" إذن..... أهذه هي مدينة السماء؟" تساءلت بنوع من الحماس فقد كانت المدينة رائعة وتفيض بالحيوية, كانت المتاجر الموجودة تبيع كل شيء من طعام وشراب وأسلحة ومواد سحرية ......

حسناً لم يكن البشر يستطيعون استخدام السحر, لكن يمكنهم استخدام الأدوات والمواد السحرية, لكل المواد شيء يمكنهم استعمالها بها بحسب الغرض, فالمعادن السحرية يمكن استخدامها لصنع أدوات وأسلحة سحرية, والنباتات والأشياء الأخرى يمكن استخدامها للجرعات السحرية, وهكذا.

" أجل, جميلة صحيح؟, يمكنني اصطحابك إلى مكان رائع هنا حسنا؟, بشرط ألا تسألي عن أي شيء يحدث حسناً؟"

" في الواقع....." ترددت آيا عندما طلب منها ذلك, عملياً مازال لديها الكثير من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها, لذا ليس من الحكمة أن توافق لمجرد منظر جيد.

" حسنا..... أنا متأكد أن لديكي الكثير من الأسئلة, سأجيب عنها كلها حسنا؟, وأيضاً سأجعلكي تقابلين نيم, كما سآخذك إلى ذلك المكان, لكن لا تسألي عن أي شيء سيحدث في اللقاء بيني وبينه لأنني لا أدري حتى كيف سأستطيع مقابلته"

" حسناً اتفقنا" كانت تلك صفقة رابحة تماماً, يمكنها أن تغلق فمها عن الأسئلة كما فعلت منذ يوم تقريباً.

" إذن الآن سنذهب إلى......... صحيح, ليس لدي مال, حسناً سأضطر لاستخدام هذه البطاقة التي أعطاني إياها نيم كهدية وداع"

أخرج من ملابسه ورقة صغيرة بحجم كف اليد, تلك الورقة كانت مزخرفة بنقوش ذهبية بأشكل غريبة, استشعرت منها قوة سحرية غريبة , لا بل كانت هي نفسها القوة المرعبة التي كانت تصدر منه .

" هذه الورقة كانت تستخدم كمعزز للختم, لكن بما أن الختم قد كسر وتم استبداله بنوع آخر من الأختام..... حسناً هذه إجابة أحد أسئلتك أليس كذلك؟"

" أجل...." حسناً في البداية ظنت أنها قوته الخالص المختومة لكن ظهرت الحقيقة .

" لكن ماذا ستفعل بها؟"

" سأجعله يستضيفنا, ربما لا يبدو الأمر كذلك لكني تغيرت كثيراً.... حسناً بعد الحرب قررت أن أعيش حياة لطيفة وأعود للبدء من جديد بعيداً عن كل الحروب والقتالات وكل هذه الأمور الفظيعة, لذا قررت أن أذهب لإحدى القرى وأبدأ من جديد, دون مال ليكون لدي هدف في حياتي.... وهذه إجابة سؤال على الأغلب أنك كنت تتساءلين بشأنه.... الآن لنذهب قبل أن أجيب عن أسئلتك أيتها الفتاة التي تم إيقاظها سحرياً منذ يوم"

تمشت بجواره عبر المدينة الواسعة, كانت مدينة جميلة ذات نسيم عليل, المكان كان جميلاً جداً, لكن بسبب الملابس السيئة التي كانوا يرتدونها كانت آيا تشعر بالإحراج تماماً, في نفس الوقت كان جين يتمشى بكل أريحية وهدوء, كان الأمر كما لو أنه يتمشى في باحة منزله الخلفية.

ظل الأمر هكذا إلى أن وصلوا إلى قصر ضخم امتلأت مداخله ومخارجه بالوافدين, عند المداخل انتظر الوافدون الموافقة, وعند المخارج أخذ الناس بالخروج واحداً تلو الآخر.

" الآن أحب أن أقدم لك منزل رئيس نقابات المغامرين المنتشرة في أنحاء مملكة البشر, البطل الأعظم نيم!" قالها بشكل استعراضي كما لو كان يتحدث عن منتج ما في إعلان, لكن على ما يبدو أن كلماته أثمرت, فآيا الآن تنظر إلى القصر بعيون تلمع .

" المكان مدهش من كل الجهات لكن هناك مشكلة واحدة..."

" وما هي؟"

" سنقف في هذا الطابور طوال النهار"

نظرت إلى المكان الذي أشار إليه فوجدت هناك ما لا يقل عن مئة شخص موجود, تنهدت بكآبة وقالت " سيفوتني المنظر"

حسناً كانت فتاة بعد كل شيء, كانت تريد أن ترى الكثير والكثير من هذه المدينة وخاصة المنظر الذي أراد جين أن تراه, لم يكن هناك أي مشاعر بينهما نهائياً لكي , لكن كانت تريد أن تراه فعلاً, فهذه مدينة كانت تتخيلها في أحلامها.

الطوابير.... شيء حقير اخترعه البشر لكي ينظموا الأمور, لكن اللعنة, سبع ساعات متواصلة لطابور واحد؟

عندما وصلوا إلى البوابة استقبله موظف الاستقبال " هل لديكم موعد؟"

تنهد جين وقال " أنا لم أنتظر كل هذا ليقول لي شخص ما هل لديك موعد, أعطي هذه الورقة لذلك الأحمق وقل له أن الأمر مهم"

كان غاضباً لذا أنفجر في الرجل الذي أمامه, لكن جاءه الرد هادئاً على عكس المتوقع " حسناً سيدي أعطني هذه الورقة, سيتم نقلها مع كل ما قلته حرفياً, هل أنت موافق؟"

حسنا..... طغى شعور غريب بالذنب عليه لذا قال له " موافق, وأعتذر عن غضبي الطابور كان طويلاً جداً"

لم يعقب الرجل وبدلاً من ذلك أخذ منه الورقة وأعطاها لأحد الأشخاص وقال له بصوت مسموع ما قاله جين, ثم أشار له إلى أحد المقاعد وقال "اجلسا هناك إلى أن يأتي الرد, فهناك صف طويل وراءكما".

جلس كلاهما لمدة من الزمن لدرجة جعلت إحساسهما بالزمن يتوقف, كل فترة كانت آيا تحاول التحدث لكن كانت تعود إلى صمتها وجلستها مجدداً.

"....ـيدي....سيدي استيقظ" صوت خافت دخل عقل جين, كان صوتاً خفيفاً أو ربما هذا من أثر النوم.

"من هناك؟" تساءل جين وهو يحرك يده في الهواء إلى الأمام والخلف كأنه يبعد ذبابة.

" لقد حان الوقت, السيد يريد لقاءك" استطاع أن يحدد الصوت الذي يسمعه الآن, فهو صوت موظف الاستقبال

" أخيراً, سألقن ذلك الأحمق درساً" قالها بتثاؤب.

قام فوجد آيا تقف بجانب الموظف

" إذن , سيوصلكم هذا الرجل إلى السيد" قالها وهو يشير إلى نفس الشخص الذي طلب منه توصيل الورقة وكلامه إلى البطل نيم.

" حسناً, لكن أسرع فأنا كما ترى في أقصى درجات العجل, انتظرت سبع ساعات في طابور, ولا أتذكر كم وأنا أنتظره"

لم يقل ذلك الرجل شيئاً, بل ظل صامتاً وهو يمشي ويقودهم.

عندما وصلوا إلى الغرفة عبر المرور عبر ممرات طويلة وضعت فيها العديد من التماثيل واللوحات الفنية التي تعطيك شعوراً أنه قصر عجوز غني لا يعرف أين ينفق ثروته.

أيضاً كان هناك عدد غرف غريب, فلقد مروا بعشرة وهم في طريقهم إلى الغرفة المنشودة فقط, فما بالكم بباقي الغرف.

" حسناً, سوف أعود الآن" قالها الموظف بلا ملامح

" أجل إلى اللقاء" قالها جين للرجل بنوع من نفاذ الصبر.

بمجرد أن ذهب دخل كلاهما الغرفة ( جين وآيا) وبمجرد أن دخلا وجدوا............

__________________________________________________________

إذن ماذا سنفعل الآن؟.........

صحيح, سوف أقوم بعمل فقرة أسئلة من قوة التفاعل (أعني العكس)

ماذا تتوقعون أن يجدا في الغرفة؟

2019/07/09 · 366 مشاهدة · 926 كلمة
AZOZ
نادي الروايات - 2024