106 - صدمات

سأل الكبير أكاغي انمار التي بجانبه بعد مغادرة باسل "أتعلمين لِمَ أشرك حليفنا باسل الرئيسة موراساكي مع الأشخاص الذين يثق بهم مع أن علاقته بها ليست بتلك القرب كالتي بينه و بين لآخرين؟"

كانت الرئيسة موراساكي لا زالت غير مصدقة للأمر، فهي الآن غارقة في أفكارها محاولة فهم مقصد باسل من ثقته بها. لكنها لم تعرف مهما بحثت في عقلها، لم تفعل شيئا يجعل باسل يضع فيها نفس الثقة التي وضعها بالآخرين

حدقت أنمار في الكبير أكاغي و ابتسمت ثم قالت "إنه سهل، شخص مثلها، وضّح له أنك تثق به و ستجده يسعى بكل ما يملك ليواكب تلك الثقة التي وضعتها به"

تكلمت أنمار شارحة الأمر الذي لم يفهمه الكبير أكاغي. لم يكن هناك أي شخص آخر غيرها يعلم بشخصية باسل جيدا و يفهمها أكثر منها. و برؤية الكبير أكاغي لأنمار تجيب عن سؤاله بكل سهولة، سأل مرة أخرى متوقعا جوابا آخر "إذا أيمكنك أن تفسرين لي الخدعة وراء ما فعله باسل حتى استطاع إقناع الرئيس هوانغ بالقيام بالوعد الذهني الروحي؟"

حدق الكبير أكاغي بها بتلهف، أراد أن يشبع فضوله، كما يقولون، فضول الإنسان لا حدود له. و في الجانب الآخر، ابتسمت أنمار و قالت "لقد طبق خدعة بسيطة لا غير. جعل الرئيس هوانغ يخرج كلمات الولاء من فمه بتصرفه الطفولي، ثم حاصره في الزاوية بذكره الوعد الذهني الروحي. غالبا أي شخص عندما يجد نفسه في مثل ذلك الموقف سوف يخضع. و كبهارات، جعل الوعد الذهني الروحي بسيطا جدا، هكذا، سيشعر ذلك الشخص كما لو أنه قد أنقِذ و أعفِيَ عنه، مما سيجعله يشعر بأنه مدين للآخر نوعا ما"

بلع الكبير أكاغي ريقه، إن هذا حقا لفن في الخداع. لكن ما جعل الكبير أكاغي مندهشا ليس ما فعله باسل، بل كشف أنمار لذلك بكل سهولة و تكلمها عنه مشيرة له بالخدعة البسيطة، هذا كان رهيبا للغاية

تنهد ثم تكلم بصوت مرتفع موجها حديثه للحاضرين أجمع "حسنا، سنتكلم عن كيفية بدئنا في نشر للإكسيرات"

استمر الاجتماع، كما استمر باسل في تحركه عن طريق العربة التي يقودها الخيل الملكي بينما يحدق في الآفاق مستمتعا بالمناظر مع عضه لجزرة حلوة

(قصر عائلة كريمزون سابقا و معقل التشكيل حاليا)

اجتمع عشرات الآلاف من الأشخاص بالساحة الخارجية أمام منصة ضخمة، كانت المنصة عالية و مرتفعة و مدعمة بالسحر، و في وسطها، كان هناك عرش فخم كما لو أنه للإمبراطور. بينما كان الجميع ينتظر المنظمين ليظهروا، كانت أبدانهم تقشعر من الحماس، الخوف، كل أنواع المشاعر شغلت الساحة الخارجية بسبب الحشد المجتمع بها

اليوم هو يوم اختبار القبول الذي وضعه التشكيل، أصبحت لهذا الأخير شعبية كبيرة في كامل الإمبراطورية، و أصبح أي ساحر بدون أصل ينوي الانتماء يريد الانضمام للتشكيل، فقد عرف هذا الأخير بإنجازاته المذهلة بقيادة قاتل الدم القرمزي، و أصبح حاليا أشهر جيش في الإمبراطورية و الأكثر إقبالا لطلبات الانضمام. لذا بعد ازدياد عدد الطلبات، أقيم هذا الاختبار، و بعدما انتشر خبر هذا، أتى جميع الأشخاص من جميع أنحاء الإمبراطورية قاصدين التأهل ليصبحوا جزءا من التشكيل

كانت هناك العديد من الأقاويل تمر من بين الحشد المنتظر "هل سيظهر قاتل الدم القرمزي؟ ماذا إن فعل؟ لن أعرف ما الذي يجب علي فعله عندها"

أصبح اسم قاتل الدم القرمزي اسما ثاقبا و مهيبا للغاية في جميع أنحاء الإمبراطورية، و حاليا، لم يعد يقتصر على الإمبراطورية فقط و إنما انتشر بالعالم أجمع، و بالطبع إنجازاته صاحبت اسمه مخلفة بذلك آثارا عميقة من الرعب و الفزع بسامعها

تكلم شخص واثق بنفسه "أليس مجرد جنرال قد ظهر حديثا و قاد الحرب ثم صادف أن ربحها، ليس بذلك الشيء الكبير لتخافوا هكذا، فبعد كل شيء، إنه مجرد بشري"

تكلم بعض الأشخاص موجهين أصابعهم و نظراتهم إليه "إنه الساحر المنفرد سولو، لقد أتى أيضا، لم أتوقع هذا، إنه ساحر بالمستوى الرابع و يقال أنه لا يشترك في أي مجموعات أبدا و يقاتل منفردا، يقال أنه نجى من السلاسل الجبلية الحلزونية لشهر كامل من دون الخروج منها، انضمام شخص مثله يوضح لك فقط كم هو هذا التشكيل مذهل و ثاقب"

استمرت الهمسات، بعضها عن قاتل الدم القرمزي و توقعاتهم عنه، و بعضها عن الشخصيات المذهلة التي أتت لتجتاز الاختبار، و بسرعة، كثُر عدد المشاهدين و المراقبين

اجتمع الحشد المقصود به اختباره بالساحة الخارجية، و جهزت حلبة دائرية بقطر يصل للثلاثين متر من أجل المعارك التي ستقام داخل كولسيوم، كما وصل عدد المتفرجين للآلاف و في ازدياد، كما كانت هناك رهانات

كانت الحلبة التي بنيت قبل أيام بجانب الساحة الخارجية، و حولها، كان يوجد آلاف المشاهدين بالفعل، بعضهم أتى قاصدا التمتع بالقتالات، و بعض آخر أتى ليجني بعض الأرباح من الرهانات، كما تواجد بعض المراقبين من الظلال

من بين هذا الحشد المجتمع بالساحة الخارجية، كانت هناك مجموعة عادية يتحدث أعضاؤها فيما بينهم. تكلم الشخص الذي بدا كقائد لهم "يا أبهم، لقد قلت أن أختك قد انضمت للتشكيل قبل شهور عندما بدأ تكوينه، إن كانت أختك الجبانة قد انضمت للتشكيل، فلا يمكن ألا نستطيع نحن، أليس كذلك؟ هاهاها"

ضحك الأشخاص الآخرون كما تكلم الشخص الذي وجه الكلام إليه ذو الاسم أبهم مع حكه لرأسه "هيهيهي، معكم حق، أتمنى أن يُقبل شخص جبان مثلي أيضا"

تكلم شخص آخر من المجموعة "يا لكما من أخ و أخت، كيف لكما أن تكونا متشابهين هكذا، حتى شخصيتكما متطابقة"

أكمل آخر "كيكيكيكي، معك حق، عائلة من الجبناء، كيف لهذا أن يحدث حتى؟ يا له من أمر عجيب، كيكيكي"

ضحك الجميع فيما بينهم و استهزؤوا بذلك الشخص ذو الاسم أبهم. و فجأة، أضيف لأصواتهم صوت ضحك آخر مما جعلهم يتساءلون عن مصدره فإذا بهم يجدون فتى يناهز الخامسة عشر يضحك معهم

فإذا بقائدهم يعبس و يتكلم "أنت، ما الذي تحاول فعله؟ نحن نضحك فيما بيننا، لم يجب على غر مثلك أن يتدخل و يحاول مزج نفسه معنا؟ إنك مصدر إزعاج، اغرب عن هنا قبل أن تلقى مصرعك"

التف أبهم ليرى من هذا الفتى، فإذا به يجده نفس الفتى الذي التقى به قبل أيام حتى أنه نطق من دون أن يشعر "أنت، باسل ! "

"همم ! " استغرب البقية فحققوا في وجه باسل و تذكروا فتكلم شخص منهم "أنت، ألست أنت هو الشخص الذي تحدث معه أبهم قبل أيام؟ ما بك؟ أتلحقنا أم ماذا؟ هل تنوي إدخال نفسك بمجموعتنا بتقربك لنا؟"

أهمل باسل سؤاله و لم يجب كما فعل لسؤال الشخص الأول و تهديده له، و بدل ذلك وجه كلامه لأبهم "لقد أخبرتك أننا سنلتقي"

حدق فيه أبهم بغرابة ثم عقد حاجبيه قبل أن يقول "آه، لقد كنت محقا" بقي أبهم يفكر في أمر ما، هذا الفتى قدم نفسه سابقا على أن اسمه باسل، و بغرابة شك فيه بأن يكون قاتل الدم القرمزي نفسه، حتى أن شكه قد ازداد بعدما أخبره باسل أنه سيلتقي به طالما سيذهب لاجتياز اختبار قبول التشكيل. حتى هو ظن أن هذا مستحيلا بعد فترة من التفكير، فكيف لفتى صغير أن يكون قاتل الدم القرمزي ذاك ! ؟ هذا جنون فقط

و الآن، بعدما وجد باسل مختلطا بالحشد، تبددت شكوكه تماما، و فهم الأمر، باسل أيضا ينوي اجتياز الاختبار، لذا قال مثل ذلك الكلام. ضحك أبهم على نفسه لتفكيره بمثل ذلك الأمر، تكلم بعدما اتضحت الفكرة في رأسه "هل أتيت أيضا لاجتياز الاختبار؟"

بجانب أبهم، كان الشخصان اللذان سألا باسل سابقا يهتزان من الغضب لتجاهله لهما، فتى مثل هذا غض بصره و سمعه عنهما كما لو أنهما حشرتان، فكيف لهما أن يبقيا هادئين؟

تكلم باسل مع وجود ابتسامة على وجهه "آه، ليس لاجتيازه و إنما..."

قاطعه ذانك الرجلان بانقضاضهما عليه "أيها الصعلوك"

عبس باسل و أحكم قبضته ثم قال "يا له من إزعاج"

قبل قليل، في قاعة ما، تكلم شخص يرتدي درعا فضيا مخاطبا أربعة أشخاص آخرين "أيها الرفاق، لقد قال لي سيدنا أنه سيأتي و أن نبدأ عملنا من دون انتظاره، لنذهب" بعد انتهاءه التف و تحرك، فتبعه الأربعة المرتدين لدروع فضية أيضا متبعين خطواته

حاليا، عندما حاول باسل توجيه لكمته للرجلين المنقضين عليه، توقف فجأة كما فعل الرجلان، و هذا كان بسبب الصوت المنبثق و المرتفع

[انتباااااااه]

وجه الجميع أنظارهم نحو المنصة حيث ظهر خمسة أشخاص يتقدمهم واحد منهم يرتدي درعا فضيا و يحمل مكبر صوت. كل شخص بلع ريقه عندما شاهد هؤلاء الخمسة، و برؤيتهم للدروع التي يرتدونها، اقشعرت أبدانهم كما تحمسوا كثيرا، مع وجود بعض المتوترين و المشوشين

تحدث ذلك الشخص الحامل لمكبر الصوت "أمامكم تورتش من تشكيل القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية، و الذي أصبح مؤخرا الجنرال الأعلى، اليوم سنقدم اختبارا أوليا سيتأهل به مجموعة صغيرة فقط من عشرات الآلاف التي حضرت، 1000، هذا هو العدد الذي سيجتاز هذا الاختبار"

صدم العديد من الأشخاص من التصريحات التي ذكرت كلها مرة واحدة، أولها هو تورتش الذي ذاع صيته مؤخرا كقائد قادة التشكيل، عرف بشعلة التشكيل حيث محى المئات من الجنود في الحرب السابقة بناره الحارقة، و برؤيته بالدرع الفضي، بلعوا ريقهم و فهموا

"إنه في مستوى جنرال"

انتشرت الكلمات فيما بينهم "إذا لا بد من أن كل أولئك الأشخاص الذين وراءه في مستوى جنرال أيضا"

"انتظر، إذا أولئك هم قادة التشكيل المشهورين ! "

ارتعد الجميع من هذا الأمر، قادة التشكيل لوحدهم في مستوى جنرال ! فما بالك بسيدهم و رئيسهم؟ لقد انتشرت بعض الإشاعات عن كونه بالمستوى السابع، و بعد مشاهدتهم لقادة التشكيل، تأكدت لهم هذه الإشاعات و أصبحت حقيقة، لكن هذا كان الشيء الأول الذي أبهرهم. بعدها، أتى التصريح الثاني، قاتل الدم القرمزي و القائد الأعلى لجيوش الإمبراطورية قد أصبح الجنرال الأعلى !

هذا الأمر كان الشيء الأكثر صدمة، الجنرال الأعلى، الوجود الذي يأتي بعد الإمبراطور مباشرة في السلطة، كم كان هذا مهيبا و رهيبا يا ترى؟ لكن بعد رؤيتهم لمستوى قادة التشكيل، فهموا الأمر نوعا ما، لا شك في أن الجنرال الأعلى باسل عبارة عن شخصية عظيمة، لديه تحت إمرته خمسة أشخاص بمستوى جنرال، كيف لهم ألا يصدموا من هذا؟

و أما عن تصريح عدد الذين سيجتازون الاختبار، فلا أحد منهم علق على ذلك الأمر بسبب التصريحين اللذين سبقاه، فالصدمة الناتجة عنهما أنستهم الكلام الذي أتى بعدهما تماما

بعدما تحدث تورتش، توقف الرجلان عن محاولتهما مهاجمة باسل و ركزا على الأخبار الثاقبة التي يشهدونها، حاليا، كانت مجموعة أبهم قد نست باسل بالفعل و فتحوا أفواههم فقط كالآخرين من شدة الصدمات

لكن، أبهم كانت صدمته مختلفة نوعا ما، لقد صدم بالفعل من هذه الأخبار، لكن كان هناك أمر ثان جعل عينيه تهتزان و ذقنه يصل للأرض، حدق في اتجاه واحد بينما يخرج كلمتين بكل صعوبة غير مصدق لما يشاهده "أختي الكبرى ! ؟"

"همم ! " حدق به باسل بعدما سمع ما قال، ثم وجه نظره للاتجاه الذي يوجه أبهم نظره إليه، فوجد أن أبهم ينظر للمنصة كباقي الأشخاص، لكن كان نظره مركَّز على شخص واحد فقط من بينهم. و بعد لحظات، أدرك باسل ما يحدث فإذا به يتفاجأ أيضا

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/11/27 · 1,130 مشاهدة · 1681 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024