سألوني عن الجراح, فقولت لهم أنه لا أحد سأل عن موعد الفصل القادم..........

حول القرية....

بدأت الأصوات تخرج من كل مكان حولهم وفي لحظات ظهرت العديد من البوابات الزرقاء المائلة للسواد متخذة شكلاً دائرياً, ومنها خرجت العديد من الأشياء غريبة الشكل.

لأصف تماماً ما كانوا يرونه تماما فسأقول أن تلك الكائنات كانت سوداء تماماً ماعدا المناطق عند الكوع والركبة والكتف كانوا بلون رمادي يقترب من البياض كثيراً.

كانت أجسادهم نحيفة لدرجة أن جلودهم تلتصق بعظامهم, وأشكال وجوههم التي تذكرك نوعا ما بالقردة, كانت عيونهم حمراء مشعة بضوء خافت.

ما إن ظهروا حتى ابتسم قائد المجموعة الثالثة " الآن سيبدأ المرح" كان رجلاً طويلاً ببنية عضلية عظيمة ووجه فيه القليل من الجمال, أشار للذي بجواره أن يقوم بإعطاء الإشارة للمجموعات الأخرى لكن.......

من كل مكان بدأت تخرج أصوات مثل " إنهم هنا !"

"الإرافيوس هنا!"

لم تكن هنا إشارة محددة يكفي فقط أن تقوم بعمل أي شيء واضح بما يكفي لجعل الفرق الأخرى تعرف أنهم موجودين عندك.

على أية حال الأمر كان مباغتاً للحظة قبل أن يستعيد القائد رباطة جأشه ويصرخ في قواته محمساً إياهم " فلنقضي عليهم!"

تقدم مشهراً سيفه قاطعا رأس أحد الذين اقتربوا منهم.

على الرغم أنه كان مجرد واحد من أكثر من مئتين لكنه قد أثر على المغامرين, خصوصاً بعد تلك الكلمة.

حسناً كان الرجل المدعو ريجال مغامراً ذا خبرة كبيرة وذو شخصية قيادية عالية , كان رجلاً أربعينياً ذو ملامح وقورة ومظهر شبابي بشعر أسود تخللته بضع شعرات بلون أبيض صافٍ.

وجسده كان جسداً في صحة أكثر من كل من في سنه بكثير, حسناً هو قد قضى أكثر من خمسة وعشرين عاماً كمغامر وقد شارك في الحرب وقدم إسهامات تكاد تصل لإسهامات توابع الأبطال, لذا استحق بجدارة لقب أقوى مغامر, وحاز أيضاً على وسام البطل, وهو الوحيد الذي لم تكن له علاقة مباشرة مع الأبطال الذي حاز عليه.

بيده كان يمسك بسيف رقيق ذا نصل أحمر. قيل أن ذلك النصل مسحور بسحر يجعله أكثر احمراراً مع كل قطرة دم يسفكها. لم تكن هناك معلومات كثيرة عنه كشخص في حياته الطبيعية لسبب ما.

على أية حال, بمجرد أن قالها بدأ المئة والخمسون شخصاً في القتال.

تنوعت المشاهد والمعارك.

اجتمع ثلاثة شبان مع بعضهم كفرقة ليواجهوا ككيان واحد.

بدأ الأول برمي سهم على العدو الذي امامه فتحرك ذلك الإرافيوس إلى الجانب, وفي تلك اللحظة, انقض عليه حامل الخنجر في هجمة مباغتة, فتراجع إلى الخلف, وفي لحظة وجد الإرافيوس فوقه رجل يحمل سيفاً عملاقاً قام بقسمه إلى نصفين... .

وقبل أن يقف حامل السيف ظهر من بوابة دائرية زرقاء مائلة للسواد خلفه واحد من الإرافيوس, وقبل أن يهجم هجمته القاتلة بيده , ظهر ريجول من اللامكان وبهجمة من سيفه الرقيق استطاع إصابته بما أنه اختفى لحظة شعورة بالخطر.

" هل أنت بخير؟" سأل ريجول

" أ.. أجل لم أصب"

" إذن, قم وقاتل "

رحل كما اختفى................

بدت المعارك الأخرى الدائرة في ذلك المكان وكأنها بلا أمل.

مرت ساعة منذ بدأ القتال ولا يبدو أن هناك نهاية للمعركة بل أن ما لاح في الأفق هو الهزيمة, بدأ الكل يتعب.

كانوا نخبة من المغامرين وهذا صحيح, لكن أن تقاتل بتكافؤ وحدك ضد سبعة خصوم أو أكثر بالتأكيد سيجعلك تتعب بسرعة.

والمشكلة أن هناك أكثر من سبعون من الإرافيوس قد قتلوا بينما قتل فقط عشرة من المغامرين, لكن لا أثر لتراجع, وكأن هناك قوة ما تحركهم.

لم يكن هناك أمل حقاً.......................

بعد مرور ساعتين

أخرج الكل تقريباً جل قوته في القتال لكن الأعداد كان ما تزال في تزايد, حتى أن ريجول بدأ يشعر بالإرهاق بما أنه كان يلعب دور المساند لكل المغامرين تقريباً, فقد كان بمجرد أن ينتهي من مساعدة شخص أو مجموعة ينتقل إلى الأخرى وهكذا, حتى أن عدد من قتل وحده كان مساوياً أو يزيد على عدد من قتلوا على يد المغامرين الآخرين.

تنهد بنوع من الضعف, شاء أم أبى يجب عليه أن يتقبل حقيقة أنه كبر بالفعل, ويجب عليه أن يقلل من المجهود البدني, ففي ماضيه كان يمكنه القتال لأيام دون تعب.

مرت لحظة صمت في عقله جعته يلاحظ شيئاً غريباً.....

كان الإرافيوس يهجمون على هذه القرية في الأساس من أجل نبتة التنين الجليدية لكي يتكاثروا.... حسناً كان عمل هذه النبتة هو جعل أعضائهم التناسلية تعمل كما لو كانت في موسم التزاوج, وفي الغالب يكون وقت استخدامها بعد الحروب أو أشياء كهذه لكي لا ينقرضوا... حسناً كان ذلك للظلال وبما أن الإرافيوس فصيلة منحدرة منهم فقد ظن أن تلك النبتة هي سبب هجومهم كما قالت المعلومات.

برؤية ذلك العدد من الشباب الإرافيوس يقاتلون ضدهم فقط ودون احتساب الفرق الأخرى, يمكن استنتاج أن الهجوم يتم لسبب آخر, فالعرق غير مهدد, إذن... ما هو السبب يا ترى؟

ما سبب هجومهم هذا؟

أخذت الأفكار تتسارع في رأسه بشكل جنوني, لكن ماذا يمكن أن يفعل الآن؟, لقد دخل الحرب ويجب عليه أن ينتصر حاليا.

2019/07/29 · 426 مشاهدة · 752 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024