على الجبل المقدس، جرف الغيوم يعتبر أخطر مكان على وجه قارة الغيمة الزرقاء، مر عدد لا يحصى من السنين لكن إلى هذا اليوم لم ينجوا أحد سقط منه.

وفي هذه اللحظة، وصل شاب بعينين سوداويتين وشعر أكثر سوادًا إلى هذا الجرف.

على جسده كان هنالك عدة إصابات خطيرة، لدرجة أنه اضطر على الإتكاء على حجر ليواصل وقوفه، تحت قدميه بركة من الدماء قد تشكلت بسبب خطورة إصابته.

جميع عضلات جسمه إهتزت بسبب تعبها، ولو لم يكن يتكئ على حجر لكان قد وقع على الأرض.

ولكن بالرغم من كل هذا، فعلى وجهه لم يظهر أي أثر للقلق أو الخوف من الموت، وعلى فمه كانت هنالك ضحكة ساخرة وكأنه كان يسخر من العالم بأكمله.

والآن وقف أمامه الحشد الهائل من الناس الذين حاصروه.

"يون شي، أنت محاصر.. إستمع إلى أمرنا وسلمنا لؤلؤة السم السماوي وسنتركك تواصل العيش."

"اليوم سوف نحقق عدالة السماء عليك ونتخلص منك، أسرع وسلم لنا لؤلؤة السم السماوي وسنقوم بإعطائك موتًا

سريعًا وبدون ألم"

"يون شي! توقف عن عنادك وسلم لنا لؤلؤة السم السماوي، أنت لا تستحق أداة مقدسة مثلها"

كل واحد من ذلك الحشد بدأ بالصياح حول عدالة السماء والأداة المقدسة، لو مر شخص عادي الآن من هذا المكان لمات من الخوف. هذا لأن هذا الحشد مكون من أقوى القبائل في قارة الغيمة الزرقاء.قادة القبائل قد أتوا، وحتى عدة كائنات قد اعتقد العالم بأنها قد انقرضت أتت أيضًا. لن يكون من المبالغة القول أن أي واحد من هذا الحشد لديه قوة كافية لهز العالم بأكمله.

الآن، كلهم قد جتمعوا من أجل هذا الشاب الذي قاموا بمحاصرته.

بالتحديد قد إجتمعوا هنا من أجل لؤلؤة السم السماوي، أقوى أداة مقدسة في العالم.

لم يستطع هذا الحشد العملاق التحكم بجشعهم ما إن ظهرت اللؤلؤة. بعد مطاردة يون شي لثلاثة أيام كاملة، وأخيرًا قد وصلوا إلى هنا.

"أنتم...... تريدون......لؤلؤة السم السماوي.....؟"

يون شي بدأ بالضحك، لكنها كانت ضحكة خالية من أي فكاهة.

أثناء ضحكه بدأ برفع يده اليمنى، وعندما فتح كفه كان فيها لؤلؤة خصراء اللون. فور ما ما ظهرت هذه اللؤلؤة كل أعين الحشد تجمعت عليها. أعينهم لمعت بالشجع.

بالنسبة ليون شي هذا الحشد من الناس الأقوياء بما يكفي للتخيف العالم بأكمله في نظره كانوا قذرين إلى أكبر درجة. بالرغم من كونه محاصرا إلى أن عينيه لم تفقدا لمعان غروره وكبريائه. لكن أكثر من هذا، كان في عينيه كراهية قوية بما يكفي للتبتلع العالم بأكمله.

"معلمي أمضى حياته كاملة وهو ينقذ العالم. لقد أنقذ عددا لا يحصى من الأرواح، ولم يطالب في المقابل لا مالًا ولا شهرة، ولكن بسبب لؤلؤة السم السماوي، أنتم قبائل الحق والعدالة قمتم بقتله قبل سبع سنوات."

"أنا أكره ...نفسي لكوني عديم النفع لهذه الدرجة. أنا أكره نفسي لأني لم أقدر على قتلكم جميعا يا قبائل القمامة."

كل كلمة من كلماته احتوت على كراهية هائلة. بالرغم من أنه قد مرت سبع سنوات، إلا أن التفكير بأمر موت معلمه أحيا فيه ألما كبيرا بما فيه الكفاية ليبكي دموعا من الدم.

يون شي لم يعرف من هم والديه، لأنه عندما وجده معلمه، كان عمره بضعة أيام. عندما وجده معلمه كان ذلك في فصل الربيع. السماء كانت خالية من الغيوم ومياه الأنهار كانت تجري بكل عذوبة. معلمه قام بتسمية ذلم الرضيع الذي وجد يون شي، في أمل أن يكون الطفل نقيا مثل الغيوم وصافيا كالمياه. لكي يرث الطفل مهنته ويواصل إنقاذ المساكين والمحتاجين.

مهما كان المرض مستعصيا ومهما كنت الإصابة خطيرة، معلمه كان قادرا على علاجها كلها. وهذا كان بسبب لؤلؤة السم السماوي.

الكلميتين "السم السماوي" تعني بأن هذه اللؤلؤة كانت سامة للدرجة مرعبة، لكن السم والدواء أصلهما واحد.معلمه لم يستخدم أبدا سمها، لكن إستخدم الكيمياء لإستخراج ه، وإذابته لكي ينتج في النهاية أقوى وأفضل الأدوية في العالم لينقذ بها ملايين الناس.

قبل سبع سوات يون شي كان قد تعلم كل مهارات معلمه في الطب. ولكن إشاعة تخص وجود لؤلؤة السم السماوي عند معلمه إنتشرت إلى جميع بقاع العالم مما جعل معلمه يتركها مع يوون شي وقيامه بجعل يون شي يهرب بعيدًا عن مكان سكنهم.

وبعد مدة قصيرة، معلمه قد مات على يد القبائل الكبيرة

.

عندما وصل خبر موت معلمه إلى يون شيي، قام بالبكاء لثلاثة أيم وثلاثة ليالي. وبسبب كراهيته الشديدة تخلى عن الطب وبدأ بإمتصاص السم من اللؤلؤة إلى جسمه.

الإنتقام أصبح هدفه الوحيد، وبعد سبع سنوات أتقن التحكم بلؤلؤة السم السماوي، وقام بالتكشير عن أنيابه وبدأ بإنتقامه. وفي أقل من عشر أيام، سمه انتشر آلاف الأميال قاتلًا بذلك عددًا لا يحصى من الناس. وفي نفس الوقت قام بإغراق العالم بأكمله في الرعب من سمه. وبهذا قام بجلب انتباه أقوى العشائر والقبائل إليه.

لتبدأ مطاردتهم ليوون شي.

يوون شي وهو يحدق بحقد وكراهية شديدة بدأ بالتكلم.

"أيها اللقطاء، أنتم تريدون لؤلؤة السم السماوي.....أنت....تحلمون..."

بعد إعلانه ذلك، يوون شي رفع يده اليمنى ورمى لؤلؤة السم السماوي إلى فمه. وبعد ذلك قام بدفعها في حلقه ليبتلعها إلى معدته.

"ما...ما...ماالذي تفعله....؟ !! "

"لقد قام.....بإبتلاعها...."

"يوون شي.هل تريد الموت إلى هذه الدرجة"

"لا بأس.كل ما علينا فعله هو قتله للحصول على اللؤلؤة"

لؤلؤة السم السماوي قد دخلت جسمه،لكن سمها لم يقم بقتله. بل ضوء آخر خفيف قام بتغطية جسده.

"اقتلوه الآن. فلربما تغيرت اللؤلؤة في جسمه بشكل ما."

عشرات الناس بدأوا بالزئير والهجوم على يوون شي في نفس الوقت. وهو ينظر إلى الأجساد التي أراد تدميرها أكثر من أي شيء في هذا العالم بدء بالضحك. بالرغم من كون ضحكته جافة وضعيفة للغاية إلا أنها لا زالت مفعمة بغروره وكبريائه.

"أنا لا أملك القوة لقتلكم، لكن لا تفكروا بقتلي. أنتم قطع القمامة لا تستحقون لؤلؤة السم السماوي، لكن أنتم لا تستحقون شرف قتلي أكثر. هاهاها....."

بعد انتهائه من الضحك يوون شي إستخدم يوون شي آخر ما تبقى لديه من قوة في جسمه ليقفز إلى ورائه.

"أوقفوه"

مئات الأيادي حاولت إمساك يوون شي بعد إدراكهم لنيته. لكنهم كانوا متأخرين جدًا.كل ما استطاعوا فعله هو مشاهدة جسد يوون شيي يختفي أسفل الجرف.

جرف نهاية الغيوم،لا يجد مكان أفضل للتنتهي فيه حياتي ،أنا يوون شي...

(ملاحظة:مقصده من هذه الجملة أن إسمه يوون معناه الغيوم والجرف إسمه نهاية الغيوم.)

لم يبقى لدي أي شيء يرطني بهذا العالم أساسًا. للأسف....لم أستطع الانتقام لمعلمي...ولم أستطع إيجاد والديّ.

يوون شي قام بسحب قلادة فضية من حول عنقه. لقد كانت الشيء الوحيد الذي وجده معه معلمه لجواره عندما وجده في وسط الجبال.

صرخت الرياح في أذنيه، وقام بإغلاق عينيه للاستعداد للدخول إلى الظلام الأبدي.....

2017/05/24 · 11,013 مشاهدة · 995 كلمة
نادي الروايات - 2024