الفصل 22 ال ا ضطراب (1)

بعد مغادرة شياو لينغ شي بمدة قصيرة، عادت شيا تشنغ يوي. اليوم قامت ب ا ستبدال ملابسها الحمراء بملابس زرقاء مطرزة بتصميم العنقاء. في شعرها دبوس ياقوتي، ومن أذنيها تدنى زوج من أقراط اللؤلؤ، وحول عنقها كان هنالك قلادة ياقوتٍ أزرق. شياو شي قام بالتحديق إليها بينما عينيه بدأتا باللمعان. أليس هذا الجمال مثل تلك الملائكة في الأساطير القديمة؟؟

شيا تشنغ يوي دخلت إلى المنزل بخطواتٍ صغيرةٍ وحولها هالة هيبةٍ تجعل كل من رآها يعتقد أنها ابنة إمبراطورٍ ما، وليس ابنة تاجر مدينة صغيرة.

وبينما كان شياو شي يحدق إليها كان يصرخ في قلبه......هذه الغرفة هي المكان الوحد الذي تستطيع أن تغير فيه ملابسها، لكنني كنت نائمًا وقد ضيعت فرصة رؤية ذلك. آآآآآه، لن أسامح نفسي أبدًا.

"الملابس الزرقاء تلائمك أكثر من الأحمراء." شياو شي قام بمدحها بعد أن رأى ملابسها الجديدة.

شيا تشنغ يوي لم تشعر بأي شيء بعد مديحه، وبعد رؤيتها لوعاء الحساء الفارغ على الطاولة، قامت بحمله واتجهت إلى الباب للخروج.

"هل أنت من أعد ذلك الحساء؟" شياو شي سألها بصوتٍ عالٍ.

"هل كان مذاقه سيء؟" شيا تشنغ يوي قامت بسؤاله بصوت بارد، وظهرها ملتفت إلى شياو شي. لكن في داخل عينيها كان هنالك شعور لم تعرف ما هو.

"لا، لقد كان جيدًا للغاية. أنت طباخة ماهرة." شياو شي قال ببسمة على وجهه ثم بعد تمطيط جسده قليلًا، قال ببسمة على وجهه "ولكي أكافئ زوجتي على الحساء الذي أعدتي لي إياه، فسأبذل قصار جهدي هذه الليلة .......في السرير....."

"....." شيا تشنغ يوي قد سبق واعتادت عليه لذلك لم تغضب على الإطلاق هذه المرة. وبوجه خالي من أي تعبير قالت

"طائفة شياو سيصلون هذا المساء. قائدهم سيكون الابن الأصغر لرئيس الطائفة، واسمه هو شياو كوانغ يان. لقد سمعت من معلمتي أن قوة شياو كوانغ يان يمكن اعتبارها متوسطة على الأكثر في الجيل الأصغر لطائفة شياو، وسمعته في الخارج سيئةٌ للغاية. ولكنه مدلل بشدة لأنه الابن الأصغر لرئيس الطائفة. لا يوجد أي شخص يجرؤ على اهانته في هذه المدينة، لذا.. أظن أنه من الأفضل ألا تلتقي به وجهًا لوجه"

"شياو كوانغ يان؟ حسنًا لقد فهمت. شكرًا على التحذير، يا زوجتي تشنغ يوي." شياو شي قال ببسمة على وجهه.

*********************************************************************************************************

اليوم هو يوم وصول فوج طائفة شياو.

خبر وصول ذلك الفوج من طائفة شياو لم يؤثر على عشيرة شياو فقط، بل على المدينة بأكملها. مدينة الغيمة العائمة، هي أضعف مدينة في الإمبراطورية من جميع الجهات.

وفي جهة أخرى، طائفة شياو هي طائفة مكانها على أعلى قمة في الإمبراطورية. أناسٌ من طائفة شياو وخصوصًا ابن رئيس الطائفة وقيامهم بزيارة إلى هذه المدينة كان مثل زيارة العائلة الملكية لعائلة صغيرةٍ فقيرةٍ في الضواحي. كل المدينة قد تغير جوها، فبعض الناس كانوا متحمسين لوصول الفوج من طائفة شياو، أملين أن يستطيعوا تكوين أي نوع من العلاقات مع طائفة شياو، والبعض الآخر كانوا خائفين من اهانتهم والموت على يد الطائفة وهم الذين لا يهمهم ولا يحدهم القانون.. لذلك قاموا بالاختباء في منازلهم.

الحديقة الأمامية لعشيرة شياو قد تم تنظيفها كليًا من كل الغبار وتم ترتيبها كليًا. قبل يومين المنزل الأكبر في عشيرة شياو الذي كان يعيش فيه شياو يونهاي قد تم إخلائه وإعادة تزيينه. كل شيء من الكراسي إلى أغطية السرير قد تم استبدالها بأدواتٍ أجدد، أما شياو يونهاي قد انتقل إلى المنزل الصغير المجاور. وحتى الطعام قد تم إعداده من قبله.....وبالرغم من أنه كان متعبًا إلى درجة الموت، إلا أن قلبه كان سعيدًا للغاية. هذا لأنه كان واثقا مئة بالمئة أن الشخص الذي سيتم اختياره من قِبلِ طائفة شياو سيكون ابنه. و بذلك سيصبح أهم شخص في المدينة والكل سيتكلم معه بأقصى درجات الاحترام.

ا بتداءًا من العاشرة صباحًا، شياو يونهاي قام بقيادة جميع القادة للانتظار عند مدخل العشيرة استعدادا لتحية الضيوف القادمين. وقاموا بالانتظار حتى الظهر ثم....انتظروا حتى العصر.... ثم جرى تلميذ من عشيرة شياو صارخًا "رئيس العشيرة. لقد.....لقد وصلوا. الفوج من طائفة شياو قد وصلوا.....تلك الهالة....إنهم بالتأكيد فوج طائفة شياو."

جسد كل الحاضرين بدأ بالارتجاف، ثم قام شياو يونهاي بأخذ خطوة صغيرة وبدأ التكلم بصوت خافت "أسرعوا. أبلغوا الجميع وأخبروهم أن يستعدوا. لن أسامح أي شخصٍ يقوم بأي خطأٍ يهين زوارنا النبلاء. أيها القادة. هيا لنرحّب بالضيوف."

شياو يونهاي بدأ بالمشي إلى الأمام بسرعة. وفقط بعد أن مشى كيلومترًا كاملًا لاحظ أربعة أشخاص قادمين في اتجاهه. من الأربعة، الشخص الذي كان في الأمام، كان شابًا ذا حوالي عشرين سنة تقريبًا، مرتديًا ملابس فاخرة، جسده ذو حجم عادي، ووجهه ذو صفاتً عادية أيضًا. وجهه الأبيض احتوى على غرور شديد، ومظهره كان مظهر شخص كثير الاستمتاع. بالنسبة لمظهره، فلو وضع في وسط حشد فإنه لن يلاحظه أحد. لكن بالرغم من ذلك إلا أن وجهه كان مليئًا بالغطرسة والعجرفة. يديه كانتا خلف ظهره وهو يمشي لم يقم حتى بإلقاء نظرة إلى الناس حوله، وكأن ذلك سيلوث عينيه.

وخلفه كان عجوز في ملابس سوداء، وملامحه كانت ساكنةً مثل الماء. وخلف ذلك العجوز كان هنالك شابان آخران مرتديان ملابس سوداء متشابهة وعلى كتف ملابسهم، كان هنالك تصميم نسرٍ مطرز.

شياو يونهاي قام باستنشاق نفس عميق ثم قام بالاسراع إليهم. وبعد أن قام بتحية بيديه، جسده انحنى قليلا ثم سأل باحترام شديد "اعذروني، هل أنتم ضيوفنا النبلاء من طائفة شياو؟"

الشاب في الأمام توقف، ثم قام بالنظر إليه بكسل وقال بأعين نصف مغلقة. "ذلك صحيح. أنا الذي أمامك هو شياو كوانغ يون من طائفة شياو."

شياو يونهاي أصبح أكثر احتراما. وقال بوقار "لقد اتضح أنكم الزوار النبلاء، هذا رائع. لقد كنا ننتظر وصولكم منذ وقتٍ طويل. خادمك المتواضع هو الرئيس الحالي لعشيرة الشياو، شياو يونهاي. الخمسة ورائي هم القادة الخمسة لعشيرتنا. لكي يزورنا أناس من طائفة الشياو، ذلك أفضل و أسعد شيءٍ في حياتنا."

"لاداعي لمواصلة تفاهاتك" أعين شياو كوانغ يون قامت بالمرور على القادة الخمسة، ثم قال بكسل "أرنا الطريق"

"نعم.نعم. اتبعوني رجاءًا." شياو يونهاي قام يإيماء رأسه بسرعة ولكن قبل انقلابه ليريهم الطريق قام بسؤال الرجل العجوز رفقة شياو كوانغ يون.....

"أنا خائف أنني لا أعرف اسمك أيها الموقر...."

"شياو موشان" العجوز رد بدون أي اهتمام. وجهه كان خاليًا من أي مشاعر أو حركة وكأنه كان جثة هامدة.

شياو يونهاي لم يتجرأ على التأخير أكثر وبدأ بالسير إلى العشيرة. وبالرغم أنه استطاع الشعور بمستوى قوة شياو كوانغ يون، إلا أنه لم يستطع الإحساس بأي شيء من جسد شياو موشان. هذا إما يعني أن شياو موشان لم يتدرب في الفنون القتالية والطاقة الداخلية، وهذا الأمر مستحيل تماما كونه مرافق شياو كوانغ يون. مما يترك الاحتمال الثاني فقط. أن قوته قد فاقت مجال الاستشعار الخاص بشياو يونهاي بكثير.

في الوقت الذي وصلوا فيه إلى العشيرة، عدد كبير من الناس قد سبق وتجمع عند المدخل. وعند رؤيتهم لدرجة اللحترام التي قدمها شياو يونهاي للشاب المتعجرف أمامه، قلوبهم بدأت بالخفقان، وثم بدأوا كلهم بالتدافع لتقديم احترامهم واستقبالهم.

"هل لي أن أسأل هل أنت من طائفة الشياو؟" رجل سمين بعض الشيء في المقدمة قام بسؤاله باحترام.

"ومن أنت؟" شياو كوانغ يون قام بالنظر إليه بأعينه النصف مغلقة.

"أنا......أنا حاكم هذه المدينة. اسمي المتواضع هو سيتو نان. عندما سمعت عن وصول الضيوف النبلاء من طائفة شياو....أتيت لمقابلتكم." سيتو نان كان شديد الاحترام وبالرغم من كونه حاكم المدينة إلا أن كل الضيوف المهمين الذي التقى بهم لا يساوون أي شيءٍ أمام هذا الشاب المتعجرف ذا المظهر العادي.

"هذا الخادم المتواضع هو يوين با، لقد كنت ص ديقًا جيدًا مع رئيس العشيرة لعدة سنين، وقد.....وقد أتيت اليوم لأقدر روعة ابن رئيس طائفة شياو. وقد أحضرت بعض الهدايا الصغيرة متمنيًا أن تقوم بقبولهم." رئيس عشيرة اليوين، عشيرة بنفس قوة عشيرة الشياو قام بتقديم كامل احتراماته. ثم قام بمد يده مقدما صندوقًا صغيرًا.

شياو كوانغ يون قام بإلقاء نظرة إلى ذلك الصندوق ثم قام بتحريك يده إلى الشابين خلف "استلماه."

واحد من الشابين في الخلف قام بالتقدم إلى الأمام وأخذ الصندوق دون أي تعبير.

وبعد رؤية أن شياو كوانغ يون قد قبل هديته، يوين با كان على وشك الموت من شدة الفرحة. وعندما رأى الناس الآخرون الذين أرادوا تكوين أصغر العلاقات مع طائفة شياو، كلهم بدأوا بالتدافع أكثر وتقديم هدياهم له..... شياو كوانغ يون لم يرفض أي واحدة منهم بل قام بقبلوهم جميعًا بدون أخذ أي نظرةٍ إلى تلك الهدايا. وثم بأعين مغلقة قام بالتكلم "تراجعوا جميعًا، الوقت متأخر الآن. إذا كان هنالك شيءٌ ما سنتحدث عنه غدًا.

"نعم، نعم. أيها السيد الشاب شياو قد سافر من بعيدٍ ليصل إلى هنا. أنت متعبٌ بالتأكيد. سوف نعود غدًا بعد أن ترتاح." الحاكم سيتو قام بإيمأة رأسه ثم قام بالتراجع.

وبعد ذلك قام الحشد بالتفرق.

شياو يونهاي والقادة الخمسة بدأوا بتقديم عشيرة شياو إلى شياو كوانغ يون باحترام. وبعد مدة قصيرة قال له شياو يونهاي "أيها النبلاء من طائفة شياو، بالتأكيد قد قطعتم مسافةً هائلةً لتصلوا إلى هنا هل تريدون الاستراحة الآن؟ سبق وأن أعددنا لكم منزلًا فخمًا"

"لا داعي، جسدي ليس ضعيفًا إلى تلك الدرجة" شياو كوانغ يون قام بالنظر إلى عشيرة شياو ومن ثم شفتيه قامتا بالارتفاع كاشفتين ازدراءه "لم أكن لأعرف أن هذا المكان موجود لولا موتِ القائد شياو جينغ. لقد سمعت أن مؤسس هذا المكان كان قطعة قمامةٍ قامت طائفتنا بطرده. لكن مهما كان قمامة، إلا أنه يظل شخصًا من طائفة شياو. حتى ولو كان قطعة قمامة لم ترد إبقاءه طائفة شياو، إلا أنه استطاع أن يصبح قائد هذا المكان. أعتقد أن ذلك لا بأس به بالنسبة لقطعة قمامةٍ مثله."

"نعم نعم. شكرًا على مديحك."

وبالرغم من سخرية وازدراء شياو كوانغ يون إلا أن كل ما استطاع فعله شياو يونهاي هو الإيماء وشكره. فكيف له أن تكون له الجرأة لفعل شيء غير ذلك؟

"الأموات مهمون. السبب الذي أتيت إلى هنا من أجله هو تحقيق آخر أمنية للقائد شياو جينغ. لقد سبق وأوضحنا هدفنا في رسالتنا. غدًا في الصباح، قم بجمع كل شخصٍ في عشيرتك في هذه الحديقة. ويجب ألا يكون هناك أي واحد منهم غائبًا. سوف أختار بنفسي الشخص الذي سيعود معنا إلى طائفة شياو"

شياو كوانغ يون قام بإعلان ذلك وكأنه كان يعلن أمرًا مقدسًا ولا يمكن رفضه.

TL: JAOUAD AZZOUZI

TLC: SILVER BULLET

2017/08/13 · 4,567 مشاهدة · 1558 كلمة
anasksasa
نادي الروايات - 2024