استيقظت رافعة بصرها إلى الأعلى, لم تكن تتذكر ما حدث تماماً كما أن رأسها كان يؤلمها لأقصى الحدود.

نظرت حولها فوجدت أنها في داخل قفص ضخم صدئ.

"مـ....ما الذي حدث؟" نطقت أول كلمة جاءت في رأسها الدائخ الذي لم يكن قد استعاد قدرته على التفكير تماماً

"تم اختطافك وأنت نائمة هكذا منذ ساعات...... تباً, سيموت جين على هذه الحالة"

بمجرد سماعها لكلمات السيف القلقة, استعادت الفتاة ذاكرتها.

" ماذا أفعل هنا في أقفاص العبيد؟"

حاولت الفتاة استجماع كل قوتها لسؤال السيف

" الجان اختطفوكي, سيتم بيعك كعبدة لأحد الجان الموجودين في السوق, الذين على الأغلب سيقومون بتعذيبك وهكذا"

قالها بهدوء تام كما لو كان يريد الأمر

" ما هذا الهدوء, نحن الاثنان في مشكلة"

"أنت الوحيدة هنا التي في مشكلة, أينما ذهبت سيعرف جين مكاني بسبب الرابطة الدائمة التي بيننا, لذا حتى لو كنت موجوداً في آخر بقعة في الأرض سيعرف مكاني, كما أنني سأفعل أيضاً"

نظرت حولها لترى مكان السيف لكن لم تجده " هل أنت خفي أم ماذا؟"

" لا, تم أخذي وعرضي للبيع في قسم السيوف في هذه السوق السوداء"

في العادة يكون بيع العبيد من أي فصيلة من فصائل الممالك السبعة عادي, إلا المملكة البشرية بعد الحرب, فقد كانت في الأساس بسبب حالات اختطاف متبادلة من البشر والجان إلى أن تم الكشف عن تلك الألعاب القذرة في وقت من الأوقات قبل الحرب التي استمرت عشرين عاماً دمرت الكثير من أجزاء كلا المملكتين, وعلى الرغم من ذلك ضلت هاتين المملكتين أقوى مملكتين حتى بعد الحرب الطاحنة, والتي انتصر فيها البشر بسبب تدخل الأبطال.

أناس من عالم آخر قرروا أن يفيدوا البشرية في هذا العالم بحكمتهم وقدراتهم , واتخذوا أتباعاً من هذا العالم, ثم اختفي بعد هذه الحرب ثلاثة من أصل ثمانية بلا عودة, قيل أنهم ماتوا, قيل أنهم بدأوا يتجولون في العالم لنشر حكمتم, لكن لا أحد يعرف أين ذهب هؤلاء الثلاثة........

كانت في قفص صغير بالكاد يسعها, كما لاحظت شيئاً جعلها تحمر خجلاً إلى أن كاد وجهها يصبح قرمزياً, لقد كانت نصف عارية بملابس ممزقة.

بالطبع كانت تعرف أن ذلك بغرض إغراء الناس القذرين ليشتروها.

تفقدت الجرح الذي في ظهرها لكن لم تشعر بشيء.

" سحر الجان؟"

لكل مملكة سحرها فالجان لهم سحر الشفاء, وأنصاف الوحوش لهم التعزيز البدني وهكذاً.

لم يكن لدى البشر أي انجذاب سحري, لكن من يتم إيقاظه يمتلك سحراً عظيماً.

في الواقع لم يتم إيقاظ أي شخص سحرياً قبل الأبطال , لذا هناك تشكيك أن تلك القوة بسببهم.

..... مرت ساعة ولم يحدث شيء.......

مرت الأخرى ولم يحدث شيء.....

وقبل أن تكتمل الساعة الثالثة بدأت تسمع أصواتاً في الخارج, على ما يبدو تم افتتاح السوق السوداء الآن..... تباً, عندما تم اختطافها كانوا عند الظهر, مرت العديد من الساعات, إذن على هذه الحالة لا بد أن الشخص الذي تريد مساعدته قد مات من أثر خطأها , والآن سيتم بيعها كعبدة لشخص سادي شهواني على الأغلب بحسب ما كانت تقرأ في القصص.

مرت نسمة هواء باردة في الخيمة المعتمة إلا من ضوء خفيف لبعض الشموع فقامت بإطفاء تلك الشموع......

كانت تلك بشرى سيئة, انطفأ النور الذي كان يمدها لا إرادياً بالقوة, تاركا إياها في وسط عتمة الليل في موقف لا تحسد عليه.

هل أخطأت بالخروج من قريتها؟, أم كان خطأها أنها جاءت من طريق الغابة؟, أو أن الخطأ كان عندما أخطأت إصابة العلامة ؟.

لا يهم, فتراكم تلك الأخطاء أوصلها إلى ما هي عليه.

" النجدة.... أي أحد...." نادت على أمل أن تحصل معجزة ما ويأتي جين.... تابع البطل الأقوى وخليفته.

" آيا...." سمعت صوتاً محبطاً للسيف الذي تعرفت عليه منذ نصف يوم تقريباً

" ماذا هناك؟" سألت بشكل تلقائي , لم تكن مهتمة, فحتى لو تم بيعه إلى أحد ما فلن تكون مشكلة بسبب الرابطة.

الشيء الذي سمح له بالتكلم معها كان أنه أنشأ معها رابطة مؤقته.

في حالات إصابة أحد طرفي الرابطة الدائمة فيمكن للآخر أن ينشئ رابطة مؤقتة مع شخص آخر بغرض إنقاذ شريك الرابطة.

"لقد.... مات جين...." بصوت تخلله نوع من اليأس والحزن

"كـ.... كيف؟"

" قطعت الرابطة, وهذا يعني أنه قد مات"

لم تعقب بعدها, بل لم تستطع التفكير في شيء غرق عقلها في الحزن واليأس فبدأت بالبكاء.... نزلت العبرات حارة على وجنتيها, كانت فتاة ابنة خمسة عشر عاماً لم تقع في مثل هذه الحالة من قبل..... "النجدة" أطلقت أنيناً باكياً في وسط الخيمة المظلمة.....

" خذي هذا السيف....."

سمعت صوت شخص ما فنظرت إلى الأعلى.

كان يغطي رأسه بقلنسوة سوداء قاتمة أخفت ملامحة, كان طويلاً , فكرت في احتمالية كونه بشري, لكنها أزاحت هذا الاحتمال من رأسها على الفور, فمن قد يترك شخصاً آخر في مشكلة......

" ألن تأخذيه؟" سأل بنبرة خفيفة وقد لمحت نوعاً غريباً من الابتسامات مرتسمة على شفتيه, ابتسامة بنوع من الحزن لم تفهم السبب لكنها قالت "شـ.... شكراً جزيلاً"

" لا بأس, عندما تخرجي من هنا يمكنك زيارتي في مدينة الأرض, اسألي فقط عن مكان قصر النهاية, ستجدينني هناك"

"آمم...."

" إذا كنتي ستسألين عن سبب عدم مساعدتي لك على الرغم كونك بشرية فالإجابة هي لأنني لا أريد حرباً جديدة مع الجان, خسرت العديد من الأصدقاء هناك"

حسناً كانت رغبته في عدم بدء حرب جديدة شيء منطقي ومتكرر بين الذين شاركوا خاصة أولئك الذين فقدوا أحباءهم, لكن هذا الرجل أمامها يضحي بها هكذا فقط من أجل عدم إشعال فتيل الحرب مجدداً, الأمر منطقي لكن في نفس الوقت أفقدها الأمل المتبقي والذي اشتعل في لحظة إعطائه السيف لها , ذلك السيف بالصدفة كان سيف جين.

"إلى اللقاء الآن, على ما يبدو أننا سنتقابل قريباً بعد أن تنهي هدفك"

ظهر ذلك الشخص من العدم وأخبرها هذا ثم ذهب, لم تكن هناك طريقة لكي تتصرف كما لو كانت تفهم, كان لديها الكثير من الأسئلة, لكنها رأت الرجل يختفي في العدم كما ظهر.

بمجرد أن ذهب, وجدت ذلك الرجل الحقير الذي اختطفها وهو يقود أحد الأشخاص إلى الداخل.

" تفضل يا سيدي, كما طلبت, فتاة شابة ذات شعر كستنائي , مازالت في أفضل حالاتها, بمجرد أن تعاينها سنتفق على السعر"

"لا بأس معي في هذا"

كان الرجل الذي دخل يرتدي ملابس أنيقة إلى حد ما بالإضافة لكونه متوسط الطول, كان يرتدي قناعاً ليخفي معالم وجهه.

كان أغلب رواد السوق السوداء يخفون ملامحهم لكي لا يتم كشفهم وما إلى ذلك.

تقدم الرجل ناحيتها , نظر نظرة مطولة إلى وجهها وقال

" سآخذها"

تلك الكلمة كانت نذير اللعنة عليها, ارتجفت لكنها وجدت على وجهه ابتسامة .

استدار وتقدم ناحية الجان وقال" ما رأيك أن أقوم بقتلك الآن؟"

لم يترك له مجالاً للرد , فبمجرد أن قال هذا أمسك برأسه وفجرها بيده فقط.

نظر إليها مجدداً وقال " افتح"

تحطمت قضبان القفص التي أمام آيا التي لم تكن مستوعبة ما يجري " تعالي إلى هنا"

بدأت تتحرك بإرادتها, لكن كان الأمر كما لو أنها يتم التحكم بها.

رمى لها بعض الملابس لترتديها ثم تابع ببسمة شريرة

" فليبدأ العبث"

____________________________________________________________________

تشويق للفصل القادم

" همم, حوالي سبعة وعشرين شخصاً يريد قتلي في هذه اللحظة..... عدد قليل جداً"

في تلك اللحظة ابتلعت ريقها, هو يقول أن سبعة وعشرين شخصاً شيء قليل, ما هو؟, أو من هو الشخص الذي يمكنه قول ذلك؟

________________________________________________________________________

همممم, التفاعل قليل إلى حد ما في هذه الرواية وهذا يعني........... ثلاثة فصول كل يوم إلى أن تشتهر ثم يصبح التنزيل أسبوعي لكي أجعلكم تدفعون ثمن عدم التفاعل هاهاهاها

2019/07/06 · 426 مشاهدة · 1139 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024