101 – تطهير و كشف

أمام منزل ما بالعاصمة

"نحن ممتنين، نحن حقا شاكرين لكما كثيرا، لكما كل الشكر و الامتنان لأخذكما حق ابنتنا"

كانت هناك امرأة و رجل يبكيان بوجه أخوا القطع بشدة بينما يشكرانهما بشدة، حتى أن المرأة انهارت و سقطت على الأرض لفشل رجليها على حملها، بكت كثيرا بينما تنادي باسم ابنتها "كاتلين، صغيرتي كاتلين"

حدق بها أخوا القطع بينما يتذكران صورة أختهما الصغيرة، انحنى أخوا القطع للوالدين ثم غادرا، و بعد قليل من الوقت، توقفا عند منزل آخر و بلغا لهما نفس الخبر

لم يكونا هما الوحيدين اللذين يقومان بهذا، ففي جميع أنحاء العاصمة انتشر بعض الجنود كذلك قاصدين بعض المنازل موصلين لهم أخبارا عن أبناءهم، هناك بعض الآباء الذين هاجموا من بلغهم و سبوهم لعدم قدرتهم على حمايتهم لأفراد أسرهم، و هناك من فزع كثيرا من حقيقة موت شخص من دمه، لكن كلهم في الأخير شعروا بالراحة لتلقي المجرم العقوبة المناسبة له

تنوعت الأسر المظلومة، هناك العاميون و هناك العبيد، هناك تجار رحالة، كلهم تعرضوا لنفس التعدي، و كلهم أرادوا الانتقام لأحبابهم، و الآن بعدما سمعوا بلقاء المتعدي لمصيره الذي يستحقه، حتى من كان غير راض عن السلطات التي أتت لتخبره، كل واحد منهم أصبح ممتنا للغاية، و ارتاح بالهم أخيرا الذي شغل لمدة طويلة، فهناك من تعذب لسنوات على غياب أحبابه، و خبر تأكيد موتهم إضافة لعقاب المجرم كان عبارة عن راحة لقلوبهم من العذاب المستمر

بعد مرور وقت طويل، حل الليل كما تحركت بعض الظلال، قامت هذه الأخيرة بالزحف بناء على أوامر شخص واحد و الذي قادهم بنفسه

كان الشخص الذي يقودهم هو باسل، و الظلال التي كانت تنفذ أوامره ترأسها قادة التشكيل و توجهوا نحو مكان محدد من دون أن يشعر بهم أي أحد، لكن كانت هناك رفقة معهم، كان هناك قاضٍ يمشي بجانب باسل الذي تحدث "أيها القاضي عادل، هل أخبرت السجن المركزي أن يستعد؟"

هذا القاضي عادل كان هو القاضي نفسه الذي ساعد باسل و الجنرال منصف على القبض على غرين هيملر، و الآن يرافق باسل نحو مكان ما بعد أن استجاب لندائه

أجاب القاضي عادل "نعم بالطبع، كل ما علينا فعله هو القبض على المجرمين"

"إذا لنفعل هذا، يبدو أن السجن المركزي سيستضيف مجموعة كبيرة" تحدث باسل ثم تكلم عبر خاتم التخاطر، فتشتت الظلال كلها التي كانت كسواد كبير، تفرقوا على ست مجموعات، كل مجموعة ترأسها قائد من التشكيل مع المجموعة الأخيرة التي تبعت باسل

في غرفة ما

"ماذا يجب أن نفعل، لم يعد لدينا داعم قوي الآن بما أن عائلة غرين لم تعد موجودة، لم يعد بإمكاننا الحصول على السكان العامة لنتاجر بهم و نحولهم لعبيد، لم يعد بإمكاننا التحرك بأريحية بعدما انتشرت فرقة السنبلة الخصراء في جميع الأنحاء، أظن أن خيارنا الوحيد هو الابتعاد من العاصمة و إيجاد سوق مربح آخر"

كان بهذه الغرفة عدة محظيات حول رجل عجوز بينما يتحدث هذا الاخير مع رجل آخر كان بجانبه فتاتين صغيرتي العمر – حوالي الثالثة عشر- يقومان بتدليكه

*باااام*

"المكان الوحيد الي ستذهب إليه هو السجن المركزي أيها العجوز القذر"

فجأة ضربت الباب بقوة و دخل عليهما فتى يتبعه جيش

صرخ الرجل العجوز "من أنت، ألا تعرف أنك في قصر عائلة ناب الذئب؟ وقاحتك هذه ستلقى عقابا قاسيا"

"اصمت أيها الخرف" عبس باسل ثم قال "أنت من سيتلقى عقابا قاسيا"

تقدم القاضي عادل و رفع ورقة في وجه رئيس عائلة ناب الذئب ثم صرّح "أنا قاض من المحكمة المركزية، و هذا خطاب عليه ختم الحكم إضافة لتوقيع القاضي الأكبر، يتضمن الحكم عليك بالحبس بالسجن المركزي مدى الحياة لتجارتك الغير مشروعة بالبشر و مساعدتك على القيام بالتجارب عليهم، و أيضا التلاعب بالسلع و مهاجمة القوافل و مساعدتك لقراصنة البحر"

فتح رئيس عائلة ناب الذئب عينيه بشدة و صرخ "اللعنة عليكم، كما لو أنني سأنصاع لأوامر دجالين يقودهم غرّ وقح ! "

تكلم جندي صارخا "احترم نفسك أيها الوضيع، ألا تعلم مع من تتحدث؟" تعجب رئيس العائلة ليكمل الجندي "أنت في حضرة سيادته القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، الغر هنا هو أنت أيها العجوز، فلتنحني حالا و اعتذر ثم اخضع للحكم"

"القاا...ئد الأعلى لجيوش الإمبراطورية ! ؟" تفاجأ رئيس العائلة كثيرا ثم صرخ آمرا "اقتلوهم و احموني ريثما أهرب"

خرج في الحال بعض الجنود من خلف الستار كانوا مختبئين، كانوا ينتظرون فقط أوامر رئيس العائلة

هرب رئيس العائلة بينما يفكر "لقد تجاوزوا الجيش الذي يحرس القصر بكل سهولة حتى أننا لم نعلم عن قدومهم إلا بعد أن دخلوا علينا، يجب أن أهرب بسرعة بينما يؤخرونهم أولئك الجنود الذين أعتبرهم أمهر الجنود في الإم..."

التف رئيس عائلة ناب الذئب و صدم بعدما وجد كل أولئك الجنود الذين يفتخر بهم على الأرض "ماذا...؟" و بعدما التف مرة أخرى نحو الطريق أمامه ليكمل هربه، ظهر ذلك الفتى من قبل أمام وجهه مانعا إياه من التقدم، فاستل سيفه و صرخ "كما لو أنني سأسمح لغر مثلك أن يهينني؟"

شحذ طاقته السحرية و لوح بسيفه الذي حمل معه شفرات جليدية من المستوى الخامس، و بكل ثقة، تكلم صارخا "لا يهمني من أنت؟ لكن غر مثلك لن يستطيع أن يتجن..."

*بااام*

أتت لكمة لباطن رئيس العائلة بسرعة كبيرة جعلته يتقيأ الكثير من الدماء قبل أن يدرك أنه قد أرسل لعدة أمتار محلقا، و بعدما أدرك ما حدث كان متأخرا. في لحظة، اختفى باسل من أمام عينيه و لكمه بلكمة كانت سرعتها كبيرة جدا مما جعلها تدخل عميقا في بطنه و تسحق أعضاءه الداخلية

تكلم باسل "احملوه و خذوه للسجن المركزي"

التف باسل و حدق في الرجل الذي كان يرافق رئيس العائلة في متعته ثم قال "و ذلك الشخص أيضا"

ارتعدت المحظيات من الخوف فاقترب باسل منهن مما زاد خوفهن أكثر، لكنه عندها تحدث مع ابتسامة تبعث الاطمئنان في النفوس "لا تقلقن أيتها السيدات، ليس عليكن مرافقة أي عجوز قذر بعد الآن، ستعدن لعائلاتكن و تعشن الحياة التي تردنها"

مع وسامة باسل، و ابتسامته المشرقة، إضافة لكلامه اللطيف، جعل الدموع تنهمر من أعينهن بينما يحاولن معانقته و يبكين بشدة مخرجات كلمات الشكر الغير مفهومة بسبب عدم نطقها بشكل صحيح لفرحتهن الكبيرة

هذه الليلة التي كانت ساكنة، عجت بالقتالات فجأة، و هذا الأمر جعل العديد من الشخصيات تتحرك قاصدة الهرب خارج العاصمة. وصلتهم الأخبار عن تحرك قاتل الدم القرمزي بنفسه حيث يقوم بإلقاء القبض على كل شخص له علاقة بالسوق السوداء

كان هناك العديد ممن حاول الهرب بعد اندلاع القتالات هنا و هناك، لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب ملاقاتهم لفرقة السنبلة الخضراء تحرس مخارج العاصمة كلها

قام باسل بالتحرك خفية و ألقى القبض على البعض على حين غرة، و بالطبع، كان يعرف أنه لن يستطيع منع البعض من الهرب بعدما يعلمون بما يحدث، لذا استغل هذا الوضع لصالحه

في هذه الليلة، قُبِض على جميع تجار السوق السوداء الموجودين بالعاصمة، و لا واحد منهم استطاع الهرب أو الإفلات، كلهم امتثلوا للحكم

لكن حتى بعد القبض على كل تاجر بالسوق السوداء موجود بالعاصمة، لا يعني أنهم استطاعوا الانتهاء منهم كلهم، فقط كبار التجار كانوا يجعلون العاصمة كمعقل لهم ليقتربوا من غرين هيملر و غرين شارلوت و بقية عائلة غرين

كان هناك أيضا بعض التجار الكبار بالسوق السوداء الذين هربوا بعدما سمعوا بنهاية عائلة غرين المأساوية خوفا من مجيء دورهم، أولئك، وضعهم باسل في قائمته أيضا التي أعطاها للجنرال رعد الذي جعل فرقة السنبلة الخضراء تتكفل بهم بعد هذه الليلة التي عرفت كـ'ليلة التطهير' فيما بعد

بعد انتهاء باسل من هذا المشكل، و حلول الغد، التقى بالكبير أكاغي و تحدث معه "بشأن الإمبراطور غلاديوس، لا تقلق، لن يطول الأمر حتى يعلم أنه الخاسر و سيطلب النجدة متخليا عن كبرياءه ذاك، كانت لدي شكوك، لكن بعدما استخلصت المعلومات من شاهين، تأكدت من أن إمبراطورية الرياح العاتية هي هدف حلف ظل الشيطان الأول لاقترابها من عرينهم في أرخبيل البحر العميق و افتراقها عن الإمبراطوريتين الأخريين"

سأل الكبير أكاغي "و لما لا يجب أن أقلق؟"

ابتسم باسل ثم قال "سأشرح لك هذا الأمر فيما بعد، و الآن، لما لا تنادي الإمبراطور شيرو ليأتي و نقوم بالاجتماع؟"

حدق الكبير أكاغي في باسل و بغرابة أتت فكرة خطيرة في ذهنه "هل يمكن أنه تجنب ملاقاة الإمبراطورين عمدا من أجل هذا السبب؟"

لم يستطع الكبير أكاغي أن يصدق هذا الأمر، إلى أي مدى فكر هذا الفتى و وضع خططا مستقبلية؟

عاد باسل لغرفته و بدأ يتدرب، دخل في حالة الصفاء الذهني و الروحي لبعض الوقت من أجل ترتيب أفكاره و تصفية ذهنه، ثم بدأ يمرن جسده، أخرج رداء غريبا كان مكونا من القطع الحديدية بالكامل، هذا الرداء أعطاه له معلمه ليتدرب به عند يصبح قادرا على ذلك

هذا الرداء وصل وزنه لـ500 كيلوغرام، ارتداه باسل و شرع في القيام بكل أنواع تمارين الضغط بشتى أنواعها، لم يستطع باسل حتى أن يتحرك بشكل مناسب، لكنه مع ذلك أمضى اليوم كله في تلك التمارين من دون توقف و لو للحظة واحدة

بصباح الغد

أقيم الاجتماع و حضر رؤساء العائلات، جلسوا كلهم بطاولة واحدة مع جلوس الكبير على عرش الإمبراطور و بجانبه الإمبراطور شيرو

دخل باسل بينما ترافقه أنمار ثم توجه نحو الكرسي المقابل للإمبراطورين، أما أنمار فتوجهت نحو الكبير أكاغي و ألقت عليه التحية و قدمت نفسها للإمبراطور شيرو "اسمي أنمار و أنا حفيدة الإمبراطور كريمزون أكاغي، تشرفت بمعرفتك أيها الإمبراطور وايتنِس شيرو"

صدم الجميع عندها، لم يكن أي أحد يعلم عن هذا غير الجنرال منصف و الرئيس تشارلي، كل من لم يعلم تفاجأ كثيرا بهذا التصريح، الجنرال رعد أيضا لم يعلم ما الذي يحدث هنا، أما الإمبراطور شيرو، فقد حدق بأنمار طويلا، ظن أنها مجرد فتاة قروية بجمال فائق، لذا كان متأكدا من أن خطته في جعل ابنته شيرايوكي التي تعادل أنمار جمالا تقترن بـباسل ستنجح لكونها من مكانة أرقى من أنمار، لكنه عض لسانه الآن بعدما سمع هذا التصريح و حملق في أنمار بشدة

وقف رئيس عائلة آو 'لان' ثم تحدث "أيمكنك تفسير هذا الأمر لنا يا جلالتك؟"

لم يسأل الآخرون بما أن الرئيس 'آو لان' قد فعل، لكنهم أيضا كانوا ينتظرون الإجابة بكل حرص

فتكلم الكبير أكاغي "كلكم تعلمون عن ابني المفقود كريمزون أكاي، علمت فيما بعد أن ابني قد مات بالدمار الشامل، لكنه ترك لي حفيدة وراءه، من اليوم فصاعدا، سيكون لدينا أميرة جديدة، و اعتمادا على رغبتها، قد أمرر لها العرش، في هذا اليوم الذي سيكون عبارة عن انطلاقة الثورة في هذا العالم، أقدّم لكم الأميرة كريمزون أنمار"

فتح الجميع أفواههم من شدة الصدمة، لم يستطع أي أحد فهم ما يحدث أمام أعينهم إلا بعد مرور قليل من الوقت، لكن بعد استيعابهم لهذا الأمر تكلم الكبير أكاغي من جديد "و ليس بالضرورة ستكونون كلكم تعلمون عن تلك العشيرة التي كانت العائلة الأخت لعائلتنا كما كانت علاقة مؤسساهما، تلك العشيرة التي ضحت بنفسها من أجل نجاة عائلة كريمزون قبل 50 سنة، تلك العشيرة المخلصة لعائلتنا، تلك العشيرة التي حمتنا من الظلال من دون أن تخرج للضوء. بعد مرور وقت طويل، في هذا اليوم الكبير، أقدم لكم نسل عشيرة النار القرمزية، القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، حليف عائلة كريمزون الأوثق و الأقوى، و منقذها و جالب مجدها، الجنرال الأعلى باسل"

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/11/17 · 1,060 مشاهدة · 1722 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024