الفصل 223: كرم السحاب الدموي، ويو هونغ شيو تكاد تُباد!
--------
في المنطقة الوسطى، في بقعة نائية.
عادةً ما لا يأتي أحد إلى هنا، لكن اليوم، اجتمع العديد من الأشخاص.
واحدًا تلو الآخر، بلغ عددهم أكثر من ثلاثين!
كانت هالاتهم قوية، مرعبة، وموحشة.
ظهر صدع ضخم في السماء فوقهم.
رغم أنّه أصغر من الصدع الذي ظهر فوق مدينة السماء المتوحشة، إلا أنّه لا يزال رهيبًا.
"طائفة شيطان الينابيع الصفراء لم تظهر." انبعث صوت أجش، يبعث القشعريرة في العظام.
"ألم يُبتلعوا؟ ما الفائدة من قدومهم إذًا؟" قال أحدهم، جسده محاط بظل دموي، ببرود.
"مثير للاهتمام، رغم أنّ طائفة شيطان الينابيع الصفراء كانت ضعيفة، إلا أنّها كانت واحدة من طوائف الشيطان العشر، ومع ذلك تم الاستيلاء عليها من قبل قوة ناشئة، تُدعى فيما أظن 'الكنيسة المقدسة'." قال أحدهم، يحمل نعشًا على ظهره.
"طائفة زهرة اللوتس البيضاء المقدسة، تقودها شابة ترتقي بسرعة في فنون القتال، وقد وصلت بالفعل إلى عالم الحياة والموت. ويُشاع أنّ خلفها مؤيد من طريق الملوك." تقدّم جسد ضخم من الظلال، بشرته شاحبة وخالية من الحياة. "وبحسب الأخبار القادمة من عالم الشياطين، فهي غالبًا ما تمتلك 'فن الشيطان الحقيقي'."
فحلّ الصمت على الساحة.
فن الشيطان الحقيقي — مجرد ثلاث كلمات، لكنها ذات دلالة هائلة.
ذلك الفن القديم، الأصيل في مسار الشياطين، صُمم خصيصًا لقمع الشياطين، لكنه ضاع في غياهب الماضي، وها هو يظهر من جديد في هذا العصر.
"الفنون الشيطانية الحالية لدينا فاسدة أصلًا، وتستمدّ قوتها من عبادة آلهة الشياطين. أما فن الشيطان الحقيقي، فهو لعنتنا."
"ربما لهذا السبب خسرَت طائفة شيطان الينابيع الصفراء أمامهم." خمّن أحدهم. "يبدو أنّ علينا التعامل مع طائفة زهرة اللوتس البيضاء المقدسة، وإلا فمصير الينابيع الصفراء سيكون مصيرنا نحن أيضًا."
أومأ البقية برؤوسهم موافقين.
"كفى حديثًا. يجب أن يدخل عباقرتنا الشبان الآن. هذه المهمة أهم حتى من الحصول على الأدوات الإلهية. اقتلوا جميع عباقرة طريق الحق، وخصوصًا منغ تشانغ تشينغ. هذا أمر مباشر."
استدار حامل النعش، يواجه مجموعة من الشباب الأقوياء من طائفة الشياطين، جميعهم في عالم الحياة والموت.
"حاضرون!" ردّت الشخصيات بانضباط، والابتسامات القاسية تعلو وجوههم.
—
البحر المتوحش، القسم الشرقي الخارجي
كانت الأداة الإلهية الموجودة هنا تُعرف باسم كرم السحاب الدموي .
ورغم أنّها أداة إلهية عادية، لا ترتقي حتى للدرجة الثانية، إلا أنّ العديد من ممارسي عالم الحياة والموت يتطلّعون إليها بشدة.
وبما أنّها تنضج أسرع من ثمرة الروح الأمنية، فقد اندلع القتال حولها بالفعل.
ارتفعت طاقة جثة رهيبة في الهواء!
شخصية ما أطلقت هالة قبضتها بنسبة 50٪.
"جسد الشمس العظمى الذهبي!" دوى صوت، ويو هونغ شيو تشعّ ببريق ذهبي ساطع، ويداها تلمعان كالكريستال الصافي.
تعاركا، واندفعت يو هونغ شيو إلى الوراء مئات الأمتار، ويداها متشققتان وجرحتا بوضوح.
"شياطين..." تماسكت، وثقل خصمها بادٍ على وجهها الجميل.
حين وصلت يو هونغ شيو إلى القسم الشرقي الخارجي، توجّهت مباشرةً نحو كرم السحاب الدموي.
ورغم أنّها لم تكن تنوي استخدامه بنفسها، إلا أنّها أرادت أخذه لطائفتها، حيث كان آخرون في انتظاره.
لكن، فور وصولها، واجهت تلك الشخصية الشيطانية، أحد أفراد طائفة شيطان الين الجثثي.
خصمها لم يكن عاديًا، فقد امتلك قوة عظيمة وخبرة وفيرة، أظهرت الفجوة الكبيرة بينهما.
"من مظهرك، لا شك أنك السيدة الشابة من جناح الزجاج ذي الألوان التسعة من الإقليم الجنوبي.
ههه، مجرد عباقرة مغرورين يتجرؤون على التنافس على الفرص القديمة."
سخر الشيطان، جسده ينتفخ حتى بلغ ارتفاعه عشرة أمتار، وطاقة جثثه تآكل الهواء نفسه.
كان هذا الشخص من طائفة شيطان الين الجثثي، عابدي إله الشيطان الجثثي، يُجسّدون نوعًا مشوّهًا من زراعة الجسد…
"لا رغبة لدي في التصادم مع طريق الحق بهذه السرعة، لكن طالما أنك هنا، فلتنتهي الأمور هنا." طقطق عنقه، تتوهج عيناه الشاحبتان بنيّة القتل.
"مغرور!" أصبح وجه يو هونغ شيو باردًا كالجليد.
أن تُحتقر بهذا الشكل… لا يُحتمل.
لو كانا بنفس العمر، لكانت سحقت هذا الشيطان بلا عناء!
"همف، ستعرف قريبًا!" اختفى خصمها فجأة، وانقضّ عليها، وطاقة الجثة تعصف خلفه.
"فن شيطان الين الجثثي: سحابة الشمس الملتهمة!"
تجنّبت يو هونغ شيو الضربة، تبحث عن ثغرة.
وعلى عكس ما يظنه البعض، فإن الفنون الشيطانية العليا لا تقلّ عن تقنيات الطوائف الكبرى.
وإلا، فكيف صمدت طوائف الشيطان العشر طوال هذه القرون؟
"مزعج..." قطّبت حاجبيها، عاجزة عن العثور على فرصة.
كان أساس خصمها عميقًا بلا حدود، وخبرته لا يُستهان بها.
وفي هذا الوضع، بدا أنّ مصيرها المحتوم هو الموت.
"سقوطي!" في لحظة غفلة، انتهز الفرصة.
ظهر أمامها مباشرةً، وطاقة الجثة جمدت الهواء، ووجه ضربة قاتلة إلى رأسها.
"فن شيطان الين الجثثي: السحابة الشيطانية تبتلع النهار!"
في تلك اللحظة الحاسمة، رفعت يو هونغ شيو يديها لتحمي نفسها.
وتألّق زجاجها ذو الألوان التسعة في ذروته!
بووووم!
اندفعت يو هونغ شيو بعنف، يتفجر الدم من فمها، وتتدحرج بعيدًا.
أصبحت شاحبة، ذراعاها متراخيتان، وطاقة الجثة تلف جسدها — جرح خطير وقاتل.
"سآخذ رأسك وأستلم جائزتي،" تمتم الشيطان باستهزاء، مستعدًا لإنهاء الأمر.
لكن، ما إن رفع قدمه، حتى توقف فجأة… لقد رأى شخصًا قد وصل… وأمسك بيو هونغ شيو!