10 - البطل الأعظم للبشرية ( نيم )

عندما دخلا إلى الغرفة استشعرا قوة غريبة , كانت نية قتل صافية جعلت قلب آيا يقع تحت قدمها, بينما كان جين يحك شعره.

أغلق الباب بفعل قوة مجهولة وفي تلك اللحظة سمعوا صوتاً يقول " من أنت لكي تتجرأ على سرقة هذه من جين؟, بل وفوق هذا تنعتني بالأحمق؟, سأجعلك تدفع الثمن غالياً على إهاناتك هذه" كان يقف مديراً وجهه للباب وينظر إلى النافذة, لهذا لم يره.

" أنت دائماً تفكر في الاحتمال الأسوأ يا نيم, أنا هو جين بشحمه ولحمه"

التفت إليه ليتحقق فوجد أنه هو حقاً..... نظر إليه بنظرة عرفها جين جيداً

" لا.... إياك, أنت تعرف أنني فقدت كل قوتي"

تنهد بأسف "خسارة, كنت أود أن أحييك بتحيتنا بعد كل هذا الوقت"

كانت تلك التحية عبار عن سلام عادي, لكن بكل قوتهما, يقال أنه في مرة فعلوها في أحد المباني فتدمر بسبب عدم احتماله لقوتهما.... وبالمناسبة ,لم يخسر جين من قبل في ذلك السلام.

المهم عم الصمت للحظات في المكان قبل أن يكمل نيم كلماته "لم أتوقع أن تأتي طوال حياتك إلى هنا لهذا ظننت أنه تمت سرقتك, وكنت أريد قتلك لأنني ظننت أنك السارق"

تحدث جين بشيء من اللامبالاة " لكن ألم تبالغ قليلاً, تلك الفتاة على الأغلب كادت أن تموت"

نظر إليها ثم ابتسم لجين وقال " هل قررت أن تتزوج أخيراً؟, حسناً من الأفضل أن ـــــ"

"اخرس!" قالها جين بغضب, لم يكن غضبه عادياً عند تلك النقطة, بل كان غضباً كبيراً لدرجة أنه أطلق هالة عالية جعلت الرياح حوله تهرب بعيداً.

" إذن, هذا يعني أنك مازلت في هذه الحالة حتى بعد هذه السنوات ها؟, إذن على الأغلب لديك عمل مع هذه الفتاة"

هدأ جين قليلاً وقال " أجل هناك عمل مهم"

" حسنا, لكن هل أنت على ما يرام؟ الختم مكسور, إن أردت يمكنني أن...."

" لا ليس تماماً, كسر وبعدها قمت بعمل شيء مؤقت من قرون الوحوش السوداء, الآن الختم أضعف بكثير, لكنه يسرب القليل من قوتي , مع كل ثانية تمر يعود إلي جزء من قوتي, لذا..... لا يهم المهم الآن أنني عرفت مكانه"

" أتقصد بكلامك ....."

قاطعه جين " أجل, وهذه الفتاة هي من تعرف, المهم اتفقت أنا وهي على أن تعطيني مكانه بمقابل أن أقوم بالدفاع عن قريتها وأمنعها من الدمار"

" أعطني تفاصيل أكثر"

" إذن . ما حدث هو...." تابع كلامه وهو يذكر كل التفاصيل الذي يعرفها عن الأمر والمهلة الزمنية المتبقية والسبب.

بمجرد أن أنهى كلامه قال نيم " تبقى الآن ثلاثة أيام على حد قولك ها..... الأمر كبير جداً خصوصاً أن هناك طلبات من كل الممالك تقريباً بالقضاء عليهم تماماً, المشكلة الحقيقية هي مسألة الوقت, من الصعب أن أجمع ما يكفي من المغامرين الأكفاء لمواجهة هذا العدد المتوقع في ذلك الوقت القصير"

" السبب الوحيد في مجيئي إليك دوناً عن الباقي لأنني أعلم أنك تستطيع فعلها يا نيم"

قالها جين ثم ابتسم.

كان لتلك الكلمات معانٍ كثيراً رائعة أثرت في قلب نيم.

نيم كان رجلاً وقوراً في وسط العشرينات, شعره كان قرمزياً وعيونه خضراء, وكان لديه جسد قوي على الرغم من نحافته الظاهرة قليلاً, والأهم من ذلك أنه كان رجلاً عاطفياً ذو قلب كبير.

" إذن سوف أحاول, ليس لأجل أنها مطالب دولية أو لأجلك, بل من أجل أن أراه مجدداً وأنت تعرف من أقصد"

" أجل, بالنسبة إلي, وقت اللقاء سيكون وقت تصفية الحساب"

" أنا أعرف أنك تنتظر تلك اللحظة منذ زمن, وأنك تريد أن تراه بشدة, لكن أري منك في هذا الوقت المتبقي قبل أن تقابله أن تفكر قليلاً من وجهة نظرة, سيفيدك هذا عند مقابلته"

" حسناً, أتدري طوال الخمس سنوات الماضية كنت أفكر في سبب لكنني لم أجد أي شيء ....أيضاً, أنا مهتم بهذه القرية لأنني سأحصل على العبد الأول لي بعدها"

ابتسم نيم بمرارة وقال " أجل, دائماً ما كنت مهووساً هكذاً أيها البطل, لا.... لأكون أكثر دقة تابع البطل الذي اختفى جين, أرجوا أن تكون بخير, وأعدك أنني إن لم أجد ما يكفي من المغامرين فسألغي كل أعمالي وأقاتل هناك, كما كنت أفعل في الماضي...."

" أنت ستفعل كل ما بوسك إذن من أجل تجنيد المغامرين إذن ها؟ ( ابتسامة) الآن, لنتحدث عن المقابل..."

" لا... سأتكفل أنا شخصياً بدفع المستحقات"

" حسناً سأدفع لك أنت بما أنك الوحيد الذي سيتضرر, حتى أن المقابل مغري جداً"

" لا... قلت لك, كما أننا أصدقاء, لا يمكنني أن أقــ...."

قاطعة جين " تنين يبلغ من العمر مئة عام سيكون تحت إمرتك, ما رأيك؟"

ابتلع نيم ريقه , لكنه حافظ على هدوء ملامحه " لا قلتها لك قبل لحظات..... أنا لن أقبل منك شيئاً, وفي المقابل أريد منك أن تكون أكثر حكمة حسنا؟"

كان الدفع بالتنانين هي عادة جين غالباً, لا أحد يعلم من أين يأتي بهم, لكنه يقول أنه متحالف معهم.... هذا الأمر مشكوك فيه حتى الآن, فحتى لو كان حاكمهم فلن يكون قادراً على استخدامهم هكذا بما أنهم ذوو فخر عالٍ, هذه الحقيقة تجعلنا نفكر أي نوع من العلاقات تربط جين بالتنانين, وإن كانت تحالفاً كما يقول فما طبيعة ذلك التحالف؟.

" حسناً..... أرغب بأمر آخر"

" ما هو يا فتى؟"

" هذه الفتاة اسمها آيا, وهي من أشد المعجبات بك, (همس في أذنه) احكي لها عن إحدى بطولاتك رجاءً"

" هذا فقط؟, هذا سهل"

كانت آيا تستمع إلى المحادثة بهدوء تام كما لو أنها تمثال, في الواقع تكونت أسئلة في عقلها كما شعرت بأن بضعة كلمات قالها كانت كذبة وهي ما جعلتها تشعر بنوع من الفضول والرغبة في السؤال, حسناً.... كان السؤال الأهم هو عن طبيعة علاقة جين بذلك الرجل المجهول الذي أنقذهم, هل هم أعداء؟ أم أصدقاء؟, تريد أن تسأل لكن.... ماذا يمكن أن تقول الآن بعد أن رأت تغيرات ملامح جين وتلك اللحظة عندما أطلق هالة جعلت حتى الهواء يهرب من حوله أرادت أن تسأل لكنها تعلم أنه لن يجيب.

بعدها قال جين لها أن تبقى مع نيم قليلاً ريثما يعود من عمل هام.....

" مرحباً يا صغيرة لا حاجة أن أعرف عن نفسي صحيح؟" قالها وضحك, هو يعلم وهي كانت تعلم أنها ابتسامة مصطنعة.

" بالطبع من لا يعرف البطل الأعظم الذي أنهى الحرب, البطل نيم"

" نادني بنيم فقط لا حاجة للقب البطل, اعتبري هذا عرضاً بما أنك مع جين....... بالمناسبة أتريدين أن أحكي لك عن أي معركة خضناها بالتفصيل, أنهيت أعمالي لليوم لهذا أنا متفرغ لبضعة ساعات قبل أن أذهب لأنام"

" .... حسناً إذن.... هل يمكنك إخباري عن المهمة التي لا أتذكر اسمها والتي كان هناك ثلاثة أبطال وجين فيها؟"

" حسناً, بدأت الحكاية بـــ......" وبدأ يحكي القصة, حسناً سنعود إلى القصة لاحقاً, لكن الآن لنضع أعيننا قليلاً على جين, حسنا؟ لننطلق...................

____________________________________________________________________________________

2019/07/11 · 394 مشاهدة · 1032 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024