25 - قتال مع الماضي (لقاء محتوم)

تم جمع أربعة من أصل ثمانية في تلك الرحلة الاستكشافية, كانت الأوامر ببساطة هي أن يستكشفوا المنطقة باحثين عن فخاخ أو كمائن أو أي مكان هام, كان الحد الأقصى للاستكشاف هو كيلومتر واحد إلى داخل المناطق التي في جانب الجان, وبالطبع, الطرق التي تؤدي إليها .

تم إرسالهم بغرض تأمين المكان للقوات الرئيسية التي كانت ستقوم بهجمة مباغتة على ذلك المكان بعد فترة, لذا كان الأمر مهما, ومن أجل ذلك ذهب الأربعة.

واحد منهم كان بشعر أسود تخلله بعض البياض رغم حقيقة كونه شاباً وجسد متناسق وعيون عسلية, للحق كان وجهه وسيماً.

والثاني كان صاحب ابتسامة لامعة, كان فتى بشعر أسود كالفحم, وعيون بلون شعره, كانت بنيته الجسدية قوية تكاد تكون مثالية, وللأسف كان قصيراً رغم حقيقة أنه كان أكبر ممن وصفته قبله.

الثالثة كانت فتاة صغيرة بعمر الخامسة عشر, بجمال متوسط, وعينان زرقاوان, وشعر أسود طويل يصل إلى أسفل ظهرها.

والرابع كان شاباً في أول العشرينات من العمر بشعر قرمزي وعيون خضراء, وكان جسده قوياً رغم النحافة الظاهرة عليه.

ثلاثة منهم كانوا من المصابين أما الرابع , وهو صاحب الشعر الأسود كالفحم, كان بأفضل حال مقارنة بهم.

للأسف كانت الإصابات من النوع الذي يجبر الشخص على التوقف عما كان يفعله, كانت الإصابات الظاهرة تخفي وراءها إصابات داخلية صعبة, لما؟, ببساطة لأنها لعنات .......
*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*

دخل جين القصر..... حسنا لم يكن قصراً بالمعنى الحرفي... كان يبدو بالخارج بأنه كذلك, لكن بالداخل لم يكن هناك شيء. بالمعنى الحرفي, لا شيء مجرد مساحة فارغة من الأرض محاطة بجدران مزخرفة من الخارج, حسناً كانت هناك غرفة صغيرة بأحد الأطراف, وبمجرد رؤيته لها قال لآيا " أطلقي على تلك الغرفة التي هناك "

" لما تأمرني بتدميره ؟, أليس من المفترض أن تلتقي بذلك الشخص هنا؟...."

كانت تعلم أن *ذلك الشخص* لم يكن لديه علاقة جيدة جداً مع جين..... لكن, لحظة ....

" أتريد أن تقاتله ؟!"

سألته آيا بنوع من الذعر.

" أجل.... سوف أقضي عليه تماماً "

قالها جين بضحكة شريرة, لم تكن من داخل قلبه.... بل كان هناك شيء آخر غيرها... ما هو يا ترى....

" إذن لقد حضرت حقا ها؟, يبدو أنك ترغب بشدة في الموت"

ظهر صوت من خلف جين مما جعله يتقدم إلى الأمام بسرعة مبتعداً عنه, ثم التف لينظر إلى المكان خلفه.

" هلا تركتني ." تحدثت آيا.

نظر جين إليها , فوجد أنه كان يمسك بها, فتركها ولم يعقب. فقد كان واجباً عليهم أيام الحرب أن يهربوا بالأسرى في أكثر من موضع مما جعل عقله يتبرمج على أخذ أقرب شخص منه والهرب عند الشعور بخطر محدق.

" لا, على الأغلب أنت الذي يرغب بالموت بدعوتك لي إلى هنا, أليس كذلك يا كرانيل؟ "

كان كرانيل واقفاً عند البوابة, وبيده كرة نارية ضخمة.

بمجرد أن أنهى جين كلامه قام كرانيل بقذفه بتلك الكرة الضخمة التي يصل حجمها لأكثر من خمسة أضعاف حجم رجل بالغ عليهم.

طارت تلك الكرة إليهم بسرعة شديدة جعلتها لا تستغرق أكثر من مجرد ثانية للوصول إليهم.

" ماذا حدث للختم يا جين؟, أقمت بكسره لتستطيع مواجهتي؟, ألست أنت من قال أنك لا تحتاج لأي شيء من أجل قتلي؟"

تحدث كرانيل وهو يضحك بجنون, ثم أتبع " ألا تظن أنك بحاجة إلى رد قريب !؟؟؟"

" أنت ثرثار بالنسبة إلى بطل يا رجل "

خرجت كرة نارية من العدم , لم تكن تصل إلى حجم كرة كرانيل, لكنها كانت بحجم جيد إلى حد ما.

كانت في طريقها إلى وجه كرانيل لكنه قام برفع يده ثم..... انتشر بخار كثيف اخترقه العديد من الرماح الجليدية بحجم العصي التي يتكئ عليها العجزة.

" يا رجل, أنا غاضب مثلك, لكن أن تقوم برمي كل هذا على طفلة... غير معقول مدى الانحدار الذي وصل إليه الأبطال "

بقبضة مشتعلة, قام جين بمحاولة لكم كرانيل الذي تخطاه ولم يكتفي بذلك, بل قام برد اللكمة, الأمر الذي جعل جين يطير عدة أمتار إلى الخلف ويصطدم بأحد الحوائط ويحطمها ويكمل لعدة أمتار إلى الخارج.

" الآن, من أنتِ؟, شريكة جين, أم مغامرة استأجرها لمساعدته؟"

" أنا عبدة اسمي آيا... وأنت... من؟"

لم تكن آيا تعرف ما تقول في وقت كهذا... عموماً, كانت قد هربت من الرماح الجليدية في وقت سابق لذا بقيت حية... أرادت أن تصرخ مثل أي فتاة عندما طار جين خارجا منذ لحظات, لكنه قال لها سابقاً أن لا تصدر أي صوت يدل على القلق أمام خصمهم , لذا تبعته دون أن تسأل.

" عبدة؟, هاهاها, يبدو أن مستواه انحدر بعد موت إروها, تافه...."

" لم تعرفني بنفسك بعد "

" صحيح... أنا كرانيل, من مجموعة الحمقى الذين تسموهم الأبطال "

إذن أكان شريك جين في وقت من الأوقات؟....إذا كان هكذا حقاً فما سبب تلك العداوة؟

" لا تتدخلي إذا أردتي أن تعيشي فهذا قتالي أنا وجين....."

في لحظة انقلبت شخصيته إلى وضع الهدوء بشكل غريب جداً مما جعلها ترتبك للحظة.

" .... مللت حواركما اللطيف "

تحدث صاحب الصوت في أذن كرانيل قبل أن يفجرها بكرة نارية.

أمسك كرانيل , الشاب ذو الشعر الكستنائي المائل للسواد, ذو الجسد الهزيل الطويل , أذنه بألم للحظات, بينما تحدث جين " حقيقة أنك الأفضل في سحر الإطلاق لا تعني أبداً أن لا أحد غيرك يمكنه فعلها"

" أغغه, أيها الوغد...." صمت كرانيل بينما يحاول استعادة توازنه الذي اختل.

" ألم تكن تلك هي حركتك المفضلة في الحرب ؟"

تحدث جين ساخراً منه, ثم نظر إلى آيا التي كانت تقف بعيدة عنه بما يصل إلى عشرة أمتار.

"انتهى دورك هكذا, يمكنك العودة أو مشاهدة هذا القتال.... لكن لا تتدخلي"

" هذه هي أخلاق البطل الــ"

" أخرس!"

نظر باستغراب قليلاً إلى جين, ثم ابتسم ابتسامة واسعة خبيثة " ألم تقل لها الحقيقة؟ "

" قلت لك أن تخرس!"

قالها ثم اندفع بسرعة عالية جداً جداً إليه, ولكن.....

ظهر رمح جليدي ضخم أمامه ثم انطلق إلى جين.

أمال جين جسده بسرعة متفادياً الرمح, لكنه كان بطيئاً فأزال الرمح ذراعه الأيسر كاملاً.

ظهر رمح جليدي ضخم أمامه ثم انطلق إلى جين.

أمال جين جسده بسرعة متفادياً الرمح, لكنه كان بطيئاً فأزال الرمح ذراعه الأيسر كاملاً.

توقف جين ممسكاً بمكان الجرح الذي فاضت منه الدماء شلالاً, وتأوه قليلا.

" هذا مؤلم أيها الوغد!" تحدث جين بغضب.

نظر أمامه ناحية كرانيل, فرأى مشهداً مرعبا جداً. ما يصل إلى المئتي رمح من الجليد والحمم والصخور مصطفة وراءه

" أوه... تباً " أخذ جين نفساً عميقاً بعد أن قالها.

لم يتمكن حتى من أن يخرج زفيراً قبل أن تهجم عليه كل تلك الرماح.......

***************************

".... إذن ماذا سنفعل الآن؟ "

تحدث الفتى الصغير ذا الشعر الأسود الذي تخلله البياض.

في الواقع كانوا بحاجة إلى خطة, فبعد أن رأوا هذا الشيء الذي أمامهم , توجب عليهم أن يقوموا بعمل خطة ما.

"....أنا لا أدري حقاً, ما رأيك أن نجلب نيم ثم نقوم بهجمة مباغتة, في أسوأ الأحوال سأقوم بمعالجتكم بالسحر الأبيض "

" لا, لن نقوم بفعل شيء عشوائي هكذا, كما أنك مصابة بلعنة الموت, ألا تتذكرين؟"

" أجل, لكن هذا أفضل شيء في وضعنا الحالي, كما أنهم حالياً في أفضل وضعية بالنسبة لنا لنقوم بهجمة مباغتة عليهم, كما أنها ستكون ضربة قوية ضد الجان "

" مستحيل أن أوافق على شيء كهذا, كرانيل, قل لتلك الـ(إروها) أن تتعقل قليلاً "

فكر كرانيل صاحب الشعر الأسود للحظة ثم قال " أنا أتفق معها "

" ماذا تقول يا أنت!, هل جننتما أم ماذا؟" تحدث الصغير منفعلاً, لكن كرانيل لم يبالي بانفعاله وتابع " لدينا هيناتا, سيقوم بإحضار نيم, ثم بسرعة يذهب لطلب الإمدادات "

" ......... * تنهد* لن أجادل كثيراً بما أن هذا رأيك, لكن هل أنت مقتنع حقاً بما تقول ؟ "

" في الواقع, لست متأكداً تماماً , لكنني أرغب في إنهاء هذه المعركة سريعاً, أريد العودة "

ابتسم جين " كم أنت مثير للشفقة يا رجل, عليك أن تكون أكثر عفوية وتعقلاً من ذلك, أعني لا تدع قصر قامتك يؤثر على عقلك"

" سأقضي عليك يوماً ما"

ضحك الجميع ضحكات مكتومة لكي لا ينكشف أمرهم.

تنهد جين وقال " حسناً لنبدأ بالتنفيذ, هيناتا, حدك حالياً و شخص واحد صحيح؟"

" أجل لكن سيستغرق الأمر أكثر قليلاً "
" لا بأس, أحضره و قم بشرح الموقف له في طريقك إلى هنا, ونحن سننتظر إلى أن يأتي..... ثم نهجم بغرض تدمير هذا الشيء, وحتى إن اشتعلت معركة فسنتمكن من الصمود إلى أن تأتي الإمدادات أو الهرب في أسوأ الأحوال "

" يا رفاق.... لا تضغطوا على أنفسكم, فمهما كانت قوتكم أنتم مازلتم مصابين .... إذن, إلى اللقاء " حياهم بيده ثم اختفى.

لم تكن تلك هي الخطة الأفضل, ولا حتى يمكن القول أنها جيدة بالنظر إلى عدد الثغرات الموجودة بها, لكن بالنظر إلى أنهم لم يكونوا قادة حرب محنكين, فهذا شيء جيد إلى حد ما, لكن ما يزال هناك شيء ناقص, وهذا ما كان يحاول أصغرهم التفكير فيه بكل ذرة عقل تبقت لديه....

" صحيح, ألم تفكروا للحظة فيما سيحدث إن حدث أي خطأ في الخطة التي قمتم بعملها؟, أعني كيف تظنون أنهم سيعطون دعماً قوياً لفرقة استكشاف غرضها هو تأمين طريق الجيش؟, كما أنه لو حدث ولم نحصل عليه فسنتدمر جميعا.... حسناً القلق الوحيد هو على تلك الفتاة الحمقاء التي هنا"

" هاي, أنت! " تذمرت الفتاة , لكنها وجدت الرد سريعاً من الفتى " المشكلة أنك أكثر واحدة متهورة فينا رغم كونك معالجة, كما أنها ستكون مصيبة إن تمت إصابتك, فما سيحدث هو تدمر تام لحياتين هنا, أعني, أنت أصبت بلعنة الموت صحيح؟"

" أجل..." أظلمت تعبيرات الفتاة للحظة.

بمجرد أن شعر كرانيل بأن الجو حولهم بدأ يصبح سلبياً تحدث بحماسة " لكن, رغم إصاباتنا فالواحد منا أقوى من ثلاثين مجتمعين منهم, لذا لا قلق علينا, أعني, حتى نيم سيأتي, الذي هو الثاني في القوة بعدك, ولا ننسى هيناتا الذي إذا حدث شيء ما سيقوم بنقلنا الواحد تلو الآخر... حسناً رغم أني أشك في النقطة الخاصة بهيناتا, لكن حتى لو استثنيناها, فنحن بخير "

" حسناً... سأثق بك مجدداً..." قالها الفتى الصغير المسمى بجين, والذي رغم ذلك بدا قلقاً.

حسناً, في الحقيقة, قلقه كان صحيحاً, فبعد ساعة من تلك اللحظة, ماتت إروها على يد كرانيل .............................................................

2019/09/01 · 360 مشاهدة · 1570 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024