1 - بداية عصر جديد (1)

(في قرية صغيرة كان يعمها السلام و الهدوء، كان الناس يعيشون في سرور و بدون قلق)

"هاهاهاهاهاهاها، أمسكني إن استعطت"

"انتظري أيتها المغرورة سأمسكك الآن"

"كيااااااه"

"ماااريا...ماذا بك تتعثرين بلا شيء"

"اه..لا....كنت أجري و فجأة رياح ما........ايه.....أخي.. ما ذلك الشيء"

فجأة ظهرت بوابة دائرية عملاقة و بدأت تتسع شيئا فشيء الى أن أصبح لا يمكنك رؤية محيطها و كانت كبحيرة شاسعة في السماء

بعد لحظات بدأت عدة ظلال تظهر منها رويدا رويدا حتى أصبحت أعدادهم لا تحصى، دوى صوت كبير من بينها يبث الفزع في القلوب قائلا "نفذوا العمل بسرعة"..كان الصوت آتيا من طرف مخلوق كان يشبه البشر الى حد كبير، لكن كانت هناك أشياء قليلة مختلفة به

كان له قرنين صغيرين ذهبيين بجبهته و أذنين حادتين بالجزء الافقي و السفلي و أنيابا كالتي لدى مصاصي الدماء في الأساطير و عينين صفراوين و كان يرتدي معطفا أسودا مغلقا بحيث لا يمكنك رؤية جسده

فور صراخه، بدأت الظلال تتفرق في جميع الأنحاء ثم قام هو بالنزول أرضا ليقف امام الطفلين الصغيرين

عندما ريا الاثنان ذلك المشهد أمامهما لم يهربا و بدل ذلك بقيا ليشاهدا تلك الأشياء الغريبة في السماء، كونهما لم يعرفا العالم خارج قريتهما، رؤيتهما لشيء كتلك البوابة أثار اهتمامهما بشدة

بعد لحظات ريا تلك الأشياء الغريبة تتفرق و ظل ما نازل أمام أعينهما و عند وصول هذا الكائن للأرض و وقف أمامهما، تغيرت نظرة التعجب و الفضول التي كانت على وجههما الى نظرة خوف و فزع بسبب شكل ذلك الكائن

"ياااااه.............."

صرخت 'ماريا' صرخة مدوية من الخوف، لكن هذه الصرخة توقفت فجأة، فقام الأخ الذي كان مرعوبا بالنظر لجهة أخته الصغرى ليجد جسدا ملقيا على الارض و دماء تسيل منه و رأس مقطوع بجانبه

"ماريا.....ماري...ما..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه......"

نادى الفتى اسم أخته بوجه مفزوع و عينين فارغتين، فيصرخ بصوت مرتفع مرتعب لكن كما حدث مع اخته قطع رأسه فجأة برياح غريبة موقفة صراخه

(أثناء هذا، كان هناك اضطراب في القرية)

كان الناس في فوضى يتساءلون عن تلك الظلال البعيدة جدا في السماء التي ظهرت فجأة

"آه، أنظروا انهم يتفرقون، ما كان ذاك يا ترى"

(أمام منزل مهترئ)

"ما ذلك الشيء، لدي شعور سيء ايتها الأم، أين الطفلين"

"اه..إنهما..ايه..لقد كانا هنا فقط منذ فترة صغيرة يلعبان"

فور انتهاء الأم من كلامها بدأ ضوء غريب يسطع في السماء

تكلم أحد من سكان القرية "هوي....ما ذلك يا رفاق...."

كان هناك في السماء ذلك الكائن ذا القرنين الذهبيين من قبل و بإشارة من يده ظهر شيء كروي الشكل و صغير لكنه بدأ يكبر شيئا فشيء الى أن أصبح بحجم استطاع أن يغطي القرية كاملة، لقد كانت عبارة عن كرة نارية ضخمة للغاية كما لو أنها شمس صغيرة و بإشارة من يده مرة أخرى بدأت تنزل الكرة النارية الضخمة في اتجاه القرية

"وااااااااه..اهربوا"

حاول جميع من في القرية الهروب لكن هذا كان مستحيلا و اصطدمت الكرة مخلفة ورائها حفرة ضخمة كما لو أن نيزكا سقط هناك

(في قرية أخرى)

"اهربوا....اهر...ارخخخخ" عندما كان الرجل يحاول تحذير الناس قطعه شيئا ما لنصفين و في لحظة جميع من كان يحاول الهرب حدث لهم ما حدث لسابقهم

و في خلال دقائق فقط من تفرق الكائنات الغامضة جميع القرى المحيطة بالمنطقة أبيدت عن بكرة أبيها

كانت هناك قرى تشتعل بالنيران و أخرى أصبحت أراضي جليدية و أخرى ممزقة لأشلاء كما لو أن إعصارا هائلا مر عليها، هناك قرى كانت بها جثت ممزقة كما لو أنها افترست من قبل وحوش ما

(لقد انتهينا من المنطقة هنا، ماذا عنك) كان ذلك الكائن الشبيه بالبشر من قبل واضعا إصبعي السبابة و الوسطى بجانب جبهته و بدى كأنه يخاطب شخصا ما

(آه، نعم نعم، بالطبع انتهينا) أجابه شخصا ما بكسل و الصوت كان لفتاة

(حسنا هذا جيد..استمري في الخطة) فور انتهائه قام بالتحليق للسماء ليقف في وسطها و على وجهه نظرة استمتاع بالمنظر الذي أمام مرآه من قتل و ذبح و حرائق

"آآآآآه، كم أحب رائحة الدم هذه و صرخات الرعب المملوءة باليأس، هذا 'العالم الواهن' سيكون خطوة سيدنا العظيم الأولى في الاستيلاء على باقي العوالم الرئيسية و يتربع على العرش الذي يدعي ذلك الوغد الحقير أنه يملكه، لكن هذا لن يستمر لفترة أطول"

(أيها القائد، توجد مشكلة هنا، المرجو القدوم للمساعدة) بينما كان يتكلم لوحده قام شخص ما بالتواصل تخاطريا معه طالبا النجدة

(همم، ماذا؟ ما الذي حدث؟ ألا زلتم لم تنهوا عملكم بعد) أجابه القائد بنبرة غضب و نية قتل تخرج من عينيه

عندما سمع التابع قائده بدأ يغضب أجاب بسرعة (لا، في الحقيقة بينما كنا نهاجم هذه القرية ظهر فجأة عدة فرسان من بينهم أشخاص يستطيعون استخدام السحر من المستوى الرابع، ويبدو أنني الناجي الوحيد للآن)

تفاجأ القائد قليلا عند سماعه المستوى الرابع، لكن هذه النظرة تغيرت لتصبح كالتي لدى الطفل عند استلامه لعبة جديدة (هممم، يبدو أن رحلتنا لن تكون مملة لتلك الدرجة كما اعتقدت، أنصت جيدا، قم بتأخيرهم ريثما أصل لهناك)

(علم)

'بووووووووووووووم'

قام القائد بالطيران بسرعة فائقة مخترقا سرعة الصوت لكي يصل بأسرع وقت ممكن

في مدينة ما كانت رائحة الدم و الجثث تملأ المكان، كان هناك بقايا من الضحايا هنا و هناك في كل مكان بالقرية

"أسرعوا، أسعفوا ذوي الجراح البليغة و أنقذوا من تتم مهاجمته، أنت هناك،لا زلت شابا نحن الان في أشد الحاجة الى مزيد من الأيدي، قم بالمساعدة في الإخلاء، و انت..."

كان هناك شخص ذو بينية كبيرة و بشرة سمراء قليلا و شعر بني مع عينين بنفس اللون، كان يرتدي درعا فضيا و يقوم بتوجيه الناس و أمر الجنود، و أثناء فعله لهذا أتى جندي يرتدي درعا حديديا بسيطا مسرعا ليعطي تقريره

"حضرة الجنرال، لقد تم إسعاف الجميع، بقيت هذه الجهة فقط و ننتهي، و أيضا، يبدو أن قائد الوحدة الثانية التقى مع العدو و هو في مواجهة مباشرة معه الآن"

كان الجنرال يستمع للتقرير باهتمام و عندما سمع أن العدو لا زال هنا و أن قائد الوحدة الثانية هو من يواجه الخصم صرخ قائلا "أنت ، أين موقعهما؟ أخبرني بسرعة"

أجابه الجندي "حسنا، يبدو أن الموقع في شمال المدينة عند مدخل الغابة"

قام الجنرال بوضع يده على ذقنه و بدأ يفكر بأمر ما و بعد لحظات أعطى أمره للجندي "قل لقائدي الوحدة الأولى و الثالثة أن يلحقاني مع 40 جندي إلى مكان قائد الوحدة الثانية، أما قائدي الوحدتين الرابعة و الخامسة فقل لهما بأن يسرعا في الانتهاء من الإخلاء لأن المكان قد يصبح خطرا"

بعد قوله لهذا و استجابة الجندي لأمره قام بالركوب فوق حصانه و أسرع بالذهاب

"هه...هه...هه"

كان هناك شخص يتقطر عرقا و يلهث، كان يرتدي درعا نحاسيا، ذو شعر طويل أشقر و عينين زرقاوين و يحمل سيفا مغطى بضوء أزرق مكهرب

"اللعنة، ألا تنتهي أعداد هذه المخلوقات، أقطعها ثم أقطعها لكن لا تنتهي، كما توقعت علي قتل مصدرها و إلا لن انتهي أبدا"

فور انتهاءه من كلامه قام ظل بالطيران في اتجاهه ليقوم بقطعه لنصفين بسيفه المكهرب. ثم نظر في اتجاه العدو ليرى كائنا على شكل بشري لكنه يصل لثلاثة أمتار علوا ، له قرني استشعار مثل التي عند النملة و عينين زجاجيتين و جسدا مغطى بقشرة صلبة

"نعم علي قتل ذلك الوغد شبيه النملة، لكن المشكلة هي أنني كلما حاولت الاقتراب منه يقوم جيش النمل ذاك بسد طريقي، و لم يتبقى لي الكثير من الطاقة السحرية بعد أن قتلت الاثنين الآخرين"

كان يحيط بالرجل النملة جيش من النمل و الذي كان كبيرا جدا مقارنة بالنمل العادي حيث كل واحدة منهم كان طولها نصف طول الرجل العادي و قشرتها تبدو كدرع من حديد

"علي إيجاد خطة عاجلا و ليس آجلا و إلا..."

أثناء تكلم قائد الوحدة الثانية مع نفسه محاولا التفكير في خطة ما، بدأ العديد من النمل بالجري بسرعة في اتجاهه و عند رؤيته هذا قام بتحريك رأسه يمينا و يسارا موقفا تفكيره

"اللعنة، لنقم بتجريب هذا، مع أن استخدامه سيضع عبئا هائلا على جسدي و قد تكون له أعراض جانبية كوني لم أتقنه بشكل كامل لكن هذا لا يهم الآن، المهم هو الاهتمام بشأن العدو أمامي و القلق بالأمور الأخرى عندما تأتي"

في هذه اللحظة بدأ الضوء المكهرب الذي يحيط بالسيف بالسطوع بقوة والزحف محيطا ذراعه أولا حتى أحاط جسمه كاملا

"بوووووووووووم"

سطع جسده بضوء ازرق مكهرب و تحولت عيناه للأبيض و قام بالجري بسرعة كبيرة لدرجة ان خطواته تركت وراءها الأرض مشتعلة و قام بتوجيه سيفه بشكل أفقي في اتجاه الجيش مخترقا إياه في لحظة وصولا للرجل النملة الذي تفاجأ بالمنظر أمامه فحاول مراوغة السيف لكن ذراعه اليمنى طارت من مكانها محلقة للسماء مما جعله يصرخ بطريقة غريبة

"جييااااااه، ما الذي يحدث هنا؟ لم يخبرني أحد أن هناك شخصا في االعالم الواهن يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، يجب على الاتصال بالقائد"

قام الرجل النملة بوضع إصبعي السبابة و الوسطى على جانب جبهته و بدأ يخاطب شخصا ما

قائد الوحدة الثانية كان يلهث بشدة، فكما توقع، استخدام تلك التقنية يضع عبئا هائلا على جسده، لكن كان لا زال بإمكانه التحرك و يستطيع القيام بهجمة أخرى

قام باتخاذ وضعيته مستعدا للهجمة الثانية ثم بدأ ينظم تنفسه

(علم) انتهى الرجل النملة من حديثه تخاطريا ثم قال مباشرة " فالتظهروا يا اتباعي اللطفاء"

صرخ الرجل النملة فظهر هذه المرة من تحت الأرض جيشا ضعف السابق حيث كان يقارب 500 نملة ضخمة و تابع بإعطائه أمرا لجيش النمل "فالتحموني"

فور أمره لهم قاموا بالتجمع بسرعة كبيرة جدا مكونين جدارا ضخما و سميكا جدا

"هاهاهاهاها، فالنرى إن كنت ستستطيع اختراق هذا الجدار الآن "

بعد سماعه هذا، كان قائد الوحدة الثانية قد أتم استعداده فأسرع في اتجاه جدار النمل بسرعة أكبر من السابق ثم وصل سريعا لحائط النمل، و عند التقاء رأس السيف المكهرب بالجدار تسبب في ثقب ضخم و الذي بدأ يتسع شيئا فشيء إلى أن تفجر الجدار تماما و أكمل السيف طريقه نحو الرجل النملة المصدوم مما حدث

من تأليف Yukio HTM

2017/05/27 · 5,200 مشاهدة · 1517 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024