29 - الشخص الذى يرى والشخص الذى يصلح الأمور1

تشابتر 29: الشخص الذى يرى والشخص الذى يحل الامور1

تطلع ليو وأيدان فى اعين بعضهم. المجرم الذى قاد ثيون لكل هذة الفوضى كان امامهم لكنه مازال جرو صغير بلا قوة. حتى ان الأنين اعلمهم أنه مصاب بشدة فى مكان ما.

"عثرت عليه منذ وقت قليل."

لماذا كانت تصرخ اذا؟ لانها حينما كانت تتجول منذ قليل غارقة فى تفكيرها وجدت المستذئب وفزعت. ترايسى، التى احمرت خجلا بسبب شعورها بالعار لهذة الحقيقة. رفعت أنفها بتحد.

"ماذا تعتقدون؟ هل فزت بالتحد؟"

"انتى وجدتيه فقط. الم يكن التحد عن إمساكه؟"

عندما اشار ليو لهذا، على الفور أصبحت غاضبة.

"حقا؟ أذا انا، فى الحال…..!"

"ترايسى، انتظرى للحظة."

جذب أيدان ترايسى للخلف قبل ان توشك على النزول للحفرة .

"ما الذى تظن نفسك فاعله؟"

"اوه أسف. انا فقط اردت."

"الست تتصرف بوقاحة نحو انسة؟"

"هذا ليس ما يهم الان!"

"ماذا اذا؟"

ارتسمت ابتسامة غريبة على شفتيها كما لو انها ادركت شيئا.

"هىيهى… أيدان هل انت قلق لاننى وجدت المستذئب اولا؟ لقد كنت تتظاهر بالعكس، لكنك حقا مهتم بالا تخسر امامى."

"ترايسى، الا تشعرين ان شيىا ما يبدوا غريبا؟"

عندما اتى هذا السؤال الغريب ردا على تحديها، مطت ترايسى شفتيها وقالت بعزيمة فاترة.

"ماذا ؟"

"هناك يوجد صغير المستذئب. بعيدا عن اذا ماكان من الممكن للمستذئب الحصول على صغار أم لا، لكن هذا الصغير هناك مصاب. ولا يبدوا انه يستطيع الحراك بشكل جيد."

"حسنا. لكن لماذا تخبرنى بهذا؟"

"أنظرى، المكان مغطى بالأوراق المتساقطة، كما ان المكان يبدو غريبا لكى لا يلاحظه الآخرين هنا. مهما كانت ثيون شاسعة، لم اسمع قط عن مثل هذا المكان فى الغابة."

"لا، أعنى، ما الذى يعنيه هذا؟"

"هل تعتقدين ان هذا الصغير صنع هذا المكان بنفسه وجمع كل تلك الاوراق لتغطيته؟"

عند سماعها لهذا صمتت ترايسى فورا كما لو أنها لاحظت شيئا ما هى الاخرى. لا يمكن لمثل هذا الصغير ان يفعل كل هذا بمفرده. يبدوا كما لو ان شيئا ما قد ساعده.

"من بحق الجحيم؟"

"لا اعلم من هو. ربما….. هناك مستذئب أخر."

حتى مع قوله هذا، لم يحرك أيدان عينيه عن المستذئب الصغير بسبب انه وبأى صدفه، أذا ما لاحظ وجودهم قد ينقض عليهم .

على الرغم من كونه طفل لكنه ما يزال اكبر فى الحجم من معظم الكلاب الضخمة. عامل الخطر لا يمكن التخلص منه.

أيدان الذى كان يتفحص المستذئب لاحظ شيئا غريبا. قرب قاعدة عنقه المغطى بالفرو والاوراق المتساقطة شئ ما كان يلمع فى ضوء القمر.

'أهذا طوق؟'

فى هذة اللحظة قرر أيدان ان المستذئب لم يكن ظاهرة طبيعية.

"أيدان؟ ما الذى تفعله؟"

تحدث ليو عندما شعر أن تعبير وجه أيدان كانت غير طبيعية.

انزلق أيدان لأسفل الحفرة كما لو أنه قد عقد العزم على شيئا ما.

"أيدان! مهلا، انت!"

شعر ليو بالقلق، كذلك كانت ترايسى. على الفور تبعه الاثنان بينما تحرك أيدان لمنتصف الحفرة التى كانت بعمق خمسة امتار مقتربا ببطء من صغير المستذئب.

"أيدان! ماذا تفعل الأن؟! انه خطير!"

"شئ ما غريب هنا."

اراد أيدان االتأكد من هذا بعينيه. فى تلك اللحظة، فتح صغير المستذئب عينيه وحدق ب أيدان.

توقف أيدان عن الاقتراب وتلاقت نظراتهما فى الهواء، شعور خانق تغلغل فى المكان.

ابتلع أيدان ريقه الجاف بينما يمد يده ببطء.

"لن اقوم بإذائك."

السبب الذى جعله يقول هذا هو اعين الصغير التى لم تحمل اى ضغينة او نية للقتل بهما. هذة الاعين الشفافة الواضحة التى حدقت به كانت بنفس براءة اعين الجراء(جمع جرو وهو صغير الكلب ) من الريف.

كيف يمكن لمستذئب بهذة الاعين البريئة مهاجمة البشر وأرسالهم للمشفى؟

لم يصدق أيدان هذا للحظة.

لم يبد ليو او تراسى أى نية لأيقافه. بينما الجرو، الذى كان يحدق به، أدار وجهه و أغلق عينيه مجددا.

تنهد أيدان بداخله وتحرك أقرب للجرو. كما توقع، ظل الجرو هادئا. حتى انه أصدر دمدمة خفيفة عندما مسح أيدان على فروه لمرة بيده.

"هل يؤلمك كثيرا؟"

قائلا هذا، نظر أيدان للجروح الظاهرة من بين الاوراق.

'هل تم عضه من قبل حيوان آخر؟'

لكن الجروح على جسده لم تبدوا كأثار حيوان بل بدت أقرب لقطوع أدوات حادة.

لمس عنقه بيده، وشعر بشئ بارد معدنى.

'ظننت انه مستذئب برى، لكن لايبدو الامر كذلك.'

كلن ايدان مستغرقا فى التفكير عندما سمعوا صوت شئ يقترب فى الظلام. كان ليو اول من لاحظ وصاح.

"أيدان! احترس!"

بمجرد ان سمع أيدان ذلك، طار فى الهواء فى عكس الاتجاه الذى أتى منه الصوت. شئ ما دفعة بقوة بعيدا عن الجرو.

"ضخم!"

أيدان الذى قذف ثلاثة أمتار للوراء مصطدما بجدار الحفرة متغلبا على الدوار الذى اصاب رأسه، نظر للأعلى للشئ الذى دفعه بعيدا.

"المستذئب!"

كان مستذئب بالغ الذى كان أكبر بمرة ونصف من الجرو. حدق بشراسة فى أيدان كما لوكان سيقتله، بينما وقف امام الجرو كما لو كان يقوم بحمايته.

"جييي، مستذئب بالغ."

ارتعدت ترايسى من المشهد امامها، بعد ذلك، كما لو كانت تستعد لشئ ما رفعت عصاها السحرية وجمعت قواها السحرية. حدق المستذئب البالغ فيها كما لو كان يعلم انها تستعد لقعل شئ.

"ماذا تفعلين؟"

حاول ليو إيقافها، لكن ترايسى لم تستمع له. المستذئب، الذى كان السبب فى كل تلك الاحداث التى وقعت كان أمامها. أذا ما أستطاعت التعامل معه فيمكنها اعادة أحياء عائلتها التى سقطت.

مظهر والدتها التى كانت تبتسم بينما تعانى وتخبرها ان الامور بخير ولا تحتاج لدفع نفسها. بينما هؤلاء الحثالة الذين أعتادوا على الألتصاق بهم متملقين يهزئون بعائلتها بمجرد ان سقطت. كل هذا جعلها تشتعل من الغضب أكثر فأكثر.

'ففط أنا من يمكننى ان اعيد عائلة فريد للحياة. وهذا المستذئب ليس سوى البداية.'

أصطياد مستذئب واحد بالطبع لن يعيد عائلتها المدمرة، تعلم ترايسى بهذا. لكن مايزال جيدا الحصول على المكافأة من ليثيرفيلك و تأسيس سمعتها. لفعل هذا، تعلمت السحر مسبقا، واتت لثيون لكى تنجح.

'انا......!

ركض المستذئب نحو ترايسى، لقد كان سريعا وخطيرا. ترايسى، التى حاولت القاء التعويذة اخطأت بسبب أندفاع المستذئب نحوها. بسبب تسرعها فإن السحر الذى تجمع بالكاد تبدد مجددا.

خلف التعويذة المبددة اقترب شكل المستذئب بينما انيابه مشهرة.

'هل هذة هى النهاية؟'

بينما تفكر بهذا، شعرت ترايسى بجسدها يلقى جانبا. المخالب الحادة للمستذئب مزقت الهواء على بعد بوصة منها. بينما تدحرجت على الارضية مع الشخص الذى جذبها، كانت لا تزال مصدومة.

"اه،هاه؟"

"تراسى هل انتى بخير؟"

لقد كان أيدان الذى أنقذها. الفتى الذى ظلت تزعجه واصرت على القتال معه. لو انه تأخر ولو قليلا، لكانت رأسها الذى كان ليطير بعيدا.

"أنا سعيد انكى بخير …."

"انت، انت. لماذا أنا…"

"صديقتى فى خطر، وبالطبع لن اقف لأراقب."

صديق، مع ذكر تلك الكلمة لم نقدر ترايسى على الحديث. نظر أيدان للمستذئب، بدون ان يعيرها أى أنتباه.

"هناك شئ غريب فى حركاته. أعتقد انه مصاب بشدة. ربما لهذا أستطعنا تفاديه."

كما توقع، ثلاث ثقوب ضخمة غير ملتئمة بدت فى صدر المستذئب، ابتلع أيدان ريقه وفتح فمه.

"أسفون، لم يكن الامر متعمدا. لم نكن لنؤذى طفلك."

"أيدان؟ مالذى تفعله الأن! من المحال ان يستطيع المستذئب فهم ما تقول!"

صاحت ترايسى من خلفه، لكن أيدان لم يتراجع. أكمل حديثه، محدقا فى المستذئب أمامه بأعين ثابتة.

"انت يمكنك ان تفهم ما نقول صحيح؟"

"ماذا….."

شعر كلا من ليو و ترايسى بالحيرة. لكن ردة فعل المستذئب كانت غريبة. بعد أن حدق فيهم كما لو كان سيقوم يقتلهم هداء وعاد أدراجه للجرو.

ليو، الذى راقب الموقف، لم يستطع إبقاء فمه مغلقا.

".....هل يبدو هذا منطقيا؟"

"منذ قليل لقد كان ثائرا لأنه ظن أن الجرو كان فى خطر."

"لكنه هاجم طالبين. الأن، هو هادئ بسبب صغيره، لكن اعتقد أنه سيقوم فجأة بإفشاء طبيعته الحقيقية."

كانت وجهة نظر ليو صحيحة، لكن شعر أيدان بشئ لم يستطع وصفه. هو فقط علم لأنه أقترب من الجرو ونظر فى عبنيه. لقد شعر بالجرو يخاطبه.

'لقد قالت عيناه: رجاء ساعدنا.'

"ليو، ترايسى أعلم أن ما سوف أقوله سيبوا جنونا لكن رجاءا ثقا بى لمرة واحدة."

قال أيدان بينما يعاود الأقتراب من المستذئبين ببطء.

الأم المصابة نظرت إلي أيدان وهددته كاشفة عن أنيابها، لكن أيدان رفع يديه فى اشارة أنه لم يرد أى شر بهم.

"لا بأس."

ظلت المسافة تنحسر بينهم لكن الام توقفت عن تهديد أيدان وأعادت إنتباهها إلى صغيرها. لابد ان حالته كانت تسوء.

"أستخدمى هذا."

أخرج أيدان زجاجة صغيرة من حقيبته التى تصاحبه دائما. لقد كانت جرعة شفاء منخفضة المستوى التى صنعها فى صفوف اللعنات والوصفات.

ربما لن تكون قادرة على شفائه بالكامل، لكنها على الاقل ستقدم مساعدة فى تحسين حالة الجرو.

فى تلك اللحظة ضوء أبيض نقى صدر من مكان ما وأخترق جسد الأم.

"ايه،...هاه؟"

(مش عارف ليه الكاتب مغرم بالريأكت ده. )

ايدان الذى كان يقترب ببطء والأثنان الأخران الذان كانا يراقبان المشهد من الخلف، تجمدوا من الصدمة والخوف.

ما اخترق جسد الأم كان معدن فضى لامع. فى البداية، اعتقدوا انه رمح حاد، لكن تغير شكله وتحول إلى شبكة ألتصقت بجسد الام وقيدتها.

فى تلك اللحظة ذعر الاخرين، بينما هبط ظل اسود من السماء.

"ما الذى تعتقدون أنكم تفعلونه هنا؟"

كان شخص يعرفونه جيدا.

"بروفيسور رودجر؟ "

رودجر الذى اخضع المستذئب بهجوم مفاجئ، ضاقت عيناه وهو ينظر للطلاب الثلاثة.

"أيدان، ليو، و ترايسى فريد، مالذى يفعله ثلاثه من طلابى فى هذا المكان فى هذا الوقت المتأخر؟"

أرتجف الثلاثة عندما نادى أسمائهم. يعلمون بالفعل انه اذا ما تم أمساكهم من قبل معلم فى مثل هذا الموقف فهم سيتعرضون للعقاب. خاصة وبلاشك عندما يكون من أمسكهم هو رودجر.

"سوف احاسبكم على هذا فيما بعد. الأن، عودوا للخلف."

أطاع ليو وتراسى الامر فورا لكن ايدان كان مختلفا. لقد وقف بين رودجر و المستذئب مغلقا الطريق عليه.

"مهلا رجاءا!"

"...أيدان، مالذى تفعله؟"

ارتعد جسد أيدان بسبب صوت رودجر البارد لكنه لم يتراجع.

"بروفيسور رودجر، رجاءا انتظر دقيقة!"

"تريد منى الإنتظار؟"

هناك شئ غريب بشأن هذا المستذئب! لا، اعنى، لأكون واضحا …..انه يفهم كلمات البشر! رجاءا اعد النظر فى قتله ولو للحظه!"

انطلقت الكلمات من فم أيدان بسرعة الرصاصات. وإلا فانه يعلم ان رودجر سيخنق المستذئب فى اى لحظة الأن.

"ما هذا الهراء الذى تقوله الأن؟"

"انه ليس هراء. ربما هذا المستذئب. ….."

"لا ارغب بسماع شئ. ابتعد."

"بروفيسور رودجر !"

"اخبرتك ان ترحل."

لم يبتعد أيدان ولو لخطوة على الرغم من تهديد رودجر.

بينما يحدق رودجر بأيدان لاحظ وجود صغير المستذئب من فوق كتفه، كان الصغير يلعق بلسانه الصغير وجه والدته. لم يكن هناك اى شئ خطير بشأنه فقط القلق على عائلته.

الصغير الذى كان مستلقيا بين الاوراق نهض. عندما سقطت الاوراق التى كانت تغطي باقى جسده رأى رودجر بعينه جسده وأرتعشت عيناه.

"اه؟"

أيدان الذى كان يحدق برودجر، على الفور لاحظ التغير فى تعابيره.

'لما تغيرت ملامح البروفيسور هكذا؟'

حاول أيدان الألتفات بدون تفكير. لكن فى تلك اللحظة، طار جسده عبر الهواء وهبط بنعومة على الارص بعيدا بدون اى ألم. شعر بالرياح اسفله تخفف من تأثير سقوطه، لقد كان سحر رودجر.

"بروفيسور؟ "

اللحظة التى حاول فيها قول شئ كان سحر رودجر قد تحول بالفعل. نيران ملتهبة ثارت فى لحظة، ابتلعت المستذئبين ونشرت ضوء عظيم فى كل الارجاء.

أمكنه الشعور بحرارة النيران حتى من تلك المسافة البعيدة. كان بكل وصوح هجوم سحرى الذى سينهى الخصم بكل تاكيد

لم يكن هناك صراخ من المستذئبين عندما أبتلعتهم النيران. لأنهم لم يجدوا الوقت لهذا، وبدون حتى الذعور بالألم، تحولوا لرماد وأختفوا.

عندما خمدت النيران السحرية تماما لم يكن هناك أثر باق من المستذىببن، فقط رماد اسود تطاير فى الهواء.

"عودوا إلى مهجعكم."

قالها رودجر بدون النظر للخلف.

"سوف تتحملون مسؤلية افعالكم الغير مقبولة غدا."

2022/07/19 · 223 مشاهدة · 1756 كلمة
نادي الروايات - 2025