(مترجم: تم تغير سامي الى حاكم)

————————————————————

“ماذا؟ يمكنه البقاء؟”

“لماذا؟ إنه دخيل! هذا لا يُعقل!”

“أيها القدّيس الحي! تراجع عن هذا القرار! هذا لا يُعقل إطلاقًا!”

“أيها القدّيس الحي!”

اندلعَت الاحتجاجات في القاعة على الفور — سواء من المقاعد العليا أو من الأتباع العاديين. الجميع كان يعارض فكرة السماح لي بالبقاء.

إن القول بأنني لم أكن مرتبكًا كات تقليلًا من الحقيقة.

كنت شبه متأكدٍ من أنه سيتخلص مني.

'لماذا سمح لي بالبقاء فجأة؟ ما الذي غيّر رأيه؟'

على الرغم من الاحتجاجات التي كانت تدور من حوله، بدا أن القديس الحي يتغاضى عن كل شيء. لم يُبدِ أي اعتراف أو اهتمام بأي من الأسئلة التي كانت تتطاير من المقاعد والأتباع المحيطين.

كل ما فعله هو أنه تقدّم نحو المنارة وتوقّف أمامها.

أغلق عينيه بعد لحظة، وشبك يديه معًا، وبدأ يتمتم بعدة كلمات بلغة لم أستطع فهمها.

وما إن فعل ذلك، حتى خيّم الصمت على المكان، وتوقفت كل الاحتجاجات فجأة.

تغيّرت ملامح وجوه الحاضرين، ورغم ما بدا عليهم من تردّد، رفعوا أيديهم بتخشّع، وشبكوها معًا، ووجّهوا أنظارهم نحو المنارة الكبيرة في وسط الكاتدرائية. وبدأ الجميع يتمتمون بنفس الكلمات الغامضة التي كان القديس الحي يتمتم بها.

المقاعد لم تكن استثناءً، فقد تشابكت أيديهم هم أيضًا بالطريقة نفسها.

ما الذي يفعلونه؟ هل هذه نوع من الصلاة؟

أدرت رأسي فرأيت أن أنَس كان يفعل الشيء نفسه.

بعد لحظات، أصدرت منارة النور همهمة خافتة، وتجتمع ضوءٌ ساطع في مركزها ازداد لمعانًا لعدة ثوانٍ. وبينما كنت أُحدّق في المشهد، شعرت بشيءٍ يتحرّك داخلي، عندما خطرت لي فكرة.

لابد أن هذه هي الطريقة التي تمكّنت بها بانثيا من جمع الإيمان، وبالتالي الحصول على فهمٍ أعمق للمصدر.

مما فهمته، كان الإيمان وسيلةً تساعد “ الحكام ” على الوصول بشكلٍ أفضل إلى المصدر. ونظرًا لأن بانثيا كانت مصابة، كان من المنطقي الاعتقاد بأنها تفعل ذلك من أجل شفاء نفسها.

عند التفكير في الأمر… دم نويل غير قادر على شفاء جرحها. وهذا يشير إلى أن الجروح التي تسببها الكائنات الخارجية لا يمكن علاجها بهذه الطريقة. فهل الإيمان هو الوسيلة لذلك؟

كان هذا مجرد تخمينٍ مني بينما كنت أراقب المشهد بأكمله بصمت.

ورغم أنني استطعت ملاحظة الاستياء الصادر من الدائرة الداخلية لمقاعد سولاس، إلا أنهم أثناء الصلاة، كانوا جميعًا يعملون كوحدةٍ واحدة.

تخلّوا عن كل الأفكار الأخرى، وصلّوا معًا.

استمرّت تلك الصلاة لما يقارب العشر دقائق. استمعتُ إلى كل شيء دون أن أصدر أي صوت، لكن بعد مرور وقتٍ معين، بدأت أشعر بالملل.

أعني…

لقد كانت حقًا مملّة إلى حدٍ لا يُطاق.

ولحسن الحظ، وكأن القديس الحي والجميع قد سمعوا أفكاري، توقّفوا أخيرًا. اشتعلت المنارة فجأة، وامتلأت القاعة بضغطٍ قوي لكنه لطيف. غمر هذا الضغط كل شخصٍ في المكان باستثنائي أنا و”غير المؤمنين”.

“شكرًا لكِ، يا حاكمتنا، على هدايتك!"

“شكرًا لكِ، يا حاكمتنا، على هدايتك!”

“شكرًا لكِ، يا حاكمتنا، على هدايتك!”

“شكرًا لكِ، يا حاكمتنا، على هدايتك!”

كنت أشعر بالملل إلى درجة أنه للحظة شعرت بالرغبة في المشاركة معهم، لكن للأسف، سبّقني ليون حين وضع يده على فمي.

“لا تفكر حتى في ذلك…” همس في أذني، وسحب يده بعيدًا قبل أن أبصق عليها. ولمزيد من التأكيد، فرك يده على بنطاله، وهو يحدّق بي طوال الوقت.

ولحسن حظه، جذبني صوت القديس الحي بعيدًا عنه.

“بعد أن صلّينا إلى حاكمة ، سأبدأ بالحديث عن سبب انعقاد هذا التجمع.”

ارتفعت درجة من التوتر في القاعة بمجرد أن تكلم. كان من الواضح أن الجميع كانوا يتساءلون عن سبب هذا التجمع، ومع تركيز كل الأنظار على القديس الحي، بدأ يتحدث.

“بتوجيه من الحاكمة، نحن هنا للتحقيق في المصدر الرئيسي للمادة التي تنتشر في المنطقة.”

رفع القديس الحي يده، مستعرضًا كفّه، وخصوصًا الخاتم الذي كان أنَس قد أظهره مسبقًا.

“هذا الجهاز، الذي صممناه نحن، يمكنه المساعدة في كشف المادة التي قد تتواجد بين الأشياء اليومية مثل الشموع والحلوى وما إلى ذلك. سيكون عملكم هو العثور على هذه الأشياء ومنع توزيعها فورًا. من الضروري أن تحددوا مواقع هذه المواد، فهي تشكل خطرًا كبيرًا على النظام الذي أنشأناه، بالإضافة إلى صحة الحاكمة .”

لوحظ القلق على وجوه الأتباع عند ذكر صحة الحاكمة ، لكن القديس الحي سارَع بالتوضيح.

“لا تقلقوا بشأن صحة الحاكمة . فهي بخير حتى الآن. ومع ذلك، إذا استمر انتشار هذه المواد والأشياء، ستكون صحتها في خطر. لهذا السبب من المهم جدًا أن نوقف هذا الأمر.”

هراء…

كان واضحًا أن صحة بانثيا تتدهور بالفعل. لم يكن لذلك أي علاقة بالمادة المنتشرة، لكن من الواضح أنها والقديس الحي لم يرغبا في نشر الخبر وإثارة الذعر.

“ستُمنح مكافآت لأولئك الذين يتمكّنون من إيقاف انتشار المادة. وإذا تمكنتم من العثور على التجار والموزعين، فستكون المكافأة أكبر أيضًا. لن ندخر جهدًا للوصول إلى جذور هذا الأمر!"

ثار الحشد.

ليس فقط من حماس مساعدة الحاكمة ، ولكن أيضًا من احتمالية الحصول على مكافآت مالية مقابل إنجازاتهم.

من الذي لا يرغب في الحصول على مكافآت مالية؟

“هذا كل ما يتعلق بموضوع المادة المنتشرة حاليًا في الإقليم. هناك أمر آخر أرغب في الحديث عنه. وهذا الأمر أكثر جدية قليلًا.”

تغيّرت الأجواء في الكاتدرائية. فقد تحوّل التوتر المتفرّق الذي كان موجودًا سابقًا إلى شيء يكاد يكون لا يُحتمل. أصبح الجو ثقيلًا لدرجة أن جلدي شعر بالقشعريرة تحت ملابسي.

وبينما كان القديس الحي يجول بنظره المكان، بدأ بالكلام، وكانت صوته أهدأ من ذي قبل.

“مؤخرًا، حدث حادث غير متوقع داخل نطاق كلورا. قد لا يكون الكثير منكم على علم، لكنها تعرّضت لهجوم.”

(مترجم: كلورا حاكمة العناصر)

“…..!؟”

“ماذا!؟”

“كيف يمكن أن يحدث هذا…!؟”

كان الصدمة واضحة على وجوه العديد من الأتباع. فبعد كل شيء، كانوا جميعًا يعبدون الحكام باعتبارهم مخلوقات كليّة الرؤية والقدرة، تكاد لا تُصاب بالأذى. أن يهاجم أحدهم…

“هل تعرضت الحاكمة كلورا للهجوم”

“لابد أن تكون بخير. فهي حاكمة !"

كنت بالكاد أستطيع السيطرة على صدمتي أيضًا. ومع ذلك، إلى جانب الصدمة، بدأت أشعر بشيء آخر.

شيء أكثر… أشبه بالرعب.

“لقد تعرّضت بالفعل للهجوم وأصيبَت بجروح بالغة.”

إذا لم يكن الجميع مصدومين من قبل، فقد بدا الصدمة هذه المرة واضحة على وجوه كل شخص حاضر.

لم أستطع أنا أيضًا إخفاء صدمتي.

لم ألتقِ بكلورا بعد، لكنني متأكد أنها قوية جدًا أيضًا. ربما ليست بالقوة نفسها التي كان يتمتع بها سيثرس أو نويل في أوج قوته، لكن بما أنها تستطيع الوصول إلى المصدر، فلا بد أنها خصم لا يستهان به. وأن تُصاب بهذا الشكل…

“مدى إصاباتها غير معروف، لكن إقليم كلورا طلب بعض الدعم. لقد أجلنا الدعم مؤقتًا، لكنهم يواجهون أيضًا وضعًا مشابهًا فيما يخص المادة. إذا لم نساعدهم وانتشرت المادة…”

توقف القديس الحي، لكن المعنى الكامن وراء كلماته كان واضحًا. فقد ازدادت التوترات التي كانت قد استقرت بالفعل في الغرفة لتصبح أكثر شدّة.

وجدت نفسي أعبس بعمق، محاولًا بذل قصارى جهدي لفهم الوضع بشكل أفضل، وكلما فعلت ذلك، بدأ قلبي يغرق أكثر.

هذا الشخص الذي يمكنه اصطياد حاكم..

من الذي امتلك القوة لاصطياد أحدهم…

تلك…

“نحن نُسميها صائدة الحكام.”

توقف نفسي للحظة.

“إنها تملك قوة تفوق كل ما واجهناه من قبل، قوةً تكفي لمجاراة الحكام أنفسهم، وقد بدأت بالتحرّك مؤخرًا. وعلى الرغم من قوتها، لم تتمكن كلورا من كبحها. إنها تستخدم قواتها حاليًا لإبقاء الوضع تحت السيطرة، لكن إن لم نفعل شيئًا، أخشى أن…”

توقف القديس الحيّ عن الكلام، وساد الصمت القاعة.

لم يُصدر أحدٌ أي صوت.

وكذلك أنا.

غمر المكان شعور ثقيل بالخوف.

وكذلك أنا… لكن ليس لنفس السبب الذي شعر به الآخرون.

'هي… قال هي…'

إن كانت هناك شكوك من قبل، فقد أصبحت الآن واضحة تمامًا.

صائدة الحكام …

لم تكن سوى دليلة .

“هـ-هاه.”

انقبض صدري

***

تنق… تنق… تنق…

نادرًا ما شوهد المطر في بُعد المرآة.

في مكان قاسٍ كهذا، كان المطر مشهدًا لا يُرى إلا مرة كل عدة سنوات. وحتى في تلك الأوقات، لم يكن المطر يشبه المطر العادي الصافي.

كانت غيومٌ حمراء داكنة تلطّخ السماء، وتتساقط قطراتٌ بلون الدم من الأعلى، لترتطم بالتربة المتشققة، متناثرةً في كل اتجاه. بدا كل رَشَاشٍ منها وكأنه حيّ، كدمٍ عالقٍ يرفض أن يُنسى، دمُ كل ما فُقِد في هذا العالم.

وفي مثل هذا اليوم، كان المطر يخدم غاية واحدة — إخفاء اللون الأحمر الذي يلطّخ الأرض.

كليك! كليك–!

الصوت الناعم لخطوات الكعب العالي.

“آآآآآه!”

صرخة عالية حادة شقّت الهواء.

عينان داكنتان، كأنهما تمتصان كل ضوءٍ في العالم.

هيئةٌ وحيدةٌ تقف وسط المطر، شعرها الأسود الطويل يتطاير خلفها، فيما بدأت الظلال تظهر واحدة تلو الأخرى، كلٌّ منها يحمل سلاحًا ضخمًا، ويندفع نحوها من جميع الاتجاهات.

لقد أحاطوا بها من كل جهة.

“موتي!!!"

“سأقتلك!”

“لن تقتربي أبداً من الحاكمة !"

“من أجل الحاكمة !”

رغم الصيحات.

رغم الضغط الهائل الصادر من أجسادهم.

رغم دوائر السحر العديدة التي كانت تطفو في الهواء والمانا الكثيف المعلق حولهم…

وقفت الشخصية وحيدة، وكان تعبيرها هادئًا لا تشوبه شائبة.

وحدها، وقفت وسط بحر من الصيحات والهجمات.

و…

وقفت وحدها أيضاً وسط المذبحة التي تلت ذلك بعد ثوانٍ.

وووش!

امتزج الدم بالمطر، وسقطت الجثث بعد لحظات بصوت ارتطامٍ مكتوم.

بخلاف قطرات المطر الرقيقة، عمّ الصمت العالم.

تجهت كل العيون نحو الشخصية الواقفة وسط الحشد، وجوهٌ شاحبة وأجسادٌ مرتجفة.

كان هناك شعور واضح بالخوف يشوه ملامحهم وهم ينظرون إليها.

رغم كل النظرات، تجاهلت الشخصية الجميع.

كانت نظراتها مثبتة على شخصية بعيدة، ووجهها شاحب وهي تمسك بكتفها النازف. ارتعشت عيونها بألوان متغيرة: أزرق، أخضر، بني، والمزيد — كل لون ينساب في الآخر كتموجات على الماء.

على عكس الآخرين، بدا تعبيرها هادئًا.

كانت تنزف، لكن الجرح كان يغلق ببطء.

وكانت حضورها أيضًا مختلفًا عن أي حضورٍ آخر.

إنها…

كلورا.

حاكمة العناصر.

وسط جيشها، وقفت وجهًا لوجه مع. صائدة الحاكم ، دليلة ف. روزمبرغ.

توقّف العالم فجأة بينما واجه الاثنتان بعضهما البعض.

حتى—

" كم هو مثير للاشمئزاز."

ترددت كلمة كلورا عبر العالم.

"…يا له من مخلوق مقزز. يجب أن تُبادي مهما كلف الأمر."

————————————————————

هل تريدون اسم غير مسجلين 7 حكام ام سامين ؟

2025/11/01 · 139 مشاهدة · 1522 كلمة
𝒜𝒜
نادي الروايات - 2025