"إنه لم يمت بعد. فقط تأثر مؤقتًا باللعنة."

حدق لازاروس بالوحش أمامه بحذر بالغ. لم يكن ميتًا بعد، وقد يفيق من تأثير اللعنة في أي لحظة.

ولهذا السبب، غاص مجددًا نحو القاع.

ما إن لمس قاع البحر ووجد المخلوق من خلال الخيط الذي لا يزال متصلاً به، حتى وضع يده على جسده دون أن يضيع ثانية واحدة. انطلقت عدة خيوط من يده، تحاول اختراق جلده الخارجي القاسي، لكنه فوجئ بعدم تمكن خيوطه من التغلغل في جسده.

"هذا مزعج قليلًا."

نظر لازاروس إلى الوحش وقرر أن يطبق عليه المزيد من اللعنات، مغلفًا جسده بالكامل بها.

رأى المخلوق يفقد المزيد من قوته، ولم تمضِ فترة طويلة حتى استلقى على قاع البحر بلا حراك.

حدق لازاروس في جسد المخلوق، قبل أن يثبت بصره على "الهوائي" الخاص به.

تحرك نحوه وأشار برأسه نحو أنس. وأثناء ذلك، قام بحركة قطع بيده.

"ماذا؟ تريدني أن أقطعه؟"

فهم أنس على الفور ما يقصده لازاروس، لكنه بقي في حيرة.

لم يفهم حقًا لماذا أراد منه قطع "الهوائي"، لكنه اختار الامتثال، وتقدم نحوه، وأخرج زوجًا من الخناجر وقطع بسرعة.

كانت حركته سريعة، فانقطع الهوائي بسلاسة.

غمرهم الظلام بعد ذلك مباشرة.

صمت.

وقف أنس بصمت، يحدق في الاتجاه الذي كان فيه لازاروس قبل لحظات، ينتظر منه أن يفعل شيئًا.

وسرعان ما...

نقطة!

اشتعل ضوء باهت.

اتسعت عينا أنس عندما رأى ذلك.

كان لازاروس، ممسكًا بطرف الهوائي، يرفعه بهدوء ويضيء محيطهم.

"إنه يعمل."

شعر بالفخر وهو ينظر إلى "المصباح" في يده.

نظر أنس بدهشة أيضًا إلى المصباح، وكأنه يحاول أن يسأله كيف فعل ذلك. والإجابة كانت بسيطة حقًا.

كل ما كان عليه فعله هو تمرير الطاقة السحرية إلى الجزء السفلي من "المصباح" فيضيء.

كانت الآلية بسيطة، والأهم من ذلك، عند نظره حوله، شعر لازاروس أن أي مخلوق سيرى الضوء سيبتعد عنهما فورًا.

شعر أن هذا الضوء وحده هو الذي يمكن أن يعمل، وأي وسيلة إنارة أخرى قد تأتي بنتيجة عكسية.

شعر الآن ببعض الأمان.

"ذلك طبعًا إن لم يكن هناك وحش من رتبة المدمّر يتغذى على هذا المخلوق..."

كل ما يمكنه فعله هو الأمل بألا يقابل مخلوقًا كهذا.

وإن حدث، فكل ما يمكنه فعله هو أن يأمل بالنجاة.

ومع انتشار ضوء "المصباح" الخافت في المحيط، دفع لازاروس أنس ليتقدما إلى الأمام. وفي الوقت نفسه، فعّل \[مرثاة الأكاذيب]، وبدأت صورة المخلوق السابق تحيط بهما.

"الآن، يجب أن نبدو تمامًا مثل ذلك الشيء."

ومع إنارة الضوء لمنطقة صغيرة حولهم، واصل أنس ولازاروس السير إلى الأمام، لم يعد الظلام يشكل تهديدًا.

ظل الصمت مصدر إزعاج، لكن الاثنين تأقلما معه سريعًا.

"... يجب أن يكون في مكان ما هنا."

اجتهد لازاروس في تذكر المكان الذي رأى فيه الهيكل الغريب من قبل. وأثناء تقدمه، بدأ يظهر ظل طويل وحاد في الأفق.

ارتفعت حاجباه على الفور عند رؤيته، ونظر إلى أنس، الذي كان يحدق أيضًا بفضول نحو الهيكل البعيد. أسرع في حركته، وسارت ساقاه كما لو أنه على سطح الأرض.

وكل ذلك بفضل \[خطوة القمع]، التي مكنته هو وأنس من التحرك بسهولة تحت الماء.

كانت تبقيهما ملتصقين بقاع البحر، مانعةً إياهما من الطفو.

"هذا..."

عندما وصلا أخيرًا أمام الهيكل، توقف لازاروس. ثبت عينيه على مسلة ضخمة ترتفع من قاع البحر مثل ناب مظلم. نقشت رموز غريبة بعمق على الحجر، لكن معظمها كان مخفيًا خلف خيوط طويلة من الأعشاب البحرية الحمراء التي التصقت بسطحه كالأوردة.

كانت العلامات تنبض بخفة تحت ضوء المصباح الباهت، لكنه لم يستطع تحديد ما إذا كان ذلك بفعل حركة الماء أو لأمر آخر.

لكن هذا لم يكن ما جعله يتجمد في مكانه.

رفع المصباح قليلًا. دَفع شعاع الضوء عتمة المياه، وبدأت ظلال بعيدة تتشكل.

مبانٍ. العشرات منها.

كانت ضخمة وملتوية، مصنوعة من حجر داكن تآكل وتحلل مع مرور الزمن. نمت عليها طبقات سميكة من المرجان الأحمر الشائك، تلفها بطريقة تكاد تبدو وكأنها تخنقها.

بعض هذه المباني بدا كمعابد مهدمة أو كاتدرائيات غارقة، أبراجها مقطوعة أو منحنية بزوايا حادة وغير طبيعية.

أمام عدة مبانٍ وقفت تماثيل.

كان عددها كبيرًا جدًا ليُعد. معظمها بلا أطراف أو رؤوس. أما التماثيل السليمة، فكانت الأسوأ. فقدت وجوهها ملامحها تحت تأثير القرون تحت الماء، لكن ما تبقى من معالمها... لم يكن هادئًا.

بل كان مشوهًا.

أفواه مفتوحة بشكل مبالغ فيه.

عيون عميقة وجوفاء. وكأنهم جُمدوا في لحظة صراخ، وما رأوه حينها كان كافيًا لتحطيمهم.

لم يتحرك لازاروس لوقت طويل.

كان في هذا المكان شيء خاطئ. ولم يكن السبب الصمت فقط.

"تركيز. تركيز. يجب أن أجد مكان ذهاب ذلك الشخص. لا بد أنه هنا في مكان ما."

حاول لازاروس جاهدًا الحفاظ على هدوئه وهو يمسح المكان بعينيه، ناظرًا إلى المباني المنهارة والتماثيل من حوله. كان متأكدًا أن الظل الذي كان يطارده من قبل كان هنا.

كل ما عليه فعله هو إيجاده.

لكن من أين يبدأ؟

أغمض لازاروس عينيه ونظر حوله. لم يكن لديه وقت ليضيعه. لا يزال يملك حوالي خمس عشرة دقيقة من التنفس.

عليه أن يكتشف بسرعة مخبأ المجموعة الغريبة المسؤولة عن هذا الوضع كله ويفهم ما يخططون له.

هذا أمر لا بد أن يفعله.

إن حدث المد الأحمر، فلن تكون لديه وسيلة لعبور البحر الأحمر والوصول إلى الجنوب الباقي، وهو هدفه طوال الوقت.

لم يكن باستطاعته السماح بحدوث ذلك.

لذا، واصل التقدم أعمق داخل المدينة.

ولكن، ما إن خطا خطوة أخرى، حتى انتفض رأسه فجأة وهو يشعر بشيء يقترب بسرعة من الأعلى. توتر جسده بالكامل عندما شعر بالحضور فوقه، لكن بحلول اللحظة التي أدرك فيها ذلك، كان الأوان قد فات.

طمب!

صوت مكتوم دوى بعدها، وظهرت هيئتان في المسافة.

وما إن رأوهما، حتى اتسعت أعين لازاروس وأنس على الفور عندما تعرفا على أحدهما فورًا.

سايلس.

قائد أشباح القرمزي. بجانبه، كان هناك شخص غير مألوف. ذات شعر بني طويل مجعد وعينين خضراوين، ترتدي معطفًا أحمر داكنًا محاطًا بحواف ذهبية، وقد تهرأ قماش المعطف عند الحواف. حزام جلدي عريض يعبر خصرها، يثبت سيفًا طويلاً ورفيعًا.

شحبت ملامح أنس لحظة رؤيتها — كأن الدماء سُحبت من عروقه. لم يتكلم. لم يستطع. كانت أصابعه المرتجفة تهم بلمس لازاروس، لكنها توقفت في منتصف الطريق.

لقد فات الأوان.

بحلول الوقت الذي حاول فيه تحذير لازاروس، كان الاثنان قد رآهما بالفعل، وعيناهما ثبتتا عليهما، مما جعل أنس يتجمد في مكانه.

"اللعنة..."

***

"آوخ—!"

صوت تقيؤ مرتفع دوى داخل حجرة صغيرة، وشخص ذو شعر طويل يترنح إلى الأمام متشبثًا بأرضية رخامية مصقولة تحت قدميه. تخدش أصابعه الحجر البارد، والدم ينزف من أطرافها.

"... أورك!"

تقيأ مرة أخرى، ورفع رأسه ليكشف وجهًا شاحبًا للغاية، وأوردة داكنة تخرج من جلده وتنتشر عبر وجهه بالكامل.

"ت-توقف... اجعلها تتوقف..."

كان نفس جاكال متقطعًا وهو يرفع نظره. رأسه ينبض بألم شديد، بالكاد يستطيع التفكير.

كل ما يشعر به هو الألم.

ألم لا نهاية له اجتاح كل جزء من دماغه.

"ك-كيف يكون هذا ممكنًا؟"

كان يعلم منذ البداية أن الاندماج مع الدم سيكون مؤلمًا، لكن إلى هذا الحد؟ لم يفهم ذلك إطلاقًا.

كان الأمر أشبه بأن الدم ذاته يرفضه، يحاول بكل طاقته أن يهرب من جسده.

"ل-لماذا ت... ترفضني؟"

لم يكن لهذا أي معنى.

هذا دمه! دم يجب أن يكون ملكًا له! كيف يمكن له أن يرفضه؟

كان هناك خطب ما.

"لا، أنا فقط... فقط أحتاج إلى المحاولة أكثر. لقد قللت من الوقت اللازم لـ... اندماج الدم."

"أورخ."

تقيأ جاكال مجددًا، مجبرًا جسده على الوقوف وهو يتكئ على عمود رخامي طويل.

أخذ عدة أنفاس عميقة بينما مال رأسه إلى الجانب، واللعاب يقطر من فمه.

توك توك!

وفي تلك اللحظة، سمع طرقًا عاليًا قادمًا من بعيد. تلألأت عينا جاكال، وتغيرت ملامحه بالكامل. عاد لونه إلى وجهه، وتراجعت الأوردة.

وقف وكأنه لم يحدث شيء، وتوجه نحو الباب حيث ظهر شخص مألوف.

"كاردينال."

حيّا جاكال الكاردينال الذي بدا عليه القلق بتحية قصيرة.

"كيف حالك؟"

"... أنا بخير. لا توجد مشكلة في الاندماج. لن يطول الأمر قبل أن أتمم امتصاص الدم تمامًا."

"هذا مطمئن."

وضع الكاردينال أمبروز يده على صدره عند سماع الخبر. وكان على وشك قول شيء آخر عندما تكلم جاكال.

"سأعود إلى الغرفة. ما لم يكن هناك أمر طارئ، لا تتصل بي."

كلانك!

أُغلق الباب بعدها مباشرة، تاركًا الكاردينال غير قادر على قول المزيد.

لم يكن أمامه إلا أن يحدق في الباب بصمت قبل أن يهز رأسه.

"يالها من خسارة."

تلألأت عيناه بخفة، وبدأت عضلات وجهه ترتجف بينما بدأ بتدليك وجهه سريعًا بعد ذلك.

"... هذه الوظيفة صعبة حقًا."

2025/05/16 · 44 مشاهدة · 1284 كلمة
mhm OT
نادي الروايات - 2025