الفصل 44
------
من ستتحداه جيانغ تينغ؟
كان الجميع الذين يقفون أسفل منصة المبارزات يراقبون جيانغ تينغ بتركيز، وكان الجو كله يغلفه صمت غريب.
كانت كلمات شياو يانغ قد صدمت الجميع.
لقد اقترح الأخ الأكبر مباشرة أن تتحدى الأخت الصغرى.
هل سيُحجم الأخ الأكبر؟
كان الجميع في الطائفة يعلمون أن الأخ الأكبر كان يدلل جيانغ تينغ أكثر من أي شخص آخر.
حتى وإن كانت جيانغ تينغ قد أصبحت تدور حول الأخ الأصغر تشين فاي في السنوات الأخيرة، إلا أن شياو يانغ كان لا يزال يعاملها كالأميرة.
كانت العلاقة بين شياو يانغ، جيانغ تينغ، وتشين فاي معروفة للجميع في الطائفة.
على مر السنين، كان شياو يانغ قد تسبب في العديد من الفوضى لجيانغ تينغ. وآخرها كانت فضيحة أنه أخذ مخطوطة سراً ولفق التهم ضد تشين فاي—وهو أمر هز الطائفة بأكملها.
بالنسبة للجميع، كان الأمر واضحاً: شياو يانغ كان يحب جيانغ تينغ بعمق.
إذا تحدته جيانغ تينغ، فإن الأخ الأكبر الذي يعشقها، سيخفف عنها بالتأكيد.
نظرت جيانغ تينغ إلى شياو يانغ، وتجاعيد جبينها تعكس الصراع الداخلي.
ماذا يفعل الأخ الأكبر؟ لماذا يقترح عليها أن تتحداه؟
هل كان يخطط ليخسر أمامها عمداً؟
هل يعني هذا أنه لا يزال يهتم بها في أعماقه؟
هل كان سلوكه الأخير مجرد غيرة؟
بعد كل شيء، منذ أن كانوا صغاراً، كان شياو يانغ يعاملها بشكل جيد، ويلبي لها كل رغبة.
بالطبع كان سيتركها تحقق ما تريد مرة أخرى.
على مدار طفولتهما، كان يحميها ويدللها.
هذه المرة لن تكون استثناء.
كانت جيانغ تينغ متأكدة من ذلك. كان شياو يانغ قد قال لها في وقت ما أن آخر شيء يريده هو أن يراها حزينة أو تبكي.
لم يكن لديها خيار سوى أن تفعل هذا—من أجل تشين فاي. سيفهم الأخ الأكبر، كما فعل دائماً.
لم تكن تحتمل رؤية تشين فاي ينهار ويخرب نفسه تماماً.
ماضي تشين فاي المأساوي، مع جسده الموهوب في فنون الداو، جعله موهبة استثنائية ذات إمكانيات غير محدودة.
لم يكن يجب أن يتحول إلى شخص عادي. كان يجب أن يصبح شخصية قوية، ويقود طائفة السيف الشمس الأزرق إلى قمتها.
كانت جيانغ تينغ مصممة على إنقاذه.
والدها، جيانغ تشيتشيان، كان قد كتب بالفعل إلى طائفة الطب السماوي، يطلب المساعدة.
كما كان متوقعاً، رفضت طائفة الطب السماوي التدخل، حتى من أجل جيانغ تشيتشيان.
الآن، كانت هي الأمل الوحيد لتشين فاي.
لم يكن هناك خيار للفشل.
شياو يانغ كان يراقب جيانغ تينغ ببرود، وعينيه تحملان مسافة لا يمكن إنكارها.
كان اقتراحه لجيانغ تينغ بتحديه مزحة عابرة.
كانت جيانغ تينغ ذكية، وتتمتع بجسد فنون القتال المائي من بين خمسة أجساد فنون القتال.
ومع اختراقها الأخير إلى عالم الفنون القتالية السماوي، كانت النصر في متناول يدها إذا اختارت خصمها بحكمة.
طالما أنها لم تتحدَّ لِيه رينجي أو لين وانغتشوان، فكان النجاح مضموناً.
أسفل المنصة، كان لي يهو وفانغ ريتشيان مرعوبين بشكل واضح، يصلون بأمل ألا تختارهم جيانغ تينغ.
انتقلت نظرة جيانغ تينغ عبر لين وانغتشوان، لِيه رينجي، لي يهو، وآخرين، ثم توقفت أخيراً عند لين وانغتشوان.
كان لين وانغتشوان، كعادته، يبدو غير جاد وغير مهتم.
توقفت عينيها عليه.
كان هو من أصاب تشين فاي بغير قصد، وألقى تلك الركلة الشهيرة التي جعلت من تشين فاي خصياً.
الآن، كان تشين فاي بين الحياة والموت.
لو لم تكن تلك الركلة، لما حدث كل هذا.
كانت جيانغ تينغ غاضبة، لكنها كانت تعلم أن لين وانغتشوان تصرف من حسن نية، وليس من خبث.
ظن الجميع أن جيانغ تينغ ستتحدى لين وانغتشوان وبدأوا في التنفس بارتياح—حتى تحولت نظرتها مرة أخرى.
"ماذا...؟"
تشنج الجميع فجأة.
"أختي الصغرى، لماذا لا أتبارز معك؟" قال لين وانغتشوان مازحاً بابتسامة.
تغير وجه جيانغ تينغ على الفور إلى الجليد.
كان لديها فرصة واحدة فقط لتحدي شخص ما. إذا خسرت أمام لين وانغتشوان، فإنها ستُستبعد تماماً.
رأت تعبيره، فسكت لين وانغتشوان بشكل محرج.
كان تحدي يون تشيانشوي، المتنافسة التي تحتل المركز العاشر، هو الرهان الأكثر أماناً.
توقفت نظرة جيانغ تينغ أخيراً عند يون تشيانشوي.
لاحظ شياو يانغ قبضتها المشدودة، وجسدها كله متوتر.
درسها عن كثب، غارقاً في التفكير.
بعد أن وُلِد من جديد منذ ألف عام، كان شياو يانغ يعرف مصير العديد من الأشخاص.
كانت يون تشيانشوي شخصية غير عادية. رغم أنها كانت معروفة بأنها من نسل عائلة ملكية شمالية، إلا أنها في الواقع كانت من قبيلة السحابة—وهي سلالة قوية في الأراضي الوسطى.
تذكر شياو يانغ أنه في دورة الستين عاماً في حياته السابقة، استيقظت عرق يون تشيانشوي التنين الحقيقي، مما أدى إلى اعتراف قبيلة السحابة بها.
كانت قد عادت إلى الأراضي الوسطى، وارتفعت مكانتها بشكل لا يُصدق.
كانت هناك شائعات من حياة شياو يانغ السابقة عن إمبراطورة لا تقهر تقريباً ظهرت من الأراضي الوسطى. هل كانت يون تشيانشوي هي تلك الإمبراطورة؟
هل كانت جيانغ تينغ تخطط لتحديها؟
قبيلة السحابة، حكام الأراضي الوسطى، تفوق قوتها طائفة السيف الشمس الأزرق.
كانت الأراضي الوسطى هي أكثر المناطق ازدهاراً وقوة في قارة يوانو، وكانت موطناً للعديد من الخبراء العظماء.
تذكر شياو يانغ العديد من الشخصيات القوية من الأراضي الوسطى الذين حضروا دورة الستين عاماً في حياته السابقة.
كانت يون تشيانشوي ثابتة على المنصة، وكان قلقها واضحاً.
لدهشة شياو يانغ، لم تختار جيانغ تينغ في النهاية تحدي يون تشيانشوي.
عندما تحولت نظرة جيانغ تينغ بعيداً، تنفس يون تشيانشوي الصعداء.
لكن الآخرين بدأوا في التوتر أكثر.
" أخي الأكبر... "
تردد صوت جيانغ تينغ، موجهًا إلى شياو يانغ، الجالس في موضعه كـ "الابن المقدس".
"ماذا؟" اهتز قلب شياو يانغ بشعور من القلق المسبق.
"أنا، جيانغ تينغ، أتحداك!"
كان صوتها حازمًا، وكلماتها ثابتة وحاسمة.
"ماذا؟"
اشتعل غضب شياو يانغ على الفور.
لا يصدق! كيف تجرؤ على ذلك؟
لقد نشأوا معًا—كان يعرفها أفضل من أي شخص آخر.
حدق شياو يانغ في شخصية جيانغ تينغ على المنصة، وأصابع يديه مشدودة بإحكام حتى أصبح مفاصل أصابعه شاحبة.
جيانغ تينغ... بعد كل ما فعلته لإيذائي، ما زلتِ تعتقدين أنني سأسمح لكِ بتحقيق ما تريدين؟
لماذا تعتقدين أنني مدين لكِ بشيء؟
كان قلبه يصرخ بالإحباط.
هذه كانت دورة طائفة على مستوى الطائفة بأكملها، ومع ذلك تجرأت على تحديه دون أن تأخذ مشاعره في الاعتبار.
هل حقًا لا تهتم به على الإطلاق؟
هل كانت تتوقع منه أن يركن المباراة لصالحها؟ أن يهين نفسه أمام الجميع فقط لإرضائها؟
كل هذا من أجل تشين فاي، كانت تريد أن تدوس عليه، وتذله.
في حياته السابقة، كان شياو يانغ ليتنازل. حينها كان عالمه يدور حول جيانغ تينغ.
كانت رغباتها أوامر له.
الكرامة، والعزة، والفخر—لم يكن أي شيء منها مهمًا إذا كان سيسعدها.
كم كان بائسًا.
"هل أنتِ متأكدة أنكِ تريدين تحديي؟" سأل شياو يانغ بصوت هادئ لكنه جليدي.
"أنا متأكدة"، أجابت جيانغ تينغ بحزم.
"حسنًا. كما تشائين"، قال شياو يانغ عبر أسنانه، ببطء نهض من مقعده، وأيديه مشدودة، وهالة من الغضب تنبعث منه.
شعر الجمهور بغضبه كقوة ملموسة.
فقط جيانغ تينغ، التي لم تكن تدرك غضبه، بقيت واثقة.
"شكرًا لك، أخي الأكبر، على تحقيق رغبتي"، قالت وهي تنحني، مبتسمة ابتسامة خفيفة من الرضا على شفتيها.
كانت تعتقد أن شياو يانغ قد اكتشف نواياها وسيتركها تفوز.