"آععععععععع...." لم تكن هيبته أو تمثيله لتكون شفيعة له أمام ما فعله.

في الأساس كان ضعفه ناتجاً عن عدم مقدرته على استخدام القوة التي لديه ويتقن استخدامها.

المشكلة هي أن القوة التي لديه أكبر مما يستطيع استخدامها , ولكي يستطيع أن يستخدم قوته يجب عليه أن يخرجها كلها ثم يستخدم القدر الذي يريده.

الأمر كاستعمال السيف, لا يمكنك استعماله إلا لو أخرجته بالكامل من الغمد وكذلك قوة جين, لشرحها سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً وقد يفوتنا الحدث, وأنا لا أرغب أن يفوتكم شيء فقبل كل شيء أنتم تريدون هذه الأحداث, وإلا لما قرأتم هذه الرواية؟ .

حسناً عندما سمع الفتاة ذلك الكلام من السيف أول شيء فعلته هو أنها قامت بالصراخ برعب, لم يكن الأمر كما لو كانت السيوف المتكلمة أمراً مشبوها, بل ما حدث كان أنها لم تكن تصدق الأمر, ومع ارتفاع زخم الأحداث هنا نسيت كيف تتنفس أساساً, لذا كانت بحاجة إلى شيء بسيط لكسر حالة التجمد النفسي التي وقعت بها, وقد كان ذلك الشيء هو السيف ليليان.

" اهدأي! , على هذه الحالة سيموت!, ستظهر على جبهته علامة بنفسجية قاتمة, أطعنيه فيها بي بسرعة, لا وقت لشرح الأمر!"

أخذ صوت السيف يربكها أكثر وأكثر, لكن عندما ظهرت العلامة بالفعل على رأس الفتى الذي يتلوى على الأرض من الألم, استجمعت شجاعتها وأمسكت السيف المرمي على الأرض, ثم وبيد مرتعشة أغمضت عينها ثم حاولت طعن الفتى بالنصل الفضي المهترئ كملابس صاحبه.

" افتحي عينيك وأنتِ تطعنين, فأي خطأ في الإصابة قد يجعل الأمور أسوأ"

لكن كما لو أنه كان يحادث نفسه, لم تستمع لكلماته وظلت مغلقة عينها.

طعن!

نظرت لترى النتيجة, بدأت العلامة بالاختفاء, لكن كان هناك شيء سيء حدث..................

أصابته في جبهته إصابة سطحية بجانب العلامة.

قبل أن تتنهد سمعت ذلك الصوت مجدداً "أيتها الحمقاء, ماذا فعلتي؟!!"

لم تمر سوى ثانية واحدة لتفهم ما حدث, الفتى الملقى على الأرض لم يتوقف, بل تكور على نفسه في وضعية تشبه وضعية الجنين في رحم الأم, وأخذت صرخاته بالارتفاع أعلى وأعلى.

لكي أصف مدى الألم الذي يشعر به, تخيل شعور أن يتم جلدك بالسوط بينما تحترق, شعور سيء بمجرد التخيل صحيح؟.

أخذت الفتاة تدور حول نفسها في توتر كبير, لا تدري ماذا تفعل, الفتى أمامها لم يصب سوى بجرح خفيف وحصل هذا, المشكلة أنها لم تكن قد رأت حالة مثل هذه, الأمر يصبح غريباً أكثر وأكثر, فالسيف يتحدث , والفتى كما ترون, وكل شيء غريب حولها.

" اسحبيه إلى القرية , ستجدينها في جهة الشمال"

لم تكذب خبراً, بمجرد أن سمعت ما قيل لها أخذت السيف من على الأرض, ثم أمسكت ذراع الفتى وأخذت تسحبه وتسحبه , ولحسن الحظ كان خفيفاً لدرجة أنها هي شخصياً كان بإمكانها حمله, لكن لأسباب عديدة أهمها أنه فتى وهي فتاة قررت أن تكتفي بسحبه بحذر.

" من أنت أيتها الحمقاء؟"

رنت كلمات في رأسها, في الواقع لم يكن هذا هو الوقت الأمثل, فهي الآن في معركة شرسة مع الفتى الذي يقاوم يدها لا إراديا.

ومع ذلك رد عليه " اسمي آيا, كنت قدمت إلى هنا لأبحث عن شخص ما"

"إذا كنت تريدين لقاء شخص ما من قرية قريبة, ألم يكن من الأفضل أن تأتي عبر حدود مدينة القمر؟"

كانت مدينة القمر هي أقرب مكان للقرية الوحيدة الموجودة على الحدود وهي القرية التي كان فيها جين.

ما قالته جعله يفكر في ماهية الشخص الذي تبحث عنه, حسناً لا أحد مهم في هذه القرية سوى ذلك الشخص, لكن........

" حسناً... هي أفضل من حيث الأمان ووضوح الطريق, لكن أموالي أنحف من أن تقارع المبلغ المطلوب لعبور الحدود"

مدينة القمر هي مدينة من أكثر المدن ازدهاراً بسبب عبور الكثير من المغامرين من هناك لكي يأتوا إلى هذه الغابة لأن الوحوش (كما سلف الذكر) لها أهمية, وتقريباً لا يوجد جزء لا أهمية له بحسب الوحش, هناك العديد والعديد من العوامل المؤثرة, لكن لندع هذا لوقت آخر.

" إذن أنت تقولين أنك فقيرة لدرجة أنك لا تملكين أموالاً كافية لعبور الحدود؟, إذن كيف تريدين أن تقابلي ذلك الشخص, بالتأكيد أنت لم تأتي إلى هنا من أجل صديق"

"أجل معك حق, لكن لحسن الحظ أن الشخص الذي أريد مقابلته هو بطل, بالتأكيد هو لن يطلب المال لقاء المساعدة"

إذن هي بالفعل تبحث عن ذلك الشخص, لكن الأمر سيكون......

عندما وصلوا على حدود القرية استقبلهم من كان هناك, فالبيوت موجودة في كل مكان إلا في الغابة.

لحسن حظهم كان من استقبلهم هو أحد الأطباء الثلاثة في القرية.

" ماذا حدث له؟" سأل الطبيب وهو ينظر إلى الشخص الذي أصبح صوته مبحوحاً من كثرة نحيبه المتألم.

أخبرته بالقصة كاملة مع إخفاء تفصيل السيف المتكلم.

تنهد وقال " في هذه الحالة, نحتاج لشيء خافض للقوة المنبعثة حالياً من جسده..... هل تعلمين مكان وحش أسود؟"

"أعرف مكان جثة أحدهم, لكن....... كانت في منتصف الغابة"

" همم, إذن ستكون المهمة صعبة ها؟, لا بأس, سوف أرسل بضعة رجال معك لترشديهم إلى مكانها, لكن بالمناسبة, ما اسمك وما الذي جعلك تأتين إلى تلك الغابة, الكل يعلم أنها مكان خطير, ولا يبدو أنك تملكين أي سلاح"

قالها ونظر إلى سيف جين الذي بيدها .

" حسناً اسمي آيا, وأنا هنا لأجد شخصاً ما قيل لي أنه يعيش في هذه القرية"

" من هو ذلك المحظوظ يا ترى؟"

حسناً, للحق كانت ملامح الفتاة جميلة, وبالإضافة إلى شعرها الكستنائي الناعم الذي يصل إلى أسفل ظهرها. فقد جعلها ذلك تتفوق على الكثير من الفتيات في الجمال.

" أنا جئت إلى هنا من أجل شريك البطل"

بمجرد أن سمع الطبيب تلك الكلمات ابتسم وقال " هو أمامك الآن"

"....... ها؟......" لم تتوقع الفتاة ذلك في أسوأ كوابيسها, لقد كان الشخص الذي ارتحلت لأيام وأيام في رحلة طويلة صعبة من أجله هو هذا المثير للشفقة, أجل لقد كان قوياً جداً لدرجة القضاء على وحش أسود من فئة الأسود وينفث النار بضربة واحدة, لكن ما تريده كان يحتاج أكثر من لكمة.

" أرجو ألا تسيئي فهم نقطة معينة أنسة آيا, جين قوي لدرجة أن قواه أكبر من أن يتحملها جسده, وبمجرد إطلاقها تحدث مضاعفات مثل هذه نتيجة للضغط الكبير على كل جزء من جسده, لذا نحتاج أن نقوم بأخذ قرن وحش أسود لكي يهدئ نار القوة المستعرة في جسده"

غالبا إن لم يكن دائماً, تكون هناك وحوش سوداء تكون قوتها أكبر مما يحتمل جسدها, وهنا يأتي دور القرن الذي يقوم بتنظيم عملية إخراج الطاقة وإدخالها إلى الجسد, أما عن سبب اللون الأسود لفروهم أو لجلودهم فلم يتم اكتشافه بعد, قيل أن تلك الوحوش تمثيل للشيطان, لذا لهم قرون وجلد أسود, وقيل أن هذا بسبب أن جلودهم مشبعة بالقوة لدرجة تحولها للسواد.

اختصار القول لم يكن هناك شيء واضح.

الفتاة بشكل غامض " أنا ذاهبة لكي أحضر قرن الوحش بنفسي, فبعد كل شيء, أنا السبب فيما حصل, ولا تقلق, لدي سيف تابع البطل, لذا الأمور ستكون بخير"

قالتها ثم قامت بضرب جين على رأسه ضربة أفقدته وعيه, ثم رحلت.

" سيف متكلم ها؟" قالها الطبيب وهو يبتسم.

______________________________________________________________

تشويق الفصل القادم:

"أنت خائفة؟"

" أجل, جداً المكان هنا مرعب لأقصى الحدود بالنسبة إلي"

______________________________________________________________

تعليق بسيط, يساهم في استمرارية الرواية.

2019/07/05 · 463 مشاهدة · 1094 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024