الفصل 14- رسالة من طائفة شياو.

استيقظ اليوم رئيس عشيرة شياو في وقت مبكر للغاية بسبب دق أحدهم على الباب بدون هوادة "رئيس. رئيس العشيرة استيقظ."

شياو يونهاي قام بتفح عينيه من النوم وبعد رأى أن الشمس ما زالت لم تشرق كلًيا بدأ بالتذمر "مازال الوقت مبكرًا لهذه...ما الذي حدث؟"

"إنها طائفة....شياو. لقد قامت طائفة شياو بإرسال رسالة لنا." رد عليه صوت من خارج الباب وهو يرتعش يرتعش.

"ماذا؟ طائفة شياو؟"

رئيس عشيلرة الشياو، واحد من أقوى الشخصيات في مدينة الغيمة العامة، فور سماعه اسم طائفة شياو قام بالقفز بسرعة وكأنه تم غرز خنجر في مؤخرته. وبعد أن ارتدى معطفًا قام بفتح باب غرفته، ليقوم بإمساك الشخص الذي أمامه ويبدأ بالزئير عليه "هل قلت طائفة شياو؟ طائفة شياو؟"

"نعم. إنها طائفة الشياو بالتأكيد" ذلك التلميذ من عشيرة شياو قام بالإجابة بأعلى صوته ثم قام بتقديم الرسالة إلى شياو يونهاي. "هذه الرسالة تحمل ختم النسر الخاص بطائفة الشياو. وفي إمبراطوريتنا، لا يوجد أي شخص بالجرأة الكافية ليقوم يتزوير ختمهم."

وفور أن رأى شياو يونهاي ذلك النسر على ظهر الرسالة اهتز جسده بالكامل. ليقوم بنزع الرسالة من يدي ذلك التلميذ، ثم يقوم بفتحها بيدين مرتجفتين.

وبالرغم من أن الفرق بين طائفة الشياو وعشيرة الشياو هو كلمة واحدة، إلا أن تلك الكلمة كانت كالفرق بين السماء والأرض. عشيرة شياو يمكن إعتبارها قوية نوعًا ما في هذه المدينة، ولكن على المستوى القاري فلم تساوي أي شيءٍ على الإطلاق. ولكن طائفة شياو كانت واحدة من الطوائف الأربعة الرائدة. لقد كانوا كيانًا لم تتجرأ عشيرة شياو على النظر إليه حتى. فأبسط الخدم في الطائفة ماكان عليه احترام رئيس عشيرة الشياو.

ولكن بالرغم من هذا الفرق الشاسع إلا أنه توجد علاقة بين طائفة شياو وعشيرة شياو. وهي أن الشخص الذي قام بتأسيس عشيرة الشياو في هذه المدينة قبل 160 سنة، شياو بيلي، كان فردًا من طائفة اشياو....وبالتحديد، كان تلميذًا قد تم التخلي عنه من قبل طائفة شياو، والأكثر من ذلك أنه قد كان ابن واحد من قادة الطائفة. لكن شياو بيلي كان طفلًا قد نتج عن علاقة غير شرعية بين ذلك القائد وخادمة من الخادمات عندما كان ثملًا. ومنذ الطفولة كان شكله وموهبته سيئان جدًا. وبسبب ذلك فدائما ما تمت السخرية منه مسببًا بذلك ضغطا شديدًا على ذلك القائد. وعند سن بلوغه فإن قوته كانت الأضعف ببن كل من في عمره. تركه في طائفة شياو كان سيجلب لهم الخزي والعار، لذلك فور أن وجد ذلك القائد فرصة، قام بإرسال ابنه إلى هذه المدينة وبعد أن ساعده قليلًا في تأسيس عشيرة شياو، قام بقطع جميع الصّلَات بينهما...

وبسبب ذلك فقد أمضى شياو بيلي بقية حياته في التدريب آملًا في يوم من الأيام أن يكتسب القوة الكافية ليعود إلى الطائفة. وحتى بعد موته، فقد قام بتمرير رغبته إلى أحفاده، من جيل إلى آخر، ليصبح العودة إلى طائفة شياو أكبر هدف للعشيرة بأكملها، لكن للأسف لم تستطع أن تنتج عشيرتهم شخصًا قويًا بما فيه الكفاية ليتم قبوله في الطائفة.

لكن اليوم، قامت طائفة شياو قامت بإرسال رسالة لهم. هذا الأمر كان كافيًا بإرسال شياو يونهاي إلى أواخر العالم من الفرحة. وبعد قرائته لمحتوى الرسالة، كان جسد شياو يونهاي بأكمله يرتجف من شدة تحمسه، ليقوم بتوجيه إصبع مرتعشٍ إلى التميذ خارج الباب ويبدأ بالصراخ "أسرع.....إذهب وقم بإخبار القادة الخمسة أن يجتمعوا في القاعة الرئيسية. أخبرهم أن هناك أمر طارئ يخص مستقبل عشيرتنا....أسرع"

"ح....حاضر" ركض ذلك التلميذ في هلع نحو منازل القادة الخمسة.

*********************************************************************

قام شياو شي بفتح غرفة نومه بهدوء وبطانية حمراء في يده. ليجد شيا تشنغ يوي قد سبق وبدلت ملابسها وهي جالسة على حافة السرير. قامت أعينها بمشاهدته واتباعه وهو يدخل إلى الغرفة.

شياو شي قام بإلقاء البطانية على المائدة ليقول بعد ذلك، بدون أي تسارع في نبضاته قلبه أو أي تغيير على وجهه كأنه لم يقم بأي شيء."زوجتي، أنت مستيقظة باكرًا. هل كان نومكِ جيدًا البارحة؟"

"ألن تخبري أولًا أين كنت البارحة؟" شيلو لينغ شي سألت بصوت خافت.

"لا داعي" شياو شي بدأ بتمديد جسده ثم وقف أمام المرأة لتمشيط شعره " أعرف أنكِ لستِ مهتمةً بذلك على الإطلاق."

شيا تشنغ يوي "....."

يعد أن قام شياو تشي بتمشيط شعره وإعادة ملابسه المجعدة استعاد شكله الجميل. وبعد ذلك بدأ بمغادرة الغرفة "لنذهب. إنه صباح اليوم، علينا أن نذهب ونقدم إحترامنا لجدي....أنتِ لن ترفضي أليس كذلك؟"

وقفت شيا تشنغ يوي دون أن تقول أي شيء ثم خرجت من الباب وبدأت في المشي أمامه. شياو شي قام بإرخاء أكتافه ثم بدأ بإتابعها.

شياو لي دائمًا ما كان يستيقظ مبكرًا، واليوم لم يكن استثناءً. عندما دخلوا إلى منزله، أول شيء رأوْه هو أنه كان يسقي الأزهار. عندما رأى أن شياو شي وشيا تشنغ يوي قد دخلا، قام بالإبتسام بحنان "لقد أتيتما"

تحت نظرة شياو لي المنتظرة، قام شياو شي بمد يده والإمساك بيد شيا تشنغ يوي. يد شيا تشنغ يوي كانت رقيقة وناعمة، وبما أنها قد تدربت على فنون الغيمة المتجمدة، فبشرتها كانت باردة جدًا. وبمجرد أن قام شياو شي بإمساك يدها جسد شيا تشنغ يوي تجمد بالكامل، وفقط عندما كانت على وشك أن تقوم بسحب يدها من يده لاحظت أن عيني شياو لي كانتا تراقبهما، وبذلك لم تملك أي خيار غير أن تسمح لشياو شي أن يقوم بإمساك يدها.

والدها كان شديد الاحترام تجاه شياو لي وهي لم تكن إستثناء. وإذا قامت بترك يد شياو شي.كان بإمكانها تخيل ما كان سيشعر به.

"جدي، أنت مبكر كالعادة." قام شياو شي بتحية شياو لي بإحترام فور أن وصل أمامه وهو ممسك بيد شيا تشنغ يوي.

"تشنغ يوي تقدم إحترامها إلى جدي" قامت شيا تشنغ يوي بالإنحناء وتقديم احترامها أيضًا. وحقيقة أن شياو شي قام بإستغلال وجود شياو لي أمامهما ليمسك بيدها أغضبتها ولو لم يكن شياو لي ليلاحظ لكانت قد استخدمت فنون الغيمة المتجمدة لتُجمّد يده كليًا.

"هاها، أنتما مبكران أيضًا." وبعد رؤيته لهما ممسكان بأيدهما ابتسم شياو لي بحنان "شي إير، بالرغم من أن عمر السادسة عشر لهو عمر مبكر لتتزوج فيه إلا أن هذا يريح قلبي الآن. تشنغ يوي أنتي تعرفين حالة شياو شي الجسدية، وبصراحة فإن هذا الزواج كان غير عادل لك لكني سأحاول أن أعوضكِ عن ذلك بالتأكيد."

ولكن قبل أن تستطيع شيا تشنغ يوي أن تجيبه، سبقها شياو شي قائلًا "جدي لا تقل ذلك. فأنا حفيدك وتحت هذه السماء لا توجد أي فتاة لا أستحقها. ومن الطبيعي أن تأتي لتقدم احترامها لك وأن تهتم بي بعد زواجنا، وإذ لم تقم بذلك فإني سأطلقها لأجد زوجة أفضل. ألا تتفقين معي يا زوجتي؟"

"............." لو لم يكونا في حضرت شياو لي لقامت شيا تشنغ يوي بتجميده بالكامل الآن.

"هاهاهاها" بدأ شياو لي بالضحك ومن ثم نظر إلى شياو شي بنظرة حنونة"أوه أنت، تشنغ يوي قد انضمت إلى عائلتنا البارحة فقط، وأنت قد سبق وأن بدأت التنمر عليها. تشنغ يوي، لا تستمعي إلى سخافاته. شي إير، هذا الشقي، دائمًا ما كان شخص بفمٍ كبير. بالتأكيد أنتما لم تتناولا الفطور بعد، انضما إلى مائدة الفطور معي فأنا أيضا لم أُفطر بعد."

"نعم يا جدي.......لما لا نقوم بمنادات عمتي الصغيرة لتنضم إلينا؟"

"إنها تحب النوم منذ الصغر لذلك فإنها لا تزال نائمة الآن على الأغلب."

مائدة فطور شياو لي كانت كبيرة ومليئة بطعام يكفي ثلاثة أشخاص وأكثر. شياو شي لم يقم بإفلات يد شيا تشنغ يوي على الإطلاق طوال هذه المدة وقام بجرها ليجلسا كتفا إلى كتف على مائدة الطعام. بدأ شياو لي بالجلوس، وبعد أن جلس وقبل أن يلمس أي شيء من الطعام، صدر صوت خطوات مسرعة من خارج غرفته مرافقًا صوت صراخ شخص في عجالة:

"أيها القائد الخامس! هل القائد الخامس هنا؟"

"ماالذي يحدث؟" قام شياو لي بالوقوف وحواجبه متجعدة.

"أمر رئيس....أمر من رئيس العشيرة. على جميع القادة الاجتماع في القاعة الرئيسية لنقاش أمرًا هامًا للغاية يخص مستقبل عشيرتنا. عليك الحضور فور."

"..." وقف شياو لي ثم قام بارتداء معطفه الأسود "يبدو أن هناك حالة طارئة. أنتما كلا. لا داعي لانتظاري."

وفور أن قال ذلك، غادر شياو لي الغرفة بسرعة لأنه لم يتذكر مسألة استدعت حضور جميع القادة الخمسة بهذا العجلة من قبل.

فور أن غادر شياو لي، قامت يد شياو شي بترك يد شيا تشنغ يوي ومن ثم قام بالقفز بعيدًا بسرعة خارقة. "زوجتي تشنغ يوي، أنت ذكية للغاية، لذلك أنت بالتأكيد قد أدركتِ أن السبب الذي جعلني أقوم بإمساك يدك هو لإراحة بال جدي. لذلك بالرغم من أني لم أحصل على رأيكِ أولًا، إلا أنه لا يجب عليك الغضب فقط من أجل شيء مثل هذا فقط؟"

تعابير شيا تشنغ يوي قد أصبحت باردة تماما لتتكلم بنبرة صوت باردة تماما "إذا تجرأت على لمسي مجددًا، فلن أسامحك أبدًا."

"هاي. ألستي تبالغين قليلا؟" تعابير شياو شي أصبحت محبطة

"لقد قمتُ بإمساك يدكِ فقط وأنت قد أصبحتي غاضبة لهذه الدرجة....وبالرغم من أنك تزوجتني لتردي دينًا لوالدي، إلا أننا لا نزال زوجًا وزجة، لذلك فإنه من العادي أن أقوم بلمسك..... لكنكِ دائمًا باردةٌ تجاهي وفقط إمساكي ليدكِ قد جعلكِ غاضبة لهذه الدرجة....*بكاء* إذا كنت قد تزوجت بإمبراطورة لكان أفضل..."

"...." طباع شياو شي قد بدأت بإعطاء صداع لشيا تشنغ يوي

. فأول مرة قامت برؤيته، شعرت أنه كان باردًا وفخورًا أكثر منها. وبعد التكلم معه أحست بأنه لم يكن شخص عاديا على الإطلاق، وأنه كان محاطًا بالغموض. و في عدة مرات شعرت أنه ليس مراهقا ذا ستة عشر عامًا بل هو عجوز بسنوات عديدة من الخبرة......باستثناء فمه الفاحش.......

وحتى الآن ، فبالرغم من أنه قام بالإمساك بيدها دون رأيها إلا أنه تصرف وكأنه لم يفعل أي شيء على الإطلاق. بل على العكس تصرف وكأنها قامت بظلمه. وبسبب تلك التصرفات المتناقضة، فإنها لم تعلف هل تبكي أو تضحك. دون أن تدرك أن غضبها قد اختفى كليًا.

"إنسَ الأمر. لنأكل." قالت شيا تشنغ يوي فاقدة قوتها.

"هل هذا يعني أن زوجتي ليست غاضبة؟ هاها ذلك أفضل. صرتِ الآن تتصرفين كزوجة مطيعة. لنأكل." قام شياو شي بالعودة إلى المائدة والجلوس إلى جانب شيا تشنغ يوي وابتسامة كبيرة على فمه وكأن إحباطه منذ قليلٍ لم يكن موجودًا.

"...." بدأت شيا تشنغ يوي في التشكيك في قرارها في البقاء معه شهرًا كاملًا وأنه ربما يكون ذلك قرارًا سيئًا للغاية.

------------

TL: JAOUAD AZZOUZI

TLC: SILVER BULLET

-----------

2017/06/15 · 4,575 مشاهدة · 1570 كلمة
Agis
نادي الروايات - 2024