استيقظ سامح من نومه عند الساعة السادسة, خرج من غرفته إلى المطبخ ليحضر طعام الإفطار, فلا أحد من والديه قد استيقظ بعد وهو مستعجل لألا يتأخر عن اختبار القبول, في الواقع لم يكن متفائلاً بسبب ما حدث في المرة الماضية.

كان عمره قد وصل إلى الثالثة عشر بعد أن عاد بالزمن إلى الوقت الذي كان فيه في الثامنة من عمره, مما دفعه إلى أن يقلل ساعات الدراسة ويزيد ساعات التدريب بما أنه كان قد سبق وحفظ تلك الكتب والمعلومات التي فيها.

بدأ تدريباته بعد مرور اسبوع من عودته بالزمن حينما أدرك أن لن يعود مجدداً إلى سنه الطبيعي إلا بمرور الأيام.

ذهب إلى المدرسة والحماسة تملأه لأنه يعلم مكان الضربة التي سيتلقاها ويعلم أيضاً مدى سرعة الفتى.

وبعد تخطي كلمة المدير , بدأت الاختبارات.

في نفس الغرفة البيضاء جدرانها والحمراء أرضياتها وقف سامح من جهة وذلك الفتى الهزيل من الجهة الأخرى.

-هل نبدأ؟, سأل الفتى سامح.

استعد سامح وقال: أجل.

واحد.... اثنان ......ثلاثة

انتهت المواجهة بسرعة كالمرة الماضية, لكن الذي اختلف هو مكان الضربة؛ فقد لكمه في معدته لكمة جعلته يطير بضعة أمتار إلى الخلف و يتقيأ دماً.

كان سامح قد لاحظ بشكل خفيف ما حدث هذه المرة, لقد تحرك الفتى إلى اليمين وتوقف لجزء من الثانية, وبعدها تحرك إلى اليسار وتوقف أيضاً, وبعدها وقف أمامه ولكمه.

كان ذلك هو آخر مشهد قد رآه سامح قبل أن يفقد الوعي.

استيقظ في غرفة بيضاء نظيفة, ورائحة المطهرات تملأ الغرفة.

أنا في المستشفى؟. قالها في نفسه مستنتجاً.

نظر بجانبه فوجد والداه يكلمان من يبدو أنه طبيب, ورين جالسة على كرسي.

عندما لاحظت هذا الأخيرة استيقاظه قالت بحماس: لقد استيقظ سامح!

قالتها وبدأت بذرف الدموع.

وعندما لاحظ والداه ذلك تركا الطبيب وذهبا إليه, احتضنته أمه وبدأ والده بالمسح على رأسه.

-هل أنت بخير يا صغيري. قالتها والدته بقلق

-أجل, لكن ماذا أفعل هنا؟

رد الوالد : لقد ضربت ضربة قوية في معدتك.

-و...ماذا حصل بعدها

-فقدت وعيك في المدرسة فنقلوك إلى هنا وأعلمونا بهذا فهرعنا إلى هنا

-جيد, هل حصل شيء لمعدتي؟

-لا, لا تقلق لم يحدث شيء.

-في الواقع لست قلقاً, بل أنا جائع.

-لا تخف, بمجرد أن تعود إلى المنزل سنحضر لك الطعام.

-أهذا يعني أنني لن آكل طوال فترة بقائي في المستشفى؟

-لا, لقد بقيت ما يكفي بالفعل.

لوهلة شعر سامح بألم في صدره, شعر أن هناك شيء غريب.

-كم نمت في المستشفى؟

نظر والده إليه وقال متخطياً الموضوع: هيا لنعد, فالطعام بانتظارك.

كان جائعاً جداً ليلاحظ ذلك لهذا قال: ألم تقل أنكم ستعدون الطعام؟

-هيا أيها الفيلسوف.

ساعده والده على النهوض وتغيير ملابس المشفى –بعد أن خرجت رين ووالدته-, كان والده يغير له بحرص شديد.

بعد أن ارتدى ملابسه خرج وعاد إلى منزله وعادت رين إلى منزلها.

في تلك الليلة أكل حتى كادت معدته تنفجر.

استيقظ في اليوم التالي وقد أدرك أن يوم اختبار القبول الأول قد ضاع منه, فالاختبارات تقام على مدى ثلاثة أيام, لهذا قام مهرولا ليفطر.

بعد الإفطار خرج من بيته مسرعاً, خرجت رين من منزلها لتوقفه.

في الواقع لا أحد يعلم لماذا تخرج في هذا الوقت المبكر من كل صباح.

أوقفته رين محاولة أن تكلمه لكنه اعتذر لأنه سيتأخر على الاختبار, لكنها قالت له جملة جعلته يتوقف

الاختبارات قد انتهت

قالتها فتوقف سامح في مكانه والتفت إليها وقال: ماذا تعنين؟

-ظللت في المشفى لثلاثة أيام والأمس كان اليوم الرابع.

كان هذا سيئاً جداً بالنسبة له فيجب عليه الآن أن يعيد الاختبار بعد سنة من الآن, وهذه المرة لا رجوع بالزمن.

تمالك نفسه وسألها: أرجوكِ أخبريني كل شيء.

-حسناً, لكن لا تبكي حسناً

-في الواقع هذا ما أريد أن أطلبه منكِ

-بعد أن لكمك ذلك الطالب, بصت دما وأغمي عليك, صحيح

-أجل هذا آخر ما أتذكر

-بعدها تم نقلك إلى المشفى بعد أن ظللت تنزف

-كيف ألم تكن مجرد لكمة قوية .

-كانت تلك اللكمة قوية لدرجة أنها شقت جرحاً في بطنك, وبعدها ذهبت إلى المستشفى, وهناك اكتشفوا شيئاً غريباً

-ما هو؟

-وجدوا أن لديك العديد من الأضلاع التي تكسرت, وهناك أجزاء داخلية منك قد سحقت تماماً.

ظل واقفاً بلا حراك ولا إبداء لأي ردة فعل منتظراً الكلمة السحرية التي هي (وفجأة وجدنا أن جسدك قد عولج من كل ما حصل له)

لكنها لم تقلها وظلت صامتة هي الأخرى, قال سامح: لحظة, انتظري دقيقة, تدمرت بضع أضلاع من التي لدي وسحقت بعض أعضائي الداخلية, هل أنت تحاولين القول أنني لن أعالج من كل هذا؟

-قال الطبيب أنه مع الوقت جسدك سيصلح نفسه بنفسه, لكن لن تكون كما كانت.

ذلك الخبر هوى على رأسه كما تهوي المطرقة على المسمار, لكنه تحمل, بالرغم من أن هذا يعني أنه لن يدخل إلى تلك المدرسة, لكنه حاول التحمل.

وكعادتها بدأت رين بالبكاء على حال سامح المثير للشفقة, لكنه قال لها: لا تبكي أيتها البكاءة فلازال أمامي الكثير من المهن التي يمكنني الاستفادة منها, ولا يأخذ الإنسان كل ما يتمناه, لهذا لا تبكي.

مشكلة رين أنها تبكي بسرعة, وتهدأ بسرعة لهذا يظن الكثير أنها تبكي كذباً, أو كما يقال, تذرف دموع التماسيح.

هدأت ومسحت دموعها وقالت بحماس: ياي.... سوف تكون طبيباً معي.

-مهلا ما هذا الذي تقولينه, لم أقل أنني سأفعل

قالت بعيون بريئة: إذن أنت تكرهني لهذا لا تريد أليس هذا صحيحاً.

-لـ... لا لم أقصد, لكن لا بأس لأجلك فقط سوف أذهب إلى تلك المدرسة.

ابتسمت ابتسامة سعيد جداً, تلك البسمة جعلتها تبدو جميلة جداً.

كان سيقول لها شيئاً, لكنه وجدا يداً قد اخترقت جسدها من الخلف, نظر إلى صاحب تلك اليد فوجد أنه هو, الشاب الأشقر, لكن لم تكن لديه عضلات بل كان هزيلاً جداً.

قال بغضب شديد لسامح: أنت السبب في كل هذا, أنت السبب!.

________________________________________________

مرحباً, على ما أظن أنه على بداية الأحداث ستكون الرواية قد وصلت إلى الفصل الخامس عشر أو السادس عشر.

ما رأيكم بالفصل؟

2019/01/12 · 529 مشاهدة · 901 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024