الفصل 194: عدو الطوائف العظمى! تحرّكات لا تهدأ!
--------
وقف قادة القوى العظمى أيضًا، وكانت وجوههم جادة.
قال سيد جناح الزجاج الملون ذي الألوان التسعة ببطء: "جوهر التشي الحقيقي المزدوج."
حتى بالنسبة لشخص بمكانته، لم يخلُ صوته من ارتعاشة واضحة.
فرغم أن منغ تشانغ تشينغ لم يستخدم نية سيفه، إلا أن مستوى تلك الضربة وحدها كان كافيًا لتأكيد أنه يملك نية السيف بالتأكيد!
وليس مجرد نية سيف عادية — بل من المرجّح أنها تضاهي نيّة قبضته!
"جوهر التشي الحقيقي المزدوج، يتقدمان جنبًا إلى جنب؟
" إنها إمكانية مرعبة بحق. "
تنهد سيد الجناح بلطف، "شي يينغ تشينغ، هذا الشاب الصغير يتجاوزك بمراحل مقارنةً بما كنت عليه في شبابك!"
وبكل دقة، فإن عباقرة هذا الجيل لا يقلّون شأنًا عن أولئك من جيله، بل ربما يتفوقون عليهم!
ففي عصره، كان شي يينغ تشينغ لا يملك سوى 20% فقط من فهمه لنيّة القبضة، رغم أن أساسه في الفنون القتالية كان عميقًا بشكل مذهل في نواحٍ أخرى.
في ذلك الحين، لم يكن هناك نظام كما هو الحال الآن. كانت المعارك دائمًا فردية، وتتقدم تدريجيًا.
لم يكن هناك سيناريو مثل اليوم، حيث يتواجه شخص واحد ضد ثلاثة.
ساد صمت طفيف في الأجواء.
حتى يو هونغشوي، بوجهها الفاتن، لم يعد على ملامحها أي أثر للاستخفاف. كانت نظراتها معلّقة بشدة على ذلك الجسد الطويل أسفل الساحة.
جوهر التشي الحقيقي المزدوج.
حتى هي لم تصل إلى هذا المستوى من قبل.
وليس أنه لا يمكن تحقيقه طوال العمر، لكن في سنها الحالي ومرحلتها، كان الأمر مستحيلاً.
لكن هذا العبقري، القادم من ولاية كانت ضعيفة يومًا ما، قد بلغ مستوى كانت تحلم به طويلًا!
"لكن، حتى مع جوهر التشي الحقيقي المزدوج، لا يعني أنني بلا فرصة للفوز." استعادت رباطة جأشها، فعاد تعبير يو هونغشوي إلى طبيعته. "جوهر التشي الحقيقي المزدوج يعني فقط أنه يملك مصدرًا إضافيًا للطاقة. ما دام جوهره الحقيقي لا يتجاوز قوتي، فلن أخسر!"
عند سماع ذلك، تردد الآخرون لحظة، ثم أومأوا برؤوسهم بخفة.
في الواقع، نيّة كف يو هونغشوي أيضًا وصلت إلى 30%.
لذا، من حيث المستوى، لم يكن هناك فرق.
الآن، الأمر يتعلّق بجوانب أخرى من أساساتهم القتالية.
وباعتبارها وريثة لطائفة عليا، كان من الطبيعي أن يكون ليو هونغشوي أساسٌ عميق للغاية في الفنون القتالية.
علاوة على ذلك، كانت بحد ذاتها استثنائية، وذات بنية جسدية قوية!
كانت قوتها تتجاوز لي جين بكثير.
بهذه الأفكار، تنفّس الجميع الصعداء قليلًا. كان أداء منغ تشانغ تشينغ طاغيًا جدًا، حيث هزم ثلاثة دفعة واحدة بسهولة، حتى كادوا ينسون أن وريثهم ليس ضعيفًا!
وقف سيد الجناح ويداه خلف ظهره، لا يزال على حافة المنصة.
رغم كثرة الكلمات المشجعة خلفه، إلا أن المشهد الحالي بالنسبة له كان مألوفًا جدًا.
كان الأمر كذلك تمامًا في الماضي.
"الريح بدأت تهب." نظر سيد الجناح إلى البعيد قليلًا.
"أبي." نظرت يو هونغشوي إلى سيد الجناح الصامت، وكانت يداها مشدودتين تحت أكمامها.
كما أن عينيها أظهرتا عزيمةً لا تلين.
"سأفوز!" قالت ذلك في قلبها.
—
"عديمو الفائدة!
"جميعهم عديمو الفائدة!"
حطم يوان تسانغ فنجان الشاي الذي كان في يده!
تناثرت الشظايا، وأصاب بعضها خد التابع الذي بجانبه، لكن التابع لم يجرؤ على إصدار أي صوت.
كان يعلم أن غضب الشيخ يوان قد بلغ حدودًا لا يمكن تصوّرها.
إصدار أي صوت الآن سيجعله بالتأكيد هدفًا لتفريغ ذلك الغضب.
"طائفة عظمى مهيبة!
"ثلاثة عباقرة مجتمعون!
"ومع ذلك سُحقوا بسهولة شديدة!
"عديمو الفائدة حتى أقصى حد!"
شتم يوان تسانغ.
واستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يبدأ غضبه بالانحسار.
الآن، بعدما هُزمت حتى طائفة السيف الفخور، لم يعد يتوقع من أي قوة عظمى أخرى أن توقف تقدم طائفة تاي شوان.
حتى جناح الزجاج الملون ذي الألوان التسعة على الأرجح لن يحظى بفرصة جيدة.
لذا، لم يعد يزعج نفسه بالتلاعب بالمباريات بعد الآن.
مرة واحدة كانت كافية، مرتان كانت واضحة، لكن ثلاثًا ستكون فاضحة للغاية!
"اذهب، وأحضر لي الشيخ لين!" أمر يوان تسانغ.
"نعم!" ارتعد التابع وغادر بسرعة.
"طائفة تاي شوان." كانت عينا يوان تسانغ باردتين كالجليد.
لم يعد يهتم بمعركة العباقرة هذه.
أياً كانت النتيجة النهائية، عليه أن يستعد بسرعة لما هو قادم!
—
كان قد تم حمل عباقرة طائفة السيف الفخور الثلاثة خارج الحلبة.
وغادر منغ تشانغ تشينغ ساحة القتال بطبيعة الحال.
ولم يتبقَ سوى النقاشات الصاخبة.
فقد كانت هذه المعركة صادمة بحق. لم يحدث أي من النتائج المتوقعة!
حتى مع اتحاد ثلاثة عباقرة بقواهم، تم سحقهم على يد منغ تشانغ تشينغ!
"من كان يتوقع أن تُقصى طائفة السيف الفخور، وهي طائفة عظمى، في الجولة الثانية، وتفقد فرصة المنافسة على مكان في البحر الوحشي؟"
قال أحدهم.
وأومأ آخرون برؤوسهم بدهشة.
كان الجميع يتوقع أن تصل طائفة السيف الفخور إلى النهائيات، لتتنافس مع جناح الزجاج الملون ذي الألوان التسعة.
من كان يظن أنهم سيخرجون بهذه السرعة!
ليس فقط أنهم فقدوا مكانهم، بل فقدوا أيضًا الوصول إلى الموارد رفيعة المستوى!
"هذا منغ تشانغ تشينغ هو حقًا عدو الطوائف العظمى!"
"أياً كان من يواجهه، يُقصى مباشرة!"
قال أحدهم بحماس: "لكن هذا يعني أن الفرصة أصبحت أكبر أمام الفصائل الأخرى."
"نعم، مع خروج قصر الجليد والثلج الإلهي وطائفة السيف الفخور من المعادلة، إذا واجهت طائفة تاي شوان بعض الخصوم الآخرين..."
لم يتمالك الناس أنفسهم من الدخول في دوامة التكهنات.
أصبحت العديد من القوى العظمى قلقة، وكأنهم بدأوا يرون بصيص أمل!
عاد منغ تشانغ تشينغ إلى جبل القدماء المعلّق برفقة الأخوين شي.
وكان يُستقبل بنظرات احترام.
مو شياويو، هان لوه يو، وباقي التلاميذ حاولوا الحفاظ على رباطة جأشهم، لكن أعينهم لم تستطع إخفاء إعجابها.
فقد هزم الشاب وريث الطائفة، بمفرده، ثلاثة عباقرة بسهولة!
جميعهم أُصيبوا إصابات بالغة، وفقدوا الوعي!
"هاهاهاها!"
ضحك الشيخ الأكبر من قلبه، دون أي تحفظ. "لقد كنت تخفي أكثر مما ظننت."
بصراحة، كان يشعر بقلق كبير في البداية.
لكن من كان يتوقع أن يتمكن منغ تشانغ تشينغ من الحفاظ على تفوقه الساحق بهذه الطريقة!
حتى أنه لم يستخدم فنون سيفه التي يجيدها أكثر من غيرها.
أما ضربة السيف الأخيرة، فلا تُحسب حقًا. النتيجة كانت ستبقى نفسها سواء استُخدمت أم لا.
فطوال القتال، استخدم تقنيات قبضته فقط.
بالطبع، كان هناك أيضًا العديد من الطرق المساعدة لتعزيز القوة.
كان الشيخ الأكبر يعرف عن تقنية "لينغلونغ دالوه تيان"، أما الباقي فلم يكن واثقًا منها.
لكن ذلك كان من أسرار منغ تشانغ تشينغ، ولم يكن ليستجوب بشأنها.
فبالنسبة له، كلما امتلك منغ تشانغ تشينغ أوراق قوة أكثر، كان ذلك أفضل!
"سيف الأربعة والعشرين قوي جدًا!" مشى هوا سي يان وهو يتنهّد بإعجاب. "تلك الضربة كانت أقوى بكثير من ضربي. لقد رأيت فيها العديد من المدارس الفكرية المختلفة.
"إذاً، كنت تخطط منذ البداية لاستخدامهم كاختبار لحركاتك، أليس كذلك؟"
"نعم." إبتسم منغ تشانغ تشينغ بخفة.
عند سماع ذلك، إرتجف العديد من التلاميذ. إستخدام عباقرة العالم كحقل تجارب لحركاته... لا أحد سوى وريث الطائفة الشاب يمكنه التفكير بهذا الشكل، ويجرؤ على فعله، ثم ينجح!