بمجرد سماع صوت التحطم في الخيمة الناتج عن كسر القفص وتحطيم وجه الرجل, تقدم حراس المكان إلى ذلك المكان.

بمجرد أن رأوا الجثة وما حدث صرخ أحدم والذي بدا كما لو أنه قائد أولئك الحرس " أقضوا عليه هو والفتاة!"

" ما العمل, ما العمل؟" بدأت آيا بالتوتر, فقد كان عدد الحراس الموجودين حالياً حوالي خمسة عشر شخصاً بدروعهم ومعداتهم, حتى لو كان هذا الشخص قوياً فمن الصعب تدمير هؤلاء الناس, خاصة أن دروع الجان معروفة بنقوش سحر الشفاء الذي هم فيه متخصصين, لذا حتى لو أصبتهم فلن تؤثر عليهم, وغني عن الذكر أن هناك من سيقاتل بجانبهم لحماية هذه السوق, لذا كانت فرصة نجاتهم هي صفر بحسب ما تراه.

" همم, حوالي سبعة وعشرين شخصاً يريد قتلي في هذه اللحظة..... عدد قليل جداً"

في تلك اللحظة ابتلعت ريقها, هو يقول أن سبعة وعشرين شخصاً شيء قليل, ما هو؟, أو من هو؟.

لو كان من مملكة الظلال لكان الأمر سيكون سهلاً, لكنه لم تكن عليه أي أثر من آثار السواد, مواجهة أحد الظلال في المعركة شيء مرعب, فهم لديهم سرعة عالية وقدرة عالية على الاغتيال بدون أن يشعر أحد كما أنهم كانوا يبرعون في سحر الوهم , حتى أنهم قد وقفوا عائقاً قوياً أمام الأبطال بما أنهم كانوا حلفاء الجان.

لكن بسبب الأمر الأخير كان وجود أحد الظلال أمر مستحيل, إذن أكان من أشباه البشر؟, أجل, هم حلفاء البشر الأساسيين كما أنهم يبرعون في سحر التعزيز البدني لذا كان سهلاً عليه أن يفجر رأس الرجل بسهولة..... لكن لم يكن ليستطيع جعل القضبان تنكسر بتلك السهولة..... إلا إذا كان.... لا لا , ذلك مستحيل, يستحيل أن يكون أحد الأبطال, فهم الوحيدون القادرون على استخدام السحر هكذا.

تقدم الحرس إليهم فرماها إلى أعلى, أغمضت عينها منتظرة سقوطها, لكنها لم تسقط, نظرت لترى فوجدت أنها تحلق فوق مكان المعركة, حسناً كانت لتكون متفاجئة وتمثل في دور الفتاة اللطيفة اللعينة لكن حتى هي كانت تكره هذا الدور.

نظرت إلى المعركة, كان ما يقرب من خمسة التفوا حوله يحاولون ضربه, بدا كما لو أنه يتلقى الضربات, لكن كانت قبضاتهم تمر من خلاله.

من مواجهات الجان مع الأبطال عرفوا أنه من الأفضل استخدام يدك أولاً لإخضاع الشخص قبل أن تقتله بسلاحك, فقد كانوا يجتمعون حول أحدم ذات مرة بالأسلحة فقام بعكس هجماتهم وقتل أغلبهم, من نجى حذر الباقي لكن لم يأخذوا بكلامه كثيراً , إلى أن تكررت مواجها مثل هذه, لذا أصبحوا مستعدين لأي وضع كهذا بتلك التشكيلة التي أراها من وجهة نظري ضعيفة وغبية وبائسة.

بعد أن مرت دقيقة بالضبط على هذا الحال رفع يده إلى الأعلى , تلك الي التي ارتفعت تشكلت فيها كرة نارية ضخمة, قام بإخفاض تلك اليد فانفجرت الخيمة بمن فيها..... حسناً, كانت آيا والسيف والرجل الغريب هم الوحيدون الباقون.

اجتمع الكل حول مكان الانفجار, منهم من أعد نفسه للقتال ومنهم من كان ينظر بفضول فقط.

حسناً كان الأغنياء فقط من كانت لديهم القدرة على أن يأتوا إلى هنا بسبب ارتفاع الأسعار هنا بسبب قيمة المعروضات المباعة والتي لن يكون وصفها ذا أهمية بما أن ذلك المقنع سيقضي على المكان على الأغلب.

بسبب كون أغلبهم أغنياء فقد وقف حراس كل رجل أمام سيده لحمايته, تأهبوا أكثر حينما سمعوا صوتا ما.

لكن عند الاستماع جيداً ستجد أنه يقول " تباً, لم أعتقد أنني سأفقد السيطرة هكذا"

عملياً كان هذا صحيحاً, فقد أراد قتلهم جميعاً بدون زخم كهذا لكن.....

" حسناً, قبل أن أذهب علي أن أقوم بأخذ بعض الأرواح"

قام الرجل بمد ذراعة التي امتدت كالمطاط إلى أحد الحراس, أمسك برقبتها وسحبه إلى حيث الدخان, ولم تمر سوى ثوان حتى سمعوا صوت صرخة مبحوحة ويعود الصمت مجدداً.

في هذه اللحظة كان أحد الجان يحاول تذكر أين رأى هذا.... نفى تلك الاحتمالية تماماً, لكن عندما رأى تلك اليد تأكد.

صرخ بأعلى ما لديه " احذروا إنه البطل البشري جين!"

تحول الجو العام من الاستعداد لقتال عدو إلى استعداد للاستسلام.

"جين...؟" لم تستوعب الفتاة تماماً بسبب أنه قد تم إخبارها أنه ميت, لكن من المحتمل أن يكون ..... لا ليس هناك أي احتمال, لم تسمع بأحد اسمه جين سوى تابع البطل, قيل أنه قد ذهب في مهمة إخضاع هو والأبطال الثلاثة الذين اختفوا, الأمر الغريب أنهم اختفوا بعد هذه العملية التي كانت أهم سبب في انتصار البشر في الحرب.

".... ألم تفقد قوتك في هذه المعركة؟... كيف استعدتها؟"

سأل نفس الشخص الذي اكتشفه .

تقدم جين الذي كان قناعه قد انكسر من زخم الانفجار بسرعة جنونية إليه ووضع يده على فمه وقرب فمه من أذنه ثم قال " إذا ظننت أنني فقدت قوتي في هذه الحادثة فأنت مخطئ"

بمجرد أن انتهى فجر رأسه كما فجر رأس التاجر قبل قليل.

ثم تراجع وأخذ السيف من الفتاة التي مازالت في الجو ثم قال" انزلي" نزلت الفتاة على الأرض في لحظتها مما جعلها تشعر بالألم الناتج عن الاصطدام.

تقدم بسرعة لم يستطع أحد متابعتها وأخذ يقتطف رؤوس الموجودين واحداً تلو الآخر.

بمجرد أن رفعت رأسها من على الأرض وجدت المكان مليئاً بالجثث, أكثر من ثلاثين حياة تم سلبها في لحظات قليلة, منهم من أراد قتله ومنهم من لم يرد, على أية حال هو لم يترك أحداً على قيد الحياة

(لو رأى الجوكر هذا المكان كان ليشعر بالنشوة أو ربما كان ليشعر بالملل من قلة الجثث)

في تلك اللحظة أحاط المكان جنود من جيش الجان, لكن ما رأوه عندما دخلوا جعلهم يتوقفون للحظات

" ما الذي حدث هنا بحق الـ....؟"

صرخ أحدهم

" أنا الذي حدث"

تقدم أحدهم وقد بدت على ملامحه الحكمة والخبرة وقال بصوت فيه نبرة تهديد " أنت أيها البشري أتتجرأ على خرق المعاهدة التي بيننا؟"

" حسناً كما ترى, تم اختطاف هذه الفتاة الصغيرة وتم وضع ختم العبودية على ملابسها, يمكنك تفقدها حتى إن أردت"

تقدم أحد الجنود منها وأخذ يتمتم بكلمات غريبة فلمع جزء من الملابس التي أعطاها لها

" لا تعارضي جين فيما يقول لكي نخرج من هنا" قالها السيف الذي كان بيد جين .

تحرك جين إلى الخلف قليلاً في حركة غير متوازنة لكنه استطاع إمساك نفسه.

" هذا صحيح, أرى وجود ختم عبودية من صناعة الجان" أكد الجندي الساحر كلامه فتابع جين " كنت أريد شراءها لذا تنكرت بقناع, وكنت على وشك فعل هذا, لكن..... تم كشفي, حاولت أن أتحاور, لكن لا أحد استمع وهاجموني لذا لم يكن لدي خيار آخر"

تنهد الجندي وقال " سيتم التكتم على ما حدث هنا وستتبنا فرقتنا هذه المجزرة, بمقابل أن تنسى ما حدث, ما رأيك بهذا يا جين؟"

"حسناً, لا بأس عندي فقد جئت لهدف وحققته لذا سأتكتم على الأمر ما دمتم متكتمين, الآن إلى اللقاء, هيا يا آيا"

تمشى بكل هدوء وقطرات العرق الباردة تنزل من جبينه, وتبعته آيا دون تعقيب, كان السيف في يده وهو يمشي في رسالة منه أنه إذا تجرأ أحد واقترب فسوف يقتله.

تقدم رجل إلى قائده الذي تحدث قبل قليل لجين " لكن يا سيدي هل سنتركه يفر حتى بعد أن قام بهذه المجزرة؟"

" تركته يذهب لسببين, الأول هو أنه لو أراد قتلنا جميعاً الآن لفعل, والثاني هو أنه..... حسناً لم يتبقى له الكثير من الوقت, تم كسر الختم, سيموت في مدة أقصاها ساعتين.............."

_______________________________________________________________

بما أني لم أكتب الفصل السادس بعد لذا لا يوجد تشويق له.

وإلى اللقاء

2019/07/06 · 415 مشاهدة · 1123 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024