تمشى جين عبر الأزقة المظلمة إلا من نور قناديل معلقة على جونب الطريق, كانت كل الأسواق قد أغلقت مما يدل على طول الفترة التي انتظروها ليدخلوا.

" اللعنة عليك يا نيم, أتجعل صديقك العزيز ينتظر كل هذه المدة؟ " صمت لفترة قصير ثم قال " لا يهم أنا حتى كنت أرغب بلقاء ذلك الشخص في مكان مهجور, إذن كيف كانت الطريقة؟...... أوه صحيح!"

أخذ نفساً عميقاً وقبل أن يقول أي شيء ظهر شخص من العدم ووضع يده على فمه ليمنعه من الحديث " اصمت, لقد جئت, لا داعي لتناديني بالفتى اللولي كل مرة تناديني بها"

" حسناً ..حسنا, لا داعي للقلق, هيناتا"

حسناً, كان هذا هيناتا, أحد الأبطال المشهورين, لكن لأسباب معينة ومنها أنه كان يحب أفلام الأبطال الخارقين قرر أن يكون بطلاً يساعد في الظلال لذا لم يعرفه سوى القليل من الناس.

على العموم, كان جين يناديه بفتى اللولي لأنه قال ذات مرة على طفلة أنها لطيفة, ومنذ تلك اللحظة قام بتلقيبه هكذا.

" ماذا تريد يا جين؟"

" أريد مساعدة من بطل خارق مثلك, ما رأيك؟"

" حسناً, لكن أريد أن أعرف ما هي تلك المساعدة"

" إذن...."

في حين يحكي جين عن مشاكله للمرة الثانية لهذا اليوم, سوف نعود إلى قصة نيم وعمليتهم الأخيرة

" حسناً, تم إخبارنا أن ذلك المكان عبارة عن مخزن لأهم أسلحة الجان, لذا قررنا أن نهجم عليه نحن الأربعة لكي نستطيع أن نعطي ضربة قاسمة للجان وندمر أهم أسلحتهم, بدأت العملية بشكل عادي مثل أي عملية, تسللنا أنا وجين و كرانيل وشخص آخر إلى هناك , عندما دخلنا إلى هناك اكتشفنا أنه كان فخاً وتمت إحاطتنا بمئة من الجان وعدد لم أحسبه من الظلال, تعرفين كانوا حلفاء لهم وهكذا"

" أجل أجل, أكمل رجاءً" أومأت برأسها لأنها أرادت أن تعرف, فهذه العملية هي أكثر عملية تم التعتيم عليها, فقط تم نشر النتائج بما أنها كانت المساهمة في الفوز, لكن عملياً لم يعرف أحد ما جرى فيها.

" المهم قاتلنا وقاتلنا لم يكن هناك أمل بالنسبة لنا, لكن جين وجد حلاً لتلك المشكلة العويصة التي وقعنا فيها..... حسناً لأصف لك حجم اليأس, لم نكن قد أحضرنا أي أسلحة, المعالجة في فريقنا كانت في أسوأ حالاتها العقلية, وأيضاً كان جين مصاباً في معركة سابقة بإصابات خطرة لذا لم يكن قادراً على استخدام الأسحار التي يبرع بها وإذا سألتي عن السبب أننا لم نقم بالاستعداد بشكل جيد هو أننا ظننا أنها ستكون عملية تسلل بالكامل ولن نضطر أن نقاتل إلا بشكل قليل لو حدث...... حسناً سأكمل بلا أسماء من هذه النقطة بما أن جين لا يود أن يعرف أحد ... حسنا؟"

" أجل لا بأس"

" جين قال لأحد الأشخاص أن يحمي نفسه هو والآخر لأن ما سيحدث سيكون كبيراً جداً على حد تعبيره..... في ذلك الوقت قال لي أن أقف أمامه ليتمكن من عمل خدعته...... وقفت أمامه ثم...."

" حسناً, أعتقد أن هذا يكفي يا نيم"

ظهر صوت من العدم يوقفه, لم يكن صوتاً مألفاً لدى الفتاة, لكنه كان مألوفاً جداً لنيم الذي قال "حسناً حسناً أيها الغامض مهووس الاختفاء, أنا لن أتابع, حسنا؟, والآن اذهب "

لم يتابع الصوت كما لو لم يكن من البداية

" من هذا؟" سألت الفتاة بنوع من التردد

" جزء من الماضي........................

_____________________

وضع هيناتا يده على ذقنه مفكراً فيما قاله له جين " هل أنت متأكد مما قلت؟"

" أجل من كل كلمة قلتها"

لمعت عينا هيناتا وقال" محظوظ ستحصل على عبد خاص بك!"

" أجل , هذا هو سبب في أنني قبل بهذا من الأساس.... وخدعت تلك المسكينة, جعلتها تظن أن من الصعب الفوز ضدهم.... هاهاها" قهقه بنوع من الخبث, ففي الحقيقة هو قد واجه من الظلال عدداً كبيراً , لذا حفظ كل شيء عنها, وإذا لم يستطع هو القتال, فيمكنه ببساطة مشاركة المعلومات التي يعلمها مع المغامرين .

فجأة تذكر شيئاً ما " تباً, مر وقت المنظر الرائع.... كنت أود أن أراه أنا وهي"

لم يكن الأمر فيه أي حب بل كان مجرد أنه يريد رؤية ردة فعلها, فهو يحب أن يرى الانبهار على وجه الناس الذين أمامه.

" جيد, لنتكلم عن العمل قليلاً الآن يا جين"

" إذن, أريد منك ان تقوم بإحضار عصاي الجميلة"

" جيد, إذن أيمكن أن الختم قد زال؟ , فأنت تركتها منذ ذلك الوقت بما أنك لم تعد تقدر على استخدامها... والآن.. لدي طلب واحد فقط لأوافق"

" ما هو؟"

" أريد منك أن تعيش في الحاضر"

" في الواقع, أنا أعيش في المستقبل" قالها مازحاً ثم ضحك , كانت نكتة سخيفة لدرجة أن خصيتاي ككاتب انفجرتا, لكن ماذا أقول....

" أجل أجل..................الآن, سوف....."

اختفى للحظة ثم عاد ومعه عصى خشبية سميكة بلا أي علامات مميزة

" أتعلم, في المرة الأولى التي رأيت فيها قدرتك شعرت بالدهشة, لكن الآن الأمر عادي جداً"

" في الواقع.... حتى أنا, في البداية لم أكن متمكناً منها, لكن الآن أستطيع التحكم فيها بنفس تحكمي بيدي"

" أجل أجل, إذن....... هل من أخبار عن ذلك الشيء؟"

" أتقصد الشيء الذي تحدثت عنه منذ ثلاثة سنوات؟"

" هو بعينه , هل عرفت شيئاً جديداً بخصوص ذلك الأمر؟"

" لا, ليس الكثير, كل الدلائل الحالية تشير إلى كارثة"

" إذن كم تبقى ؟"

" لا أدري, لا يمكنني حتى التكهن, فالمعلومات التي وصلتني أقل من أدنى حد"

".......إذن, على ما يبدو أنني سأظل في تلك الدائرة.... لا يهم حقاً, كنت أود أن تتوقف لكن..... ما باليد حيلة, إلى اللقاء"

ربت جين على كتف هيناتا ثم التف راحلاً وهو يمسك بالعصى.

كان هيناتا في العشرين من عمره, كان شاباً مهووساً وصديق موثوق يعتمد عليه.

كان أقصر من جين من حيث الطول أما بنيته الجسدية فقد كانت مثالية جداً, شعره كان أسوداً بسواد الفحم وعيناه بمثل لون شعرة.

كان صديقاً لطيفاً, وبطلاً عظيماً, وأيضاً كان الفتى اللولي.........

2019/07/13 · 420 مشاهدة · 899 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024