في صباح اليوم التالي.

مع تأجيل جلسة الاعتراف، مُنح جميع المتدربين إجازة لبضعة أيام. ونتيجة لذلك، كانت غرفة المعيشة في السكن مزدحمة بشكل غير معتاد.

ومع ذلك، إن كان هناك أمر واحد لفت الانتباه بشكل خاص، فهو...

دينغ دينغ~

الرنين المتواصل الذي ملأ الأجواء.

تبع ذلك صوت صغير.

– لا تدعوا الشر يسود! ليُمحى الشر بأكمله! العالم النقي هو عالم جيد!

"العالم النقي. العالم الجيد."

كانت تيريزا تعاني من مشكلة.

– لا شر سيعيش تحت نفس السماء معي!

"لا شر!"

لقد طوّرت إدمانًا.

إدمانًا جعلها تبقى مستيقظة طوال الليل. وعلى الرغم من أنها مصنوعة من الطاقة، ظهرت دوائر سوداء قاتمة تحت عينيها الصغيرتين بينما كان وجهها ملتصقًا بالجهاز أمامها. "...الشر سيء."

وبدون طعامها، وجدت تيريزا وسيلة بديلة للتسلية.

كانت تعتقد أن الحياة ستستمر على هذا النحو.

لكنها كانت مخطئة.

"هم؟ تيريزا، هل يمكنك خفض الصوت؟ هناك من يحاول الدراسة هنا."

كانت إيفلين أول من اشتكى؛

"ما الذي تفعلينه مستيقظة في هذا الوقت المبكر... أهه! لا تخبريني..."

أدركت إيفلين فجأة الحقيقة.

كليك-!

نزلت إيف من على الدرج. وهي تمشط شعرها الأحمر الطويل الحريري، عبست.

"لقد قضت الليلة بأكملها تشاهد العرض."

"ماذا...!؟"

"انظري فقط إلى عينيها. لقد احمرّتا تمامًا."

"الآن بعد أن ذكرتِ ذلك..."

"من كان المسؤول عن وضعها في السرير؟"

"كان كير-"

كلانك-!

انفتح باب غرفة المعيشة بعنف.

"اللعنة يا تيريزا! قلت لكِ أن تذهبي للنوم بعد عشر دقائق! لماذا ما زلتِ مستيقظة!"

"إذًا كانت هي بالفعل..."

"أجل. لقد نسيت، أليس كذلك؟"

"انتهى الأمر! لا عرض لكِ بعد الآن."

وهكذا، أُنتزع الجهاز من بين يدي تيريزا.

ربما لأنها لم تنم طوال الليل، أو ربما لأنها لم تتوقع أن تكون ردات فعلهم بهذا الشكل، استغرق الأمر لحظة حتى تستوعب تيريزا الموقف.

حدقت بصمت في التسجيل الذي أصبح الآن في يد كيرا.

أولاً الطعام.

والآن...

رجل العدالة. محارب الشر كله.

الكلب البطل الطائر الخارق. الرفيق الذي يساعد رجل العدالة في محاربة الشر.

لم يعودوا هناك.

من سينقذ العالم الآن؟

...هل، هذه، هي، النهاية...؟

ارتعشت رُكبتي تيريزا.

ثَمب.

وخرّت على الأرض راكعة.

كان اليأس مرسومًا على وجهها الصغير.

"أوه، هذا سيء. لقد شاهدت الكثير من الدراما لدرجة أنها أصبحت درامية جدًا."

"إنه أمر سيء فعلًا. كيرا، اللعنة! كانت هذه مهمتك."

"أعلم! أعلم! قلت لها أن تطفئه وتذهب للنوم بعد عشر دقائق. لم أتوقع أن يكون إدمانها بهذا السوء. مع كل هذا التمثيل، يمكنها أن تكون ممثلة في هذه المرحلة."

"حسنًا..."

غطّت إيف فمها، محاوِلة إخفاء ارتعاشة شفتيها.

"أنا أعرف شيئًا أو اثنين عن هذا..."

ثَمب!

أخرج صوت الارتطام العالي الجميع من أفكارهم.

عندما أداروا رؤوسهم، وقعت أعينهم على تيريزا التي كانت راكعة على الأرض على أربع.

ثَمب. ثَمب. ثَمب.

"الشر..."

كانت قبضتا تيريزا ترتطمان بالأرض بينما كانت تندب من اليأس.

"...قد انتصر."

***

"إذًا... هل يمكن لأحد أن يشرح لي بالضبط ما الذي حدث هنا؟"

أول ما لفت انتباهي عندما عدت إلى سكن الفتيات كانت تيريزا، المتمددة على الأرض بنظرة تائهة.

كان الأمر كما لو أن العالم قد انهار عليها.

"دعها وشأنها، جوليان."

"لا، هذا..."

لم أستطع تركها هكذا ببساطة. بدت كرجل في منتصف العمر يمر بأزمة منتصف العمر.

ما نوع الصدمة التي مرت بها لتصبح هكذا؟

"لقد منعناها من مشاهدة عرضها."

أوضحت لي إيف كل شكوكي.

"لقد قضت الليل بأكمله تشاهد العرض، لذلك قررنا أن نصادر جهاز التحكم منها."

"آه."

إذا كان الأمر كذلك...

"هل كان ينبغي ألا نفعل ذلك؟"

"لا، أحسنتم."

كان قد حان الوقت لمعالجة إدمان تيريزا.

"لا يمكننا تدليلها كثيرًا. يحتاج شخص ما إلى تنظيمها."

"يسعدني سماع ذلك."

وهكذا أُغلق الحادث.

دون الكثير من التفكير، توجهت نحو المكتب القريب وأخرجت كتبي. وبما أنني انضممت للأكاديمية متأخرًا، فقد حان وقت الدراسة.

كان لدي الكثير لألحق به.

***

||||

كانت تيريزا مستلقية على الأرض، تحدق بسقف الغرفة في شرود. بدا العالم كما لو أنه فقد لونه المعتاد، وكل شيء من حولها بدا مظلمًا وكئيبًا.

"...ما الهدف من حياتي...؟"

بدت الحياة بلا معنى تمامًا في تلك اللحظة. الشر يسيطر على كل زاوية في المكان الذي ظنت أنه سيكون موطنها الجديد.

يا لها من مخطئة.

"انهضي عن الأرض. إنها متسخة."

رمشت تيريزا بعينيها، ثم أدارت رأسها قليلًا. كان والدها المزيف. أو هكذا كانت تسميه. كان النور الذي أخرجها من الظلام.

...هو من أخرجها من المكان الذي كانت تسميه منزلًا في السابق.

والدها المزيف.

كان جالسًا وحده على المكتب يخط شيئًا بقلمه.

"هيا. احتجاجك هذا طال كثيرًا. لقد أصبح الوقت متأخرًا بالفعل. انهضي."

كانت حياتها كئيبة قبل أن يأتي.

خلال اليومين الماضيين، تعرض شعرها وخدّاها لهجمات لا حصر لها لم تستطع الهروب منها. من الصباح حتى الليل، كانت تحت رحمة من باتت تسميهم الآن ملوك الشياطين الثلاثة.

حتى جاء هو.

"توقفوا، ألا ترون أنها لا تحب ذلك؟"

"...مجرد كونها مصنوعة من الطاقة لا يعني أنها لا تنزعج مما تفعلونه."

كانت الحياة جيدة منذ ذلك الحين.

كان وجهه مخيفًا، لكنه كان دائمًا جيدًا معها.

كان والدها المزيف.

...ومع ذلك.

"رجل العدالة." "لا."

"...رجاءً."

"لا."

ذلك الوالد المزيف نفسه قد خانها. انضم إلى جانب ملوك الشياطين.

وهكذا. فعلت تيريزا ما تجيده أفضل من غيره.

|| ||

ضمّت ذراعيها وتكوّرت احتجاجًا بينما كانت مستلقية على الأرض.

"تعلمين أنني أستطيع حملكِ، أليس كذلك؟"

"؟"

"سأفعل إن لم تنهضي الآن..."

"...؟!"

"أنا قادم."

"...!"

يا له من خصم مخيف.

رؤية أنه كان يتحرك بالفعل، جعل تيريزا تستسلم وتنهض. وهي تَعبِس مرة أخرى، جلست على الأريكة وضمّت ذراعيها الصغيرتين.

بعد ذلك، واصلت هذه السيدة الصغيرة المحترمة احتجاجها من طرف واحد.

"...همف."

بالطبع، كان يجب أن تُظهر أنها تحتج.

"...همف-!!!"

توقّف احتجاجها فجأة عندما خرج مخاط من أنفها.

"هل تحتاجين إلى منديل...؟"

|| ||

هزّت تيريزا رأسها.

كما لو أنها ستقبل إحسانًا من العدو.

"هل حقًا لا تريدينه؟ إنه ينزل على ذقنك..."

"..."

ترددت تيريزا.

لا، يجب أن تكون حازمة في هذا. لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تُفسد من قبل الشر.

"حسنًا، كما تريدين. المناديل بجانبي إن احتجتِ لها."

يا لها من تعويذة قوية.

كما هو متوقع من الرجل الذي كانت تعتبره والدها المزيف سابقًا. حتى وهو فاسد، كان قويًا.

"!"

لكن حينها أدركت فجأة. جلست مستقيمة، وعدلت ملابسها لتبدو أكثر احترافًا.

وبنظرة حاسمة، أخذت نفسًا عميقًا وتقدّمت خطوة إلى الأمام.

"هل أتيتِ لأجل المناديل؟"

هزّت رأسها نفيًا.

"إذًا...؟"

"سأحررك."

"تحررينني؟" "أجل."

"حسنًا... وكيف ستفعلين ذلك؟"

"سأغزوهم."

وبينما تُرجع شعرها للخلف بأسلوب بالغ، أظهرت وجهًا أكثر نضجًا.

"وحين أفعل ذلك، هل ستسمح لي بمشاهدة رجل العدالة؟"

ظهر تعبير من الفهم على وجه الوالد المزيف الفاسد.

"آه، فهمت الآن. حسنًا..."

غاص في التفكير العميق.

"...همف!" "حسنًا، موافق."

ررريب-!

مزق صفحة من دفتر ملاحظاته ودوّن عليها بعض الأشياء، ثم سلّمها لها.

ما هذا؟

"إن تمكنتِ من الحصول على توقيع كل الفتيات على هذه الصفحة بالموافقة، فسأعيد لكِ جهاز التحكم. آه، احصلي على توقيع ليون أيضًا."

مهمة!

مهمة إخضاع ملوك الشياطين!

يا لها من منعطف غير متوقع في الأحداث.

"...هل هذا مسموح؟"

أومأ برأسه.

استلمت تيريزا الورقة بكلتا يديها. لم تكن تتوقع أن تكون ناجحة، لكن يبدو أن والدها المزيف لم يفسد تمامًا.

حلّ تعبير جاد محل ملامح العبوس على وجهها.

وهكذا، كان لا بد من ذلك. لقد عرفت منذ زمن أن هذا اليوم سيأتي، لكنها لم تتوقع أن يأتي بهذه السرعة.

...اليوم الذي ستخضع فيه ملوك الشياطين. "هوو."

أخذت تيريزا نفسًا عميقًا، مهدّئة قلبها المرتجف.

بإمكانها فعلها.

كانت تعرف أنها تستطيع.

وهكذا، خطت خطوة إلى الأمام. خطوة نحو فتحها العظيم.

"آه، تيريزا انتظري."

"!"

"هاك. المخاط بدأ يجف. دعيني أمسحه قبل فوات الأوان."

ولكن من كان يظن أنها ستواجه انتكاسة منذ أول خطوة؟

*

"لا تبدأ أي رحلة بسلاسة. كل الأبطال العظام يواجهون عثرات."

اقتباس تعلمته تيريزا من رجل العدالة خلال الأيام القليلة الماضية. كما لو أنه يبرر الانتكاسة التي واجهتها في بداية مهمتها.

وقفت تيريزا أمام باب مألوف. كانت عليه كلمات [إيفلين]. كان غرفة قد اعتادت زيارتها كثيرًا خلال الأيام القليلة الماضية، لكن اليوم...

اليوم بدا الباب شاهقًا. كما لو أنه سيبتلعها بخطوة خاطئة واحدة.

توك توك-!

وسط ترددها، تمكّنت من طرق الباب.

"همم...؟ تيريزا؟"

هاه. ظهر أول ملك شيطاني.

"هل تحتاجين شيئًا مني؟"

"...توقيع."

قدمت تيريزا الورقة.

"توقيع...؟ من أجل ماذا؟" "الحرية."

"آه؟"

إيفلين، التي كانت تحدق بالورقة، رفعت نظرها فجأة.

"الحرية؟"

أومأت.

"الحرية."

كررت تيريزا.

"ما الذي تعرفينه عن الحرية...؟ انتظري لحظة."

لكن حينها لاحظت إيفلين الكلمات المكتوبة على الورقة. قرأتها بصوت عالٍ.

"ورقة إذن عرض تيريزا. بتوقيعي هذا، أوافق على منح تيريزا حق مشاهدة رجل العدالة مرة أخرى... مهلاً."

نظرت إيفلين إلى تيريزا.

"هل هذه هي الحرية التي كنتِ تتحدثين عنها؟"

أومأت.

"الحرية."

"أوه؟ إذًا الحرية هي القدرة على مشاهدة رجل العدالة؟"

"...أمم. الحرية. حق إنساني."

ابتسمت إيفلين فجأة، كما لو أنها وجدت الموقف مسليًا.

ضيّقت تيريزا عينيها.

ساحرة شريرة.

"هوه~ ومتى تعلّمتِ عن الحقوق الإنسانية؟"

"...أعيدي لي ما هو لي."

"مهممم."

وضعت إيفلين إصبعها على ذقنها وأخذت تفكر. لكنها في النهاية هزّت رأسها.

"لا أريد~"

قبضت تيريزا الورقة.

"لماذا." "...كم ساعة نمتِ؟"

"سوف أنام."

"لم تُجيبي عن السؤال. كم؟"

""

"تمامًا."

"إذًا...؟"

"لن أوقّعها. عليكِ أن تنامي. لا يمكنكِ البقاء مستيقظة طوال الليل تشاهدين رجل العدالة. خاصةً وأنتِ صغيرة وفي مرحلة نمو."

"!"

تشقق تعبير تيريزا، وكذلك شيء بداخلها.

كما هو متوقع من ملكة شيطانية. كانت صلبة وصعبة الكسر. لكنها لم تكن غير مستعدة.

لقد قضت اليومين الماضيين تدرس وتحلل كل ملك من ملوك الشياطين. كانت تعرف كل ما تحتاجه. عاداتهم، هواياتهم، أسلوب كلامهم، و...

نقاط ضعفهم.

"سنف... سنف..."

"هاه..؟ هاه! تيريزا!؟"

"سنيييف..."

"أ،أتبكين؟"

مرتبكة، أسرعت إيفلين إلى تيريزا ومسحت الدموع التي كانت تتساقط من خديها بأكمام سترتها.

"هيه... هيه، آسفة. آسفة يا تيريزا."

"سنف..."

"أوه، لا."

اهتزت عينا إيفلين. لم تكن تتوقع من تيريزا أن تبكي فجأة هكذا. كانت مرتبكة للغاية.

"و... حسنًا، حسنًا! سأوقعها! سأوقعها!"

"ح،حقًا؟"

توقفت تيريزا فورًا عن البكاء، ونظرت إلى الأعلى بعينين مملوءتين بالأمل.

"أجل! أجل! أعطني إياها. دعيني أوقعها."

بعد أن سلّمت الورقة لإيفلين، حاولت تيريزا بكل جهدها أن تمنع شفتيها من الالتواء.

"أوخ."

أوه لا.

غطّت تيريزا فمها بكلتا يديها. كانت على وشك أن تفضح نفسها بضحكتها.

"ها هي... لا تبكي بعد الآن. حسنًا؟"

"أمم."

استعادت تيريزا الورقة وحدقت في التوقيع.

يا له من توقيع استثنائي.

كان الحبر، المحفور بأناقة على الورقة، يتوهج تحت ضوء السقف، ناشرًا هالة غريبة تغلف المكان من حولها.

لو استطاعت، لكانت استمتعت بتلك الهالة المنبعثة من التوقيع، لكنها كانت تعلم أن الوقت لا يسمح.

فالشر لا ينتظر أحدًا.

وهكذا...

تابعت رحلتها.

لقد تم إخضاع أول ملك شيطاني.

2025/05/01 · 3 مشاهدة · 1621 كلمة
mhm OT
نادي الروايات - 2025