لسبب ما فإن سامح قد حلم بهذا الحلم الغريب حيث يختطف من شخص هزيل ذو شعر أبيض, وذلك النور الذي يسأله عن أمنيته, كل هذا لم يحدث في الواقع –أو هذه وجهت نظر سامح- لكنه منذ سنوات بدأ سامح بتدريب جسده , والتعلم عن الأعشاب الطبية التي في السطح وميكانيكا الآلات الطائرة, لأنه أراد أن يصبح منقذا.

هنا على جزر السماء يبدأ الأطفال تعليمهم في سن الثالثة عشر, ويكون التعليم على تخصص واحد يختاره الطفل (مثل الطب, التجارة والمنقذ, إلخ....), في الأساس كان أصعب تخصص –وظيفة- هي المنقذ بسبب أنها تتطلب منك معرفة كيفية القتال, والمعالجة –لم يكن هناك سحر في هذا العالم- وميكانيكا الآلات الطائرة, بعد اختبار القبول يختار الطالب أن يتخصص في الطب أو ميكانيكا الآلات الطائرة , فهناك نوعان من المنقذين: المعالج, والمهندس.

وكلاهما يجب أن يعرفا كيفية استخدام الأسلحة بسبب الكائنات القاتلة التي توجد على السطح, في الأساس وظيفة المنقذ هي جلب الناس من السطح إلى الجزر الطائرة التي تكونت بفضل قوة الحكيم العظيم –الذي لايزال حياً- منذ ألف سنه.

استيقظ سامح من نومه عند الساعة السادسة بتوقيت الجزر الطائرة –جزر السماء-, تناول إفطاره مع والديه بسرعة وهم إلى مدرسة المنقذين.

كان يسير إلى المدرسة التي كانت قريبة من منزله حينما سمع أحداً يناديه: سامح, سامح.

التفت ليرى مصدر الصوت الذي كان يعرفه, كانت رين.

فقد نشأت صداقة بينهما بعدما ناداها لكي تلعب معه وأصدقاءه الآخرين.

كانت رين فتاة خجولة تبكي بسرعة, ولهذا كانت خائفة من أن تذهب لتلعب معهم, لكن عندما ناداها سامح وجدت أن هذه فرصة لا تعوض لتكوين صداقات, وبقيت بعدها ملتصقة بسامح كصديقته.

-هلا رفعتي صوتكِ أكثر, فهناك شخص في المجرة التي بجوارنا لم يسمعك.

رد عليها بهدوء عندما اقتربت منه, فقد كان سامح من أكثر الأشخاص الكارهين للصوت العالي الذي بدون داعي, ورين كانت عكسه, لأنه تستخدم صوتها العالي كغطاء لإخفاء خجلها, ونتيجة لذلك ابتعد الكل عن سامح ذا الطبع الهادئ الممل, واقترب الكثير من رين ذات الطبع الصاخب والمسلي.

ردت عليه بصوت عالٍ جداً: هل هذا كافي.

-هلا أخفضت صوتك, لازال هناك أناس نائمون.

قالت بصوت منخفض ووجه أحمر: آسفه

ابتسم سامح وقال لها: لا بأس, المهم لماذا كنت تناديني؟

-أوه صحيح, هل أنت ذاهب لاختبار مدرسة المنقذين؟

-أجل. قالها باستغراب, فالكل يعرف أنه يريد ذلك.

-تباً. قالتها بخيبة أمل.

-ماذا هناك؟

-لا شيء أمي دائما تقول لي أن أدرس لكي أذهب إلى تلك المدرسة, ودائما تقول لي أنك تجتهد في الدراسة وأنا كسوله.

-همممم.

فكر قليلاً وقال بروعة وهو يغطي نصف وجهه الأيسر: إذا أردتِ يمكنني عدم الذهاب من أجلك يا أميرتي.

وانحنى على ركبته وأمسك يدها.

انفجر وجهها احمراراً وقالت بارتباك: أه.... أأأ... لـ.. لا اذهب انا... لم أعني بتلك الطريقة.

كان قد ابتعد عنها بضعة أمتار ولكنه قد سمعها , فقال: حسناً, حسناً شكراً لكِ.

قالها وهو يضحك.

كان الطريق الذي يسير فيه عادياً كأي طريق, طريق السيارات الأسود, والأرصفة الرمادية, الأشجار مزروعة بترتيب بحيث كل بضعة أمتار ترى شجرة في ترتيب متناسق.

وصل بعد بضعة دقائق من السير وصل إلى المدرسة, كانت مبنية على مساحة واسعة جداً, وخلف أسوار المدرسة المزينة بالذهب,

توجد العديد من المباني المكونة من العديد من الطوابق, كسكن الأولاد والفتيات والمكتبة والأقسام الدراسية والكافيتيريات والأسواق وما إلى ذلك فقد كانت مدرسة داخلية أشبه بالمدينة.

وقف أمام المدرسة متحمساً , أنفاسه تتسارع وقلبه ينبض بقوة من الحماس, تلك هي البداية.

2019/01/08 · 621 مشاهدة · 527 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024