السنة الثالثة والعشرين من عهد داو

في تلك الغابة الممتلئة بأعواد الخيزران الطويلة والمتلاصقة حيث غطي المكان باللون الأخضر الذي يبعث الهدوء في النفوس وقفت طفلتان صغيرتان تتحدثان مع شابة ذات شعر أسود داكن ناعم وطويل مزين بدبوس شعر من اليشم الأخضر كانت بعينان أرجوانيتان داكنتان وهادئتان وبشرة بيضاء جميلة

زيا : شكراً لك أختي لي جين لا نعرف ماذا كان سيحدث لأمي لو لم تقدمي لنا الدواء مجانا نحن بالتأكيد سندفع لاحقا

لي جين : لا داعي لذلك ربما يمكنك أن تحضري لي بعض من خضرواتكم كمقابل

زيا : ولكن أعشابك الطبية أغلى بكثير من خضرواتنا كيف لنا مبادلتها بها ؟

لي جين : لا بأس فتلك الأعشاب ستموت لو لم تستخدم لذلك من الأفضل تقديمها لمن يحتاجها

زيا : شكرا جزيلا لك

ربتت لي جين على رأس زيا بلطف

لي جين : العفو

غادرت الصغيرة زيا وشقيقتها الصغرى ريو المكان متجهين إلى القرية أسفل التل

زيا : إن الآنسة لي جين جميلة جدا أليس كذلك ؟ لكن رغم ذلك إنها تبدوا بلا مشاعر فحتى ابتسامتها باردة جداً وخالية من العاطفة ربما لهذا أهل القرية يتحدثون عنها من خلف ظهرها أحياناً رغم مساعدتها لهم

ريو : حقاً ؟

زيا : أجل ولكن أنا أعتقد أن الآنسة مرت بشيء حزين لذلك هي باردة جدا ألا توافقينني ؟

أومأت ريو برأسها موافقة على كلام شقيقتها الكبرى بعد ذلك تابعتا سيرهما إلى القرية

.......

العاصمة الإمبراطورية السنة الثالثة والعشرين من عهد داو

كان هناك حدث صادم يحدث في العاصمة وقد انتشر ذلك الخبر وبدأ الناس بالثرثرة حول تلك الشائعات وقد ازداد التوتر في القصر الإمبراطوري نتيجة لهذا الحدث

القصر الداخلي

في القصر المخصص لزوجات الإمبراطور ذلك القصر الفاخر في إحدى قاعاته تجمع الإمبراطور مع زوجتيه لمناقشة أمرٍ مهم

الإمبراطور داو : ما الذي تعنينه ؟

الملكة زهانغ ( الزوجة الثانية ) : كما قلت لك يبدوا أن الآنسة لين يونغ ابنه الوزير لين مازالت على قيد الحياة وأنا اطلب أن أقوم برعايتها فكما تعلم لقد فقدت طفلتي منذ زمن لذلك أرجوا أن أعوض تلك الطفلة عن عائلتها التي فقدتها وفي نفس الوقت أعالج الجراح التي بقيت في قلبي من فقدان ابنتنا

الإمبراطورة جيون ( الزوجة الأولى ) : ولكن ما الذي يدريك أنها ليست محتالة ؟

كانت كل من الملكة زهانغ والإمبراطورة جيون سيدتان في غاية الجمال وهما متقاربتان في العمر نحو الثلاثينيات من عمرهما كانت السيدة زهانغ تمتلك شعر اسود داكن وعينان بلون سماء الليل كان ثوبها الأزرق الداكن يزيدها جمالا

أما السيدة جيون كانت تمتلك عرقاً أجنبياً كان شعرها ذهبي اللون وعيناها باللون الأخضر بشرتها كانت أقل بياضاً من بشرة السيدة زهانغ بقليل لكن ذلك الثوب الملون والمزركش الذي كانت تلبسه جعلها تبدوا كفصل الربيع المليء بالألوان

بينما كان الإمبراطور داو رجل في الأربعينيات من عمره ذو شعر أسود ولحية متوسطة كان له جسد ضخم وقوي وهالة مخيفة تحيط به ويعلوا وجهه ملامح جادة دائما

الملكة زهانغ : أنا واثقة من أنها ليست محتالة أو أي شيء أليس علينا أن نرد جميل والدها الذي خدمنا لسنوات طويلة ؟

الإمبراطور داو : حسنا سوف أفكر في الأمر

الملكة زهانغ : شكراً لك مولاي

.........

قاعة الاجتماعات في القصر الملكي

الإمبراطور داو : ما الذي تظنه يا هوان ؟

الوزير الأعلى هوان : أعتقد أن لا بأس في ذلك إنها معجزة أن تنجوا من ذلك الحريق مؤسف أننا لم نتمكن من اكتشاف المجرم

الوزير داو كان رجلا نحيلا لا يبدوا أنه مقاتل متمرس لكن هذا لا يعني أنه لا يستطيع القتال عيناه غامضتان بحيث لا يمكنك أبداً معرفة ما يفكر به ولا يمكنك الثقة به أنه رجل يراقب في صمت بينما تعلوا وجهه دائما تلك النظرة الخبيثة

الإمبراطور داو : فهمت قصدك إذاً لا بأس بذلك

أعلن الإمبراطور عن ترحيبه بعودة النبيلة لين يونغ وأنها سوف تقيم في القصر الداخلي تحت رعاية الملكة زهانغ

.......

في مساء ذلك اليوم في حديقة القصر

بينما كان الظلام يغطي المكان كان هناك ظلان لشخصان يتحدثان في تلك الحديقة

الإمبراطورة جيون : جيد ما فعلته

الوزير الأعلى هوان : لكن هل لا بأس بهذا سيدتي قد يحدث هذا ضرر في المستقبل

الإمبراطورة جيون : سوف نستمر حاليا بالمراقبة حتى نعلم ما هي خططهم ثم نقوم بالتحرك

الوزير الأعلى هوان : كما تريد سيدتي سأفعل كل ما تطلبين فأنا مدين لك بالكثير

الإمبراطورة جيون : شكراً لك الآن علينا الاستمرار بالمراقبة خاصة أن سكوت الإمبراطورة الأرملة فرصة لا تعوض

الوزير الأعلى هوان : أمرك

اليوم التالي في القصر الداخلي

مكان إقامة الملكة زهانغ

الملكة زهانغ :لين يونغ أنت تعلمين تماما ما عليك فعله أليس كذلك ؟

لين يونغ : أجل لا تقلقي خالتي فقط ثقي بي

كانت لين يونغ شابة لم تبلغ العشرين من عمرها بعد تمتلك بشرة بيضاء جميلة وشعر أسود مموج في نهايته وتمتلك عينان سماويتان جميلتان كانت فاتنة جداً وتبدوا مثل زهور اللوتس البيضاء

الملكة زهانغ : كيف ترغبين مني أن أثق بك وما زلت تخطئين عليك أن تناديني بالملكة

لين يونغ : حسنا أيتها الملكة لا تقلقي سوف تتم المهمة بنجاح

**********

مواعيد النشر : يوم الاثنين والخميس

لا تبخلوا علي بتعليقاتكم

2019/10/21 · 598 مشاهدة · 799 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024