21 - المليون قتيل ونهاية الحرب

سحر استشعار الهالة, سحر مدهش يجعلك ترى حالة الشخص المزاجية بشكل هالة تتلون باختلاف الحالات المزاجية.

اللون الأبيض يدل على الهدوء, والأحمر يدل على الغضب, البني غالباً ما يشير إلى الحقد, الأخضر إلى الحب, الأصفر السعادة والعديد بعدها.

كل الألوان تصبح أغمق كلما ارتفع قدر تلك المشاعر (عدا الأبيض الذي يصبح أكثر بياضاً), إلى أن تصل إلى أقصى ارتفاع وهو الأسود, في ذلك الوقت يصبح من المستحيل اكتشاف حقيقة الشعور الذي يشعر به الشخص الذي أمامك, إلا بالطبع لو انخفض بالقدر الكافي لملاحظة اللون.

كانت السيدة الواقفة ترى الهالة حول جين سوداء قاتمة لدرجة أنها لم تستطع رؤية الفتاة التي وقفت خلفه.

لكن عموماً كان سبب شعورها بالغضب ونية القتل تلك هو شيء قديم, نظر جين إليها وقال " مرحباً " قالها مبتسماً لذا ارتبكت قليلاً وقالت " مر وقت طويل يا فتى "

نظر جين إلى ليليان بعدها " من هي تلك السيدة؟, أشعر أنها تريد قتلي "

ظن ليليان أن جين يمزح لذا قال وهو يضحك " هذه زوجتي يا رجل, أنا متزوج من قبل أن تنتهي الحرب بعدة أشهر "

" هكذا إذن.... فهمت لما تمتلك قوة سحرية ".

تأتي القوة السحرية إلى المرء بالتعرض إلى أشياء تمتلك تلك القوة بشكل مباشر دون أن تؤذي مثل سحر الشفاء وغيره, وأحد تلك الأشياء التي يمكن القول أنها تمتلك تلك القدرة بشكل مباشر هي..... حسناً كيف يمكنني قولها... الأشياء التي تنتج في البندق الخاص بالرجال, وعندما يحصل الـ(هذا وذاك) تبقى تلك الأشياء في جسد المرأة وتتحلل وفي ذلك الوقت يستفيد الجسم من العناصر التي فيها, التي من ضمنها القوة السحرية.

وهكذا.....

عموماً كانت تحب زوجها جداً وبما أنه قد مرض لسنوات بسبب جين , إذن على جين تحمل تلك النظرات على الأغلب طوال فترة بقائه التي ستستمر لمدة يوم تقريباً.

أدرك جين ذلك من لمحة, لهذا قرر عدم أخذ الأمر بجدية تامة لأنه السبب في تلك الكراهية ( حتى لو أن الحقيقة أن ليليان من تطوع)

بتنهد خفيف, تحدث ليليان " يا رجل, ظننت أنك أخيراً استطعت تخطي الأمر "

" أنا تخطيته إلى حد ما, لكن.... أتتذكر اللعنة التي تحدثت معك عنها؟ " أخفض صوته في آخر جملة لكي لا يسمع أحد حديثه سوى ليليان.

" أجل ماذا بها؟ "

" لم تنتهي حتى الآن... هذا يعتبر جزءاً كبيراً من سبب عدم قبولي له نهائياً "

" آه.... هكذا إذن...." تنهد ليليان ثم قال " هذا ليس وقت الكلام عن تلك الأشياء السخيفة, الآن حان وقت الأفراح "

" أجل "

كان جين يبتسم تلقائياً طوال الوقت , كان هذا بسبب سعادته لأنه قابل أحد أعز أصدقائه بعد زمن طويل.....

عموماً أظن أنني لست بحاجة إلى ذكر .... لحظة, هذه رواية ويجب علي أن أمطط في الأحداث بقدر ما يفعل أودا بعمله.

إذن قدم جين آيا إلى ليليان " هذه الفتاة تسمى آيا, على ما يبدو أنها قليلة الكلام "

" أحضرت صديقة دون أن تعرف حتى شيئاً بسيطاً مثل ما إن كانت كثيرة الكلام أو قليلة, ياله من إهمال يأتي من شخص حارب لأكثر من سنه "

تحدث مازحا بينما كانت المرأة في الخلف تنظر بنظرة فاحصة لترى الصديقة التي تحدث عنها جين.

لاحظ جين تشتت أفكارها (بما أنه يستطيع قراءة أفكار الناس الأضعف منه وقد ذكرت هذه المعلومة في الفصول الأولى), فابتعد قليلاً وقال " ها هي ذي, اسمها آيا.... حاولي ألا تغاري منها لأنها من أشد المعجبات بزوجك "

" أنت... لا تقرأ أفكار زوجتي دون إذني, ألا يكفيك أنك كنت تقرأ أفكاري في فترة من الفترات؟ "

".... أجل, لكن أليس من المفترض أن يكون ذلك سراً مثلا؟, أعني لا تخرب ما أبنيه مثل ذلك الـ.(كلمة مريعة).. , الآخر"

"...... إذن, رين, خذي آيا صديقة جين وعرفيها على المكان قليلاً بينما أتحدث مع جين"

كان جين الحالي مختلف كثيراً عن الماضي جداً بشكل مثير للرعب.

قبل بضعة سنوات.... خمسة سنوات إذا كانت ذاكرته جيدة, في تلك المدة تغيرت الهالة التي حولة متحولة إلى ظلام تام, لم يكن لديه ذاك السحر الذي لدى زوجته, لكنه يعرف أن هناك خطباً ما.

" حاضرة " ابتسمت رين ابتسامة لطيفة وسحبت آيا من وراء جين " هيا, هناك العديد من الأشياء الرائعة "

نظرت بطرف عينها إلى جين فوجدت اللون الذي حوله قد خف قليلاً... وبالقليل من التدقيق استطاعت أن ترى تلك الدرجة تنتمي إلى أي لون.... أزرق؟

" حزن؟ " تمتمت بتلك الكلمة هامسة فقالت لها آيا " ماذا تقولين؟ "

" لا شيء, الآن سأريكِ حديقة أزهار ستذهب بعقلك "

بمجرد أن رحلت الفتاتان بدأ ليليان حديثه " ظننت أنك انتهيت من الأمر أخيراً, ما الذي حصل؟ "

"... لم أستطع... أنا حقاً لم أستطع, كلما تختفي مرة تظهر مرة أخرى.... عشر مرات وقد تصبح الحادية عشر بعد شهر... أنا سأصاب بالجنون "

كان جين يتحدث وهو يلهث, كأنما قاله للتو كان كابوساً مرعباً يقوله طفل لوالده.....

على الجانب الآخر كانت السيدتان قد ابتعدتا إلى حد كبير.

".... كيف حالك؟ " تحدثت آيا بنوع من الارتباك.

" بخير, وأنت ؟"

"..... أجل بأتم صحه"

" إذن...., صحيح أتعلمين, في فترة من الفترات في الماضي, وبالتحديد في نهاية الحرب, سمعت عن شيء مثير للاهتمام."

تحدثت رين إلى آيا بهذا الموضوع لأنها لم تعرف عما تتكلم, ولأنها وجدته موضوعاً مثيراً

" ما هو؟" بدأت عينا آيا تلمعان بفضول.

ابتسمت رين بانتصار لأنها استطاعت فتح موضوع للتحدث عنه.

" إذن في آخر ليلة في الحرب, حدثت مجزرة راح ضحيتها أكثر من مليون من الجان, من بينهم أكثر من عشرة آلاف من الأطفال والنساء"

".... هذا عدد كبير, ولكن... ألم تكن حرباً وهكذا, أعني عشرين سنة كنا نحارب بعضنا... لحظة, ما عدد قتلى الحرب النهائي في الأساس؟ "

" خمسة ملايين وشيء ما من البشر, وأكثر من مليونين بقليل من الجان "

لم تتحدث آيا للحظات من الصدمة.

تفهمت رين سبب شعورها ذاك وتابعت " تلك الليلة حدثت مجزرة على نطاق واسع جداً في دولة الجان, وفي وسط الاضطراب الذي حدث, تسلل البطل نيم إلى قصر ملك الجان وقام بالإجهاز عليه مما جعل الخلل الذي حدث مضاعفاً, وبعدها قام أقرب شخص من تلك الأحداث وهو البطل هيناتا بنقل الأخبار إلى القادة من البشر وأنصاف البشر. ثم, وفي وقت قياسي, هجمت الجيوش بشكل مباشر, وبلا خطة , ونتيجة تلك الهجمة هي فوز البشر وحلفائهم وخسارة الجان وحلفائهم "

"... واو, إذن ألا تعرفين من هو ذلك الشخص؟ "

"غريب ألا تعرفين؟"

" لا "

" إنه صديقك جين "

في تلك اللحظة, جعلتها المفاجأة تقف وتميل رأسها قليلاً بينما فتحت فمها قليلاً.

حسناً, كانت تصدق أنه كان رجلاً قويا عظيماً وما إلى ذلك, لكن أن يسلب مليون روح في ليلة واحدة بدون تفريق؟, تلك الفكرة جعلتها ترتعد. إذا كان الأمر كذلك, فلماذا إذن لم يكن يستطيع حتى القضاء على مجرد وحش أسود في أول لقاء لهما؟.... صحيح, كان مختوماً, جعلها تذكر سبب ختمه تكون نظرية مفادها أن اهتياج قوة جين هكذا لم يكن سوى عقاب من البطل الأقوى, تعلمت من قبل في المدرسة أن الأبطال هم أناس يظهرون الرحمة للعدو قبل الصديق, ولا يقاتلون سوى من قاتلهم, ولا يمكن لأي أحد فيهم أن يقتل طفلاً أو امرأة غير محاربة.

عندما وجدتها رين في تلك الحالة, قررت أن تقوم بمضايقتها قليلا " إذن, ألا توجد أخبار جديدة عن حبيب القلب؟ "

" من تقصدين؟ "

" ومن سيكون غيره, أعني بالطبع جين " قالتها وهي تضحك, كانت متأكدة أن من الصعب على طفلة كهذه أن تحب رجلاً مثله.

" ... أه... كيف عرفتي الأمر؟..." انكمشت في نفسها قليلاً بينما احمر وجهها .

تباً.. تباً.. تباً, كيف؟, كانت رين تفكر وقد انقطع حبل أفكارها تماماً, ففي نظرها كان جين هو شخص فظيع قذر مستغل لأصدقائه, وقاتل بحسب الهوى , حتى أنها ذكرت تفاصيل أكثر لتجعل آيا لا تفكر فيه حتى لكن....

" صحيح, منذ متى تعرفان بعضكما؟"

فكرت آيا وقد بدأت بعد الأيام مما جعل رين ترفع سقف توقعاتها.

" أسبوعان أو أكثر قليلاً "

" ووقعت في حبه.... أنت غريبة قليلاً ".

علت أصوات ضجة كبيرة من خارج القصر.

بالطبع, مثل أي أحد عاقل , أو بشكل أدق, مثل أي أحد فضولي......

2019/08/09 · 350 مشاهدة · 1270 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024