(علان نهاية فصل )
عندما ظهرت، كان الأمر كما لو أن العالم توقف عن التنفس.
بدا وجودها كأنه يمتص ضوء الشمس نفسها، وهي تسير برشاقة نحو مقدمة السفينة قبل أن تتوقف. حينها رفعت رأسها لتحدق في المخلوق الضخم الذي يلوح أمامها في الأفق.
توقف كل الضجيج.
وفي مكانه كان هناك صمت مرعب بدا وكأنه يمتد في كل أنحاء المنطقة المحيطة.
تركزت كل العيون عليها وهي تقف عند مقدمة السفينة، وشعرها الأسود يرفرف في صمت.
"إنها هنا..."
عند النظر إليها، تغير وجه لازاروس بشكل طفيف للغاية.
لكنه كان تغير طفيفاً فقط.
النسخة الحالية منه لم تكن جوليان.هو لم يكن يشعر بالكثير تجاهها.الآن، لم تكن سوى المرأة القادمة من الإمبراطورية.
التي قريبة من زينيث.
مستشارة هافن.
مدمنة الشوكولاتة.
أ...
توقفت أفكار لازاروس لحظةً عندما شعر بنظرةٍ موجهةٍ نحوه. رفع رأسه قليلًا، فحدّقت عينان سوداوان عميقتان فيه مباشرةً، وشعر بأنفاسه تغادر جسده.
هل لاحظت شيئًا؟ هل كانت تعلم من هو...؟ هل يُعقل أن زاهرل لم يكن له أي تأثير عليها؟ هذا منطقي بالنظر إلى قدراتها. إن كانت تتذكر حقًا، إذًا...
لا.
حدّق بها لازاروس، ورأى تعبير وجهها المشوش والضائع، فأدرك أنها لا تعرف من هو.
أدرك أنها شعرت بشيءٍ ما، لكنه رأى من عينيها أنها لا تتذكر شيئًا على الإطلاق.
كانت تُكافح للتذكر، وأدرك لازاروس أنها هي الأخرى تأثرت بمهارة زاهورل.
"نعم، هذا منطقي. ربما كان يجب أن تُمحى حياتي من ذهنها." بالنسبة لها، ربما أكون مجرد شخص فوق المتوسط يتمتع بقليل من القوة.
بطريقة ما، هذا جعله يشعر بالارتياح.
إذا تمكنت من اكتشاف شيء ما، فإن الأمور ستصبح معقدة.
كان هذا هو الأفضل.
...هذا ما قاله لازاروس لنفسه.
و مع ذلك...
على الرغم من أنه حاول جاهدا ألا يشعر بأي شيء، فلماذا شعر... بالمرارة تجاه ذلك؟
يبدو أنني لم أتحول تمامًا. لا تزال هناك بعض التعلقات.
أغمض لازاروس عينيه، وهدأ أفكاره.
لم يكن الوقت مناسبًا لمثل هذه الأفكار العبثية. صحيح أن امرأة الإمبراطورية كانت هنا، لكن لا ضمانة لقدرتها على هزيمة زاهورل. في الواقع، لم يكن هناك ما يدل على أنها ستقاتله أصلًا.
بدا الموقف أشبه بمواجهة، دون تحرك أي من الطرفين.
بدا وكأن زاهرل نفسه قد اعترف بقوتها. أما دليلة، فبدت مترددة أيضًا.
ربما كانت هنا للتحقق من الوضع، ولكن هل ستتدخل؟
ولم يكن لازاروس يعلم.
ولهذا السبب كان عليه أن ينتهز هذه الفرصة للتصرف بسرعة.
لم أعد أتأثر بضغط البدائي. في هذه الحالة، عليّ استغلال هذه الفرصة لاستعادة العين.
وكان هدفه الرئيسي في المجيء إلى البعد المرآة هو العين.
لقد كان قريبًا جدًا، ومع ذلك كان بعيدًا جدًا عنه.
أدرك لازاروس أن وجود دليلة كان آخر فرصة حقيقية له لأخذ العين. وإن أضاعها، فلن يكون متأكدًا حتى من قدرته على العيش لفترة أطول.
وهكذا، تحول انتباهه نحو آن، ومد يده في اتجاهها.
"ماذا...؟"
أربكت تصرفاته المفاجئة آن. لكن لازاروس حافظ على ثبات وجهه وهو يتمتم.
"أمسك بيدي. هذه فرصتنا."
"آه، ولكن..."
لا، ليس هناك ما يضمن أنها ستساعدنا. ربما تكون هنا فقط لترى كيف تتطور الأمور. لا يمكننا تضييع هذه الفرصة. هيا بنا.
"....."
استمعت آن إلى كلماته، فأغلقت فمها ونظرت نحو المرأة الغريبة التي ظهرت من العدم. كانت قوتها مرعبة، ومظهرها... كان شيئًا من عالم آخر. لدرجة أن آن ظنت للحظة أنها بانثيا، إلهة النور.
ومع ذلك، ونظرا لطبيعتها المظلمة، سرعان ما رفضت مثل هذه الأفكار.
والأهم من ذلك...
لسبب ما، كانت تحدق بهم مباشرة.
لم تعرف آن السبب، لكن نظرتها كانت تبدو غير مريحة للغاية.
حتى أنها ترددت في طلب يد التاجر. لكن، بالتفكير في الوضع الراهن، أدركت أنه لا خيار أمامها سوى طلب يد التاجر.
لقد كان على حق.
لم يكونوا يعرفون دوافعها الحالية، ولا ما إذا كانت ستساعدهم أم لا.
إذا كان مفتاح حل الموقف هو التغلب على سايلاس، فإنها ستبذل قصارى جهدها لمساعدته.
كما...
بعد صدام قصير بين أفكارها الداخلية، مدت يدها إلى الأمام وأمسكت بيده.
بعد لحظة أصبح رؤيتها سوداء، واختفى الاثنان من المكان.
عندما استعادت آن بصرها، وجدت نفسها واقفة على سطح مائي واسع. وبينما كانت تنظر إلى الأسفل، ظهرت تحتها مئات الشظايا المختلفة، وعندها أدركت مكانها.
"نحن في عمق الفم."
لقد كانت هنا مرات كافية للتعرف على المكان، وعندما نظرت حولها، كل ما رأته هو ظلام لا نهاية له يمتد عبر رؤيتها.
كانت آن على وشك إلقاء الضوء عندما ضغط لازاروس على يدها.
".....؟"
توقفت آن عما كانت تفعله، مرتبكة من أفعاله. لكن لازاروس لم يُسهب في الحديث او با الاحرى لم يستطيع شرح
يسهب : تعني شرح
باستخدام [ حاسة مانا ]،
استقرت عيناه نحو اتجاه معين حيث شعر بوجود شخصية معينة.
"سايلاس..."
لقد بدا وكأنه لا يعلم بوجودهم، أو على الأقل... هكذا كانت تبدو الأمور.
ولكن لازاروس لم يكن متأكدًا من أن هذا هو الحقيقة.
كان بإمكان زاهرل أن يُحذره من "اختفائهم" المفاجئ، وكان يحاول نصب فخ لهم. كان هذا احتمالًا واردًا جدًا.
(يقصد بدائي عندما راى آن ولازاروس يختفون من سفينة بلغ سايلاس)
احتمال لم يستطع لازاروس تجاهله.
ولذلك كان يحاول أن يكون حذرا.
...على الأقل، بأقصى قدر ممكن من الحذر في ظل ضيق وقته. كان يعلم أنه لا يملك الكثير من الوقت للتعامل مع الوضع الراهن.
على الأكثر، بضع دقائق.
إذا لم يتمكن من تحديد موقع العين بحلول ذلك الوقت، إذن...
أخذ لازاروس نفسًا عميقًا، وأخيرًا ترك يد آن وهو يرمي المرجان نحو مؤخرة رقبتها.
"هاجميه عندما آمرك بذلك."
لقد تلاشى شكله بعد فترة وجيزة، تاركا آن في حيرة من أمرها.
***
"....."
ظلت نظرة دليلة ثابتة على المكان الذي اختفى فيه الشخصان. لم تتعرف عليهما، فهذه أول مرة تراهما فيها. ومع ذلك...
لسبب غريب، وهي تتذكر المشهد من قبل... أو بشكل أكثر تحديدًا، وهي تتذكر الشخصين اللذين اختفيا فجأة بينما كانا يمسكان بأيدي بعضهما البعض، شعرت دليلة بألم خفيف في قلبها.
'ولكن لماذا...؟'
لماذا شعرت بهذه الطريقة؟
لماذا آلمها المنظر؟
لم تتعرف على أي من الشخصيات التي غادرت للتو.
و مع ذلك...
شيءٌ ما في الرجل جلعها ترتجف. لماذا تتصرف هكذا؟ من هو؟ كانت لديها أسئلة كثيرة، لكن إجاباتها كانت قليلة.
مهما حاولت دليلة التذكر، لم تستطع تذكر رؤيته أو لقائه قط. كأنها المرة الأولى التي تلتقيه فيها.
ولكن كيف يمكن لشخص غريب أن يحرك قلبها الذي لا يتحرك؟
لم يكن له أي معنى.
"لا، لماذا أنا هنا...؟"
لمست دليلة جبهتها، وشعرت بوخز خفيف.
لم يكن للوضع بأكمله أي معنى، وببطء، مدت رقبتها نحو المخلوق العملاق الذي كان يقف أمامها، ووجدت نفسها تغلق عينيها.
بدأ قلبها المضطرب سابقًا بالاسترخاء.
خيّم هدوءٌ ما على عقلها، وانفتحت عيناها لتكشفا عن عينين سوداوين عميقتين. انفجر من جسدها ضغطٌ لا يقلّ عن ضغط الزاهورل، بينما كان شعرها وملابسها يرفرفان بصمت.
لقد كان ضغطها هو الذي جعل الزاهورل يتوقف عن أي شيء كان يفعله، وكان وجوده باقياً في المسافة مثل نوع من الضباب.
لقد ظلت واقفة هناك، ومع ذلك... بدا أن زخمها يتزايد.
'ماذا علي أن أفعل؟'
دليلة لم تأتي إلى هنا للقتال.
لكن ليون أخبرها أن ما كانوا يبحثون عنه موجود هناك.
أن الإجابة على أسئلتها ستكون هنا.
لهذا السبب واجهت المخلوق وجهاً لوجه. لأنها... كانت متلهفة للحصول على إجابات.
"هل أنت هنا لمساعدتنا؟"
لفت انتباه دليلة صوت دافئ، فأدارت رأسها ببطء لترى رجلاً بشعر أصفر فاقع يحدق بها. كانت دليلة منشغلة للغاية بالمخلوق الضخم البعيد والرجل الغريب الذي سبقها، لدرجة أنها لم تلاحظه حتى.
لكن نظرة واحدة كانت كافية لتخبرها أنه قوي.
رفعت رأسها مرة أخرى للتحديق في الوحش، وانفرجت شفتا دليلة عندما أجابت.
"....أنا لست متأكدًا."
هل كانت...؟
كانت هي نفسها لا تزال في حيرة من أمرها بشأن تورطها الحالي في الموقف. في هذه اللحظة، هي هنا فقط لأنها لا تريد أن تؤثر عواقب ما يحدث هنا على الطلاب في الجنوب المتبقي.
لم أسمع قط عن شخص قوي مثلك. لا بد أنك أتيت من بعيد.
"همم؟"
عادت دليلة تنظر إلى الرجل الأشقر. مع أن وجهه كان شاحبًا، إلا أن تعبيره كان هادئًا بعض الشيء.
هل يمكنه أن يعرف شيئاً عن الوضع؟
ربما فعل ذلك نظرًا لتواجده. لذا سألته: "هل تعلم ما يحدث هنا؟"
"لا أعرف."
ولكن على عكس توقعاتها، فهو لم يكن يعلم.
وهذا دفع دليلة إلى العبوس.
لم يكن يعلم؟ إذن—
"ولكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن ذكرياتي عن هذا الموقف ربما تم محوها."
أشار الرجل إلى صدغه، وأخرج دفترًا من جيبه. من هدوءه، بدا وكأنه يتعامل مع الوضع الراهن باستخفاف. كما لو أن الوحش الذي أمامهم لم يكن موجودًا.
حتى دليلة لم تكن مرتاحة بهذا القدر أمام هذا الوحش.
و مع ذلك...
"همم، أرى."
أثناء قراءته لمحتويات المجلة، أومأ القديس برأسه قبل أن يُغلقها. ثم التفت نحو دليلة وابتسم.
يبدو أن سبب وجودنا هنا هو الإلهة. من المفترض أن نساعد رجلاً يُدعى لازاروس ، مع أنني لا أتذكر أنني التقيت بشخصية كهذه من قبل.
".....؟"
كلما تحدث الرجل أمامها، أصبحت دليلة أكثر ارتباكًا.
ولكن كلماته التالية جعلت عقلها يتوقف.
من المرجح جدًا أن ذكريات الموقف قد مُحيت. أو بالأحرى، مُحي وجوده من ذاكرتي.
نظر القديس إليها.
بالنظر إلى نظرتك إليه لحظة وصولك، يبدو أنك عرفته، لكنك نسيته أيضًا. أم أنني أخطئ في فهم الأمور؟
"...ماذا؟"
"همم، إذًا يبدو أنك لا تدرك ذلك."
وجه القديس انتباهه مرة أخرى نحو زاهورل البعيد.
«هذا الوحش... لديه القدرة على محو وجود الشخص تمامًا من عقول كل شخص في العالم. هذه هي قوة الكائن البدائي العظيم، زاهورل .»
استدار ببطء لينظر إليها.
«إذا شعرتِ بشيء أثناء النظر إلى الرجل من قبل، فمن المحتمل جدًا أنكِ قد تعرفينه بالفعل. الأمر فقط أنكِ نسيتِ أمره.»
علان : يوم سبت سوف يتم وصل الى فصول عادية الي تكون 674 فصل بس هنالك فصل مميزه تحتاج تدفع 20 دولار وانا مشترك فسوف اترجم رواية الى فصول مميزه وهية 699 فصل
واذا شفت دعم على رواية سوف استمر بل الاشتراك.