إذن, بما أني أمل بصراحة من التمطيط عديم الفائدة في الرحلات لذا سيأتي الاختصار الرائع الآن.

مر يومين منذ بدء الرحلة, اليوم الأول كان هو الوحيد الذي فيه شيء مثير أما الثاني فقد كانت معظم الأحداث فيه تتركز على تعليم آيا السيطرة على سحرها الحالي, وقد تحسنت بمقدار طفيف جداً.

المهم أنهم خيموا في الليل ومشوا في النهار, وهكذا مر اليومان بسرعة إلى حد ما, وفي صباح اليوم الثالث وصلوا أخيراً إلى أول مدينة في طريقهم, المدينة البسيطة التي سميت منذ سنوات بمدينة البطل.

الأجواء كانت مبتهجة جداً في المدينة, حيث علقت الزينة على البيوت بينما انتشر المغنون في الشوارع منشدين أغانٍ عذبة لطيفة.

لم يفهم أي واحدٍ منهما عن سبب الاحتفالات, لكن....

توجه جين إلى أحد الباعة, والذي كان يبيع مواد غذائية مثل الفواكه والخضروات ( عملياً هو يبيع من هذين الشيئين فقط) المهم.

" لو سمحت, ما هذا الاحتفال؟ "

سأل جين الرجل بشكل مباشر فأجابه " لقد استعاد البطل ليليان عافيته, لذا أقام احتفالاً لمدة أسبوع " كان يتحدث مبتسماً

" هكذا إذن, شكراً "

تحرك مبتعداً عن البائع ليعود إلى حيث وقفت آيا كانت تقف, لكنها كانت تركز مع حلوى التفاح التي تباع في أحد الأكشاك القريبة.

: ربما يجب علي أن أفرغ عقلي مثلها: تمتم بصوت منخفض بينما كان يبتسم, حالياً كان جين يفكر بأكثر من ألف فكرة وفكرة, المشكلة أنها كانت أشياء يجب عليه أن يفعلها, تفسيرات لأشياء أراد بلا مبررات , عالم الوهم والرماد, حتى الخالد, كل واحدة من تلك الأشياء ستستغرق وقتاً طويلاً لكي تحل, ويجب عليه إنهاؤهم جميعاً في زمن قياسي, من الصعب عليه أن يتوقف الآن, الأمر مستحيل خاصة بعد تغير مجرى الأمور عما كان مخططاً له.

اشترى قطعتين, واحدة لها والأخرى له, فقد كان أحد عشاق تلك الحلوى, وقد لاحظها مسبقاً بمجرد دخوله, لكنه أراد ضبط نفسه, لكن بما أنه سيشتري في كلتا الحالتين, إذن لما لا يشتري لنفسه؟.

" سنقابل الآن صديقي العزيز, لكن... تباً دمرتِ ملابسي!"

كان يرتدي ملابساً عادية تماماً بما أن اللباس الجديد الذي كان يرتديه قد احترق عندما حاولت دمج عنصرين بغباء.

اقترب من القصر حيث يعيش البطل بخطى بطيئة بسبب آيا التي كانت تتوقف عند كل كشك لتشتري ما يبيعون من حلويات وأطعمة شعبية وما إلى ذلك.

كانت المنطقة حول القصر هي الأكثر ازدحاما , وقد كان هذا طبيعياً, فقد أقيم هذا الاحتفال لأن البطل استعاد صحته وهكذا.

المهم أنه كان يمر بين الحشد بصعوبة شديدة, أشد حتى من ازدحام قد ينشأ أمام مكان يوزع الذهب بالمجان, ظل يشق طريقه إلى أن وصل أخيراً إلى البوابة.

: لو أنني أعرف أن الأمر سيكون صعباً هكذا لما كسرت الختم :

كان يري المرور عبر البوابة لكن أوقفه أحد الحراس " توقف مكانك !"

" ماذا هناك الآن, اسمع يا هذا أنا تابع بطل واسمي هو جين, الآن دعني أمر "

تحدث جين بتأفف بينما تذكر أن موقفاً مشابها حدث من قبل, كان يشبهه إلى حد صغير, أعني عندما أراد دخول قصر نيم.

" إذن ما إثباتك أنك كذلك؟ " تحدث الحارس ذات الذي أوقفه.

" همم, إذن, في هذا القصر حوالي عشرين حارساً, هذا في البداية, ثانياً شفي ليليان منذ يومين تقريباً عند الغروب, و... أعتقد أنه قد نبه أن هناك صديقاً سيأتي أو شيء كهذا"

الغريب في الأمر أن كل هذا صحيح, معلومة مثل انتشار عشرين حارسا فقط حول قصر شخص مهم كهذا ستجعله عرضة للاغتيال بنسبة أعلى بعشرة أضعاف من المعدل العادي, المهم أنه قد نجح في إقناع الحارس واستطاع الدخول (أنا شخصياً انبهرت).

بعدها وبعد مشي لفترة وتجول في القصر الواسع إلخ...

وصل أخيراً إلى الغرفة حيث جلس ليليان, كان على الأغلب يستعد لإلقاء خطاب بما أنه كان يمسك بورقة بينما بدى على وجهه أنه يفكر بنوع من العمق.

" مرحباً ليليان, مر وقت طويل " تحدث جين بينما علت وجهه ابتسامة عريضة جداً, فقد كان ليليان أحد أقرب الناس إلى جين برغم فارق السن بينهما .

نظر ليليان ناحيته وكان على وشك أن ينهر الذي تكلم قبل أن يستوعب عقله ما سمع للتو, وبمجرد أن وجد أنه جين قام بابتسامة أعرض من ابتسامة جين ومد يده مصافحاً إياه بقوة

" كيف حالك يا جين, مرت مدة طويلة, هل أنت بخير الآن؟"

كان يسأل بغرض الاطمئنان, فهو قد رآه عندما اهتاجت قوته في الماضي, كان المنظر مثيراً للشفقة, وللاشمئزاز, والكثير من المشاعر المختلطة, المهم أنه لعدة أسباب أهمها مدى قربهم من بعض, وحالة جين المثيرة للشفقة قرر أن يساعده مخاطراً بقوته, قد تبدو هذه كتضحية في سبيل صداقة غبية, لكنها لم تكن كذلك, فقد كان يعلم, حتى من دون أن يعده جين أنه سيجد حلاً هو حتى لا يمكنه التفكير فيه ببساطة لأنه كان هكذا دائماً.

" بخير, لكن ألست أولى مني بهذا السؤال؟, خاصة مع تدهور صحتك الرهيب "

" لا بأس لدي طالما عادت إلي الآن, وأنت بأمان, المهم, أين هو صديقك, فاجئني وقل لي أنك تصالحت معه ليصبح العيد عيدين "

أظلمت تعبيرات جين ( وهو المتوقع) وقال " كيف لي أن أسامحه " التفت حوله هالة من الغضب, ثم اختفت في لحظتها " لكن أحضرت صديقة ".

آيا كانت تقف وراءه صامتة, على ما يبدو أنها كانت فتاة هادئة بطبعها. هادئة لدرجة أنني أحياناً أنسى ذكرها.

عموماً, كان هناك شخص رابع موجود , بشعر أسود وعيون حمراء , و جسد جميل متناسق.

بدت عينها الحمراء كما لو كانت ستطلق مئة مليار سهم لا مرئي لتمزق جين إلى أشلاء, شعت نظراتها بطاقة غريبة جعلت جين يلاحظ, نظر إليها وقال بابتسامة لطيفة " مرحبا"

_________________________________________________________

تباً بدأت أتحمس للأحداث القادمة.

الآن, أنا أمام التحدي الحقيقي, وهو تخطي حاجز الثلاثين فصلاً وهو شيء لم أستطع فعله مع أطول رواية نشرتها حتى الآن ( the shade) لذا..........................................

حسناً إلى اللقاء في الفصل القادم

2019/08/06 · 363 مشاهدة · 902 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024