في احد الغابات في جبال الزهور النقيه .


عربه يقودها حصانين بدروع ذهبيه مزخرفه وعلى جانبها شعار عشيرة شينغ المكون من زهره ورديه تحيطها أربعة خطوط صفراء متعرجه وبجانب العربه وخلفها يحيطها بضعة فرسان على خيولهم لحمايتها .


"اااااااخخخ" تشانغ الجالس بداخل العربه بدأ بالصراخ بوجع بينما يتقلب بداخلها .


قال شياو الجالس بجانب تشانغ داخل العربه "تبا لهذا الوضع ، لقد قال المعلم ناين ان هذا يختم موهبته ولكن ما شأن هذه الاعراض؟"


بعدما أصيب تشانغ بهجمة زيان بو حمله تشاو وذهبوا الى العربه التي نقلتهم حاليا الى جبال الزهور النقيه وهم متجهين الى مدينه اخرى هربًا من الاوضاع الحاليه .


وبالعوده الى مكان إصابة تشانغ الممر السري الخاص بقصر عشيرة تشنغ حيث يتواجد مربع أسود كالفحم ، بداخله تعلو صرخات لا يمكن لأحد سماعها سواء من كان داخل هذا المربع ، ومن هم بداخله الان هم ناين و زيان .


" مالذي تفعله ؟ هل جننت ؟! المرحله الاخيره من السجن الأبدي ستضحي بحياتك مقابل هلاكي !" اصوات تذمر زيان ارتفعت مع انخفاض المسافه بينه وبين ناين .


" لا بأس ، فلتعتبر هذا جزاء ما فعلته بتشانغ ، فمنذ الان ستكون موهبته مختومه ولن يستطيع التدرب على فنون القتال نهائيا ، انت الان ولمدة أربعة قرون ستحصل على تعذيبك الأبدي على يدي "


السجن الأبدي هي مهاره متوارثه في عشيرة سورو العتيقه وتحتوي على أربعة درجات الأولى الثانيه والثالثه جميعها متاحه لعامة اعضاء العشيره ، ولكن المرحله الرابعه والاخيره والمسماة بغرفة الدماء لا يحصل عليها الا افضل من تواجدوا في القبيله وفي كل جيل يتسلمها شخص واحد .


هذه التقنيه تختم روحك وروح الهدف ببعدٍ مختلف ، حيث يمكن لصاحب التقنيه تعذيب المستهدف لمدة أربعة قرون كامله وبعد تلك القرون تندثر أرواحهم وتختفي ، وبالطبع الغرفه السوداء ليست الا ثقبًا ينقلهم الى ذلك البعد إجباريا ، فلو أتى شخص وحطم هذه الحوائط سيجدها خاويه الان .


وهكذا بدأت رحلة أربعة قرون من التعذيب .


مرت الليله السوداء وأصبح الصباح حينما غرد احد العصافير فوق شجره في طريق السحب المؤدي الى مدينة سهيل .


طريق السحب يقع خلف جبال الزهور وهو يمر بالغابه الضخمه الفاصله بين الجبال ومدينة سهيل .


هنا خيم تشانغ ومن معه بعدما تأكدوا من أنه ليس هناك من يتبعهم .


بداخل احد الخيام يجلس شياو مقابلا لمرقد تشانغ بينما ينظر اليه بقلق .


فتح تشانغ النائم عينيه بينما يتساءل " مالذي يحدث ؟ اين انا ؟ لما نحن هنا ؟ ماذا حدث لعائلتي ؟"


"إهدأ اولا ايها السيد الشاب ، الان نحن في طريق السحاب نستريح قبل اكمال توجهنا نحو مدينة سهيل ، عائلتك لا نعلم بحالتهم حاليا ولكن انا أمل انهم بخير " اجاب تشاو مطمئنًا لتشانغ بينما يكاد يجزم بداخله ان الليله السابقه كانت اخر ليله للعشيره .


"هكذا اذا ، فلنعد للعش.. أخخ ماهذا الألم "


" الحقيقه الاخرى هي أنك الان مصاب، انا أعطيتك دواء مهدئ لتنام قبل بضع ساعات ، أمسك هذه المرآة ونظر "


أمسك تشانغ بالمرآة لينظر الى وجهه التي اعتلته نظره صدمه وذهول " وجهي !! لما هكذا ؟! مالذي حدث بالأمس !"


" الأمر ليس بوجهك فقط ، انظر الى يدك ، وليست فقط يدك حتى موهبتك قد ختمت ، هذا كله من افعال زيان "


" تبا مالذي تهذي به الان ؟ انا احلم بالتأكيد من المستحيل ان يكون هذا حقيقيا "


صرخ وشكى وتذمر تشانغ من صدمته فيده قد تحولت الى يد كيد الشيطان ، حمراء كالدم تظهر عروقه وكأنها ستخرج منها . وشعره قد تحول الى اللون الابيض بينما بعض الجروح ظهرت عليه .


وبينما هذا كله يحدث وصل رجل يركب خيلًا الى مخيمهم لينزل من حصانه بسرعه ويدخل الى الخيمه التي يتواجد فيها تشانغ وشياو .


فور دخول الرجل الى الخيمه انحنى مقدمًا احترامه لتشانغ " احترامي للسيد الشاب "


" لما أتيت ؟ اخرج حالا الوقت غير مناسب " توقف تشانغ عن الصراخ من الصدمه حينما رأى دخول الرجل الى الخيمه


" لقد أرسلني حارس جلالته للمدينه لأتفقد الوضع و.." صمت الحارس فور ان رأى نظرة تشاو نحوه ، نظره مميته وكأنها تقول اصمت لا تكمل حديثك هنا .


" و ماذا ؟ تحدث ! لا تصمت الان " صرخ تشانغ على الرجل .


" و.. وكانت الاوضاع جميله جدا والمدينه مزدهره "


" أحمق أحمق ، اااخخخ هذا الألم ، تحدث لا تستغبيني الان انا لست بغبي ، من الواضح ان كلامك كذب !"


" يبدو ان الاحداث قد اتجهت لهذا المنحى ، لا بأس تحدث " أمر تشاو الرجل بعدما رأى ان غضب تشانغ يؤثر على اصابته .


" حسنا ، حالة المدينه الحاليه هي كالتالي ، عادت الاوضاع لحالتها الطبيعيه من تجاره وأمور عيش السكان ، ولكن العائله التي كانت تحكم المدينه ، عشيرة تشنغ قد أبيدت عن بكرة أبيها ! بمعنى اخر ، انت الوحيد المتبقي ! والان عائلة بو تحكم المدينه . "


قال تشانغ فور سكوت الرجل" تشاو ، اخرج هذا الرجل ، يبدو انه لم ينم جيدا "


"السيد الشاب انا لا اكذب ، لقد أتيت للتو من المدينه وانا متأكد مما أقوله !"


" لقد قلت أخرج ، أخرج الان حالا " صرخ تشانغ


" يمكنك المغادره الان " تحدث تشاو للرجل .


" حسنا ، اعتذر عن ما تسببت به " انحنى الرجل قبل مغادرته وخرج .


أمسك تشانغ رأسه بكلا يديه وعاد الى حالته الهستيريه من الصراخ .


" مال..ذي حدث بالأ..مس كن..ت بالمد..ينه والأن أنظر لحالي .. أبي .. أمي عش..يرتي تبااااااااا لما كل هذا يحدث لي " إنهمرت الدموع من عينيه كالشلال وصدرت صرخاته كذئب جريح يعوي بعدما فقد اجزاءه واطرافه .


لم يستطع تشاو فعل أي شيء بينما يرى حالة تشانغ ، تألم قلبه وشعر بالوجع لموت الملك هيون ، فهو من رعاه منذ صغره ودعم عائلته التي كانت على حافة الفقر .


" الجميع يموت لا يسعنى فعل شيء ، البكاء والصراخ لن يعيدهم فلننظر الان الى الامام ونهتم بنجاتك اولا " حاول تشاو تهدئة تشانغ ولكن محاولته فشلت .


" تبا مالذي تعنيه بنجاتي ؟ لما سأريد العيش تباااااااا لقد انتهى كل شيء ! الجميع مات ، اقربائي ، أبي أمي وحتى أني فقدت موهبتي ، وأنظر ليدي ! وجهي ! لقد فقدت كل ما أملك ، انا لا املك سببًا لأعيش ، كل شيء أنتهى أنا أرجو الموت الان أكثر من الحياه ! "


" تشانغ ! أترغب بأن يراك هيون بهذه الحاله ! لقد أسعدته بحياته بسبب موهبتك فلا تجعله يحزن الان ، ماذا تتوقع ان يكون شعوره حينما يراك قد فقدت إرادتك للعيش وتطلب الموت كفتاة ! تجاوز الأمر ، انا سأخرج الان لأرى طريقنا الذي سنسيره اليوم ." وقف تشاو وإتجه الى مخرج الخيمه .


وقف عند المخرج وبدأ بالحديث مجددا" والدك إعتنى بأسرتي حينما كادت تموت من الجوع والفقر ، أعتنى بي وأكتشف موهبتي ورعاني كأبنه ، انا لن اتخلى عنك كما لم يتخلى عني والدك ، لا تستلم يا سيدي الشاب ! والدك لن يرتاح بقبره قبل ان تأخذ بثأره " ألقى بهذه الكلمات العالقه بقلبه وغادر .


أمضى تشانغ ساعاته بالبكاء وتذكر والده ووالدته والعشيره وأوقاته التي أمضاها بينهم .


وبينما الدموع تملأ وجهه وصراخه يعم الخيمه صدر صوتٌ من مكان مجهول .


" أيها الطفل الباكي ألن تصمت ؟ رأسي سينفجر قريبا على هذا المعدل "


_____

الفصل الثاني بعد قرن 😂😂😂

رأيكم بالروايه ؟ أي اقتراحات نصائح نقد بناء انا أستقبل جميعهم فقط قولها بالتعليقات .

2017/07/14 · 315 مشاهدة · 1170 كلمة
iOk4EO
نادي الروايات - 2024