"هل وقعت في فخه الاستفزازي؟"

"لا، ليس بالضبط- أووخ."

تأوهت وأنا أضع كيسًا من الثلج على رأسي.

كان يؤلمني بشدة.

"همم."

كنا حالياً في العيادة الطبية. وعلى عكس المرة السابقة، لم أتعرض لإصابات خطيرة، ولكن كان عليّ الخضوع للفحص كإجراء احترازي.

وكان رأسي يؤلمني بشدة لأنني أجهدت نفسي أكثر مما كنت أنوي.

"إذاً لقد وقعت في فخه بالفعل..."

كان ليون يقف بجانبي بنظرة كلها معرفة.

فكرت بالرد عليه، ثم توقفت.

هل يمكن القول إنني وقعت في فخه؟ همم... ربما نعم عندما أفكر بالأمر. ومع ذلك، ساعدني ذلك على دفع نفسي إلى أقصى الحدود.

كان هناك احتمال حقيقي أنني لما كنت حققت درجة مرتفعة لولا ذلك الاستفزاز.

"أووخ...!"

تأوهت مجددًا.

كان رأسي يؤلمني بشدة مرة أخرى.

"لقد كنت قريباً جدًا."

لكن الجزء الذي آذاني أكثر لم يكن الألم الجسدي، بل حقيقة أنني كنت قريبًا للغاية من الحصول على أعلى درجة: 10.

كنت على بعد 0.18 نقطة فقط...

كان الشعور بالقرب يوجع أكثر، ومع تذكري الألم الذي عشته حينها، أدركت أن تحقيق نتيجة أعلى يتطلب معجزة.

...كان ذلك مستحيلاً بالنسبة لي حاليًا.

"هوو."

أخذت نفسًا عميقًا، مسترخيًا في مكاني.

"أعتقد أنني بخير الآن."

خاطبت الطبيب الذي كان يراقبني من طرف الغرفة وأطلق تنهيدة مكتومة. لم يبدُ سعيداً بحالي، وتمتم بأشياء مثل: "إن كان هذا ما سيحدث في كل مرة تقوم فيها بتحليل التقدم، فمن الأفضل ألا تقوم به..."

وكان ليون يومئ برأسه موافقًا مع ما يقوله الطبيب.

"صحيح، صحيح."

"...."

هززت رأسي وألقيت بكيس الثلج جانباً.

ثم، وقفت وأنا أمسك برأسي الذي ما زال ينبض بالألم، وودعت الطبيب.

ليون تبعني من الخلف.

"ماذا ستفعل الآن؟ لدينا حصة أخرى."

"سأتغيب."

لم تكن الحصص إلزامية تماماً.

على الأقل، ليس في السنة الثانية. كان بإمكاننا التغيب عن الحصص إذا أردنا، رغم أن ذلك لم يكن مستحباً.

"سأعود إلى غرفتي وأرتاح اليوم. لا أظن أنني سأستطيع التركيز الآن. رأسي يؤلمني كثيراً."

"حسنًا."

لم يقل ليون شيئًا بعد ذلك وغادر.

كان هو من أحضرني إلى العيادة، وبما أن مهمته انتهت، فقد عاد إلى الحصة.

||||

وقفت أحدق في ظهره المتلاشي لثوانٍ قبل أن أبدأ بالمشي عائدًا إلى غرفتي.

لم تكن المسافة بعيدة.

...حوالي خمس دقائق فقط سيرًا على الأقدام.

بمجرد أن وصلت إلى المبنى المألوف، صعدت الدرج وتوجهت إلى غرفتي.

كليك!

بمجرد أن فتحت الباب وخطوت إلى الداخل، لاحظت شيئًا على الأرض أسفل قدمي.

"همم؟"

كان هناك ظرف أحمر صغير يحمل شعاراً ذهبياً في منتصفه. وما إن وقعت عيناي على الشعار، حتى تجمد جسدي.

"هذا..."

انحنيت والتقطت الظرف.

وأثناء ذلك، ركزت نظري على الشعار المرسوم على الظرف على شكل عين. كنت قد رأيت هذا الرمز من قبل وتعرفت عليه.

ولهذا السبب بالتحديد كنت مصدوماً.

'لماذا هذا هنا؟'

تأملت الظرف في يدي لبضع ثوانٍ.

ثم خرجت من الغرفة ونظرت إلى الجانبين. لم يكن هناك أحد.

لم أتوقع الكثير وعدت إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفي.

توجهت إلى المكتب وفتحت الرسالة.

ررييب-!

اتسعت عيناي بمجرد أن قرأت محتوى الرسالة.

خصوصاً أن...

كانت تأكيداً مباشراً على مشاركتي من قِبل كنيسة أوراكلوس.

---

عزيزي جوليان إيفينوس،

نود أن نعرب عن امتناننا العميق لاختيارك كنيسة أوراكلوس للمشاركة في التجمع القادم. لقد تمت إضافة اسمك إلى قائمة الضيوف المشاركين، ونتطلع إلى الترحيب بك في الحدث.

---

كانت الرسالة قصيرة لكنها واضحة ومباشرة.

ولكن...

"كيف يعقل هذا؟"

لم أكن قد اخترت كنيسة أوراكلوس.

علاوة على ذلك، لم أخترها إلا اليوم فقط. كيف يمكن أن أستلم رسالة تأكيد بهذه السرعة؟

هل هناك خطأ ما؟

"لا بد أن هناك خطأً."

أدى ارتباكي إلى نسيان الألم الذي أشعر به، وانطلقت مباشرة إلى قسم الخدمات اللوجستية بالأكاديمية على أمل فهم ما يجري.

ولكن...

"لا يوجد أي خطأ. كنيسة أوراكلوس هي بالفعل البرنامج الذي اخترته."

"ماذا؟ لكن..."

"آه."

أشارت موظفة الاستقبال، وهي فتاة شقراء ذات عيون ضيقة، إلى الورقة أمامها.

"...يبدو هنا أنك تم تسجيلك قبل عدة أيام. ولسوء الحظ، بسبب ذلك، لا يمكنك تغيير اختيارك."

"ماذا؟"

قبل عدة أيام...؟

متى؟

لم أتذكر أبداً أنني قمت بالتسجيل قبل اليوم. كيف سُجلت لكنيسة أوراكلوس؟ هذا لم يكن منطقياً.

"هل هناك احتمال لحدوث خطأ؟"

"خطأ؟"

رفعت موظفة الاستقبال رأسها ورفرفت بعينيها مرات متتالية ثم هزت رأسها.

"عادة، قد يكون هناك احتمال لخطأ، لكن هذه المرة لا."

"...هاه؟"

"انظر هنا."

أشارت إلى الورقة أمامها.

"يُذكر هنا أن الكنيسة نفسها قد وافقت على تسجيلك."

الكنيسة بنفسها؟

تجمدت، أحدق في الختم على الورقة.

"....!"

وصُدمت أكثر حين سمعت الكلمات التالية من موظفة الاستقبال.

"شخصية رفيعة المستوى وافقت شخصياً على ذلك."

***

||

كان كايوس يحدق بسقف غرفته الفارغة.

كان الجو بارداً، لكنه أبقى النوافذ مفتوحة. كانت الستائر تتطاير مع الرياح الباردة التي تسللت إلى الغرفة الخالية. رغم أنه قضى شهراً هنا، إلا أن المكان ما زال يبدو غريباً عليه.

...لكن مثل هذه الأمور لم تعد تعنيه.

كايوس الحالي كان منفصلاً عن كل شيء.

لم يكن يشعر بشيء.

جسده وعقله كانا مخدرين، وتحليل التقدم الأخير أثبت له ذلك.

السبب الذي جعله لا يتفاعل خلال الاختبار الأخير هو أنه لم يشعر بشيء.

...بعد معركته مع جوليان، فقد قدرته على الإحساس.

العواطف أو الألم.

لا، هذا ليس دقيقاً تماماً.

كان لا يزال يشعر بهما، ولكن بحدة أقل بكثير.

كانت المشاعر باهتة جداً.

...ولهذا توقف عند 8.24. رغم أنه كان بإمكانه دفع نفسه أكثر، إلا أنه علم أن المضي قدماً سيؤذي عقله.

توقف هناك، مقتنعاً أنه فعل ما يكفي للفوز.

لكن...

"النتيجة النهائية: 9.88."

مرة أخرى، خسر.

وهذه المرة، بشكل أكثر بؤساً.

لا يزال يذكر تعابير الصدمة والدهشة التي ارتسمت على وجوه الجميع عندما أُعلنت نتيجة جوليان. حتى الأستاذ المساعد بدا مصدوماً، صوته يرتجف.

وبمجرد أن انتهى كل شيء، تحولت كل الأنظار إليه.

كان جسده يرتجف، لكنه كان واعيًا.

وكان الصمت يملأ المكان.

صمت مطبق...

"....."

رمش كايوس ببطء.

'عديم الفائدة.'

صوتٌ رنّ في رأسه.

'... إذا لم تستطع حتى استخدام سحرك العاطفي، فما الفائدة منك؟'

كان هذا كل ما يستطيع سماعه.

'سمعت أن إمبراطورية أثيريا سترسل أفراداً إلى هافن في تبادل طلابي. يمكنك الذهاب أيضاً. لا جدوى من بقائك هنا إن كنت معطوباً. ربما تتعلم شيئاً هناك.'

لم تؤلمه الكلمات.

...بل لم تثر فيه أي مشاعر.

كايوس فقط قبل الحكم وانتهى به الأمر هنا. في الواقع، كان يفضل ذلك.

كان يريد الهروب من ذلك المكان.

...كان يريد أن يصلح نفسه.

الأطباء وكل من زاره أخبروه أن ذلك مستحيل. لكن كايوس لم يأخذ بكلامهم.

كان يؤمن أن ذلك ممكن.

...ولهذا أتى إلى هنا.

لأنه يؤمن أن الشخص الذي أخذ مشاعره يمكنه أيضاً إعادتها له.

ولهذا سلّم الأصفاد لجوليان بيده.

...كانت طريقته الخاصة في إظهار الاحترام له. كان يحاول ذلك منذ فترة، ولكن لأسباب غريبة كانت جميع محاولاته تقابل بعبوس.

غريب...

هل أخطأ بشيء؟

ردة فعل جوليان كانت قوية بشكل خاص عندما سلّمه الأصفاد.

"همم."

كان عليه أن يجد طريقة أفضل للتواصل معه.

بالحالة الحالية، كان يفشل.

تنفس بعمق، وأغمض عينيه مسترخيًا.

"أنا عديم الموهبة وخائف من الألم... ولهذا تخلصت من مشاعري."

***

لم أتمكن من حل المسألة.

حاولت التواصل مع الأستاذ الذي أخذ توقيعي، لكنه أيضاً لم يستطع فعل شيء.

بمجرد دخول اسمي للنظام، لم يعد بالإمكان تغييره.

حينها فكرت بالتصعيد إلى أطلس، لكن بما أنه كان على صلة بسيتروس، غيرت رأيي.

ثم فكرت بدليلا.

وذهبت للبحث عنها.

لكن الوصول إليها كان شبه مستحيل.

لم تكن تتواجد في مكتبها أبداً.

سببت لي هذه المسألة صداعًا شديدًا، لكن ماذا كان بوسعي أن أفعل؟

في النهاية، لم يكن أمامي سوى تقبّل الأمر. ولم أنكر أنني كنت أشعر بالفضول أيضاً. من الذي سجلني؟ وما غايته؟

'لا، هذا ليس منطقياً.'

إذًا ماذا؟

لم أكن متأكداً.

طوال الأيام التالية، كان هذا كل ما يشغل تفكيري.

لم أستطع التركيز في المحاضرات. لحسن الحظ، كنت منتظماً في تدريباتي، فلم يتأثر مستواي.

لكن كل شيء آخر كان فوضويًا.

حتى ليون لاحظ تغيراتي، لكنه ظل صامتاً.

وبهذه الحالة، جاء يوم التجمع.

كانت الحرم الجامعي يغص بالطلاب. وجوه كثيرة غريبة، تنتظر وصول ممثلي الكنائس السبع.

وقفت وسط الحشود متنكرًا، وكان ليون والبقية مثلي.

"......متى سيصلون؟"

كان تنكر كيرا على هيئة فتاة شابة بشعر أحمر وعينين بنيتين. ولو نظرتَ جيدًا لوجدت أنها تشبه آويف قليلاً.

لكن اختلافاً بسيطًا كان كافياً لإزعاج آويف التي لم تعد تشبه نفسها. أصبح شعرها بنياً طويلاً مع بعض النمش على وجهها، وعيناها خضراوان.

"أنتِ لم تفكري بالأمر جيداً، أليس كذلك؟"

"ماذا تعنين؟"

نظرت كيرا إلى آويف.

"همم. لا شيء على ما يبدو."

"كما توقعت."

رغم أن آويف شعرت بالضيق أولاً، إلا أنها استعادت هدوءها بسرعة ونظرت حولها. وكانت هناك الكثير من الأنظار موجهة نحو كيرا.

فجأة، تغيرت ملامح آويف.

انتابني شعور سيء وتحركت مبتعداً.

كانت كيرا غافلة عن الخطر حتى أمسكت آويف يدها فجأة.

"آه! م-ماذا-؟"

"أ-أنتِ آويف؟! أوه، أنا من أكبر معجبيك!"

"هاه؟!"

نقر. نقر. نقر. نقر.

كان صوت آويف عالياً كفاية لجذب أنظار كل من حولها.

شحبت ملامح كيرا حين أدركت ما حدث.

"تباً."

لكن كان الأوان قد فات.

قبل أن تتمكن من فعل أي شيء، اندفع الطلاب نحوها.

"الأميرة آويف!"

"الأميرة...!"

لحسن الحظ، كنت قد ابتعدت بما فيه الكفاية. التفت إلى ليون.

"لا."

"...لا."

هززنا رؤوسنا معاً.

...لم نكن نكره بعضنا لهذه الدرجة.

أوشكت على فتح فمي حين...

تجمد العالم من حولي.

'آه.'

فقدت السيطرة فجأة على جسدي ولم أعد قادراً على إخراج صوت.

كان إحساساً مألوفاً...

وغاص قلبي ببطء مع إدراكي.

كنت...

أخوض رؤيا.

———

مترجم: أخيرا رؤيا هرمنا.

2025/04/29 · 34 مشاهدة · 1448 كلمة
mhm OT
نادي الروايات - 2025