قبل البدئ بالفصل، هذه أسماء الأربعة طوائف الأقوى في الإمبراطورية، نسيت ذكرهم في الفصل السابق،

(قصر السيوف السماوية، جنة الغيمة المتجمدة، طائفة شياو، وعشيرة السماء الحارقة. هذه هي أقوى 4 طوائف في الإمبراطورية بأكملها أو كما تم تلقيبهم الطوائف الأربعة الرائدة)

الفصل 8 ليلة الزواج.

شيا تشنغ يوي لم تتكلم مجدّدًا. حيثُ أن معلمتها، ذات المكانة العالية والقوة الكبيرة، قد قالت: أنه وبكل تأكيد لا توجد أي فرصة؛ إذًا فكلامها بالتأكيد حقيقة.

"تشنغ يوي، أنا أعرف بأنكِ تريدين مساعدته لأن والده قد أنقذكِ في الماضي، لدرجة أنكِ قد قررتِ تأخير موعد رجوعِكِ إلى غيمة الجنة المتجمدة، ولكن زواجَكِ منه يجب أن يكون كافيا لرد دينكِ لوالده. عندما تعودين إلى جنة الغيمة المتجمدة فإن مكانتك كعضوةٍ منا ستنكشف للعالم. وبالرغم من أنه قد تتم السخرية منه بعد رحيلك إلا أنه لن يتجرأ أحد على إيذائه جسديا؛ كونه زوجكِ." قالت المرأةُ ذلك بنبرة صوت هادئة بعدما رأت قلقًا في عيني شيا تشنغ يوي.

شيا تشنغ يوي أومأت برأسها قائلةً: "أتمنى ذلك."

"أوردته قد تحطمت وليس لديه أيُّ قوة أخرى. وبسبب هذا فإنه لن يقوم بتحقيق أي شيء في حياته. لكن أنتِ جميلة وذكية. وموهبتكِ نادرة إلى درجة أنها لا تظهر إلا مرة واحدة في آلاف السنين وبرهانُ ذلكَ أن قائدتنا سمحت لكِ بكسر قوانيننا والزواج منه. زواجه منك هو بسبب حظه الهائل وهو أفضل ما قد يحصل معه في حياته. لقد قمتِ بما فيه الكفاية. يجب أن أغادر الأن... وسوف أعود لأخذك بعد شهر واحد. خلال هذه المدة سأبقى بالقرب من هنا. لو واجهتِ أي مشكلة لا يمكنكِ حلها، راسليني لكي أساعدكِ."

"أنا أودعكِ معلمتي."

المرأة انقلبت وبسبب انقلابها المفاجئ، ارتفع الحجاب الرقيق الذي كان على وجهها قليلًا لكيشف تحته وجها جميلا ذي تعبير شديد البرودة. لم يكن على وجهها أي مساحيق تجميل وبشرتها كانت أكثر بياضًا من الثلج نفسه. عيناها كانتا خاليتين تمامًا من أي نوع من المشاعر معطيةً بذلك إيحاءً بأنها ملاك قد نزل على الأرض من الجنة غير ملوثٍ بأي من المشاعر البشرية.

وعند وصولها إلى نافذة الغرفة ارتعشَ جسدها قليلًا لتختفي من الغرفة تمامًا وكأنها قد تبخرت في هواء.

*********************************************************************

قاعة عشيرة الشياو.

القاعة حاليًا مليئةٌ بالضيوف ""عمي السابع، تفضل شرابك." شياو شي يقومُ بتقديم كأس من النبيذ لرجل متوسط العمر.

الشخص الذي ناداه شياو شي بعمي السابع وقف وبعدها بدأ بالضحك. ومن ثم قام برفع الكأس التي قدمها له شياو شي إلى فمه وشربَ ما فيها دفعةً واحدة. وبعدها تكلم وبسمة على وجهه "شياو شي، لقد كنتُ صديقًا لوالدك عندما كان حيًا... وها أنا الأن أراك قد تزوجت زوجة رائعة وبدأت بتأسيس عائلتك الخاصة، أنا سعيد لأجلك من أعماق قلبي."

"شكرًا لك يا عمي السابع"

"أيها القائد الأول تفضل كأسك."

القائد الأول لعشيرة الشياو شياو ليلي قام بأخذ الكأس من يد شياو شي وشربه كاملًا دفعةً واحدةً ليرمي الكأس على المائدة بعد ذلك. وخلال هذا، فإنه لم يقل أي شيء فيما عدا إصدار صوت "همف" من أنفه. وكونه قد شرب هذا الكأس دون أن يقوم بالسخرية من شياو شي أثناءَ شربِه، فهو بذلك قد أعطاه بعض الكرامة.

شياو شي لم يتأثر بتصرفه وبدأ بالمشي إلى المائدة الثانية. ولكن بعدما مشى خطوتين فقط، شياو ليلي الذي كان خلفه قام بالبصق على الأرض ليقول بنبرة صوت باردة وقويّةٍ بما فيه الكفاية لتصل إلى أذني شياو شي "زهرة مثل تلك الزهرة وقد تم زرعها على قطعة قذارة."

تعابير شياو شي لم تتغير على الإطلاق. وخطواته لم تتوقف للحظةٍ واحدة وكأنه لم يسمع ما قاله القائد الأول. ولكن لو ركز شخص ما في عينه، لبلل نفسه من شدة الخوف؛ بسبب الغضب الهائل الذي ظهر حينها وللحظة واحدة فقط في عينيه.

وبعد وصوله إلى المائدة التالية قام شياو شي بصب كأس أخر وتقديمه إلى قائد العشيرة الثاني، شياو باو.

"القائد الثاني، تفضل كأسك."

شياو باو لم يقم حتى بالنظر إلى شياو شي ليقول " عزيزي يانغ، ساعدني على هذا الكأس."

"نعم، جدي" شياو يانغ لم تردد على الإطلاق. فبعد سماعه قام بالنهوض وأخذ الكأس من يد شياو شي وقام بشربه في نفسٍ واحد.

كأس من النبيذ تم صبه من أجل جد ليتم شربه من قبل حفيده، هذه لم تعد سخرية بعد الآن، بل أصبحت إذلالًا في أعين العامة كذلك. وبعد شربه للكأس، قام شياو شي بوضع الكأس على المائدة، وعيناه مملوئتين بإزدراء وتهكم كبيرين لم يحاول حتى أن يخفيهما.

تعابير شياو شي لم تتغير على الإطلاق مجددًا. كل ما قام به هو إيماءة صغيرة تجاههما، وبدأ بالتحرك نحو المائدة التالية. لكن كما في السابق فور ما خطى خطوتين وحسب صوت بارد من شياو باو قد سُمِع "همف. القمامة ستبقى قمامةً للأبد حتى لو تمسك في عشيرة الشيا. ذلك العجوز شياو لي يحاول الاعتماد على ابنته الآن؟"

الصوت قد إحتوى على عدة مشاعر ولكن أكثرها وضوحا هي الإزدراء، السخرية والأكثر من ذلك الغيرة. بدون ذكر موهبة شيا شنغ يوي، فقط ثروة عشيرة الشيا كانت أمرًا تُحسد عليه. فلو تزوجت اليوم شيا تشنغ يوي، حفيده، بدلًا من شياو شي، لكان اليوم سعيدًا إلى درجة الموت. ولكن للأسف فقد إنتهى بها الأمر بالزواج من قطعة قمامة مثل شياو شي.

شياو شي تصرف مجددا وكأنه لم يسمع أي شيء منهم وواصل من طاولة إلى أخرى.

شياو شي قام بالإنتهاء من تقديمه النبيذ إلى جميع الحاضرين وقام بمرافقة الزوار إلى بوابة الخروج عند مغادرتهم. وليمة اليوم قد إنتهت. وطوال هذه المدة عدد الناس الذين تمنوا له المباركة والسعادة من قلبهم كان صغيرًا إلى درجة أن شياو شي كان قادرًا على عدهم على أصابعه العشرة. أما عدد أكبر من الحاضرين فبالرغم من كونهم مهذببين قليلا نحوه بسبب كون اليوم يوم زواجه ووجود جده معهم إلا أن عيني شياو شي الحادتين استطاعتا رؤية الإحتقار والسخرية في أعينهم تلك التي حاولوا إخفائها. أما البقية فلأنهم لم يحاولوا حتى إخفاء مشاعرهم فنظرة واحدة إلى وجوههم ستخبرك بأن كل ما كانوا يفكرون فيه هو "تبًا لك يا قمامة"

كون أوردته محطمة يعنى بأنه لن يحقق أي شيءٍ عظيمٍ في هذه الحياة. لذلك لم يهتموا حتى ولو قاموا بإهانته، فإنه لن يستطيع فعل أي شيء بسبب أوردته المحطمة. أمام قمامة مثله فالجميع إستطاع أن يغرق في خيال عظمتهم عن طريق السخرية من معاق كان أضعف منهم.

هذه كانت الحقيقة البشعة لسكان هذا العالم.

"إذهب لتسترح الآن" شياو لي قام بالتربيت على كتفيه وقالها وابتسامة حنونة ترتسمُ على وجهه.

شياو شي عرف تماما ما كان مخفيا تحت تلك الإبتسامة من جده.

فطبيعة شياو شي ومزاجه بدآ يلينان على مر السنين. ولكنه عندما كان أصغر عمرًا، كان مثل قنبلة. فلو قام أحدهم بإزعاجه حتى ولو قليلً، كان ينفجر في وجهه بوحشية تامة مما أدي إلى خوف الجميع منه وعدم تقليلهم من الإحترام الذي قاموا بإعطائه لشياو لي. لكن شياو شي عرف بأن السبب الذي جعل طبع جده يلين ليس مرور السنين بل كان هو نفسه السبب...

لكي يحمي حفيده عديم النفع، كان على شياو لي أن يصبح أحن وأكثر لطفا. بالرغم من سخريتهم منه، فطالما لم يقم أحد بتجاوز خطه الأحم، فسيقوم بتحمل ذلك. وبهذه الطريقة فإنه لن يكون هنالك أي أعداء ربما يأتون للانتقام من حفيده الغالي بعد موته.

الشخص الأقوى في المدينة، القائد الخامس الذي كان الجميع خائفا منه، لم يعد يحترمه أي من القادة الآخرين. وهذه الدرجة من قلة الإحترام قد وصلت إلى أحفادهم أيضا.

وهو يراقب شياو لي يغادر، بدأت وجوه الناس الذين سخروا منه ومن جده في الظهور داخل رأسه. شياو شي قام بإحكام قبضتيه لدرجة أن الدم قد اختفى منهما تمامًا. وبدأت عيناه بالتحول إلى ثقبين سوداويين من شدة الغضب والكراهية. وفي نفس الوقت، ارتفعت شفتاه لتكوِّنا ابتسامة لو رآها أحد ما لفقد شعره بالكامل من شدة الخوف.

كشخص أمضى السنوات الست الأخيرة له على قارة الغيمة الزرقاء، ملاحقًا انتقامه... فإنه بالتأكيد شخص حقود إلى أقصى درجة. فقلبه قد حفظ كل من كان لطيفا ومحترما معه وفي نفس الوقت كل من قام بإهانته وجده. وكل ذلك قد وضعه داخل قلبه... إلى أن يحين وقت انتقامه منهم جميعا حتى من أقل الإهانات.

صوت عميق مملوء بالكراهية إلى أقصى الدرجات خرج من حلق شياو شي. " سوف أجعلكم... تندمون على ما فعلتم...."

بما أن القدر قد أعطاني هذه الفرصة الثانية، فإني لن أسمح لما حدث في حياتي السابقة بأن يتكرر هنا.

*********************************************************************

بعد وصوله إلى منزله، قام شياو شي بالإتجاه إلى أحد الأركان في حديقته وبعد فتحه ليده اليسرى بدأ سائلٌ بالسيلان من كفه.

خلال وليمة اليوم، كان عليه شرب الكثير من النبيذ. وقد إنتهى به الأمر شاربا الكثير إلى درجة أنه كان يبدوا عليه بأنه على وشك فقدان الوعي في أي للحظة. ولكن في الواقع عقله كان منفتحا مثل أي وقت والنبيذ لم يأثر فيه على الإطلاق. وهذا كان بسبب لؤلؤة السم السماوي. فجميع النبيذ الذي قام بشربه قد قام بتوجيهه إلى داخل اللؤلؤة. بما أن اللؤلؤة قد إندمجت مع جسمه فالدرجة التي يستطيع التحكم بها الأن قد فاقت ما كان يستطيع القيام به في قارة الغيمة الزرقاء.

صوت خروج الماء قد سمع لمدة طويلة قبل أن ينتهي شياو شي من التخلص من جميع النبيذ في اللؤلؤة. وبعدمها قام شيا شي بالابتسام بخبث ليرفع يده المغطاة بالنبيذ ويقوم بسمحها على وجهه كاملا. وثم قام بحبس أنفاسه إلى أن إحمر وجهه. وبعد ذلك بدأ بالمشي بترنحٍ إلى غرفته وكأنه ثمل.

شياو شي قام بدفع الباب ورائحة النبيذ رافقت دخوله إلى الغرفة. وبعد أن دخل إلى الغرفة، توقف لمدة قصيرة ثم قام برفع رأسه بشكل غريب ليحدق إلى وجه شيا تشنغ يوي. شيا تشنغ يوي كانت جالسةً على السرير وعيناها مغلقتان. الغرفة كانت شديدة الهدوء وانعكاس ضوء الشمعة على وجهها فقط أضاف ذلك إلى وجهها سحرًا خلابًا جاعلًا كلَّ من يراه مندهشًا.

لمعت عينا شياو شي وبدأ بالاقتراب من شيا تشنغ يوي

"هيهيهي، زوجتي... لقد جعلتكِ تنتظرينني... لنذهب إلى غرفة النوم..."

شيا تشنغ يوي قامت بفتح عينيها فجأة ثم لوحت بيدها جهةَ شياو شي.

قوة دفع باردة قامت بمهاجمة جسد شياو شي دافعة إياه خارج الغرفة. شياو شي وقع على مؤخرته وكاد أن يقع على النافورة التي كانت في حديقته.

شياو شي الذي كان يتألم قام بحك مؤخرته وبعد عدة محاولات نجح أخيرًا في النهوض وصاح غاضبًا:

"تبًا لكِ. لقد كنت أمزح فقط. لم يكن عليك الرد بتلك الشراسة. جسدي ضعيف جدًا ولكنكِ قمتِ بضربي بتلك القوة... أي شخص سوف يعتقد بأنك تحاولين قتل زوجك"

باب الغرفة قد تم إغلاقه.

وبعد أن قام شياو شي بدفع الباب محاولا الدخول مجددا إكتشف بأن الباب كان مغلقًا بإحكام.

شياو شي قد أصبح محبطا... هذه المرأة، لقد تفاعلت هكذا بسبب مزحة صغيرة، فما أدراك بما سيحدث لو حاول معها أكثر لتردَّ عليه. كيف يمكنني العيش مع زوجة مثلها؟

" لقد قلت لكِ بأنني كنت أمزح وحسب... بالإضافة إلى أن قوتي قد وصلت إلى المستوى 1 من مرحلة المبتدئ. لذا حتى لو أردت أن أفعل شيئًا ما فإنني لن أملك القوة الكافية"

شيا تشنغ يوي لم تقم بالرد عليه.

شياو شي قام بالوقوف منتظرًا عند الباب لمدة طويلة لكن لم يبدو بأن شيا تشنغ يوي كانت لديها أدنى رغبة في فتح الباب. ولم يكن لديه أي مكان أخر لينام فيه فمنزله يحوي غرفة واحدة فقط. لو كان هذا اليوم عاديا لكان قد غادر وذهب إلى النوم في غرفة عمته الصغيرة. لكن الليلة كانت ليلة زواجه؛ لذلك فإنه ليس من اللائق أن يمضيها في غرفة امرأة أخرى.

وحينما مرت ريح ليلية من مكان وقوفه، ارتجف جسد شياو شي من البرد. وقام بالدق مجددًا على الباب وتكلم بصوت ضعيف "هاي، أنتِ لا تنوين حقًا أن تتركيني أنام هنا في الخارج، أليس كذلك؟ فأنتِ تعرفين بالتأكيد بأن هنالك عدة أشخاص يحبونكِ في عشيرتنا. إنهم بالتأكيد غاضبون جدًا بسبب كون الليلة ليلةَ زواجنا. وبالتأكيد فقد سبق وأدركوا أن امرأة موهوبة مثلكِ لن تسمح لشخص مثلي بلمسها حتى لو كنا متزوجين، لذلك فإنهم بالتأكيد منتظرون أن يحصل شيء ما كي يسخروا مني. ولو أتى أحدهم إلى هنا وقام برؤيتي واقفًا أمام باب غرفتي، فإني بالتأكيد سأصبح مثارًا للسخرية في أعينهم للأبد."

"مهما كان، فإني لازلت زوجكِ. هل سيطاوعكِ قلبُكِ حقًا بعد أن تشاهدي زوجك يُسخَرُ منه؟"

الغرفة في الداخل كانت خالية من أي صوت. وعندما خطرت فكرة ركل الباب على عقل شياو شي، بدأ الباب المغلقُ يُفتَحُ بكل بطء.

وفور ما رأى شياو شي ذلك قام بالإسراع في دخوله إلى الغرفة وأغلقَ الباب ورائه.

شيا تشنغ يوي واصلت جلوسها في نفس مكانها السابق. وبالرغم من أنها كانت جالسة هناك فقط إلا أن جسدها كان يحيطه هالة من النبل والأناقة. وبعدما فتحت عينيها الجميلتين قامت بالتكلم إلى شياو شي بصوت خافت

"عليك أن تبقى بعيدًا عني بخمس خطوات على الأقل"

"إذًا أين سأنام؟" شياو شي قال وهو يحك ذقنه. غرفته كانت صغيرة نوعا ما وكل ما كان فيها هو سرير واحد، مائدة للقراءة، ومائدة للأكل وخزانتين صغيرتي الحجم. ولو قام الشخص بالمشي من حائط إلى أخر، فإنه سيجد أن المسافة بينهما على الأغلب ثمان خطوات.

"أنت نم على السرير" فور قولها ذلك بدأت شيا تشنغ يوي بالنهوض من السرير.

"لا داعي" ليقوم شياو شي برفضها تمامًا ويتجه إلى أبعد زاوية في الغرفة ويجلسَ هنالك على الأرض ويغلق عينيه. فبالرغم من أن شيا تشنغ يوي أقوى بمئات المرات منه حاليًا، إلا أن شرفه وكبريائه كرجل بالتأكيد لن يسمحا له بالنوم على السرير بينما زوجته تفترش الأرض.

-----------

-------

TL: JAOUAD AZZOUZI

TLC: PIAIN

2017/06/15 · 4,650 مشاهدة · 2070 كلمة
Agis
نادي الروايات - 2024