جميل " إبتسم الشاب و هو يتمعن في الفتاة أمامه التي تطلب منه تسجيل طلبها.
" أمم معذرة أنت معي ؟ " تساءلت الفتاة أثناء التلويح بيدها أمام وجهه.
" أوه نعم نعم أنا فقط ... متعب قليلا ، ما هو طلبك مرتا أخرى " استيقظ من غفوته ، أعادت الفتاة طلبها و سجله الفتى و أعطاه لصديقه خلف النافذة الصغيرة خلفه.
" هاه نفس الأمر مجددا عمر ؟ " إنزعجت فتاة توصيل الطلبات ذات القبعة و القميص المنصف الأحمرين و السروال الأسود مثلها مثل باقي العمال في المطعم.
" لا تجيدين تركي و شأني صحيح " تذمر.
" سترى فقط أحتاج دليلا على تحديقك بالفتيات هنا كل يوم و لن تجلس على ذالك الكرسي بعد الأن" زمجرت بغضب.
" حسنا على الأقل أستطيع الجلوس الان " إستلم الطلب من صديقه و مرره لها ، ضغطت على أسنانها و حملت الطعام و إتجهت لتوصيله ، ظل عمر ينظر لها بينما كادت تتعثر و هو يبتسم.
" أنا أظنها معجبتا بك " تكلم صديقه من خلف النافذة الصغيرة ، استدار عمر و نظر إليه " لو قلت أن العالم إنتهى و هو أمامي بخير فإحتمال أن أصدقك أكبر "
إنتهى اليوم أغلق الموظفون المطعم و غادر كل إلى منزله ، مشى عمر إلى منزله عبر حديقة يحب المشي بها عادتا في فراغه ، كانت مظلمة مع بعض مصابيح الشارع التي معضمها معطل ، كان يتأمل البرد الجميل الذي يصيب وجهه ، بينما يقوم بعادته المحبوبة من وضع يديه في جيوب سترته السوداء.
سمع بعض الضوضاء الطفيفة من بين الأشجار لم ينظر لها حتى للحظة و أكمل بلى مبالاة ، فهذه الحديقة شبه مهجورة حتى بالنهار و بالليل كانت ملاذا أمنا للعشاق ليناقشو حبهم في سرية ، إعتاد على رؤيتهم كل ليلة لدرجة أنه لم يعد يهتم.
" مرحبا يا مغفل " صوت أنثوي صدر من خلفه ، إستدار ليرى الفتاة التي لا يمكنه عدم تمييزها.
" ليلى ؟ " لا يمكنه إنكار مدى صدمته من رؤيتها في هذا الوقت و هذا المكان و معه ، " ماذا تريدين ؟ " سألها بشك.
" حسنا أنا فقط أردت أن التكلم في شيء " أبعدت نظرها بعيدا ، أضاق الفتى عينيه هو يعرف ليلى إنها أكثر من يكرهه في هذا العالم ، حتى عمله تحاول بكل جهدها إخراجه منه.
" حسنا هيا " أكمل طريقه و تبعته واقفتا بجانبه ، " إذا " بدأ الفتى الحديث.
" أردت فقط الإعتذار عن كل ... تعرف ما كنت أفعله بك " أحرجت قليلا.
" اها مثل ماذا ؟ تشويه صمعتي مع زملائي ، أو الكذب على المدير حتى أنقص راتبي ، أو تقديم طلب إستقالة كاذب ثلاث مراة " أدار عينيه بإنزعاج.
كتمة الفتاة ضحكتها بصعوبة " حسنا على كل ذالك كنت أتصرف معك ببغض لأني ... " لم تكمل جملتها.
" ماذا ؟ " تساءل الفتى.
تنهدت " في الواقع أنت شخص لطيف و كنت أحبك أو أعجب بك و لم أتقبل ذالك فحاولت إيذاءك لنسيان هذا الشعور لكني فشلت " نظرت بعيدا.
فتح عينيه بصدمة توقف و ظل ينظر لها في جو هادئ و محرج فجأة إبتسم أمسك يدها و سحبها ، دفعها على جذع شجرة و وضع يده على الجذع بجانب رأسها.
" إذا ... ماذا نفعل الأن " قالت بحرج.
" ما رأيك أنت " إبتسم.
أعادت الإبتسامة و وضعت يدا على صدره و الأخرى على خذه ، إستعمل ، وضع الفتى اليد الشاغرة على خصرها ، تفاجئة لكن لم تمنعه قربت وجهها من وجهه ببطئ.
فجأة ترك خصرها و أمسك حلقة كانت على أذن واحدة من أذنيها ، سحبها بقوة حتى تمزق جلد أذنها.
أمسكت أذنها و صرخت بقوة و هي تبكي ، فجأة إستوعبت ما أخذه نظرت له و يدها على أذنها و عينيها تدمعان.
أعاد الفتى يدا واحدة إلى جيبه و باليد الأخرى كان يتفحص الحلق الصغير.
" حسنا أنت حقا تكرهيني كاميرة بهذا الحجم مكلفة جدا بالتأكيد " ترك الكاميرة و داس عليها.
توترت و ضغطت على أسنانها بقوة و وقفت " يا لك من لقيط غبي " مسحت عينيها بيدها الشاغرة و ذهبت في طريقها ، لتشعر به يمسك يدها و يلطمها إلى الشجرة.
" ليس بهذه السرعة يا عزيزتي " داعب شعرها بأصابعه ، " أردت بالطبع تصوير ما كان سيحدث ثم الإدعاء أنك تغتصبين و الهرب و قص الفيديو و تريه للمدير أو أسوء للشرطة"
هلعت من إستنتاجه الدقيق ، بينما إبتسم بهدوء " لا تتفاجئي أنا لا أنتظر شيئا أكثر تعقيدا من ,قرب فمه من أذنها, فتاة"
بدأ خوفها يزيد حتى أنها نسيت إصابة أذنها، " حسنا ماذا تريد " إستجمعت قواها لإدعاء الشجاعة.
" الكثير من الأشياء ، لكن أولا أخبريني لماذا تفعلين هذا " ، جملته الأولى أرعبتها لكن أجابت " هاه و هل تسأل لأنك منحرف قذر بالطبع ".
" منحرف قذر هاه " صمت الفتى للحظة مما أسعدها ظنا منها أن جملتها أثرت عليه ، " في الواقع أنت حقا محقة " إبتسم.
" و دعيني أثبت لك ذالك " لعق أذنها ببطئ و وضع يده تحت قميصها يتحسس خصرها ، لم تعد تستطيع تمثيل القوة أكثر " مهلا ل.لا أرجوك لن أزعجك بعد الأن أقسم لك فقط دعني أذه... " لم تكمل جملتها و أغلق فمها بيده.
بعد ثوان من الصمت المرعب " تعلمين ، أنا حقا منحرف ,أخرج يده من ملابسها, لكنك لست مثيرتا جدا بالنسبة لي " إقترب من أذنها و همس " و لا أريد حقا تضييع وقتي مع شيء لا أحد يريده "
إبتعد عنها و رحل نظرت لثانية و نزلت على جذع الشجرة جالسة على الأرض و وضعت يديها أمام وجهها تبكي و هي لا تعرف لما.
ظل عمر يسمع صوت بكاءها الذي سمعه كأجمل موسيقى في العالم ، تصرفه هذا ليس شيئا غريبا بالنسبة له ، ففي دراسته كانت الفلسفة المادة الوحيدة التي جعلته يصبر على الدراسة ثم خرج في سن 17 و عمل في المطعم لعامين ، لكن مع حبه لتلك المادة إلى أنه كان مكروها جدا فيها مع أنه مفكر رائع لكن طريقة تفكيره الجديدة و المنفتحة كانت تزعج الأساتذة جدا ، فعندما يسألك أستاذ عن تعريف الإنسان ، و تقول له أنه كائن يستمر بسبب الجنس فأخذه لك للمجلس التأديبي يعني أنه لم يحب إجابتك كثيرا.
لكن أكثر شيء سبب له الخروج قبل أن يطرد هو نظرية كانت في عقله و قرر طرحها أثناء محاضرة طلب منه القيام بها ، و كانت النظرية أن الإناث بشكل عام و في غريزتهن الأساسية ميالات للخضوع تحت رغبة ذكر أيا كانت تلك الرغبة ، هذا ما سمع نفسه يقوله لكن يبدو أن الحاضرين من الطلبة و المعلمين سمعوه يشتم كل أنواع الخلائق بشتى الشتائم.
و تعرض لتوبيخ شديد و بعض الأستاذات كن يصفعنه ، مع أنه قال شيئا الجميع يدركه حتى الإناث نفسهن لهذا تبدي معظمهن التكبر و النرجسية و التعالي لتنكر حقيقتها الغريزية ، و خير دليل على نظريته هي من كانت تتصرف كسيدة على الجميع و الأن بالتنقيس من جمالها و أنوثتها تبكي كالأطفال خلفه ، أفكاره ليست الأفضل بالنسبة للعالم ، لكن لو كان هناك فلسفة عن طبيعة الإناث فهو سيدها بلى شك.
عاد إلى غرفته المستأجرة و جلس في مكان نومه على الأرض ، أغلق عينيه لأقل من دقيقة و أعاد فتحهما لم يستطع النوم مع أن عليه الإستيقاظ في الصباح الباكر ، أدار عينيه في الغرفة قليلا و لم تكن في متناوله سوى قصة مصورة امسكها و أشعل ضوءا صغيرا بجواره.
كانت الاصدار الاخير من كوميك الكرتون الشهير وقت المغامرة ، لم يكن من معجبي الكرتون الكبار لكن عمق قصته و غموضها جعلها جذابة بشكل غريب ، بدأ بقراءة الكتاب المصور مجددا مع أنه قرأه من قبل عدة مرات ، لكنه أحبه بشكل غريب.
وصل لصفحة كانت ممزقة لكن لم يهتم و أكمل القراءة كانت الصفحة هي أول إعتراف و قبلة بين مارسلين و أميرة العلكة ، كان يكره هذا و بشدة فشذوذ الإناث بالنسبة له أكبر مهزلة ، فالأنثى مع أنثى أخرى لن يملأ فراغ بعضهما مثل أنثى و ذكر ، فالأنثى تحتاج الخضوع و لو كانت مع أنثى أخرى تحتاج هي أيضا الخضوع فلن يكملا بعضهما و من يفعلن هذا يعانين في صمت فقط لإثبات فكرة سخيفة و خاطئة أنهن لا يحتجن ذكورا و هذا مضحك بقدر ما هو تافه.
ثم إنتقل إلى لقطة كان يظهر فيها فين بطل القصة الأساسي ، كان رأيه فيه أنه شخصية تقييمها يتغير بسرعة كل فترة مع المواسم.
ففي الموسم الأول كان تافها لأقصى درجة يتبع أميرة العلكة كالكلب ثم بعدها أميرة النار و في الحلقة الأسوء حين إستعبدته مارسلين كان مثيرا للإشمئزاو لكن مع تطور المواسم بدأ يصبح أروع و أكثر جملتها جعلت عمر يغير رأيه عنه و يعشقه هي " لا أحتاج إلى حب العاهرات و أنا عدت من الجحيم " بعد هذا صار شخصية أيقونية.
إنتهى من الكوميك و وضعها جانبا و نام بسهولة هذه المرة ، في الصباح إستيقظ مع المنبه بصعوبة لم يكن شخصا شديد التنظيم ، أو منظما إطلاقا ، فقط غسل وجهه و أفطر و خرج.
في المطعم لم تأتي ليلى فأضطر لأداء عمله و عملها معا ، لم تكن لديه مشكلة لأنه كان في مكانها قبل أن تتسبب له في الإقساء لعمله الحالي.
إنتهى اليوم بسرعة ، لم يكد يشعر حتى بالعمل الإضافي ، لذا كان سعيدا بالراتب المزدوج ، مر من نفس حديقته المعتادة " هذا الشعور يصبح إدمانا حقيقيا " إبتسم و هو يشعر ببرد منتصف الليل اللطيف.
أخرجه من شعوره لكمة قوية أسقطته على الأرض ، لم يفهم ما حدث نظر فوقه فوجد ثلاث رجال ضخام يكادون يبلغون المترين محيطيون به.
" هاه ثلاثتنا لمهمة بهذه السهولة هل أنت جادة " إبتسم الرجل الأصلع المائل للسمرة معلنا أنه القائد.
" هذا ليس من شأنك فقط يجب إذلاله جيدا قبل قتله " صوت أنثوي صدر من خلف الرجل الضخم ، و ظهرت ليلى من خلفه كان جسدها الصغير كالنملة أمام ذاك الوحش.
" حسنا توقعت أنك بغيضة لكن أن لا تستطيعي حتى التعامل بنفسك فلقد أبهرتني "
ضحك عال جاء من خلفه ثم أمسك أحدهم شعره بقوة " حسنا إنك شجاع جدا يا صديقي ، كنت لأحب محادثتك لو أنك كنت ستحيى للصباح " تكلم الرجل السمين ذو الاسنان الناقصة.
" حسنا كفى كلاما لننتهي بسرعة " طقطق الثالث أصابعه و بدأو جميعا في ركله بينهم تحت نشوة ليلى التي لا توصف.
غطى رأسه بذراعيه و استدار على نفسه ، و تعمد عدم إصدار أي صوت ألم أو صراخ ، فهو يعلم أن هذا ما تريده.
" توقفو" تكلمت الشابة ، توقف الرجال بالفعل تراجعوا خطوة عن الفتى و هي تقدمت أمامه مباشرة ، " تريد أن تنجو ؟ "
نظر لها بوجه خال من أي ملامح " تبهرينني أكثر بحماقتك ، الجواب المنطقي لأي مخلوق حي هو أجل "
تغيرت ملامح غرورها لغضب " لا تترك كبريائك اللعين حتى في اسوء الظروف هاه " إستعادت ملامحها الأولى ، " لكن بما أن لطفي و جمالي يجعلاني حنونة ف... "
" هل هناك تعريف للجمال و اللطف لا أعرف بشأنه ؟ " قاطعها ، صدرت ضحكت مكتومة من أحد الرجال نظرت له ليلى و تجاهلت التعليق المستفز و أكملت " سأمنحك فرصة 'وضعت رجلها أمام وجهه' إلعقها و إعتذر و إبكي و أعدك أن أدعك و شأنك " إبتسمت بعجرفة ، هي لم تأتي بنية قتله فقط بل إخافته و إذلاله لتسكت كبرياءها من إهانة أمس مع أنها هي البادئة.
كان الرجال و ليلى يتوقعون نفس الشيء البديهي الذي سيفعله أي أحد ، وقف عمر على يديه و ركبتيه و نظر لها و هي تبتسم ، " خخخ تفو " بزق من مكانه و أصاب وجهها.
" أقتلوه " صرخت بهستيرية و هي تمسح وجهها ، بالفعل بدأو بضربه مجددا بل و أقصى ، بعد دقائق أمسك إثنان بذراعيه ، و وقف القائد الأصلع أمامه و أخرج سكينا " إسمع أعرف أنه مذل لكنه أفضل من أن تموت" همس أحدهما في أذنه ، إستدار عمر ناحيته و إبتسم " لا ليس أفضل ، تخيل نفسك مكاني هل ستتجنب الموت بشرف على العيش في مذلة " لم يستطع الأخر الإجابة.
ظلت ليلى تعطيه فرصا أخرى لكنه يصمت فقط أو يبتسم ، أعصابها أجبرتها على خيار خاطئ " إضربه " لم يتردد الأصلع و غرس السكين في بطنه.
سقط على ظهره يصرخ من الألم "تريد أن تعرف جواب سؤالك أمس و لماذا أفعل هذا معك ؟ " يريد أن يعرف طبعا لكن ألمه أهم الأن " حسنا أيها الفيلسوف تذكر محاضرتك في الثانوية حول أن الأنثى خاضعة بفطرتها ، حسنا أنا كنت من بين التلاميذ أيها الغبي ، و الأن سأريك من الخاضع " زمجرت.
تقدمت محاولتا وضع قدمها في فمه ، لكن أمسكها و دفعها حتى كادت تسقط " إفعليها على جثتي أيتها العاه... " لم يكمل شتمه و بدأ يكح الدم.
إستجمع أخر قواه و نظر لأولائك الثلاثة " إذا كم دفعت لكم ؟ " إستغربوا من سؤاله لكن تصرفه جعلهم يحترمونه نوعا ما لذا أجابوا متجاهلين ليلى.
" هاه غريب " أظهر وجها مستغربا.
" ما الغريب " سأل القائد.
" يا رجل لقد قتلتم شخصا إحتمال كبير أن تذخلوا السجن و أيضا ضميركم سيزعجكم و فوق هذا جحيم مضمون ، و تعطيكم بقشيشا خفيفا ؟! لا تبدون بهذا الغباء ".
حكوا رؤوسهم في حيرة ، دلالتا أنهم وجدوه محقا ، فأكمل " لكن تعلمون لديكم شيئ أخر يمكنكم الحصول عليه و لأني لطيف جدا سأخبركم" نظروا له مترقبين ، كافح للوقوف ، سحب بصعوبة السكين من بطنه و توجه لليلى.
رأت الفتاة الموت على بعد سنتمترات و شاهدت شريط حياتها يمر أمامها ، وصل لها لكنه لم يطعنها بل وضع السكين عند رأس قميصها و أنزله بسرعة تاركا لها عارية ، سقط على الأرض تاركا جذعها عار تماما من الأمام صرخت الفتاة و غطت محرماتها.
" أعتقد أن هذا ثمن جيد لكم يا رفاق "
إبتسم الرجال و إقتربوا منها ببطئ و هي تأمرهم بالإبتعاد ، نظرت
له فوجدته يضحك بهستيرية " إستمتعي يا عزي... " قوطعت جملته و أغلق عينيه.
" ياله من رجل جيد" سخر الأصلع وسط صراخ ليلى و ضحك صديقيه.