ظهرت شيا تشينغ يوي وورائها مساعدتاها. كانت ترتدي وشاحًا أحمر على وجهها. وعدة لؤلؤات قد تدنيت من وشاحها لتغطي وجهها وتعابيرها بالأكمل. شعرها الحريري الأسود رفرف وراء رأسها، وعدة قطع من الألماس قد زينت حزامها. كل هذه التفاصيل الصغيرة ساهمت في جعلها تصبح أكثر جمالا.

وصلت شيا تشنغ يوي ببطء إلى شياو شي بمساعدة خادمتيها، كل خطوة من خطواتها كانت خفيفة ومليئة بالأناقة وكأنها كانت تمتطي سحابة في السماء.

وبعد مدة قصيرة وصلت أمام شياو شي لتتراجع الخادمتان التان كانتا معها. طبقًا للتقاليد في إمبراطورية الرياح الزرقاء، فإن الزوج سيقوم بإحضار الزوجة إلى مكان جلوسها. تقدم شياو شي للأمام و من ثم بسط يده إليها. قامت شيا تشنغ يوي برفع يدها بكل رقة....ولكن في اللحظة التي تلامست فيها يديهما، اخترقت طاقة باردة إلى أبعد الحدود يده من يدها لتقوم بتجميد ذراعه بالكامل.

الألم والتجمد بدءا بالاختفاء فور أن قام شياو شي بإعادة يده إلى مكانها بدون أي تغيير على تعبيره وكأن شيئَا لم يكن.

وإذا قام شخص ما برفع وشاح شيا تشينغ يوي لوجدعينيها الجميلتين مليئتان بالصدمة ولكن بعد مدة قصيرة اختفت تلك الصدمة من عينيها لتعود عينيها إلى برودتهما السابقة.

عاد شياو شي للجلوس على حصانه وبدأ الموكب بالعودة إلى مقر عشيرة شياو بعد أن قاموا باستلام العروس.

وبعد رحلة دامت ساعة ونصف، وصل الموكب إلى عشيرة شياو. كانت هذه الرحلة خالية من أي رومانسية ولم يحدث أي شيء طوال تلك المدة مما خيب آمال الكثيرين.

كان شياو لي ينتظرهم عند البوابة الخارجية للعشيرة. لكن للأسف عدد الناس الذي أتوا لمباركة شياو شي كان قليلا جدًا. معظم الحاضرين قد أتوا من أجل شياو لي. وبسبب شهرة شياو لي وعشيرة شيا، فإن عدد الناس الذي أتوا بسببهم كان هائلا. ولكن عدد أكبر قد جاء لرؤية حفل زفاف أجمل فتاة في المدينة.

توقفت مركبة شيا شتنغ يوي أمام البوابة. جزء من ستار المركبة فتح وتكلمت خادمة إلى شيا تشنغ يوي "آنستي، لقد وصلنا"

وفور أن أن خرجت شيا تشنغ يوي من مركبتها، اختفت كل الضوضاء التي كان يصدرها الحشد.

كان الوقت الآن قرابة الظهر. انعكست أشعة الشمس على وشاحها الأحمر بينما رداؤها يرفرف مع الرياح خالقًا بذلك صورة وكأنها صورة مأخوذة من لوحة لأعظم فنان على هذه الأرض. وبالرغم من أن وجهها كان محجوبًا لكن شفتيها التي بقي جزء منهما مكشوفًا، كان كافيا ليأسر جميع قلوب الحاضرين

صوت الناس وهم يتنفسون ببطء صدر من جميع الأنحاء فكلهم لازالوا في حالة صدمة من رؤية أجمل فتاة في مدينتهم، وكل هذا حدث ووجهها مازال مغطى. فقط بسبب هالتها وطريقة وقوفها وحدهما قد أفرزا سحرا خاصا قام بإيقاع جميع الحاضرين في أسره.

خادمة شيا تشنغ يوي، شيا دونغ لينغ قامت بربط طرف قطعة ثوب حمراء حول يدها ومن ثم قامت بربط الطرف الأخر حول يد شياو شي. وببسمة على وجه شياو شي بدأ بقيادة شيا تشينغ يوي وعبرا فوق مجمرة. وبعد أن عبروا فوقها دخلوا من باب عشيرة شياو ووصلوا إلى الساحة.

)ملاحظة: هذا هو شكل المجمرة التي يتحدث عنها الكاتب http://jewellumiere.com/chineseart/brazier/done/brazier.jpg

وسبب عبورهما فوقها عائد لكونها أحد تقاليد الصين القديمة عند الزواج)

وحتى بعد أن دخلوا إلى الداخل، إلا أن الأصوات في الخارج لم تنخفض على الإطلاق بل ازدادت أكثر وأكثر. كان على وجه شياو شي تعبير مبتسم ولكن في داخله كان يريد أن ينتهي من هذه المهزلة بأسرع وقت ممكن.

وبعد ذلك دخلوا مباشرة إلى الصالة الرئيسية للعائلة. هذا هو المكان الذي يتم عقد فيه أحداث العشيرة. الوحيدون الذي كان مسموحا لهم استخدام هذا المكان هم قادة العشيرة فقط. وبسبب حفل الزواج اليوم، تم تغيير الكثير في هذا الغرفة. تم رسم وحوش أسطورية مثل التنين والعنقاء ووحوش أسطورية أخرى على الأعمدة. وقد تم بسط بساط أحمر على أرضية الغرفة. لم ترد عشيرة شياو أن تنفق أي مال على زواج معاقٍ مثل شياو شي لذلك أغلب الزينات في هذه الغرفة قد أتت من عشيرة شيا. شيا هونغيي كان على إستعداد أن ينفق كل ماله من أجل زواج ابنته الحبيبة.

شياو لي وشيا هونغيي جلسا على أعلى كرسيين في القاعة، بابتسامتين عريضتين على وجهيهما عندما رأيا شياو شي وشيا تشينغ يوي يدخلان إلى القاعة. وعلى جانبي البساط كان هنالك مقاعد أخرى مملوءة بأعضاء آخرين من العشيرة. كرئيس العشيرة شياو يونهاي والقادة الآخرون. عندما دخل شياو شي فبالرغم من أنهم كانوا يبتسمون في الخرج إلا أنه في داخلهم كل ما شعروا به هو الازدراء.

عشيرة الشياو كانت عشيرة تخصصت في التدرب على الفنون القتالية. لذلك كون شياو شي ذو الأوردة المحطمة فردًا من عشيرتهم قد جلب لهم كما هائلا من الإحراج. ولو لم يكن حفيد القائد الخامس لكان قد تم طرده منذ مدة طويلة...ولو لم يكن اليوم زواجه من ابنة عشيرة شيا ماكانوا ليحضروا حفل زفافه.

عندما يفكرون بشياو شي فكل ما يمكنهم التفكير به هو أنه "قمامة" وذلك بسبب أنه في قارة السماء العميقة، الشخص لن يستحق الاحترام إلا إذا كان قويًا. إنه عالم قاسٍ حيث القوي يأكل الضعيف والكلب يأكل الكلب ولكن هذا كان القانون الوحيد في هذا العالم.

تعابير الشباب من الجيل الأصغر كانت بشعة حقة. فكل واحد منهم أراد أن يمتلك شيا تشينغ يوي. وعندما وقعت أعينهم على شياو شي، امتلأت أعينهم بالحقد والكراهية.

الشخص المسؤول عن مراسم الزواج كان شياو دي. بدأت المراسم عندما أعلن ذلك.

قام المسئول بتقديم كل من العروسين أولًا، ثم بدأ بقراءة لائحة الضيوف ليعلن عن من جاءوا. وفي نفس الوقت الذي كان يقرأ فيه المسؤول لائحة الضيوف فتعابير شياو شي ضلت محايدة بدون أي تغيير وكأنه كان يستمع ولكن في الواقع لم يمتلك أدنى إهتمام فيما كان يذكره المسؤول لكن عقله كان يعمل على حل معضلة أثارة إهتمامه.

ماكانت تلك الطاقة الباردة التي مدت يده عندما لامس يدها؟ هل كانت نوعا ما من الطاقة الداخلية؟ لكنه لم يسمع قط بهذا النوع من الطاقة الداخلية في مدينته. وبالنسبة لشيا تشينغ يوي أن تصل إلى المستوى 10 من مرحلة المبتدئ إنه حقا أمر مبهر لكنها لازالت في مرحلة المبتدأ. إذا كيف إستطاعت أن تطلق ذلك النوع من الطاقة الباردة كفاية لتجمد يده دون أن يلاحظ أي أحد؟ هل من الممكن أن هذه قدرتها الخاصة؟ أو نوع من الفنون القتالية، لكن أن تتعلم الفنون القتالية وهي فقط في مرحلة البتدئ لأمر مستحيل.

وبينما كان شياو شي يفكر حول هذا الأمر توقف صوت المسؤول لمدة قصيرة. ليصبح صوته أعلى عندما بدأ في مراسم الزواج.

"أولا انحنوا للسماء والأرض"

بالرغم من أن شياو شي كان غارقا في أفكاره إلا أنه كان في نفس الوقت منتبها لما كان يقوله المسؤول لذلك، بمجرد أن أعلن المسؤول عن ذلك اتجه شياو شي إلى جهة الباب لينحني للسماء والأرض رفقة شيا تشينغ يوي.

"ثانيا، انحنوا للزعماء."

الشخصان قاما بالدوران 180 درجة إلى جهة كرسيي شيا هونغيي وشياو لي و من ثم قاما بالانحناء لهما.

"ثالثًا، انحنيا لبعضكما البعض"

إتجه جسد شياو شي ليواجه شيا تشينغ يوي وفي نفس الوقت فعلت شيا تشنغ يوي المثل، حركتهما لم يكن فيها أي تردد. وهذا ما أصاب الشباب من الجيل الأصغر بدهشة كبيرة، هذا لأنهم اعتقدوا بأنه قد تم إرغام شيا تشنغ يوي على الزواج من القمامة شياو شي. ولصدمتهم فإنه لم يبدوا أي أثار للتردد في حركات شيا تشنغ يوي.

انحني الزوجان لبعضهما البعض، وفي هذه اللحظة رأى عينين باردتين خاليتين من أي مشاعر تحدقان إليه من خلف وشاحها.

عادةً في لحضات مثل هذه، لكان جسد شياو شي قد بدأوا التصفيق، والضحك ومباركة العروسين. لكن في هذا الزفاف فقط بعض الناس قاموا بالتصفيق مما جعل الجو غريبا في القاعة.

"أعتقد بأنه يجب علينا مباركة القائد الخامس" القائد الأول شياو لي الذي كان جالسا رفقة شياو يونغهي قال ذلك بسخرية واضحة في كلامه.

القائد الثاني ضحك ثم قال "القائد الخامس، أن تحصل على كنة موهوبة مثل شيا تشنغ يوي لهو نتاج حظك وحظ عشيرتنا. وبالنسبة لعشيرة شيا أن يحصلوا على صهر مثل شياو شي، هاهاها، أعتقد بأن ذلك مقبول أيضا نوعا ما. مبارك"

أصبح جو القاعة مختلفًا بدرجة كبيرة. حتى ولو كان الشخص أصمًا فإنه سيستطيع سماع السخرية والإزدراء في كلماتهم عندما بدأوا بتهنئة شياو شي

2017/05/24 · 5,107 مشاهدة · 1248 كلمة
Golden_Crow
نادي الروايات - 2024