52 - بذرة ملك الشر بذرة النار (5)

الفصل 52 : بذرة ملك الشر بذرة النار (5)



تساءل تشي بحيرة " ما هذا الشئ ؟ "

قالها وهو ينظر إلي الياقوتة الحمراء المتوهجة بالضوء الأحمر القاني . ورغم انه كان يمسكها بيده إلا انه لم يقدر علي تقدير وزنها أو درجة حرارتها الحقيقية . أشعتها الحمراء المتوهجة بدت مألوفة وعادية ولكن نبع إحساس داخله بان هذا اللون لم ير مثله من قبل. هدئت دقات قلبه المتسارعة فلم يعد يخفق بقوة كما كان من قبل ... بل نتقل الاضطراب إلي أوردة معرفته.... التي شملها اضطراب عنيف جعل الدماء في جسده تغلي .وعم إحساس غريب بالهدوء والاطمئنان قلبه علي الرغم من إنها المرة الأولي التي يري فيها هذه الياقوتة وكأنها جزء مفقود من قلبه وقد عاد إليه أخيرا .

من اللؤلؤة جاءه صوت ياسمين وقد علا وجهها التجهم " الأميرة لا تدري ما هذا الشئ ولكنها تؤكد لك أن أمرك قد انتهي " ...كانت غاضبة فبالرغم من كل التحذيرات التي أطلقتها لتشي إلا انه لم يسمعها أو يلقي لها بالا واستمر في المخاطرة بنفسه مرة بعد أخري .

ولولا ارتباط نجاتها ببقاؤه علي قيد الحياة لتركته للموت أن لم تقتله هي بنفسها ..... أرادت حقا أن ترفع يدها الرقيقة وتلطم هذا البشري المتهور الذي لا يعرف الخوف والذي سيخاطر بحياته من اجل ما يعتقد أنها " فرصة ".

وقبل أن تنهي ياسمين عبارتها دوي صوت التنين بزمجرة تهز الأرض وترعب السماء من الخارج .

" جرررررررر" ...البشر المخادعين !! أيها الطماعون إذا فقد جئتم من اجل كنزي ..كنز ملك الوحوش أيها الأوغاد المتبجحون لن اغفر لكم ..."

قد لا يملك عشرة من المستوي العاشر في مرحلة السماء القدرة علي هزيمة اقل مستوي من مرحلة الإمبراطور ناهيك عن خمسه من مرحلة السماء واحد منهم فقط في المستوي العاشر. في غمضة عين أطلق التنين الناري قوته الحقيقية واجبر الخمسة من قبيلة السماء علي التراجع فلم تكن الهجمات النارية التي أطلقها بأشكال التنانين ساخنة فحسب بل حملت معها أيضا قوة هائلة ستقود ببطء الخمسة إلي عالم الأموات .

وفي اللحظة التي شعر بها الخمسة باليأس من النجاة .... انفجر غضب التنين الغير مفهوم بزمجرة عالية صمت الأذان وأطلق جسده طاقة أرعبت القلوب ثم أطلق زمجرة أخري رافقتها كرة هائلة من النيران بلغ قطرها عشرات الأمتار أصابت الخمسة ليصرخوا جميعهم من العذاب والألم..... ولكن للعجب لم يواصل التنين هجومه عليهم بل استدار مسرعا إلي كهفه وهو ينفجر غضبا .

هرب الخمسة من قبيلة السماء بسرعة محملين بالحروق والجراح التي تفاوتت شدتها وقد ذهبت النيران بأكثر شعرهم و اغلب لحاهم وحتى ملابسهم حازها نصيب من كبير من الدمار ..... وبينما يشاهدون التنين يبتعد عنهم عمتهم الحيرة والتساؤل .

بصوت مبحوح تساءل احدهم وجسده يرتجف بشدة " ماذا حدث ؟ لماذا تراجع فجأة؟ "

" يبدو أن احدهم انتهز انشغاله بالمعركة وحاول التسلل إلي عرينه هكذا قال ..!"

" وما شأننا بسبب تراجعه ! من حسن حظنا أننا سننجو بحياتنا ..بعد أن حاربنا وحش من مرحلة الإمبراطور "

" مهما كان ... هيا لنهرب "

لم يجرؤ الخمسة علي البقاء أكثر من ذلك وغادروا مسرعين... لم يجرؤا حتى علي النظر خلفهم ..وهربوا بأقصي سرعة وهم يحملون نفس الفكرة ... ما إن يعودوا إلي ارض القبيلة سيجدون من اخبرهم أن التنين الناري كان فقط في المستوي التاسع من مرحلة السماء و سيوسعونه ضرباً .

وبداخل الكهف شعر تشي بالخطر المحدق القادم إليه وعلم أن لم يعد بوسعه التلكؤ أكثر من ذلك لذا انطلق كالسهم إلي الخارج ولكن قبل أن يخطو خطوة واحدة شعر بدوي يصم الأذان وقد هبط التنين علي باب الكهف وشعر تشي بحرارة الغضب العارم تلفح وجهه ومع خطوات التنين اهتزت أرضية الكهف ومعها جدرانه لتظهر رأس التنين أمام تشي ..

الفصل 52 : بذرة ملك الشر_ النار _ (5) الجزء الثاني .

ولكن المفاجئة كانت من نصيب التنين الذي صُدم عند رؤيته تشي وطاقته الضئيلة ، وعندما رأي الياقوتة الحمراء في يده لمعت عينيه بغضب عارم وبصوت مدوي ترددت أصداؤه في الكهف " أيها البشري الحقير ، أتيت تشتهي كنزي أنا الملك ، إذا فلتعاني من غضبة الملك ."

" تبا !!"

فزع تشي وانقبض قلبه ، ولكن سرعان ما استعاد هدوءه و حاول التفكير في وسيلة للهرب . وذلك طبعا بعد أن يسلم طوعا الياقوتة الحمراء في يده......... ولكن التنين لم يمهله الفرصة للتكلم حتى بل استهدفت طاقته تشي وثبتته وبدا اللهب قادما ليحوله إلي رماد في اللحظة التالية .

وبينما التنين علي وشك الهجوم دوي الصوت " باسمي أنا الأميرة ... توقف أو مت " .

هبط صوت ياسمين الفاتن بقسوة عليه كأن الموت يتحدث واستهدفت قوة هائلة التنين وكهفه كاملا .

أوقف التنين هجومه ارتعد جسده رغما عنه تحت ضغط هذه القوة الهائلة.وعندما رفع رأسه ليري من الفتاة ذات شعر الأحمر التي لا يعلم من أين ظهرت ؟ .... تبدلت نظرات الغضب في عينيه بنظرات دهشة .... و خوف .

فهالة القوة التي تطلقها هذه الفاتنة تخطت حدود خياله . وفي حضرة هذه القوة شعر بالضآلة كأنه نملة قد تتحول إلي رماد في أيه لحظة. لذا تحدث التنين برعب ظاهر وصوت يرتعد " من ..... من أنت ؟ "

لترد عليه ياسمين بنظرات حادة ووجه جامد " أنت لا تملك حق معرفة اسم الأميرة.... والآن إن لم ترد الموت... غادر بسرعة فالأميرة ترغب بهذا الكهف "

ذُهل تشي أيضا عندما رأي هذه القوة من ياسمين.. فالقوة التي أطلقتها تلك الفتاة الصغيرة أوقفت وحشا من مرحلة الإمبراطور ! تُري ما مقدار قوتها حقا ؟

ولكن في اللحظة التالية توقف جسد التنين عن الارتجاف .

وقهقه ضاحكا:" أيها البشر الماكرون... لقد كدتم أن تخدعوا الملك بقوتكم المصطنعة !! ومع أني ..الملك لا أدري اي أسلوب اتبعتم لتختلقوا هذه القوة الكاسحة ... ولكن هل حسبتموني غبيا مثلكم ... أيها البشر ؟ "

قطبت ياسمين حاجبيها وببطء تحدثت : " أنت ترغب .... في الموت؟ ".

" طبعا لا ...بالتأكيد هذا الملك لا يريد الموت .. ولكنكم ببساطة لا تستطيعون قتل الملك " ثم تابع التنين الناري سخريته " لو كنت تمتلكين القوة حقا لقتل الملك ... لجئت علنا لأخذ كنز التنين الملك ، وإلا لماذا تسللتم إلي الكهف والملك مشغول بمعركته مع حمقي البشر الآخرون ..... ولما كسي الفزع وجه هذا البشري عندما رآني –

** المزعج ده قارفها طوال القصة مش أول ولا أخر مرة هههه...المسكينة ستعاني معه كثيرا ..-

ارتعد قلب يون علي الفور .. حقا ذكاء التنين يفوق غيره من الوحوش العادية الأخري .

" أما أنت آيتها الطفلة البشرية .....نظراتك القاسية و نية القتل لديك أدهشت الملك .. ولتمتلكي مثلها لابد وانك قتلت أعدادا لا تحصي من الكائنات الحية ولكن إن كان لديك القدرة فعلا علي قتل الملك لفعلتيها فورا بدلا من التحدث إليه. وبالقياس إلي عمر البشر وسرعة تدربهم فمن المستحيل أن تمتلكي مثل تلك القوة التي أطلقتيها لذا فهذا كله مجرد وهم ... وهذا الملك ليس غبيا ليقع فيه !!!"

وتابع غاضبا :

" انتم ..... انتم اشتهيتم كنز الملك بل وحاولتم التلاعب به... لن اغفر لكم.... سأحولكم لرماد "

وفتح فاه لينفث اللهب وانطلقت كرة النار ناحية تشي .

ولكن قوة كبيرة قذفت تشيبشدة. ليتفادى النار الملتهبة ثم ظهرت ياسمين أمامه لتحميه. وقد كسا وجهها نية قتل مرعبة. " ما دمت ترغب في الموت بشدة ... ستلبي الأميرة طلبك "

ليطلق جسد ياسمين موجة ضخمة من الطاقة . ويظهر حوله هالة طاقة مرعبة استدعت عاصفة أطفئت في لحظة نيران التنين المشتعلة .

صرخ "ادم القوتين جسد تشي بعيدا واصطدمت رأسه بصخرة وفقد وعيه . وعندما استعاد وعيه بعد لحظة ..ووقع نظره علي ياسمين .... صرخ " ياسمين !! توقخطؤك.ل تريدين الموت ؟ !! "

" انه خطؤك .... فان مت ستموت معك الأميرة أيضا ."

صاحت ياسمين به غاضبة قبل أن توجه نية القتل إلي التنين الناري الأحمق. الذي تجمد مكانه تحت هذا الضغط الهائل .... وامتلأت عينيه بالخوف الشديد و النكران فلم يقدر أن يستوعب أن فتاة بشرية صغيرة قادرة علي استدعاء هالة القوة الهائلة هذه ..

" الآن ستموت.... ضربة ملك النجم .... ضربة الإبادة المتألقة "

أرعبت أفعال ياسمين تشي وبوجه شاحب صاح محذرا " ياسمين... توقفي " وهو يري جسد ياسمين الجميل وهو يطير منطلقا ناحية التنين كشهاب متألق ليخترق جسد التنين .

في لحظة اصطدامها بالتنين تجمد الوقت والزمان كأن قوانين الكون توقفت ... الرياح سكنت والنيران فقدت حرارتها . خرست الأصوات حتى صرخته لم يسمعها ... و ظهر علي جسد التنين صليب دامي .

" مستحيل "

رددها التنين وهو يحتضر وقد ضاقت حدقة عينه بشدة... وكأنه شاهد لتوه أكثر المشاهد رعبا واستحالة في الكون. قبل أن تغادر الحياة بصره وينفصل جسده الضخم إلي أربع أجزاء متساويةبسيفه.لتنين العظيم القوي في لحظة بضربة واحدة من ياسمين...... نفس التنين الذي لم يقدر شيخ من قبيلة السماء المحرقة علي خدش جسده بسيفه .."سيف السماء الملتهب" ولكن ياسمين بدون أسلحة وبيدها العارية قطّعت جسده كما يُقطّع الجيلي .

أذهل مشهد قطع التنين لأجزاء تشي ومنع منه الكلمات. ولكن عندما وقع نظره علي الجسد بجانب التنين ارتجف جسده وانطلق ناحيته بأقصي سرعته صائحا : " ياسمين "

فقد رأي جسد ياسمين الممدد علي الأرض وقد كسا الشحوب وجهها وأطرافها.. فهي وان لم تستخدم قوتها الهائلة سوي للحظات ولكن تلك اللحظات المعدودة كانت كافية لينشط السم القاتل الذي اخترق روحها .و كل التطهير الذي مارسته الجوهرة وجهد ياسمين لتمنع السم من التوغل أكثر تحطم في لحظة..... وذهب هباء .

" ياسمين ..!"

وما إن وصل إليها حتى ركع جانبها ووضع يده اليسرى علي كتفها النحيل وبكل طاقته فعّل قدرة اللؤلؤة علي التطهير . ولكن حتى مع سرعة التطهير التي لا تصدق للجوهرة فإيقاف ثورة السم الفتاك داخل جسدها كان ببساطة أمرا مستحيلا . صاح بها وقد صار جسدها شفافا اقرب إلي الوهم .

تأوهت ياسمين وقد غزا عينيها الجميلتين التي كانت تشع عزة وقوة الإرهاق والفتور وبصوت ضعيف تمتمت:" هذه المرة...حقا... سأموت .... "

أنا : لتصطحبك لعنات الجحيم الأبدية أيها ال "تشي" الأحمق. منك لله

2018/09/08 · 5,054 مشاهدة · 1549 كلمة
shadysherif
نادي الروايات - 2024