102 - الجنرال الأعلى باسل

102 – الجنرال الأعلى باسل

ألقى الكبير أكاغي بتصريحين، أولهما كان استيعابه ممكنا بعد مدة من الوقت الممنوح للتفكير به، لكن ثانيهما كان غير قابل للتصديق تماما، لدرجة أن جميع الجنرالات صاحوا بتفاجؤ بينما يحدقون في باسل الهادئ

"الجنرال الأعلى ! ؟"

حقيقة أن باسل نسل تلك العشيرة الأسطورية فاجأت جميع من يعرف بحقيقتها غير الرئيس تشارلي و الجنرال منصف إضافة للرئيسة موراساكي الذين سبقوا و أن علموا بهذا الأمر، لكن بسبب ما قاله الكبير أكاغي بعد ذلك، جُذِب الجميع تماما لذلك الجزء و نسوا الجزء الأول مؤقتا، فبعد كل شيء، الجزء الثاني هو الأكثر أهمية بالنسبة لكل واحد منهم كجنرال

وقف الرئيس كيِرو هوانغ و تكلم بصوت مرتفع معبرا عن رأيه الصريح "اعذرني يا جلالتك، لقد تقبلت حقيقة كونه القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، نظرا لإنجازاته، لم يمانع أي أحد هذا أو عارضه، لكن، أليس منحه لقب الجنرال الأعلى شيء... ! "

كان الكل لديه نفس السؤال في ذهنه، و لو أن الرئيس كيِرو هوانغ لم يسأل، لتكلم أحد آخر. الجنرالات الذين حضروا هم كريمزون منصف، مارون براون، كورو هي، موراساكي فايوليت، آو لان، كيِرو هوانغ، كين تشارلي، كاميناري رعد

كلهم صدموا بما قاله الكبير أكاغي في الجزء الثاني من كلامه، لكن لم تكن صدمة الكل متشابهة، فالرئيسين لان و هوانغ لم يصدقا هذا الأمر و بدا لهما كالجنون عينه، أما الرئيسة فايوليت، فقد بدأ عقلها يفكر في تلك المشروبات التي جربت واحدا منها عند بداية انقلاب الاسترداد، و بدأت تحاول الرؤية من خلال باسل الذي أظهر قوة غير معقولة بالحرب، أما الباقي فكان يعلم ما هي إمكانيات باسل الكبيرة، لكنهم فقط تفاجؤوا كثيرا، لأنهم لم يظنوا أن الكبير أكاغي سيمنح باسل هذا اللقب الآن

لذا كلهم أرادوا السؤال عن السبب، فقط، كان هدفهم كان مختلفا و انقسم لثلاث أنواع، نوع لا يريد تقبل هذا الأمر و يجد أنه جنون و عارضه بكل ما يملك، و نوع أراد إشباع فضوله حول ماهية هذا الفتى الذي أعطِيَ مثل هذا اللقب، و نوع أراد تفسيرا فقط

تكلم الكبير أكاغي بعدما سأل الرئيس هوانغ "هذا الأمر له علاقة بالثورة التي ستحدث عما قريب، أنت و الرئيس لان لم تريا قوة الجنرال الأعلى باسل لذا سأترك الجنرالات الآخرين يفسرون لكما هذا الأمر أولا"

تحدث الجنرال منصف عن إنجازات باسل التي لا يعرفها أحد غير من حضر الحرب، انتشرت الإشاعات عن كونه قاد الجيش و فاز بالحرب بأقل الخسائر التي يمكن أن يحلم بها أي قائد حربي و ما إلى ذلك، لكن و لا واحد علم عن تلك القوة التي أعلنت عن وجودها بظهور أولئك الثلاثة، و بالطبع لم يعلم كذلك أي أحد عن الشخص الذي عارضهم و هزمهم

بعدما علم الرئيسان لان و هوانغ بإنجازات باسل، بلعا ريقهما من شدة الفزع، أرادا التأكد من صحة هذا الأمر عن طريق تحديقهما ببقية الجنرالات و الإمبراطورين، فوجداهم يعلنون عن موافقتهم لكلام الجنرال منصف بهز رؤوسهم

بعد استيعابهما أن هذا الأمر حقيقي، ألزما الصمت و فتحا أعينهما على مصراعيهما بشدة في جهة باسل و لم يزيلا عينيهما عنه لمدة طويلة

عندها، تحدثت الرئيسة فايوليت بوقار "إذا، أيمكنك التفسير لنا أي ثورة تقصد؟ و ما علاقتها باستحقاق السيد باسل للقب الجنرال الأعلى؟"

كانت الشكوك تراود ذهن الرئيسة فايوليت طوال الوقت عن الثورة التي تحدث عنها الكبير أكاغي، لذا كانت تنتظر الفرصة للسؤال في أسرع وقت، فهي تظن أن هذا الأمر له علاقة بتلك المشروبات، فأمام عينيها جعلت تلك المشروبات الجنود يصبحون أقوى بعدما أرهقوا تماما، كما أنها جربت واحدا منها قد جعلها تشفى من إصابة كانت ستأخذ وقتا طويلا لتفعل

غير الرئيسين لان و هوانغ اللذين غرقا في أفكارهما، علم باقي الجنرالات عن الإكسيرات، لذا كانوا فاهمين للثورة التي يقصدها الكبير أكاغي

أجاب الكبير أكاغي "اليوم، سأعلن لكم عن إكسيرات خارقة، إكسيرات ستجعلنا نقفز قفزة مرتفعة جدا عن مكاننا السابق من دون العودة إليه. قبل عدة شهور، عائلتي قدمت للسوق أدوات جديدة سهلت الأمر كثيرا على السحرة، سواء أثناء صيدهم أو مغامراتهم بالمناطق المحظورة أو حتى في حياتهم الطبيعية، و اليوم، كإمبراطور إمبراطورية الشعلة القرمزية، أقدم لكم بعض العينات لتجربوها و تحكموا بأنفسكم"

رفع الكبير أكاغي يده ثم فتحت بوابة القاعة الرئيسية فدخل ثلاث كيميائيين في أواخر العشرينات، ألقوا التحية على الجميع بكل احترام عن طريق انحناءهم قليلا

تكلم الكبير أكاغي "الرئيسان لان و هوانغ، و الرئيسة فايوليت إضافة للإمبراطور شيرو، أرجوا منكم تقبل هذه الهدية و تجربتها لتفهموا ما سأتحدث عنه جيدا، فالكل غيركم قد سبق و جربها"

تقدم الكيميائيين الثلاثة و فرقوا بعض القنينات على الذين أشار لهم الكبير أكاغي بكلامه ثم تراجعوا

كل واحد منهم حصل على ثلاث قنينات، و كلها كان لونها متشابها، قنينة بلون أزرق فاتح أقرب للأبيض، و أخرى كان لونها أزرق فاتح، أما الأخيرة فكان لونها أزرق

تكلم الكبير أكاغي عنها بنفس الترتيب "الأول هو إكسير العلاج، الثاني هو إكسير التقوية و الثالث هو إكسير التعزيز" ثم شرح لهم غاية كل واحدة منها ثم قال بعد أن فهم الأربعة "و الآن، جربوا إكسير التقوية من فضلكم"

شرب الثلاثة الإكسير ثم أحسوا بشيء غريب يحدث لهم، دخلوا كلهم لبحر روحهم و تأملوا لمدة من الوقت قبل أن يفتحوا أعينهم واحدا تلو الآخر بينما تعلوا وجوههم نظرات غير مصدقة لما حدث قبل قليل، كسحرة بالمستوى السادس، أصبح تدريب نموهم صعبا عليهم، و لم يتقدموا أكثر مهما حاولوا، لكن بعد أن جربوا هذا الإكسير، كان هناك تغير ملاحظ بالنسبة لهم في ارتفاع قوتهم

في الحال ابتسم الكبير أكاغي و قال "و الآن، بشأن سؤال الرئيسية فايوليت، سأجعلكم تجيبون عنه بأنفسكم بطرحي هذا السؤال عليكم، ما الذي تظنونه سيحدث بعد انتشار هذه الإكسيرات في شتى أنحاء العالم؟"

خرجت كلمة من فم الرئيسة فايوليت من دون أن تشعر "ثورة ! "

تحدث الإمبراطور شيرو عندها "لقد سألت هيل عن المشروب جربه أثناء المعركة، و لم يصدق حتى الآن مدى تأثير ذلك الإكسير العجيب، و الآن، إني أفهم شعوره تماما، في غضون سنوات، لا، أقل من ذلك، في غضون سنتين فقط، سيدخل عالمنا لعصر جديد تماما من ناحية القوة، و من كان ساحرا بالمستوى الأول بموهبة مذهلة، سيشق طريقه نحو مستويات الجنرالات في عمر صغير، بهذا، سيصبح عدد السحرة في مستوى الجنرال لا يحصون، و هذا فقط مجرد تغير من بين الكثير من التغيرات التي ستحدث"

حدق الأربعة الذين جربوا هذه الإكسيرات بهذه الأخيرة بتعجب غير مصدقين لمدى تأثيرها إلى أن تكلمت الرئيسة فايوليت "إذا، لهذا السبب... ! "

استغرب الثلاثة الآخرين فتحدث الكبير أكاغي "هذا صحيح، لهذا السبب أنا أجعل القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية باسل الجنرال الأعلى، فبعد كل شيء، ليس هناك أي أحد غيره من قدم لنا كل هذه الأشياء التي ستتقدم بنا للأمام من الآن فصاعدا"

التف الإمبراطور شيرو و الرئيسين لان و هوانغ لجهة باسل و حدقا فيه غير مصدقان لما سمعاه قبل قليل، فقط ما هو عدد الإنجازات التي قام بها هذا الفتى؟ و بعد أن طُرِح هذا السؤال في أذهانهم، فجأة فهموا، أنه لهذا السبب، بسبب هذه الإنجازات الخيالية التي لم و لن يستطيع أي أحد منهم الحلم ببلوغها يوما، ارتقى باسل لمنصب الجنرال الأعلى

تحسرت الرئيسة فايوليت بعد معرفتها بهذا الأمر، فقط لو أنها كانت الشخص الذي التقى به باسل عند مجيئه للعاصمة ! لكن بعد ذلك رفضت هذا الاحتمال أيضا من رأسها، و ضحكت على نفسها، فاعتقدت بأعماقها، أنها حتى لو كانت من التقت باسل عندما أتى للعاصمة، فلم تكن علاقتها به ستكون مثل التي بينه و بين الكبير أكاغي الآن، ليس لأنه كان نسل عشيرة النار القرمزية، لكن لأن الكبير أكاغي كان الشخص الوحيد الذي سيعطي فرصة لباسل و يعامله بشكل جيد من دون تكبر أو غرور، غيره كان سيرى باسل مجرد ضفدع صغير و مغرور لا يعرف اتساع السماء خارج فوهة البئر

اقتنع الأربعة باللقب الممنوح لباسل، و كذلك فعل الآخرون، فهؤلاء، كانوا قد تقبلوا باسل بالفعل من قبل، و بعد ذكر الكبير أكاغي أن علاقة استحقاق باسل للقب بالثورة، فهموا و لم يقولوا أي كلمة معارضة بعد ذلك

و في النهاية، وافق الجميع على ولادة الجنرال الأعلى الجديدة

كان الجنرال الأعلى لقبا لا يعطى بكل سهولة، فلو لم يكن الشخص قام بإنجازات خارقة، لم يكن سيترشح ليناله حتى، فبعد كل شيء هو لقب يجعل الشخص تحت مكانة الإمبراطور مباشرة، أي أن أوامره تأتي بعد أوامر الإمبراطور تماما

و هو الشخص الذي يتحكم في أي جندي موجود بالإمبراطورية مهما كان انتماؤه، فعلى عكس القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية الذي يقود الجيوش في الحرب فقط حتى أنه يمكن لهذا اللقب أن يُسحب منه و يُعطى لجنرال آخر على حسب الموقف، فالجنرال الأعلى يمكنه التحكم في أي جيش في أي مكان و في أي وقت حتى لو لم يكن أثناء الحرب

كما أنه يعتبر قائد الجنرالات أنفسهم، و يمكنه أمرهم بأي شيء من دون عصيانه، إلا إذا جاء أمر آخر من الإمبراطور يخالف ما أمر به

القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية كان لقبا يعطى لشخص تُوَكّل له مهمة قيادة الحرب، أي يمكن تسميته بقائد حربي أيضا، لكن هذا يكون في حالة عدم وجود جنرال أعلى، عندها يتم اختيار واحد من الجنرالات ليقود الحرب، فعند وجود جنرال أعلى، يكون هذا الأخير هو القائد الحربي تلقائيا طالما لم يمنح اللقب لشخص آخر

في القرون الأخيرة، لم يتواجد أي جنرال أعلى، لأنه لم يكن هناك أي شخص كانت قوته أكبر من الإمبراطور نفسه أو قام بإنجازات تجعله يستحق هذا اللقب، لذا كان يوجد قائد حربي يتغير في كل مرة، فإن لم يُمنَح لقب الجنرال الأعلى لأي جنرال، يكون عندها ممنوح تلقائيا للإمبراطور

لذا بالإمكان القول أن الإمبراطور يسلم لقبا خاصا به إلى جنرال، مما يجعل هذا الأخير في مكانة أعلى من أي جنرال و أي شخص آخر غير الإمبراطور، و حتى لو كان أميرا، يكون لديه السلطة التامة على أي شيء في الإمبراطورية ما دامت لا تتعارض مع رغبات الإمبراطور و القوانين التنفيذية

و لأول مرة في التاريخ، منح لقب الجنرال الأعلى لفتى لا زال لم يبلغ الخامسة عشر حتى، مما يجعله أول جنرال أعلى غير بالغ

أدهش هذا الأمر الجميع، و أكثرهم الإمبراطور شيرو الذي أحكم قبضته و حدق بباسل كما لو أنه يرى كنزا ما لا يستطيع بلوغه

تكلم عندها الإمبراطور شيرو بعدما أهدأ نفسه "هناك أمر لا يزال يشغل بالي طوال هذا الوقت بجانب هذه الإكسيرات، لقد أظهرت أيها الجنرال الأعلى باسل قوة غير معقولة في المعركة التي كانت بعد الحرب، قوة لا يمكن القول أنها من المستوى السابع، و كذلك كانت قوة العدو الذي قاتلته، ما رأيك أن تفسر هذا الأمر لنا؟"

ابتسم باسل ثم قال بداخله "حسنا، لما لا نجعل الإمبراطور الأول يرضخ لنا"

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/11/19 · 1,098 مشاهدة · 1655 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024