بعد ساعة أخرى.........

كان ويليم فتى لطيفاً في الخامسة عشر من عمره, بشعر بني فاتح وعيون بنفسجية لامعة بجسد أقوى من أجساد من في سنه.

منذ أيام عندما تم الإعلان عن مهمة بمكافأة عالية جداً, لكن بالطبع كان حتى المغامرين من المستوى العشرين لم يستطيعوا قبولها بسهولة.

كان مغامراً من المستوى التاسع عشر وفي الواقع كان ذلك شيئاً مبهراً جداً ليس لمن في سنه فقط, بل لكل المغامرين , فالأمر ببساطة كان مثل أن يقوم طفل بحمل حجر يزن عدة أطنان.

لم يكن مهتماً كثيراً إلى أن سمع إشاعات مفادها أن صاحب الطلب هو تابع البطل الأقوى, والذي هو بالمناسبة كان قدوته في الحياة.

كانت هناك عدة اختبارات وما إلى ذلك لكنه نجح فيها بشكل أرعب الكل.

عموماً وجد صديقته قد جاءت متخفية, على أية حال , حاول منعها لكن..... لم يستطع, أعني من يستطيع إقناع الفتيات بأي شيء من الأساس؟ ( طبعاً إذا تكلمنا عن الواقع وليس الروايات)

بعدها حدثت الكثير من الأحداث, والآن هو عضو في الفرقة الخامسة.

كان سلاحه المفضل هو القوس, لذا أمسك قوسه السحري المفضل وأخذ يصيب الكثير من الإرافيوس.

كان ذلك القوس مزود بسحر يجعله يطلق الأسهم بنفسه أي ببساطة كل ما عليك فعله هو سحب حبل القوس إلى الخلف وستتشكل طبيعياً بنوع من السحر.

على أية حال بعد أربع ساعات كاملة من إطلاق الأسهم بلا هوادة, بدأ يشعر بالألم في جانبه الأيمن , حسناً لم يتفاجأ تماماً , فذلك القوس لا ينتج سهامه من العدم, بل يستهلك قليلاً من قوة الشخص مع كل سهم يتم إطلاقة ..

مرة وراء مرة بدأت سهامه تخطئ الأهداف.

ففي أول ساعة كان يصيب الرأس مباشرة وبعدها انخفضت دقته لتصل إلى أنه أصبح يركز على إصابة الجسد, لكن الآن كانت الأسهم تخطئ في إصابة أهدافها....

" احترس!"

صرخت صديقته محذرة إياه ثم قفزت إليه دافعة إياه.

" مـ... ماذا؟!" قال بنوع من الغضب وهو يبعد تلك الفتاة ذات الشعر المشابه للون شعره, ذات الثلاثة عشر ربيعا, من على جسده.

".... ما؟... ما هذا؟" استطاع الشعور بشيء رطب على جسدها, رفع يده ليرى بضوء القمر الشيء الموجود, فوجدها دماءً.

كان اسم صديقته هو كوتولي .... حسناً لا فائدة الآن من معرفة اسمها بما أنها ستموت قريباً بالنظر إلى الجرح الذي جرحت به حالياً, فقد كان هناك ثقب في معدتها حالياً.

تسارعت أنفاسه بينما ارتعشت يداه , " لا...."

أخذها وتراجع بأقصى سرعته إلى القرية حيث تمرز أغلب المعالجين. وتبعه العديد من الأعداء, ففي النهاية كان هو صاحب أقوى تأثير هناك, فحسناً, كانوا مغامرين من مستويات عالية وهذا صحيح, بل ويمكن اعتبارهم قوة مجابهة للجيش البشري. لكن هذا من حيث القوة فقط, وغالبيتهم لم يواجهوا أعداداً ضخمة ولمدة تزيد عن الأربع ساعات بأقصى ما لديهم لذا حصلت مشكلة ضخمة.

" تباً ما الذي جلبه إلى هنا؟, لم تتبقى سوى اللمسات الأخيرة فقط "

تحدث جين بسخط, ففعلة ويليم ستقوم بإفساد خطته.

كان في إحدى البيوت وقد شعر بوجود ويليم قريباً منه.

دخل إلى البيت الذي كان فيه جين حاملاً كوتولي على كتفه وقال بنوع من الضعف " أ... أرجوك سيدي أنقذها!"

كان يحترم جين, لا بل كان يعتبره مثله الأعلى وقدوته, فقد كان تابع البطل الأقوى, كان مجرد إنسان عادي من عالمه لكنه استطاع أن يرتقي ليقف بجانب ذلك البطل برغم حقيقة كونه صغيراً في السن.

" ابتعد يا فتى, سيضيع كل شيء هكذا!"

صرخ أحد الحراس في ويليم, لكن لم يزده ذلك إلا إصراراً " أرجوك, أتوسل إليك سيد جين, ستموت هكذا..." نزلت دمعة على خده, ومن خده على الأرض .

تنهد " هكذا إذن, يبدو أنني سأنهي هذا بالطريقة السهلة, لكني أعتقد أنهم كانوا بحاجة إلى الإبادة, لكن لا بأس"

تنهد مجددا ثم أوقف طقوسه, حيث كان جالساً مربعاً قدمه رافعاً كلتا يديه, ومنهما صدرت هالة قوة مرعبة جداً, وفجأة اختفت تلك القوة تماماً من يده ونزف أنفه.

"ضعها على الأرض, سأقوم بعلاجها, لكن عليك أن تعرف لا أستطيع أن أضمن لك أنها ستكون حية, فهذا ليس تخصصي, هذا أولا, ثانياً إن ظلت على قيد الحياة فهي سوف تتغير للأفضل أو للأسوأ, لذا هل أنت متأكد؟"

" أجل, أنا متأكد. رجاءً "

وضعها على الأرض أمام جين, بالنظر إليها فقد كان هناك ثقب في معدتها, لكن على الأقل لم تكن مثقوبة بتلك القوة التي تجعل الثقب يفتح بحيث يرى منه, أو بشكل أكثر دقة في الوصف كانت مصابة إصابات عميقة لكنها لم تخسر أي عضو, وهذا كان جيداً وسيجعل عمل جين أسهل, فقد كان واجباً عليه في هذه اللحظة أن يعالجها بسرعة وإلا ستموت من نقص الدم.

نظر إليها بعيون خالية من المشاعر بينما شعت يديه بضوء أبيض " جيد, هذه هي البداية" استحضر كلمات رفيق له في عقله عن كيفية العلاج قال أن في البداية يجب أن تشع اليد بلون أبيض, ثم........

وضع جين يده في جرحها مما جعلها تئن متألمة للحظة

" تشجعي, تابع البطل الأقوى , جين بنفسه هو من يعالجك" قالها ويليم لكوتولي بينما غلف يدها بكلتا يديه.

كان يرتجف مما جعل جين يعرف مكانتها عنده, في الأساس, من بين الكل كان ويليم هو أكثر من أثار انتباه جين من حيث كل شيء, وحتى الآن في المعركة, لكن لو لم يأتي ويدمر الطقوس السحرية الآن, لكان أخذ بجدارة لقباً في أكثر المساهمين في الحرب.

" سيد جين, أهذا يعني أن لديك خطة ما؟"

تساءل أحد الحراس المغامرين, كانت تلك الطقوس بحسب كلام جين هي الورقة الرابحة وفرصة النصر, ولا يبدو أن شريك البطل الأسطوري سيكون بهذا الغباء.

" أجل, وأبسط مما تتخيلون "

مرت دقيقة حتى بدأ الجرح يلتئم بشكل ملحوظ, وبعدها التأم بالكامل.

بدأت الفتاة تسعل دماً للحظة قبل أن يعود وعيها بشكل ضبابي.

" أيــ....ـــن ..ـنا؟"

" لا تتحركي كثيراً, الآن, خذها إلى طبيب حقيقي ليفحصها لأنني لا أدري حقاً ماذا فعلت "

بدون كلمة واحدة, أخذها ويليم وهرول إلى إحدى المباني.

" حسناً, سأذهب"

قام جين لكنها ترنح قليلاً قبل أن يستقيم.

كان يقوم باستجماع القوة السحرية منذ ساعات, وحتى لو لم يصل لقوته الأصلية, فقد كانت أكبر مما يستطيع جسده الحالي أن يتحمل لذا تأثر توازنه قليلاً.

" ها ها, بدأ الختم يضعف؟" شعر جين بألم طفيف في رأسه

" الآن لنبدأ, لكن للاحتياط, أيها الفتى الـ." ظهر هيناتا من العدم وأغلق فم جين وهو يقول له " توقف , ماذا تريد؟"

" حسناً أيها البطل هيناتا, أريد منك فقط أن ترافقني... تعلم لم أعد مثل الماضي "

عرف الذين حوله بمكانة من أغلق فمه للتو لأنه سمع أصوات سيوف تستل, لهذا, ولكي لا يضيع أي وقت قرر أن يعلمهم أنه صديق وحليف قوي (بما أنه بطل) بطريقة بسيطة.

خرج متمشياً ناحية ساحة المعركة, حيث كانت أعلام الاستسلام على وشك أن ترفع من طرف المغامرين الذين أصبحوا بين جريح أو منهك, وعلى الرغم من ذلك لم يكن هناك الكثير من القتلى.

" ماذا يفعل هنا؟"

" أليس من المفترض أن ينهي سحره؟"

" أهذا يعني أننا سنتراجع الآن؟"

بدأت عقول المغامرين بالعمل بأقصى ما لديها لتفسير الموقف, لكن هناك ما عرقل تفكير الكل.

صوت أشبه بفحيح هامس انتشر بين الكائنات السوداء شبيهة القردة.

بعدها بدأ تراجع مرتبك من طرف الإرافيوس بشكل مرعب.

ظن كل المغامرين أنه كان شيئاً سحرياً يؤثر عليهم بما أنهم تراجعوا في لحظة رؤيتهم له, لكن من بين كل المغامرين, كان هناك ثلاثة عشر شخصاً بالضبط من عرفوا أن هنالك شيئاً خاطئاً.

لم تمر سوى ثوان معدودة حتى اختفى جميع الإرافيوس, ومعها ارتفعت أصوات الاحتفال.

على الرغم من الوضع الميؤوس منه سابقاً, كان عدد قتلى البشر يصل إلى العشرين, بينما قتلى الإرافيوس كان يتخطى المئة بسهولة.

يمكن القول أنه كان انتصاراً....... غريباً بالنظر إلى الثلاثمائة جريح.

في وسط القرية, كانت هناك عملية اختطاف قد حصلت

______________________________________________________________________________

الآن..... اقتربنا من نهاية مقدمة القصة, ويتبقى فصل أو اثنين على الأكثر وتبدأ القصة الحقيقية التي لن يتوقعها أحد (ها ها ها ها) " ضحكة شريرة"

2019/07/31 · 384 مشاهدة · 1225 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024