"معذرة؟! مهلا! الا يجب عليك ان تسئل اذا ما كنا بخير فى مثل هذا الوقت؟"
ظنت إيراندير أنها سمعت ما قاله خطأ.
البروفيسور الذى قام بإنقاذهم من المستذئب خصم على الفور النقاط، بدا هذا غير عادل قليلا إلى إيراندير.
"وهل تقولين انكى فعلتى شيئا جيدا إيراندير؟ "
"لقد حصلت على الإذن من معلم أخر."
"صاخبة. حتى أذا ماحصلت على الأذن، كان يجب عليك التصرف بحذر. الا تعلمين ما كان على وشك الحدوث الآن؟"
"هذا، هذا….."
تصرفات رودجر كانت بلا رحمة حتى وأن كان خصمه الأميرة. وحتى مع ذلك لم تستطع إيراندير الاعتراض على كلماته حقا.
لقد كان منصبها كأميرة هو الذى سمح لها بالحصول على الاذن للتجول ليلا وأيضا سمح لها بإخضاع الطلاب المتحمسين وجعلهم يحنون رؤسهم قبل ارسالهم إلى مهاجعهم.
"اذن، على الاقل ازل نقاط العقوبة عن هذة الطفلة."
"ماذا؟"
تحولت عينى رودجر إلى رينى.
"رينى."
"نعم. بروفيسور رودجر."
"لما لم تعودى بعد إلى مهجعك؟"
"هذا، هذا…."
"أعلم أنك شغوفة بالدراسة. لكن الا تعلمين ان فى مثل هذا الوضع فانت فقط ستتسببين فى مشاكل للآخرين؟ "
"…….انا سفة."
هز رودجر رأسه.
"إيراندير. "
"نعم."
"سوف تتولين مسؤلية ارسال رينى للمهجع. بهذة الطريقة، سوف تزال عقوبتها."
"نعم؟حقا؟"
"هل ينبغى على تكرار ذلك؟"
"...لا. حسنا أذن."
اومت إيراندير برأسها موافقة. لكنها لم تستطع ابعاد السؤال عن رأسها.
'لما هناك ذلك الاختلاف الكبير فى تعامله مع مقارنة بها؟'
بينما تتذمر عن معاملة رودجر فى عقلها. المستذئب الذى كان عالقا فى النيران قفز واقفا على قدميه.
"سيدى هناك!"
"انا اعلم."
وقف رودجر أمام رينى وإيراندير، محدقا فى المستذئب. لقد تجددت أغلب الإصابات بالفعل، لكنه ما يزال مشتتا من الالم.
المستذئب، الذى كان يحدق بهم بأعين ممتلئة بالغضب والعدوانية، تحرك للهروب فجأة بدل مهاجمتهم.
"اوه، انه يهرب!"
فى نفس اللحظة التى صاحت فيها رينى، كان روجر يركض بالفعل ورائه. هو لم يكن ليدع المستذئب الذى وجده للتو يهرب بعيدا.
ربما لم تلاحظ رينى او إيراندير بعد لكن عنق ذلك المستذئب كان مقيدا بالأصفاد أيضا. لحسن الحظ انها كانت مغطاة بالفرو ولم يكن من السهل رؤيتها. لكن مازال، اذا ما علم شخصا أخر بشانها لاحقا، سيصبح من الصعب تدمير الأدلة واخفاىها.
امد رودجر ساقيه بالسحر وركض خلفه.
بينما يطارد المستذئب فى الظلام على المرج العشبى، رأى المستذئب يتسلق الحائط الخارجى لمبنى الابحاث القريب ومنه إلى السطح. مخالبه الحادة اخترقت احجار الجدار الخارجى للمبنى بسهولة، جسده الضخم هبط على السقف الملئ بالقرميد.
' لا أستطيع تركه يهرب.'على الفور أرتفع رودجر فى الهواء بشكل عمودى لاعلى المبنى مستخدما السلك المعدنى وهبط على السطح.(باتمااااااان~) إيراندير ورينى اللتان كانتا لا تزالان تراقبا الوضع، فتحتا فمهما فى اعجاب وذهول.
(قواعد المثنى من اصعب القواعد فى النحو😅)
"هل كان هذا سحر الطفو؟"
"ربما؟"
لم ترى الفتاتان مطلقة الاسلاك بسبب الظلام، واعتقدتا ان كل حركات رودجر الغريبة كانت بسبب السحر.
خيالان وقفا على السطح يواجهان بعضهما البعض. لم يكونا واضحين تماما بسبب المسافة، لكن لم يكن من الصعب معرفة أيهم كان رودجر بسبب الأختلاف الواضح فى الحجم.
"قمر مكتمل."
انقشعت الغيوم فى السماء، الضوء الفضى البارد والحالم سقط كستارة رقيقة معطيا المكان. الليلة كانت ليلة اكتمال القمر.
تحرك رودجر اولا واندفع المستذىب نحوه ايضا. اقتربا من بعضهما واندلع اشتباك قريب المدى.
"واااو."
"يا ألهى."
كان هناك شئ ما حول مظهر رودجر والذى جعل من الصعب انتزاع اعينهم عنه. أسفل ضوء القمر، تحركات رودجر كانت سلسة، بينما يتفادى هجمات المستذئب برشاقة.
على الرعم من انهما كانتا تقفان بعيدا، كان يمكنهما الشعور بحدة الهجمات إلا ان لا شئ وصل لرودجر.
بسلاسة استخدم عدة انواع من السهام السحرية مثل النار، الجليد، الرياح وعلى الرغم من ان تلك التعاويذ كانت من الرتبة الثانية إلا انهم وبدقة أصابوا النقاط الحيوية للمستذئب.
'قيل انه كان بالجيش قبل المجئ للعمل هنا.'
فكرت إيراندير بخلفية رودجر تشيلسى. لم تكن مهتمة به بصفة خاصة، لكن خادمتها احضرت لها ملف معلوماته مع المعلمون الجدد الاخرين، فقط تحسبا، لذا كل ما تعرفه عنه كان فى الملف. كما تتذكر ، كان ملتحقا بالجيش، وحتى انه حقق انجازات معترف بها فى صيد المستنسخين.
(للتذكير المستنسخين مش بس مستذئبين لكن كل الوحوش المتبقية من أثار الاجناس والاعراق الاسطورية اللى اختفت من القارة.)
هى لم تشعر بأنه كان ذلك الجندى الهول ربما اكثر تميزا كساحر. لكن بعد رؤيته الان كل ما جال بخاطرها انه يبدوا اكثر كصياد منه كجندى او كساحر.
اصدر المستذئب ضوضاء خشنة وهو يتدحرج على السقف، قبل ان ينزلق على الجذء الحاد من السقف. رودجر الذى شحذ عبر السنوات مهاراته ،بدا كالمفترس الذى لن يخطئ تلك الفجوة التى أظهرها فريسته المصابة.
ثلاثة رماح من الجليد بسمك قبضة اليد أخترقت جسد المستذئب فى تتابع وقامت بتثبيته على السقف. على الرغم من قدرة المستذئب الممتازة فى التجدد، لم يستطع الحراك بسبب الرماح التى اخترقته.
ذلك القتال قد انتهى بالفعل.
'هواااا. انا متعب.'
أحس رودجر انه أستنذف كمية كبيرة من السحر فى هذا القتال.
'ليس من الجيد إستخدام الكثير من الطاقة السحرية هنا.'
لحسن الحظ، لقد قابل هانز وحصل منه على الدواء. اذا لم يفعل، لكان فى مشكلة اكبر الان.
فى البداية هو لم يرد إستخدام السحر ضد المستذئب لكن بسبب وجوده فى ثيون وخاصة الأعين التى تراقبه الآن، لم يكن أمامه خيار آخر.
'من غير المعقول لمعلم السحر اﻻ يستخدم السحر فى القتال أمام طلابه.
كونه مشهور فى ثيون بسبب سحره، اذا ما استخدم معدات الصيد بدلا من السحر الن يثير هذا التساؤلات.
'ااااه. احتاج للاعتناء بكل هذا قبل ان يصبح الوضع أكثر تعقيدا '
بجانب هذا هنا، لا يزال هناك مستنسخ آخر يقبع فى الأرجاء.
'لقد خططت بالفعل للتخلص من كليهما قبل نهاية اليوم.'
بينما اقترب رودجر ببطء لوح المستذئب بذراعيه فجأة.
لفترة كان رودجر يشعر بالقلق من سلوك المستذئبين الغير معتاد وتأكدت ظنونه عندما القى المستذئب الشظايا الحجرية نحوه.
'هممم؟'
على الفور حرر طاقته السحرية وصنع حاجز سحرى حول جسده. اصطدمت الشظايا بالحاجز قبل أن ترتد عنه؛ لم تصبه لكن المشكلة أنها اعطت المستذئب الوقت الكافى لحركته التالية.
فورا رفع المستذئب ذراعيه فوق رأسه و هوى بقبضتيه بعنف على السطح. بسبب قوته المهولة تحطم السقف وسقط مع المستذئب. تناثرت القراميد مبعثرة سحب الغبار.
ضاقت عينا رودجر وهو ينظر لما حدث.
'مستذئب يستخدم عقله للهرب؟'
(عندى أحساس ان المستذئب دا كان فى الاصل بشرى مش ذئب.)
حتى وان كانوا مخلوقات اصطناعية وليس مستنسخين، فهم بالأصل ذئاب، غريزتهم هى غريزة الوحوش ربما متقدمة بعض الشئ. لكنها تظل غريزة وحوش.
هو لم يهرب فقط عندما شعر بالخطر المحدق، لكنه حتى رمى باجزاء المبنى المكسورة لكسب الوقت…..!
'هل لم اعر الإنتباه شيئا ما؟
لاحظ رودجر الذى قفز لداخل المبنى من السقف ان المستذئب اختفى وطرق لسانه
تسك
'من الجيد اننى وضعت رائحة قوية على الرماح اثناء القتال.'
تتبع رودجر أثار رائحة المستذئب. كان لايزال عازما على إنهاء الامر كله اليوم.
********
"ترايسى! ترايسى! أين انتى؟"
"ايدان. لا استطيع رؤيتها مهما بحثت بالأنحاء. الن يكون من الافضل فقط لو أستسلمنا؟"
كان ليو و أيدان يبحثان بلا إنقطاع عن ترايسى منذ انتهاء الصفوف. اخر مرة شاهدوها فيها وهى تتجه للغابة فى الشرق، استمر الاثنان بالبحث حتى بعد غروب الشمس. بالرغم من هذا لم يجدا اى أثر لها.
ليو، الذى بدأ يشعر بالأنزعاج، تحدث اولا.
"اعتقد انها لم تكن بتلك الحماقة، ربما هى تراجعت بالفعل بنفسها. الن يكون هذا هو الامر فنحن لا نستطيع إيجادها؟"
أنه خطانا لأننا لم نرفض الامر بشكل لائق، مهما كانت مصممة كان يجب علينا رفضها بشكل قاطع."
نظر ليو بوجه متكدر بسبب أجابة أيدان.
لقد كان خطأه ان ترايسى ظنت انهم وافقوا على تحديها لذا شعر بالقليل من الذنب، و لهذا السبب ظل يبحث عنها مع أيدان حتى بعد حلول الظلام.
"مع ذلك. اذا ما امسكنا المعلمون فنحن فى خطر كذلك. الآخرون يرون انها فقط نقاط عقوبة،لكن من وجهة نظر شخص مهتم بتقديراته،أليست تلك العقوبة سيئة بما يكفى؟."
"لا زلت لن اترك الامر."
"هل تعتقد حقا ان ترايسى لاتزال تبحث عن المستذئب؟"
""لو كان شخص اخر لما اعتقدت انه سيكمل لكن ترايسى. ….."
فى الحقيقة، حتى أيدان لم يعلم لما هو واثق هكذا مما قاله.
ربما بسبب تلك النظرة المألوفة فى عينى ترابسى: نظرة الشخص المهووس بتحقيق شيئا ما. أذا كانت حقا كما يظن فهى ستخاطر بحياتها لإمساك المسذئب.
"اغغ. حسنا. لنبحث لثلاثون دقيقة أخرى. اذا لم نجدها فسوف نعود."
تنهد ليو بينما ينظر إلى ايدان. كان يعلم ان هذا الفتى ذو الطبيعة الجيدة عنيد للغاية وهو لن يضع اى تنازلات فى اللحظات الهامة.
كان فى تلك اللحظة عندما توقف كلاهما للحصول على بعض الراحة. سمعا تلك الصرخة.
"كيااااااااااا."
صرخة فتاة أتت من البعيد. الصوت المألوف كان، بالطبع، صوت ترايسى فريد، العنيدة التى كانا يبحثان عنها.
"ليو!"
"من هناك!"
ركض الاثنان عبر الاعشاب وجذوع الاشجار إلى حيث سمعا الصراخ. فى تلك اللحظة ظهر ظل بغتة من خلف الاشجار واصطدم ب أيدان الذى كان يركض فى المقدمة
"ما كان هذا فجأه؟"
"اييه!"
رفع أيدان راسه بعدما شعر بالثقل يبعد عن جسده. اول ما رأه عندما فتح عينيه كان الشعر الاحمر الذى لم يفقد زهوته فى ضوء القمر الرقيق.
"......ترايسى؟"
"......أيدان؟"
انتفضت أيدان مبتعدة بعدما ادركت من كان اسفلها.
"انت! لماذا انت هنا؟"
"سمعت صراخك…"
"ماذا؟! اى صراخ؟!"
تنهد ليو، رؤيتها تحمر خجلا وتصرخ ب أيدان هكذا، فكر انهم كانوا قلقين لأجل لا شئ لكن حينها عواء الوحش تردد بوضوح قربهم.
"اييه! أيدان، هل سمعت هذا؟"
"هاه، هل كان هذا حقا المستذئب؟"
نظرات الاثنان المضطربة تحركت نحو الشجيرات وسحب كلاهما عصيه السحرية لكن حينها وقفت ترايسى أمامهم.
"كلاكما انتظرا للحظة."
"ترايسى ما الذى تفعليه؟"
نظرت إليهم وترددت قليلا قبل ان تضع اصبعها على شفتيها وتشير إليهم بتتبعها.
نظر كلا من ليو لبعضهم بنظرة تسائلت بوضوح عن ما تفعله، لكن فى النهاية قررا أن يتبعا خطوات ترايسى. تحرك ثلاثتهم بهدوء حتى وصلوا فى النهاية أمام حفرة ضخمة فى الارض.
"أنظرا هناك."
بينما ينظران فى الإتجاه الذى أشارت إليه بحذر، رأيا شيئا يتلوى فى مركز الحفرة الممنلئة بالأوراق المتساقطة.
"هذا…."
ايدان الذى نشأ فى الريف كانت لديه اعين ليلية جيدة وبسرعة التقط الشئ القابع هناك.
"مستذئب؟"
كان بالتأكيد المستذئب. كانت الندوب تغطى كل انحاء جسده، ومازال يحاول إلتقاط انفاسه لكنه كان حقا المستذئب.
"هل هذا طفل؟"
لكن المستذئب الصغير الحجم كان فقط طفلا والذى لم يصبح بالغا بعد.