بعد الثلاث ضحايا فى اول الدورية، أمسكت عشرين طالبا أخرين، وخصمت الدرجات كعقوبة، قبل ان أجبرهم على العودة لمهاجعهم.

لما يستمر هؤلاء اللعناء بالتجول ليلا؟ لو أنهم فقط من الصف الأول لقلت ان عدم النضج والحماس ما حركهم لكن بعضهم كان حتى من الصفوف المتقدمة. فقط التفكير بالأمر يصيب رأسى بالصداع.

لما الجميع مهتم بالسعى خلف شئ خطير؟'

غربت الشمس بالفعل، وحل الظلام بكل مكان. وعلى الرغم من انتشار الحراس والمعلمون فى دوريات مكثفة، فما يزال هناك القليل من الطلاب يختبئون فى كل مكان.

' الطلاب العباقرة لثيون ما يزالون مجرد اطفال بقدرات سحرية لذا الحرس العاديون لا يستطيعون إيجاد الأماكن السرية المسحورة الذين يختبئون بها او اكتشاف التعاويذ المضللة التى يقومون بها .'

لا بد ان وجود تلك الدهاليز السحرية اشعل حماسهم أكثر للمغامرة. لأكون صادقا، كنت فقط سأمر وأتجاهل وجودهم، لكن فى كل مرة أمر بمكان أختبائهم واحد او اثنان يبرزان للغاية.

'هناك العديد منهم.'

معظم الطلاب كانوا كالمهوسين بطموحاتهم الشخصية فى امساك المستذئب و أحد الأسباب هو الإعلان الرسمى الذى اصدرته ليثيرفيلك. بأن اى شخص يقتل او يمسك المستذئب سيتم مكافأته.

'بالأضافة لرغبتهم فى ان يصبحوا ابطال، اذا ما أمسكوه، ستدفع لهم ليثيرفيلك المال وتذيد من سمعة عائلتهم، وللأسف فلا يوجد احمق منهم قد يتخلى عن مثل تلك الفرصة.'

بالنسبة للطلاب العاميين الذين يفتقرون للمال، مال المكافأة المعروض للقبض على المستذئب كان بلا شك اغراء لا يقاوم.

و للطلاب النبلاء فالشرف و المجد الذى سيعود على عائلاتهم من اصطياد الميتذئب فكان بنفس إغراء المكافأة المالية.

فى حالة الطلاب العاميون، على الرغم من وجود برامج فى المدرسة تقدم منح للدراسة، لكن هذا لا يعنى أنهم يستطيعون الحصول على كل شئ منها فهناك العديد من المواد والكتب والأدوات التى يحتاجها الساحر فى دراساته وبالتأكيد فهى باهظة الثمن. ولهذا فإذا أصبحوا أبطال وتم ملاحظتهم من قبل الأثرياء فربما يحصلون على الدعم المادى منهم.

حتى أن بعض الفتيان يبدون شغوفين بالصيد فقط لأنهم يريدون إستعراض مهاراتهم والحصول على إهتمام الجنس الآخر.

'هاه، يبدوا اننى اخيرا أرسلت الجميع إلى مهاجعهم، حان الوقت لبدء تعقب المستذئب من جديد.'

بجدية، اضعت الكثير من الوقت . بجانب ذلك، كان الوضع أكثر تعقيدا مما ظننت . لم اكن أعتقد ان كل هذا العدد من الطلاب بهذا الح...شغف.

أذا لم أسرع فمن المؤكد ان يلاحظ المعلمون شيئا ما ويسرعون بالتحرك. لو نجح أحدهم بإصطياده وعلموا ان المستذئب قد تم صنعه فى معمل فالوضع سيتطور بالتأكيد للأسواء.

'هاه، على الاعتناء بهذا.'

توجهت لنظام معالجة المياه و الصرف، تبعا لسيدينا فهم يستخدمون انابيب المياه للتنقل. ومن المرجح وجود ادلة إن لم يكن هم هناك.

بسبب أتساع مساحة ثيون العظيمة،والحاجة لإيصال الكثير من المياه لمختلف ملحقاتها، فهناك ملحق ضخم مسوؤل عن توصيل وصرف المياه يقع على أطراف الحرم المدرسى. مكان يسحب كميات مهولة من المياه من نهر ليمزير وفى الوقت نفسه يتخلص من كميات ضخمة عبر الأنابيب الضخمة تحت الأرض.

بأخذ حجم المستذئب الذى قابلته سابقا، فيوجد احتمال كبير انه اتى من خلال انابيب الصرف.

'لحسن الحظ، لا يبدوا ان احد من المعلمين قد اتى لهنا.

معظم المعلمون ذهبوا فى دوريات لإعادة الطلاب لمهاجعهم فقط لمنع وقوع حادثة أخرى. لا احد، مثلى، سيفكر بالذهاب لتقفى أثر المستذئب وامساكه فهذة ببساطة ليست طريقة عمل السحرة. هذا ما يفعله الصيادون.

بعد التجوال حول الملحق والانابيب لبعض الوقت أخيرا وجدت أثر.

'اثار اقدام.'

الخطوات الواضحة على العشب بدت كما لو أنها هنا منذ عدة أيام. عندما تفحصتها عن قرب اكثر، بدت اكثر وضوحا.

'مقارنة مع المستذئب السابق، فهذه الأثار لمستذئب اصغر حجما بقليل.'

لكن هناك مشكلة. لا يوجد أثر واحد بل اثنان.ألم يكن الأخر فى المدينة؟

الآن يعتقد الجميع ان هناك مستذئب واحد فقط لكن لحظى فالثانى أتى أيضا إلى ثيون.

' ألم يكن واحدا منهم فقط فى ثيون؟ لكن الأثار الجديدة تعود بالتاكيد لذلك المستذئب الذى كان يتناول الضحايا فى المدينة. اتى طوال الطريق لهنا.'

تحركت بحرص متتبعا اثار الخطوات. فى البداية كلا الخطوات كانت فى نفس الإتجاه، لكن بعد ذلك أنفصلا، الأصغر لليمين، والأكبر لليسار.

لم اتوقع ان ينفصلا. الذئاب حيوانات تحيا فى قطيع لذا فالمستذئب الذى توارث فطرتخم بالتأكيد مثلهم. فى العادة سيبقون سويا.

لا أعلم سبب أنفصالهم لكن يجب ان أقوم بالأختيار.

********

'الوقت متأخر.'

تطاير شعر رينى الرمادى بينما تركض حاملة ملئ ذراعيها بالكتب الدراسية فى ممرات المكتبة. لقد مرت فترة منذ ان سقطت نائمة بينما كانت تدرس.

توقفت ملتقطة انفاسها و نظرت من النافذة بينما تزيح الشعر الملتصق بوجهها، نظرت للشمس الغاربة بذعر بينما أسرعت لخارج المكتبة بينما تركض نحو المهجع، لم تستطع لوم أحد سوى نفسها.

'أيتها الحمقاء! لما غفوت هناك؟'

فى الايام الاخيرة الماضية بسبب تقلص فترات نومها، تملكها الأرهاق بسبب الأنغماس فى الواجبات والمذاكرة.

ومنذ ان اعلن قرار عدم التجول ليلا بعد انتهاء الفصول لكنها سقطت نائمة فى المكتبة. لم يكن عذر مقبول، حالتها الجسدية، فمن مهام الطلاب المحافظة على يقظتهم بأنفسهم.

اذا ما امسكها المعلمون فلا عذر لديها لتجنب العقاب.

'مايزال، لا يمكننى التعرض لعقاب.'

بسبب نفاذ المال لديها فهى تحيا حاليا على المنحة الدراسية. لكن، اذا ما حصل الطالب على نقاط عقوبة، سيتم تقليص مال المنحة. وفى بعض الحالات، سيتم رفض طلب المنحة عندما يحصل الطالب على العديد من العقوبات.

دعت ألا يتم معاقبتها بشدة بسبب هذة الحادثة، لكن حقيقة أنه سوف يتم معاقبتها أحبطتها.

' لكن الا يمكننى فقط العودة للمهجع بدون ان يتم إمساكى؟"

عليها فقط تجنب أعين مراقب المهجع، أذا لم تقابل اى معلم فهى كانت واثقة فى قدرتها على التسلل للمهجع بدون ملاحظة. كانت تعتقد ان نقاط العقوبة شئ مؤكد. خبئت جسدها فى الظلام وهى تفكر فى احتمال نجاحها.

'حتى وان لم يكونوا على معرفة بى، كان هذا كثيرا. كيف يمكن الا يوقظنى أحد؟'

بعد تفكيرها بهذا تنهدت رينى بعمق.

فى العادة، كان شئ أساسيا للطلاب تكوين صداقات عند حضورهم للأكاديمية وتطويرها مع الوقت، لكن فى الحقيقة، منذ بداية الفصل الدراسى وبعد شجارها مع النبلاء شعرت بالأنعزال بسبب الحادثة.

بسبب الحادثة تم استهدافها من قبل الطلاب النبلاء الآخرين وبقية الطلاب العاميين توقفوا عن محاولة الاقتراب منها. مع ذلك بعض الفتيان استفسروا عن حالتها فى اليوم التالى للحادثة. تعلم رينى انهم كانوا منجذبين لشكلها وانهم اقتربوا منها مع بعض الأفكار المعينة فى ذهنهم.

هى بالتأكيد لن تكون صداقات مع مثل هؤلاء الأشخاص.

'حتى أمينة المكتبة لم تقم بإيقاظها عند رحيلها.'

(مش مذكور هل أمين ولا أمينة مكتبة فهنخليها سيدة حتى يثبت عكس ذلك )

ربما كانت أيضا تقف فى صف الارستقراطين. حسنا لا يمكنها لومها على خطئها. شاعرة بالحرج من موقفها عضت رينى شفتيها.

هزت رأسها متخلصة من تلك الافكار. فى تلك اللحظة التى حولت رينى افكارها واقسمت ان بمجرد رجوعها لغرفتها سوف تغتسل ثم تعيد تنظيم محتويات فصول اليوم.

──كراك.

شئ ما تحرك فى الأشجار القريبة. انتفضت رينى محدقة بالظلام.

"مرحبا، من هناك؟"

توقف عن السير بلا وعى منها وانتفض جسدها مرة أخرى. هى لم تكن تتخيل حقيقة أن الظلام خلف الشجيرات القريبة تحرك.

"أ-أخرج الأن او سأقوم بنداء المعلمين."

تراجعت خطوة للخلف. الأشاعات التى دارت مؤخرا عن المستذئبين بالتأكيد وصلت لأذنى رينى، بالطبع لم تستطع صرفها بعد ان قيل ان طالبان أصيبا بالفعل. والأن شعرت برجفة تسير على عمودها الفقرى بينما تنظر للظل.

حركت رينى قدميها المرتجفه متخذة خطوة أخرى للخلف. فى تلك اللحظة، صدر صوت تحرك فى الظلام نحوها وشئ ما ظهر بغتة من بين الأشجار.

تراجعت رينى للخلف وأغلقت عينيها بشدة صائحة.

"أنا لست لذيذة إطلاقا! أذا ما أكلت شئ مثلى، سوف تصاب فقط بعسر هضم!"

لكنها لم تسمع عواء المستذئب. ولم يكن هناك اى ألم.

فتحت رينى عينيها وكان اول ما رأته فى ضوء المصباح هو شعر أشقر اللون.

الطالبة كانت مغطاة بأوراق الاشجار لكن هالتها النبيلة لم تختفى للحظة. وضعت يديها على خصرها وحدقت برينى بأعين فضولية. الطالبة التى كانت اكبر منها بعام وأميرة هذا البلد سألتها.

"اليس هذا وقحا؟"

"إيه، هاه؟"

على الفور علمت رينى من كان امامها.

"واو، الاميرة؟"

الأميرة الثالثة إيراندير فون إيكسليون.

رأتها رينى من قبل فى صف رودجر، وعلى الفور حاولت الأنحناء. لكن الأميرة أوقفتها.

"لا، الامر على ما يرام."

"لكن….."

" الامر خطئ منذ البداية لمفاجأتك هكذا. والآن نحن فى ثيون، وفى ثيون الجميع متساوون. أنتى وأنا مجرد طلاب."

مع كلمات إيراندير الواثقة، فتحت ررينى فمها بدون وعى. دونا عن كل النبلاء فهى لم تتوقع بكل تأكيد سماع شعار ثيون من الأميرة الإمبراطورية.

"أه، لكن لما الأميرة هنا…..؟"

"لا تلقبينى بالأميرة. هل انتى من الصف الأول؟ حسنا يمكنك فقط دعوتى سنيور إيراندير."

(سنيور بمعنى الزميل الاكبر فى العمل او الدراسة. وهى كلمة رسمى)

"أنا، أنا؟"

" أنا اكثر راحة مع ذلك. فى المقام الأول ليس لدى أى نية فى أستخدام منصبى فى ثيون. جونيور، هل قلت أن أسمك رينى؟"

(جونيور هو الزميل الاصغر فى العمل او الدراسة. كنت هستخدم مرادفتهم فى اللغة العربية<الزميل الاكبر/ الزميل الأصغر > لكن هتبقى غريبة نوعا ما. حد عنده أقتراح؟ )

"هاه، هل تعلمين من انا؟"

"أنتى تأخذين صف نظريات السحر معى. ولدى ذاكرة جيدة."

"هذا رائع."

"حسنا، فى الحقيقة، هذا الصف مميز للغاية. لذا بقى انطباعه قويا فى ذاكرتى، ومعظم الطلاب فى الصف مميزون. وأنتى احدهم."

هل تتحدث عن لون شعرى؟ أبتسمت رينى بإشراق. هل جذب لون شعرى إنتباه الأميرة؟.

(لا ☺)

" أذا، لما الجونيور رينى، تتجول فى هذا الوقت المتأخر؟ الم يقم المعلمون بتحذيركم؟"

"حسنا، هذا….."

حاولت رينى التغير قليلا فى سبب تحركها بمفردها فى الليل. لكن إيراندير، التى استمعت لها بهدوء، أتسعت عيناها بغضب.

"ماذا؟ ولا احد قام بايقاظك؟ أليس هذا كثير؟ماذا عن امينة المكتبة؟"

"لا لا.لكن فى النهاية أنه خطئى للنوم هناك."

"لا! هذا ليس خطأك! لا يمكننى تجاهل هذا."

"لكن…"

"لما تتصرفين هكذا؟ هذة الاوامر قدد صدرت من المديرة بعدم ترك اى طالب خارجا. مع ذلك تركتك امينة المكتبة؟ على التحدث معها فورا….."

أصيبت رينى بالذعر قليلا. اذا ما لامتها الأمينة على ذلك فربما لن تستطيع البقاء فى المكتبة مستقبلا. لذا حاولت تغير مجرى الحديث.

"لكن الاهم من هذا، لما السنيور هنا بالخارج؟"

"اوه، انا؟ فى الحقيقة لدى دور إيجاد وإعادة الطلاب الذين ما يزالون بالخارج للمهاجع. بجدية الجميع صاخبون الان."

" هاه….. لكن اليست السنيور أيضا طالبة؟"

"لا يجب عليكى القلق لأننى أتحرك بأذن من المعلم."

"اوه، أرى هذا."

"باى حال، لنعد الآن. اوه بالمناسبة إذا واصلتى فى هذا الطريق فسوف تقابلين احد المعلمين، ربما ينبغى علينا أخذ هذا الإتجاه حتى لا يجدنا أحد."

"اه نعم! شكرا لكى!"

فى تلك اللحظة عندما أومت رينى رأسها وكانت على وشك المغادرة.

"كراك."

سمع كلا من رينى و ايرندير صوت غريب.

"......رينى. عودى للخلف ببطء."

حدقت ايرندير فى الظلام وجذبت عصاها. زوج من الاعين الحمراء ظهرت فى الظلام مقتربة منهم ببطء.

القى المصباح ضوئه على الشئ الضخم…. ظهر المستذئب فى الضوء الخافت.

"..... كان ذلك حقيقية أذا." همست ايرندير بهدوء.

"الأشاعات، الم تكن مجرد خدعة؟" همست رينى مجيبة إياها.

"لما لا تشعرين بالدهشة نحوه؟ الم تصابى بالذعر عندما رأيتنى اول مرة."

"اوه، هذا…..اى شخص سوف يصاب بالدهشة اذا ما خرج احد ما فجأة من الظلام."

"على كلا، الوضع خطير الأن." حذرتها ايرانديى وهم يواصلون التراجع ببطء.

المستذئب أمامهم لم يبد ضعيف بأى شكل. كان هناك نية قاتلة تنبعث من عينيه بوضوح.

لم تظهر رينى او إيراندير الخوف الذى شعرن به. لكن بأى حال إيراندير ساحرة من الدرجة الثالثة لم تكن لتخسر بدون فعل شئ.

"──ابتعدوا عن الطريق."

فى تلك اللحظة، نيران قوية أخترقت الهواء. ابتلعت النار الملتهبة جيد المستذئب وأحرقته.

"كواااه"

صرخ المستذئب وتدحرج على الارض. ربما لم يمت بسبب غريزته الحيوانية لتفادى النيران، لكن جذء كبير منه احترق وذاب، لذا لم يستطع الفرار بعيدا.

كان المستذئب يتجدد بسرعة، لكن ما يزال لديهم الوقت للهرب. تحركت أعينهم للمكان الذى انطلقت منه التعويذة. رجل كان يقف هناك.

صاحت رينى بالأسم دون وعى.

"بروفيسور رودجر!"

تحركت نظرات رودجر الجليدية من المستذئب إلى رينى و إيراندير ثم ببطء فتح فمه.

"رينى و إيراندير فون إيكسيلون."

"نعم!"

"نعم، بروفيسور."

لقد كانتا سعيدتان بمجئ رودجر لإنقاذهم، وأنتظرتا كلماته التالية.

"كلا منكما سيحصل على خصم خمس نقاط كعقوبة."

(😂😂😂😂😂😂😂😂😂)

2022/07/15 · 108 مشاهدة · 1865 كلمة
نادي الروايات - 2025