815 - عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية

الضوء الأحمر في راحة يد ياسمين اختفى بسبب صدمتها ، لكن على الرغم من الظلام المطلق داخل مذبحة قمر عش الشيطان ، لا تزال صورة ظلية لعجلة رضيع الشر السوداء بالظهور بوضوح في عيون ياسمين.

كان جسده أسودا للغاية، ولكن ربما يكون وجوده قد تجاوز بالفعل "الظلام". حتى في الظلام الدامس، كانت لا تزال ترى ذلك بوضوح تام. كان كعين مفتوحة للشيطان داخل هاوية لا نهاية لها

ياسمين لم تعتقد أبداً أنها سترى أكثر تجربة مرعبة في ذكرياتها الموروثة أمامها. إلى جانب الذاكرة التي كانت تمتلكها، كان كل خوفها تقريبا يتركز على تلك الصورة واسمها.

عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية!

منذ بداية العصر البدائي، الذي نشأ باستخدام الطاقة السلبية الأكثر تطرفاً من الفوضى البدائية وامتلاك الطاقة الأكثر شيوعاً وشراً، كان وجوداً مخيفاً حتى أن الآلهة والشياطين كانوا يخشونه.

على الرغم من إدراجه ضمن "الكنوز السماوية العميقة"، فإنه لم يكن في الواقع كنزا بل أكثر الوجود رعبا من البعد البدائي. على الرغم من احتلالها المرتبة الثانية ضمن ترتيب الكنوز السماوية العميقة، فإن هذا الترتيب، إلى جانب سيف معاقب الاجداد السماوي، كانا في وقت واحد من طاقتين متطرفتين. أما من حيث القوة التدميرية، فمن المؤكد أنها لم تتضاءل مقارنة بالسيف البدائي معاقب السماء. ومع ذلك، بسبب أن صفة الطاقة لسيف البدائي معاقب السماء مقدسة وطاقة عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية شريرة، لا يمكن تصنيفها إلا خلف السيف البدائي معاقب السماء.

( باختصار لهم نفس القوة بس انهم ما يقدر يحطو شيئ شرير في الترتيب الأول ولذا حطو السيف المقدس الأول والشرير الثاني)

في المرة الاخيرة التي ظهرت فيها، ادت الى انفجار الطاقة وإطلاق ابشع سم في العالم البدائي--- كوارث لانهائية قضت على كل الآلهة والشياطين، الأمر الذي جعل عصر الآلهة والشياطين ينتهي بالانقراض.

فقوتها ورعبها ليسا شيئاً يمكن لأي كائن حي أن يتخيله أو يفهمه.

بعد نهاية عصر الآلهة والشياطين، اختفت مع السيف البدائي معاقب السماء ولم تظهر أبداً. ومع ذلك، خلال المليون سنة الماضية، لم يتخلَّ البشر قط عن البحث عن السيف البدائي معاقب السماء، اذ كانوا يأملون في امتلاك قوته التي لا تُقهر، 'معاقب السماء' . ومع ذلك ما من أحد حاول قط أن يبحث عن عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية لأن ذلك لن يجلب سوى أكثر الكوارث ترويعا في العالم.

في هذا الوقت، ظهر هذا الشيء المخيف الذي اختفى لمليون سنة بوضوح أمام ياسمين...لم يكن ليظن أحد أنه في الفوضى البدائية الواسعة ستكون مخفية في مكان كهذا.

حتى لو رآها اله حقيقي، كان سيشعر بخوف كبير منها، فلا داعي أن نقول أن ياسمين التي ورثت فقط بعضا من قوة الاله الحقيقي… ومن الذكريات الموروثة عن الاله الحقيقي، كانت كل المعلومات التي كانت لديها عن عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية من سمات مظهرها الخارجي وهالتها. ما بقي هو الخوف البارد من الجليد المتطرف.

رؤيتها كما لو أنها رأت أدنى* مستوى للجحيم

(* لا يقصد بادنى هنا اقل مستوى بل اشد مستوى قوة ورعبا لان الجحيم كلما ينزل للأسفل يكون أكثر رعبا وشدة)

لم تصعق ياسمين من قبل لفترة طويلة، ولكن بعد فترة طويلة، تمكنت إرادتها أخيرا من قمع الخوف العظيم الجنوني -لأنه على الرغم من أنها عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، إلا أن هالتها كانت ضعيفة جدا جدا.

كانت ضعيفة لدرجة أن هالتها لا تقارن حتى بقوتها الحالية الناقصة

وإلا لما بقيت في مذبحة قمر عش الشيطان كل هذه المدة الطويلة.

بعد قمع خوفها، عاد الهدوء والبرودة تدريجيا الى عيني ياسمين بينما بدأت تتقدم من جديد. خطوة واحدة ... خطوتان ... تقترب تدريجيا من عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية.

باقترابها منها، انخفض الضغط الناجم عن عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية

"همف" ، رفعت زوايا شفتَي ياسمين وهي تلفظ بصوت بارد كما لو انها تهزأ، " العنصر الذي يتحدى السماء التي وُجدت منذ بداية الازمنة البدائية، تلك التي أنهت عصر الآلهة والشياطين، انتهت الى حالة مثيرة للشفقة بحيث ان اي انسان مثلي يمكنه بسهولة أن يتغلب على ردعها!"

من الصدمة الاولى الكبرى الى الهدوء الاخير، بالاضافة الى كل ما حدث في مذبحة قمر عش الشيطان، أدركت ياسمين على الفور لماذا يمكن أن يعيش الملك الشيطاني ذابح القمر الى ما بعد انقراض الآلهة والشياطين ويبقى على قيد الحياة حتى الآن. كل الألغاز التي تحيط بالملك الشيطاني ذابح القمر تم إزالتها على الفور أيضًا.

بغض النظر عن مدى قوة عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، فإنها لا تزال أداة وليست كائناً حياً. إذا أرادت أن تطلق إمكانياتها الكاملة، فإنها تحتاج إلى كائن حي كوسيط. مثل القطع الأثرية العادية، حتى لو كانت تملك وعياً روحياً قوياً للغاية وقوة، كانت لا تزال تتحكم بها الكائنات الحية. ومع ذلك، بالنسبة الى عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، كان مستواها وقوتها اسمى بكثير. يمكنها أن تتحكم بالكائن الحي بدلا من ذلك...أو حتى الشيطان!

كان الملك الشيطاني ذابح القمر هو بالتحديد الوسيط لعجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية--- أو ربما كان من الأدق تسميته مضيفا!

قبل ملايين السنين، كان كل الشياطين الذين أصابهم الجنون الشديد بسبب إجبارهم على مواجهة الخطر المستميت قد فتحوا عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية وسمحوا لها بالعودة إلى العالم مرة أخرى. بعد أن خُتمت عجلة رضيع الشر لفترة طويلة جدا، تراكمت كميات لا نهاية لها من الطاقة السلبية. بمجرد أن أفلتت من قيودها، انفجرت طاقتها بعنف واستولت على الملك الشيطاني ذابح القمر كمضيف لها. ثم أطلقت الكوارث اللانهائية التي كانت قادرة على تدمير السماء والأرض وإبادة كل الآلهة والشياطين. علاوة على ذلك، فإن السيف البدائي معاقب السماء، كان هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتصدى لها، كان لا يزال مفقودا، مما أدى إلى إبادة الآلهة والشياطين.

أما في ما يتعلق بالملك الشيطاني ذابح القمر، فقد نجا هو ايضا لأنه كان المضيف الذي تسيطر عليه عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية.

لهذا السبب أيضا قال الملك الشيطاني ذابح القمر ان عليه قتل ابنه لإنقاذه. فختم روح ابنه في سيف الشيطان لليلة الابدية -لأن الملك الشيطاني ذابح القمر وسيفه كانا مربوطين معا. كانت هذه الطريقة الوحيدة لإنقاذ روح ابنه الشيطان بينما كان تحت القوى التدميرية لعجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية!

بعد القضاء على كل الآلهة والشياطين، انهارت بشدة عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية...ربما حتى إلى حد الاستنفاذ الكامل. ومع ذلك، غير الملك الشيطاني ذابح القمر، أحد الآلهة الاخرى لم يواجه الانقراض، وهو اله الشر الذي لم يسقط على الفور رغم تسميمه 'بعجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية '

على الرغم من أن قوة عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية ضعفت الى حد كبير، إلا أن إله الشر لم يستطع أن يدمرها. في هذا العالم، لم يكن هناك شيء يمكن أن يدمرها. وبما أن هذا الملك هو المضيف لعجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، لم يستطع اله الشر ايضا ان يدمِّر الملك الشيطاني ذابح القمر. لذلك، كان كل ما يمكن أن يفعله اله الشر هو استخدام كل قوته الباقية وختم عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية الى جانب الملك الشيطاني ذابح القمر، والامل في ان يتمكن الختم لفترات طويلة من القضاء على الملك الشيطاني ذابح القمر.

كان هذا هو السبب الذي جعل إله الشر يختم الملك الشيطاني ذابح القمر طوال ملايين السنين ولا يقتله آنذاك. لم يكن الأمر أن اله الشر لا يريد بل لأنه لم يستطع!

ضمن الفوضى البدائية الشاسعة، كان موقع الختم في الواقع قارة السماء العميقة التي تقع على هذا النجم القطبي الأزرق متوسط الشكل!

الختم الذي تركه اله الشر لم يكن ختمًا بسيطًا. فقد امتلك قوى التهام قوية. ففي ملايين السنين من الختم، كانت قوى اله الشر تلتهم باستمرار عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية. كما أن قوتها المنهكة بكثافة أصبحت أكثر ضعفا، بل إنها فقدت السيطرة على الملك الشيطاني ذابح القمر، مما يعني أنه لم يعد مضيفها، وأصبح له وجود مستقلا.

لهذا السبب أيضا، قال الملك الشيطاني ذابح القمر فجأة " دمَّر ختم إله الشر جسد وروح هذا الملك، ولكنه سمح أيضًا لهذا الملك باستعادة حريته ..."

بما انه لم يعد المضيف لعجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، فمن الطبيعي أن يفقد الملك الشيطاني ذابح القمر حمايته ويعاني من قوى اله الشر نفسها، مسببا اضرارا كبيرة لحيويته وروحه الاصلية. كما أُنهي العقد الذي أُبرم مع سيف الملك الشيطاني ذابح القمر، مما أتاح للسيف الذي كان يحوز روح ابنه الشيطان أن يصبح أيضا وجودا مستقلا.

في النهاية، قبل عشرة آلاف سنة، انطفأت أخيرا قوة ختم اله الشر، مما سمح بحرية عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، والملك الشيطاني ذابح القمر ، وسيف الملك الشيطاني. ومع ذلك، بسبب المعاناة من قوى اله الشر لمليون سنة، صارت قوة روح الملك الشيطاني ذابح القمر ضعيفة جدا. في الأصل، لم يكن ليأخذ وقتاً طويلاً ليدمر بالكامل، لكن لحسن الحظ عثر عليه السلف المؤسس لقصر المحيط السامي، ثم تم إغلاقه داخل مذبحة قمر عش الشيطان. لذلك ، في إطار ختم قصر المحيط السامي ، اعتمد على الهالة المظلمة المنبعثة من عجلة رضيع الشر، بالاضافة الى زهرة اودومبارا للعالم السفلي التي نشأت للبقاء… حتى قتل على يد يون تشي.

سقط سيف الملك الشيطاني ذابح القمر في قارة السماء العميقة وبنى العائلة الملكية لليلة الأبدية. حتى الختم الضعيف الذي بقي قد دمر خلال مؤتمر سيف الشيطان اليوم. ومع ذلك، حتى لو لم تتفرق الروح الشيطانية الباقية، فقد ضعفت الى حد مثير للشفقة.

أما عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، فقد بقيت هناك بعد أن دُمِّر ختمها، مطلقة ببطء هالة ظلمة شديدة المستوى لكنها ضعيفة.

في الماضي، كانت قد قضت على كل الآلهة والشياطين. واليوم، كانت ضعيفة ومثيرة للشفقة لدرجة أنه لم يعد بإمكانها البقاء إلا في السهول المظلمة، دون أن ترى نور النهار مرة أخرى.

قبل ذلك، كان الملك الشيطاني ذابح القمر هو أكبر صدمة و لغز في قلب ياسمين. ولكن الآن، عندما رأت عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، حتى من دون أي شيء آخر، كانت كل الألغاز قد حُلت بالفعل.

كان هذا هو السبب الوحيد والشرح الوحيد!

ومع ذلك، السبب وراء كل ذلك كان مخيفا أكثر بكثير مما تصوَّرته ياسمين ... لأنه شمل أكثر الأشياء رعبا في كامل عالم الفوضى البدائية.

توقفت ياسمين ووقفت أمام عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، انعكست عيناها بالوهج المظلم الذي يولد من عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية التي تبدو كهاوية سوداء داكنة. قالت ببطء: "بعد نهاية عصر الآلهة، تكهن اناس عديدون بموقع عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، حتى ان اناسا كثيرين حاولوا اكتشاف ما فعله اله الشر قبل ان يسقط. ولم أتخيل قط أنني سأصبح الشخص الاول في العالم الذي يجد الجواب"

رفعت ياسمين يديها ببطء وجمعت كرة حمراء عميقة من الضوء بين يديها بصمت، "ذكرت الروح الالهية للغراب الذهبي ان هذا هو أول كوكب خلقه إله الشر والمكان الذي سقط فيه في النهاية. حتى أنني تسائلت من قبل، لماذا هذا الكوكب الذي خلقه اله الشر بنفسه ونظر إليه عالياً يملك موارد قليلة ويملك هالة عميقة منخفضة. إذن جذور المشكلة كانت هنا!"

"هكذا هو الحال، حتى لو تمكنتي من الفرار من الختم في يوم من الأيام، في عالم يتسم بمثل هذا التركيز الشحيح من الطاقة العمية وحيث أصبح كوكب منخفضاً إلى هذا الحد، فلن تسنح لكِ الفرصة أبداً لاستعادة طاقتكِ بسرعة. لا شك ان اله الشر كان دقيقا جدا"

"إذا كان اله الشر لا يستطيع تدميرك، أنا طبيعيا لا أستطيع كذلك. لكن ... مع قوتي الحالية، ختمك سيكون بمنتهى السهولة!! "

كان تعبير ياسمين غامضا بينما كانت كرة الضوء الحمراء بين كفيها تظلم الى لون أحمر داكن: "إذا استخدمت كل طاقتي، يمكنني ان اختمك لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة آلاف سنة!"

"سنيف…"

اهتز الوهج الاسود على عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية. وفي ذهن ياسمين، رن صوت طفل هزيل ناعم يبدو وكأنه يشعر بأنه مظلوم، حزين، ويتوسل، وكأنه يشبه صرخات عجز الطفل.

"ارجوكي ... أنقذيني ..."

صدى صوت وضيع يجعل قلب المرء يتحطم من الحزن … كلمتان قصيرتان، لكنها بدت مهزوزة تماما مع ذلك الصوت الناعم جدا. بدا كصوت رضيع تعلم كيف يتحدث

حواجب ياسمين متلاصقة معاً. تجمد جسمها قليلا بينما كانت تتحدث فورا بوجهها البارد: "ما كنت اتوقع ان عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، التي سبَّبت خوفا للآلهة والشياطين، ستطلب المساعدة من انسان مثير للشفقة مثلي!"

"ارجوكي... أنقذيني ... خُذِيني ... بعيدًا عن هنا ..."

جلب صوت الرضيع المزيد من التسوُّل، حتى تلميحا بسيطا من البكاء.

"أنقذك؟" ياسمين ضحكت ببرودة "ما لم اكن مجنونة. أنت أكثر الوجود رعباً وشراً وحقارة في هذا العالم! في الماضي, حتى الآلهة و الشياطين تم دفعهم للإنقراض بواسطتك. لو أخذتك بعيداً وأتحت لك الفرصة لإستعادة قوتك، فإن العالم بالتأكيد سيقع مرة أخرى في إدانة أبدية! ليس انا فقط، حتى لو وجدك اكثر شخص شرير في هذا العالم اليوم، وعلم انك عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، فهو بدون شك سيستخدم جهده كاملا ليختمك ولن يسمح لك ابدا برؤية نور الشمس ثانية!"

"لا ..." جلب صوت الطفل الآن المزيد من الحزن والبكاء ، "أنا لست بهذا الشر ... أنا لست ... طفل سيئ ... انا أريد فقط ... أن أترك هذا المكان ... إنه مظلم جدًا ، بارد جدًا ، ودائمًا هادئ جدا…"

صوت عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية جعلت صورة الرضيع الرقيق يظهر بشكل طبيعي في ذهن الشخص. كان عجزه وتوسّله الحزين كافيين ليلمس شخصا حجر القلب ويجعله يشعر بالرأفة. ومع ذلك، ياسمين لم تتحرك ولو قليلاً "ليس عليك محاولة خداعي بعد الآن. في بداية العصر البدائي، كانت عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية تحمل الطاقة السلبية الأكثر تطرفاً وأنت تمثل القوى الاكثر شرا. قبل ملايين السنين، عندما هربت من قيودك، أبدت كل الآلهة والشياطين، مدمر عصرا كاملا! لكنك الآن تقول لي أنك لست طفلا سيئا؟ همف، مهزلة "

"... هذه فقط سمة قوتي. يمكن أن تكون الطاقة إيجابية أو سلبية ولكنها لا تفرق بين الإله والشر. لقد قتلتهم آنذاك … لأنهم … حبسوني لسنوات عديدة … ما كنت أخشاه أكثر … كان الظلام والوحدة … لذا كرهتهم … قتلتهم … حتى لا يجلبني أحد إلى ذلك العالم المظلم والوحيد مرة أخرى … "

تعابير ياسمين تغيرت قليلاً ... لكن وعيها استمر يحذِّرها من أن عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية ستمتلك بدون ادنى شك شر خفيًّا وسحرا شريرا. ومع ذلك، الصوت هذه المرة لا يزال يلمس جزءا عميقا من قلبها.

لأن الغضب والخوف والشعور بالظلم داخل الصوت كان حقيقيا للغاية. لم تستطيع أن تكتشف أي شيء مزيف حوله. علاوة على ذلك، فإن المشاعر الحقيقية فقط هي التي تمسّ قلب المرء. عندما تحدث عن قتل جميع الآلهة والشياطين، كان الشعور الذي شعرت به ياسمين مثل طفل تعرض للتنمر ويسعى الآن للانتقام الغاضب والمتعمد من الذين أذوه وجعله يشعر بالكراهية والخوف...

كما ظهرت الأفكار لبعض الوقت، صُدمت ياسمين فجأة، وأخرجت على الفور مثل هذه الأفكار من ذهنها وهي تضحك بصوت بارد، "أنت تدعى 'رضيع الشر'، هل تعتقد حقا أنني سأكون غبية جدا إذا اعتقدت أن روحك هي روح طفل فقط؟ أنت أكثر شيء شرير في هذا العالم، ليس عليك أن تضيع جهدك بعد الآن! سأعيد ختمك على الفور. من اليوم فصاعداً، سأعود كل بضعة آلاف من السنين لتقوية الختم. حتى لو كنت على وشك الموت، سأجد شخصا يخلفني قبل موتي ليكمل مهمة ختمك وعدم السماح بوجود خاطئ مثلك برؤية الشمس مرة أخرى!"

"سنيف…"

تحول صوت الرضيع إلى صرخة وكانت الصرخات موجعة القلب بشكل استثنائي وهي تبكي "لماذا … لا تصدقيني … إذا … انا …"

ظهر ضباب أسود مخيف أمام باسمين وداخل الضباب الأسود، تحولت عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية إلى ضوء أسود مخيف ودخل بين حواجب ياسمين.

ياسمين رفعت يدها اليسرى وعلى ظهر يدها، ظهرت تدريجيا بصمة صغيرة وضحلة لعجلة سوداء.

حدَّقت ياسمين في بصمة العجلة السوداء في ظهر يدها، ضحكت بازدراء قائلة: "هل لا تزال تعتقد انك عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية التي ابادت الآلهة والشياطين آنذاك؟ بقوتك الحالية، هل تتمنى بحماقة أن تجعلني مضيفك؟ بفعلك هذا فقط جعل من السهل بالنسبة لي ختمك!"

بينما كانت تضحك ببرودة، بدأت ياسمين تستجمع طاقتها لمحاولة طرد عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية

"أنا ... لم أفعل ..." بدا صوت الرضيع مضطربا بينما كان يجيب بسرعة "طالما ... طالما أنتِ مستعدّة لاخذي بعيدا ... بعيدا عن الظلام والوحدة ... أنا على استعداد ... أن أخضع لكِ ..."

"تخضع… لي؟" صُدمت ياسمين قبل ان ترد ببرود: " يا لها من مزحة! أنت عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية جنبا إلى جنب مع السيف البدائي معاقب السماء، كلاكما في أعلى مستويات الوجود في عالم الفوضى البدائية! حتى الاله لا تستطيع ان تتحكم فيك، فكيف ستكون على استعداد أن تخضع لإنسان!"

"طالما ... يمكنكِ أن تأخذيني إلى العالم الخارجي ... لن اكون مضطرًا لمواجهة الظلام والوحدة ... في المستقبل ... ستكونين سيدتي ... إن كنتِ تخافي من قواي ... إذا ... عندما تصبحين سيدتي ... أنتِ لن تعودي ... قلقة بشأن هذا ... قوتي لن تؤذيكِ ... "

"همف ، أنت الطرف الوحيد الراغب، منذ متى وأنا وافقت عليك!". قوَّمت ياسمين ذراعيها الصغيرتين وكرة الضوء الحمراء قبل أن تتجمع تدريجيا أمامها، "ينبغي أن تطيع وتبقى في الظلام للأبد…"

انقلبت راحة يد ياسمين الى الأسفل بينما كانت على وشك أن تجبر عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية أن تختم بالقوة. ومع ذلك، كما انقلبت راحة يدها قليلا، توقفت فجأة وتغيَّر تعبيرها قليلا.

بعد صمت طويل، سحبت يدها تدريجيا، ونثرت الضوء الأحمر الذي كانت تجمعه لبعض الوقت والذي كان يتسم أيضا بقوة مخيفة. ثم رفعت ذراعها اليسرى وقالت ببرودة: "إذا جعلتني سيدتك، سأسيطر عليك في المستقبل. أنا يمكنني أن أخذك بعيدا من هنا، ولكنني لن استدعيك للخارج مرة أخرى أبدا. لذا، هل انت مستعد؟"

كما لو أن كلمات ياسمين أثارت حماس صوت الرضيع ، "طالما ... طالما أنني لم أعد محبوس في الظلام والوحدة ... سأستمع إليكي ..."

ما كان لأحد أن يصدق أن مثل هذا الصوت كان نابعاً من عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، وهي عجلة الشر الأكثر شراً وترويعاً. سيعتبرونه فقط تسول طفل مثير للشفقة

تعبيرات ياسمين وأفعالها تجمدت. بعد مناقشة مع نفسها لفترة طويلة جدا، اومأت برأسها تدريجيا وبجدية "حسنا... إذا كان هذا هو الحال، ثم دعنا نضع عقد السيد والعبيد الأشد قسوة. أنا سيّدتك، أنت عبد، ما لم ألغي الإتفاقية بنفسي، أنت لا يمكن أن تتحكم بي إلى الأبد، وغير قادر على خيانتي! هذا هو الخيار الوحيد! يمكنك ان تختار ان تقبل هذا أو تختار أن تقاوم وتختم بواسطتي!"

عندما انتهى صوتها البارد المتموج، أضاء ضوء أحمر بين حواجب ياسمين والقوى التعاقدية على عجلة رضيع الشر. علاوة على ذلك، كان عقد العبد الرئيسي الأكثر قسوة في عالم الاله.

أكثر ما صدم ياسمين هو أن عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية لم تُظهِر أي تردد او رفض، بل قبلت بشكل غير متوقع العقد بسعادة كبيرة… كما لو كان طائراً محبوساً قد استعاد حريته فجأة.

الضوء الأسود أشرق على الفور بعيدًا عن عيون ياسمين. فصار رمز العجلة الاسود على ظهر يدها اليسرى عميقا جدا وومض عدة مرات قبل أن يختفي تدريجيا.

"من الآن فصاعداً، لم تعد عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية التي قضت على الآلهة والشياطين. أنت الآن تنتمي لي و مصنوع مني!"

كانت كلمات ياسمين تُقال بجدية وقوة، لكنَّ عينيها كانتا حالمتين.

لم تكن لتظن أبدا أن عقدا قاسيا لا يمكن حتى لفقراء البشر أن يقبلوه سيمكنها من كسب 'عبد' مثل عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية بدون اية عقبات - هذا الوجود الذي جعل الآلهة تخشاه وتخاف منه.

رؤية عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية وتصبح سيده … بدا هذا وكأنه الحلم الأكثر سخافة.

الأغرب من ذلك هو أنها لم تستطع أن تشعر بأي مكر أو خوف أو شر من عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، بخلاف ما شاهدته من ذكريات الاله المخيفة وصورتها عندما واجهتها لأول مرة. بدلاً من ذلك، شعرت بالشفقة والعجز والحزن...

هل كان كل هذا مجرد صورة زائفة؟، أو ... هل كانت عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية مجرد طفل طفولي؟

طفولية لدرجة أنها قتلت كل الآلهة والشياطين في نوبة غضب؛ طفولية لدرجة أنها تريد الهروب من الظلام والوحدة بأي ثمن، حتى لو كان يعني السقوط من وضعية كانت اسمى من الشياطين والآلهة وأن تكون خادماً لإنسان مثير للشفقة.

"نعم يا سيدتي" أجاب صوت الرضيع باحترام. لم يكن هناك أي تلميح للخجل أو عدم الرغبة، فقط الفرحة في القدرة على ترك الظلام والوحدة.

فجأة غيرت ياسمين رأيها لأنها اعتقدت أنه اذا كانت عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية على استعداد لاستعادة الحرية مهما كان الثمن، فستتصرف بالطريقة نفسها تجاه الآخرين أيضا. عندئذ، إذا هبطت الى حيازة شخص آخر، فلا يمكن تصور النتيجة. وبالنسبة لعجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية هذه، عندما تستعيد قواها، فإنها ستؤدي إلى كارثة ضخمة لا يمكن تصورها ولا يمكن السيطرة عليها.

إذا كانت مستعدة للاستعباد، فإنها إذا استعبدتها وتحكمت فيها، لن تضطر إلى القلق من وقوعها في أيدي أحمق أو شخص له دوافع خفية. وستكون قادرة على ضمان أنها لن تظهر مرة أخرى.

استنشقت ياسمين بعمق، مستعيدة رباطة جأشها، "تذكر ما قلته للتو. من اليوم فصاعدا، يمكنك ان تنظر الى العالم الخارجي معي ولا تواجه الوحدة أبدا. ومع ذلك، أنا أيضاً لن أستدعيك ابدا! يجب ان تعرف انه اذا اكتشف انني مالكة عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية، فسأصبح فورا العدو الأول للفوضى البدائية!"

"مم، أنا سَأَستمع دائماً إلى كلماتِ السيد" كان الصوت رقيقاً وضعيفا، مثل صوت طفل مطيع.

"حسناً، أخبرني الآن، ما هو الشيء أو الطريقة التي تسمح لقواك بالإستيقاظ من جديد؟" سألت ياسمين ببرود والسبب الذي دفعها الى سؤال ذلك هو عدم محاولة استعادة عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية قواها، بل تجنب أي احتمال لفعل ذلك!

"أنا أنتمي إلى السيد فقط الآن، لذلك السيد وحده يمكنه التأثير على قوتي. غضب السيد، الاستياء، ونية القتل، التعطش للدماء، الكراهية، الغيرة والشعور بالذنب… هذه المشاعر السلبية ستساعدني على النمو. خصوصا اذا ازدادت فجأة مشاعر السيد السلبية الى حد ما، فستكون هنالك امكانية ان تستيقظ قواي من جديد."

اجابت عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية بدون ان تخفي شيئا.

ياسمين تنفست الصعداء بينما كانت شفتيها تظهران ابتسامة بسيطة

"إذاً من المؤسف أن قواك لن تستيقظ مجدداً"

"الآن، سأخرجك من هنا كما أردت. من اليوم فصاعداً، إذا كنت عصياً قليلاً فسأعيدك فوراً إلى الظلام والوحدة" قالت ياسمين بصوت صارم لكنها أدركت في الوقت نفسه أن عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية لا يمكن أن تكون عصية حتى لو ارادت، وذلك بسبب عقد السيد والعبد القاسي.

_____________

قد تجدون بعض الفقرات تمت مناداة عجلة رضيع الشر للكوارث اللانهائية بصيغة المؤنث والمذكر.

لأن الاداة هذه ليست لها جنس محدد لذا عندما يتم التحدث مع الطفل يتحول الكلام لصيغة المذكر وعندما يتم التحدث عن العجلة يتم التحول لصيغة المؤنث

وهذا الفصل تعبني الصراحة لانه طويل جدا 3420 كلمة

2019/08/13 · 6,286 مشاهدة · 3460 كلمة
AhmedZireaaa
نادي الروايات - 2024