اليوم، ولسببٍ ما، استيقظتُ وأنا أشعر بشعور سيئ.
"لماذا يدي ترتجف؟"
لم يكن شعورًا سيئًا عاديًا. بل كان شعورًا نابعًا من أعماق عظامي. جعل كل جزء في جسدي يرتجف، وكلما مرّ الوقت، ازداد ذلك الشعور سوءًا.
"ما الذي يحدث؟ هل اكتسبتُ حواس ليون...؟"
انتظرتُ أن تظهر لي رؤية تؤكد شكوكي، لكنها لم تظهر أبدًا.
وبحلول الوقت الذي كان عليّ فيه التوجه إلى الكونغرس، كان الشعور قد ازداد سوءًا، وكأنه دودة خطافية تنخر في أحشائي.
'حقًا، ما الذي يحدث بحق السماء؟'
لماذا أشعر بهذا الشكل؟
توك—
حين أتى الطرق الحتمي من ليون، ترددتُ قبل أن أمد يدي وأفتح الباب. وما إن فعلت، حتى خفّض رأسه، وحدّق بي بعينين حادتين وكأنه استشعر وجود خطبٍ ما بي.
"هل أنت بخير؟"
"هل أبدو بخير؟"
"...لا. وجهك شاحب للغاية."
"كما توقعت..."
لسببٍ ما، استمر ذلك الشعور باجتياح جسدي، وازداد قوةً مع مرور كل ثانية.
"هل يمكن أن تكون مرهقًا من يوم البارحة؟"
"لماذا أكون مرهقًا؟ إن كان أحدٌ ينبغي أن يكون مرهقًا، فهو أنت."
"هذا صحيح."
ابتسم ليون بابتسامة متكلفة قبل أن يُميل رأسه مجددًا.
"إذًا...؟"
"لا أعلم."
رفعت يديّ في استسلام.
"منذ هذا الصباح، وأنا أشعر بشعور سيئ للغاية. لا أعلم ما هو، لكنه يزعجني."
"تشعر بشعور سيئ؟"
انعقد حاجبا ليون فورًا عندما أخبرته بسبب حالتي. غطى فمه وبدأ يتمتم، "لا يمكن... ظننت أن الأمر يخصني وحدي. كيف يكون هذا ممكنًا...؟ لا، قد تكون مجرد إحدى نزواته..."
نزوات؟ عمّ كان يتحدث؟ ما نوع النزوات التي لديّ؟
على أي حال،
"لا أعلم. أيًا يكن السبب، لا يمكننا التغيب اليوم."
الحدث بالغ الأهمية، ومعرفة مدى غرور بعض الناس، قد يُعتبر غيابي إهانة متعمدة بسهولة.
للأسف، هكذا تسير الأمور في دائرة النبلاء أحيانًا. الأمور كانت صعبة بالفعل بسبب غياب رأس العائلة. ولولا أن ليون وأنا أكثر شهرة منه، لكانوا قد تسببوا بالمشاكل بسهولة.
ما لم أكن على فراش الموت، فإن التغيب لم يكن خيارًا مطروحًا.
تنهدت، ثم عدلت ملابسي وخرجت من الغرفة. وعندما كنت على وشك المرور بجانب ليون، توقفت فجأة، وانجذبت عيناي إلى ملابسه—تحديدًا، السترة الجديدة والنظيفة التي كان يرتديها.
"اشتريت واحدة جديدة؟ قلتُ لك أنه كان يمكنك إصلاح سترتك القديمـ—"
"تعلم..."
أوقفني ليون بيده.
"...أيًا يكن الشعور السيئ الذي ينتابك، آمل أن يحدث."
"هاه؟"
صُدمتُ.
"كيف تقول لي هذا؟ أنا—"
"المال غيّرك."
نقر ليون لسانه، وهز رأسه بخيبة أمل وهو يستدير ويمشي بعيدًا.
وهو يبتعد ببطء، ركل الأرض وهو يتمتم، "لو كنت أميرًا مثلًا... لطالبت بإعدامه فورًا..."
"....."
وأنا أراقبه يمشي بعيدًا، خفضت رأسي ببطء ونظرت إلى يدي.
كانت ترتجفان.
"آه."
ثم تذكرت من هم الأشخاص الذين سيتحدثون اليوم، وعضضت شفتي قبل أن أمد يدي لجهازي وأرسل رسالة إلى أمل.
—أنتم... لا تنوون الكشف عن هوية ليون، أليس كذلك؟
دعوت.
دعوت أن أكون فقط أُفرط في التفكير وأنا أرسل الرسالة.
لكن،
دينغ!
—هاه؟ كيف عرفت؟
دعائي لم يُستجب.
"آه."
خفضت يدي بينما بدأ جهازي بالاهتزاز مجددًا. على الأرجح، أمل يحاول معرفة كيف اكتشفت الأمر.
لكن لم يعد أي من ذلك مهمًا الآن.
"سأتعرّض للإعدام، أليس كذلك...؟"
*
رغم أن لديّ كل الأسباب لأبتعد، كنت أعلم أن عليّ الحضور. ارتجفت ساقاي وأنا أشق طريقي نحو القصر لحضور الكونغرس، وعلى طول الطريق، لاحظتُ نظرات فضولية عدة تتجه نحوي.
لكني كنت مشغولًا للغاية بالتفكير في طريقة لإيقاف هذه الفوضى.
'قد يكون الصحفي موجودًا مجددًا. ماذا لو استخدمت علامة العاطفة وجعلته يُغمى عليه؟ هذا قد يشتت انتباه الجميع ويمنع الإعلان. لا، ماذا لو تركته يؤدي عمله؟ في كلتا الحالتين، أنا في ورطة. في هذه الحالة، قد أختار الأهون من الشرين...'
كان الوضع يائسًا. لم أرغب بالتفكير بهذه الطريقة، لكنني كنت مدفوعًا إلى الحافة.
'...بل أفضل، ماذا لو أصبحتُ إرهابيًا؟'
أفكاري بدأت تتدهور، وتزداد سوادًا كل ثانية.
"ما خطبك؟ تتصرف بغرابة منذ بدأنا طريقنا إلى الكونغرس."
أعادني صوت ليون إلى الواقع، فوجدته ينظر إليّ بتعبير حائر.
اكتفيتُ بإزاحة يده بإشارة بسيطة.
"أنا بخير... فقط أشعر بالقلق من هذا الشعور الغريب. آمل أنني أُفرط في التفكير فقط."
أسرعت خطواتي ودخلت المكان. وكالعادة، كان مكتظًا، والحراس منتشرين في كل مكان.
كان مشدد الحراسة كما كان بالأمس. وبعينين متوترة، مسحت المكان سريعًا حتى وقعت عيناي على شخصية معينة تتقدم نحونا بخطى هادئة ومتزنة.
حسنًا، بدا هادئًا على السطح، لكن إذا نظرت جيدًا، كان يبدو متعجلًا بعض الشيء.
"أوه، أنتما... وصلتُما."
كان ذلك الشخص هو أمل، الذي اقترب منا بابتسامة بدت متكلفة بعض الشيء.
"كنت مشغولًا جدًا في الأيام الماضية، فلم أجد فرصة لتحيتكما."
هكذا قال، لكني رأيت أن السبب الوحيد لخروجه هو أمرٌ آخر، إذ كانت عيناه تستمر في النظر إليّ.
كنتُ قادرًا نوعًا ما على فهم سبب تصرفه بهذه الطريقة.
'لسببٍ ما، هم يخفون الإعلان.'
تخميناتي كانت تشير إلى أن السبب غالبًا متعلق بسلامة ليون.
لم أكن على دراية جيدة بسياسات إمبراطورية فردانت، لذا لم أتمكن سوى من التخمين.
"قابلت آويف في طريقي إلى هنا. كانت مشغولة أيضًا. أوه، وكايليون وكايوس هنا كذلك."
"حقًا؟"
نظرت حولي. لم أرَ الاثنين منذ بداية الكونغرس. لكن مجددًا، لم يكونا مشهورين في وطنهم.
على الأقل كايليون لم يكن نبيلًا رفيع المستوى، وكايوس فقد مكانته منذ زمن طويل في عائلته.
"نعم، نعم، إنهما هناك."
أشار أمل نحو اتجاه معين. تابعتُ الاتجاه بنظري، فارتجف وجهي.
أدركت كل شيء أخيرًا. السبب في أنني لم أستطع العثور عليهما لم يكن لأنهما كانا يختبئان أو أي شيء من هذا القبيل. على العكس تمامًا.
"أوه."
حكّ ليون مؤخرة رأسه، وتغير تعبير وجهه.
"الاثنان مشهوران جدًا."
بالفعل، كانا مشهورين للغاية. تحيط بهما عدة فتيات، يبتسمان برقة ويتحدثان بهدوء، بتعابير وديعة وشعر مصفف بعناية.
للوهلة الأولى، بدوا كأنموذج للنبلاء الراقيين—يجسدون تمامًا صورة الأناقة واللطف. التوى وجهي اشمئزازًا.
'يجعلني أرغب في التقيؤ.'
وكأنهما شعرا بنظراتنا، رفعا رأسيهما ونظرا إلينا. التقت أعيننا للحظة قصيرة، وتجمدت وجوههما.
هززت رأسي بخيبة أمل.
'مقرفان...'
لكن الأهم، لماذا الفرق بيننا كبير جدًا؟
ليس أنني أهتم بكوني محاطًا مثلهما، لكنني متأكد أنني وسيم أيضًا.
لماذا يتوافد الناس نحوهما وليس نحوي؟
"أوه، ذلك لأنك تبدو مخيفًا."
"هاه...؟"
رفعت رأسي نحو أمل الذي تكلّم، وأملت رأسي.
ما الذي...؟
"فقط افترضت أنك تتساءل لماذا هما كذلك وأنت لا. كنتَ تصنع ذلك النوع من الوجوه."
"هذا..."
هل كنتُ واضحًا لهذا الحد؟ لا، والأهم...
استدرت ونظرت إلى ليون.
"هل أبدو مخيفًا؟ لا أبدو مخيفًا."
زمّ ليون شفتيه وتمتم، "حسنًا..."
"ماذا، حقًا؟"
لم يقل ليون أي شيء أكثر من ذلك، لكن وجهه قال كل شيء. وجدت نفسي عاجزًا عن الكلام.
"بعيدًا عن جوليان، أنا مندهش أكثر من ليون."
"هم؟"
رفعت رأسي ورأيت أمل يتفحص ليون بعناية.
"أفهم جوليان، لكن ليون فاجأني. هل لأنه فارس؟ لماذا—"
"أنا أعرف الجواب."
قاطعته.
"لأن وجهه يبدو غبيًا."
"لا يبدو غبيًا. أنت الغبي."
"ما هذا الرد؟"
"يبدو غبيًا؟"
قطّب أمل حاجبيه وهو ينظر إليّ وإلى ليون. ثم هز رأسه.
"لا يبدو غبيًا."
"بالطبع ستقول ذلك."
أنتما تحملان نفس جينات الغباء في الملامح.
كتمت كلماتي في اللحظة الأخيرة عندما ضاقت عينا أمل.
ثم، وكأنه تذكر سبب مجيئه لتحيتنا، نظر في اتجاهي.
"دعك من هذه الأمور، لدي شيء أريد التحدث معك بشأنه."
ثم نظر إلى ليون.
"إذا لم تمانع."
"….؟"
رفع ليون حاجبيه، ونظر بيننا بالتناوب، لكنه ابتعد في النهاية عندما رآني أومئ.
وبابتعاده، بقينا أنا وأمل فقط، فخفض صوته وهو ينظر إلى ليون المغادر.
"هل... هو... تعلم؟"
"إذا كنت تسأل عمّا إذا كنتُ أخبرته بما اكتشفته، فلا داعي للقلق. لم أقل له شيئًا. أستطيع فهم سبب إخفائكم الأمر."
"...هذا جيد."
وضع أمل يده على صدره، وتنهد بارتياح.
نظرت إليه بعناية.
"بعيدًا عن ذلك، لدي فضول حول شيء ما."
"ما الذي يثير فضولك؟"
"أعلم أنكم تحاولون إبقاء الأمر سرًا من أجله، لكن ألم يكن من الأفضل إخباره مسبقًا؟ ظننت أن سبب ظهورك المفاجئ في هيفن كان لهذا السبب."
"كان هذا هو الخطة الأصلية، لكن... الأمور تغيّرت مؤخرًا."
"هم؟"
هل حدث شيء في إمبراطورية فردانت؟
أرهفت سمعي، لكن قبل أن أتمكن من الاستفسار أكثر، لفتت ضجة مفاجئة انتباه الجميع.
التفت ببطء، فدخل القاعة عدة أشخاص من عند المدخل.
كانوا يرتدون أردية صفراء، وعليها صليب كبير في منتصف الصدر. دخولهم وحده كان كافيًا لجذب أنظار الكثيرين، لكنه لم يكن السبب في أن الجميع يحدق.
السبب كان شخصًا آخر.
بشعر أشقر طويل منساب، وعينين نصف مغمضتين بالكاد تُظهران زُرقتها الصافية، كانت تشع هالة من النقاء تأسر كل من في القاعة.
ملامحها كانت واضحة بشكل لافت، وتحمل جاذبية فطرية تجذب الأنظار بسهولة نحوها.
جمالها... كان كافيًا ليضاهي ديلايلا.
"إنها هي..."
"هل جاءت؟"
"لماذا جاءت؟"
رؤية الجميع يتحدث عنها جعلتني ألتفت نحو أمل، الذي بدا مصدومًا هو الآخر.
"انتظر، من تكون؟"
"تلك..."
بلل أمل شفتيه، وعاد التركيز إلى عينيه بينما أخذ نفسًا عميقًا.
"...إنها المختارة من الطاولة المستديرة، ونور جميع الفرسان المقدّسين. القديسة النورانية."