة ساعات حينما سألت أي طريق نسلك, فأجابني حسام بطريقةٍ غريبة: إلى حيث يقودنا القدر.

بعدها صرخت في وجهه وقلت له (حاول تقليد صوت سامح في تلك اللحظة): أنا لا أريد تفاهات الآن نحن في موقف جدي.

بعدها قلت لك: إذن أخبرنا باقتراحك.

فأشرت إلى اتجاه ما وقلت لنسر في هذا الاتجاه, وبعدها قررنا أ نسير في الليل وهذا ما حدث.

تنهد حسام وقال لسامح: ماذا كنت تعتقد, أننا سنسير بضعة أمتار ونصل؟

قال سامح: حسناً ليس بضعة أمتار لكن نحن نسير منذ الغروب والفجر على وشك الطلوع الآن.

كان سامح هو الأكثر تذمراً بينهم بما أنه يعتبر طفلاً (جسدياً) وأضف على ذلك هو لا يعلم شيئاً عن السحر سوى تلك التعويذة التي علمه إياها منير , وكما لا يوجد أي نوع من القوى الغامضة لديه (إذا استثنينا عودته الغريبة بالزمن) لذا كان من الطبيعي له أن يعطش أو يجوع.

بدأ نور الشمس بالظهور خجلاً في السماء, رويداً رويداً, حينها تذكر خالد شيئاً فقال: آآآ, هل فكر أحدكم أين سننام في الصباح؟

قال سامح بتعب: لا أستطيع أن أفكر الآن أنا حقاً متعب.

في تلك اللحظة قال حسام وهو يشير إلى مكان ما: هناك, يجب أن تكون تلك الفتحة كهفاً.

كان يشير إلى حفرة كبيرة إلى حد ما في جبل قريب.

حسناً الأرض لم تكن أرض صحراوية مسطحة, بل كانت أرض تكثر فيها المرتفعات والمنخفضات, الأمر الذي جعل السير أصعب بالنسبة لهم.

توجهوا إلى المكان الذي أشار إليه حسام فوجدوا أنه كهف داخل بضع أمتار إلى جسم الجبل , الغريب في هذا الكهف هو لم يكن كأي كهف بل كان محفوراً بواسطة كائن ما, هذا ما يمكن استنتاجه بالنظر إلى الحفرة المصقولة والمحفورة بحرفية وبالنظر إلى الحفرة متوسطة الحجم التي توسطت أرضية الكهف فقد أدركوا ثلاثتهم أنهم سيكونون في خطر إذا لم يبتعدوا لأنهم كانوا متعبين جداً من السير طوال الليل –إذا استثنينا حسام بالطبع- .

أعطى كل واحد منهم للآخر نظرة ليرى ما إن كانوا ق\ فهموا الوضع, وبحركة خفيفة بدأوا بالتراجع.

شعر سامح بشيء ما فقال: هل شعرتم بذلك؟

كان يقولها همساً, فأجاب حسام بهمس: أجل, على ما يبدوا أنه قريب منا.

-لكن أين؟

قالها خالد , فأجاب حسام بصوت عال: إنه بجانبنا!

في وسط المواجهة مع التنين كان والد سامح الملقب بالسياف الصامت يقف ثابتاً يفكر ما يفعل, فخطة شتته وأنا سوف أقضي عليه لن تفيد بعد تفكير أكثر طولاً.

قال منير له: عندما أخبرتني بالخطة ظننت أننا سنبدأ بتنفيذها لكن أنت متردد جداً

-أعلم لكن يجب أن تنجح الخطة.

تنهد منير وقال: إذن المقاتل المحنك له نقطة ضعف أليس كذلك؟, ابنك سيكون بخير (ابتسم وتابع: وسوف تعود أنت أيضاً حياً إليه, لا فائدة من الخطط الآن, الآن هو وقت أن ندمره بضربة واحدة قاضية

قفز الثلاثة مبتعدين عن الوحش الذي لم يتبينوا شكله لأنهم بمجرد أن قال حسام أنه بجانبهم تراجعوا.

عندما رآه حسام قال وهو يحك رأسه قليلاً: تباً يا رجل واجهت صعوبة في مواجهة الوحوش التي أعرفها, الآن تود مني مواجهة وحش لا أعرف عنه شيئاً؟

في الوقت الذي كان سامح فاقداً الوعي فيه كان كل من خالد وحسام يتناوبان في حمله طوال الطريق إلى ذلك الكهف, وفي الطريق واجهوا بضعة وحوش, لكن وعلى الرغم من العدد القليل إلا أنهم واجهوا صعوبة في قتلهم وخصوصاً خالد الذي كان عديم الخبرة تماماً.

-ارم إلي سيف يا سامح.

بكلمات ثابتة وصوت عال قال حسام لسامح ذلك الكلام, فما كان منه إلا أن يعطيه له بسرعة, فالوحش غريب وسامح ضعيف جداً بالمقارنة بحسام .

كان الوحش ذا قوائم أربعة ولديه أسنان حادة وجسد ضخم ووجه يدل على أنه نوع من أنواع الكلبيات.

نظر خالد إلى الوحش نظرة فاحصة وقال: أهذا ذئب؟

-لا يهم سوف أقضي عليه.

قالها حسام وهو يندفع إليه بكل قوته.

تفادى الذئب هجمة حسام وانقض عليه وعض كتفه, قبل أن يقوم بأي تحرك تالٍ لكمة خالد لكمة جعلته يبتعد عن حسام ويفقد توازنه للحظة, وفي تلك اللحظة قام حسام وتوجه ناحيته من المقدمة مجدداً, تفادى الذئب ضربته فقال حسام وهو مبتسم: وقعت في الفخ.

أحكم قبضته على السيف وعكس اتجاهه إلى رأس الذئب فما كان منه إلا أن قفز إلى الخلف وبالمثل فعل حسام.

كان حسام يلهث وهو يقول لخالد وهو ممسك بكتفه: تباً إن هذا يؤلم جداً, ألديك خطة لنقضي عليه؟

تبسم خالد وقال: الخطة تجري على قدم وساق المهم أن تجعله يقف أمام الكهف.

أمال حسام رأسه متسائلاً وقبل أن يسأل قال له: أتذكر تلك الصورة؟

وأشار إلى مكان معين ففهم حسام وأخذ يضحك بهستيرية ولولا عواء ذلك الذئب لنسي أنه كان في مواجهة, أخذ نفسا عميقاً وقال: حسناً ولكن أسرعوا.

تراجع خالد تاركاً حسام الذي تقدم إلى الذئب بحركة مائلة فتقدم الذئب إليه بشكل مباشر وقبل الالتحام بلحظة.... ركل حسام رأس الذئب مما جعله يترنح وبحركة من سيفة كان رأس ذلك الأخير على الأرض وجثته تنتفض انتفاصها الأخير قبل أن تسكن حركتها, وهكذا قتل أول وحش أمام سامح, وكانت تلك هي المرة الأولى التي يرى فيه جثة كائن حي.

_______________________________________________________________

إذن إذن , من هنا تبدأ الإثارة في القصة.

أرجوا أن يحوز الفصل على إعجابكم وإلى اللقاء

تأليف: AZOZ

2019/04/27 · 386 مشاهدة · 834 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024