107 - ذئب تحت وَبَر خروف

107 – ذئبٌ تحت وَبَر خروفٍ

بمشاهدة الشخص الذي قصده أبهم بكلامه، تذكر باسل كلامهم الذي ضحك عليه سابقا (إن كانت أختك الجبانة قد انضمت للتشكيل، فلا يمكن ألا نستطيع نحن، أليس كذلك؟). تفاجأ باسل حقا، لكنه هدّأ من نفسه ثم ابتسم و قال "إن العالم صغير حقا" و ابتعد عن المكان الذي كان به

في حين، بقي أبهم يشاهد ذلك الشخص الذي بالمنصة غير مصدق لما يراه حتى الآن، و بعد لحظات، تكلم شخص من مجموعته بنظرة استغراب "همم ! شخص من أولئك القادة يبدو مألوفا لي نوعا ما"

تساءل واحد منهم "ها؟ كيف لك أن تعرف واحدا منهم؟"

عبس ذلك الشخص و قال "هذا..."

تكلم الآخر "إنك تحلم فقط، يبدو أنك تحاول القول أنك تعرف واحدا من القادة كي تظهر بشكل رائع، هيهيهي"

"آآآآه" صرخ ذلك الشخص بشكل مرتفع جاعلا باقي أشخاص المجموعة يتفاجؤون

التفوا كلهم نحوه و تكلموا "ما بك؟ هل جننت من قوة الصدمات التي اختبرتها مرة واحدة؟"

قال ذلك الشخص بتلعثم غير قادر على إخراج الكلمات بشكل صحيح "إ-إنها... إنها شي يو"

"همم ! " استغرب الجميع ثم قال قائدهم "ما بالك تتفاجأ هكذا؟ لقد قالت أنها من التشكيل، فليس من المفاجئ رؤيتها بالأنحاء"

باقي الأشخاص صدموا بعد صراخ ذلك الشخص، يبدو أنهم أدركوا ما يتحدث عنه، لكن الوحيد الذي لا زال لا يعرف ما يحدث هو قائدهم، فإذا بذلك الشخص ينكزه بإصبعه بينما يقول "انظر للفتاة التي بالمنصة جيدا"

عبس قائدهم و التف بينما يقول "يوجد هناك القادة فقط، ما الذي... شي يو ! " صرخ بهذا الاسم أيضا بعدما رأى تلك الفتاة و أدرك ما يحدث

أداروا رؤوسهم ببطء شديد لجهة أبهم ثم انقضوا عليه "أنت، أيها الأبهم، ما الذي يحدث هنا؟ لما أختك تقف مع قادة التشكيل؟ و لماذا ترتدي درعا لا يرتديه إلا الجنرالات؟"

هزوا جسد أبهم بشدة و الذي لا زال غارقا في أفكاره، كيف له أن يعلم؟ حتى الآن لا يزال مصدوما هو الآخر. أخته الجبانة تقف أمامه في مستوى بعيد عما تخيله. وصلته رسالة منها قبل شهور تقول فيها أنها انضمت لقوة خاصة بعائلة كريمزون. فيما بعد، علم أن هذه القوة هي التشكيل، لكنه في اعتقاده أنها مجرد جندية فقط

"أنت، ما الذي تحاول فعله بدفعنا؟"

"عد للخلف أيها الغر و قف هناك"

"لما صعلوك مثلك يحاول الوقوف أمامنا؟"

تذمر بعض الأشخاص و انتشرت الشكاوي من شخص ما، و بعد قليل، ازدادت حدة هذا الأمر أكثر و بدأ العديد من المتقدمين للاختبار يصيحون "سنقتلك أيها الفتى، احترم كبارك و إلا لن تعيش طويلا"

جلب هذا الأمر انتباه العديد من الأشخاص، و بعدما حدقوا في المنصة و الواقفين عليها لمدة كافية، التفوا ناحية الضوضاء ليعرفوا من سبب كل هذا الصداع، و من الشخص الذي يتجرأ على ألاّ يكون مهذبا في حضرة قادة التشكيل؟

و بالطبع، مجموعة أبهم كذلك كانت من بينهم. و أبهم الذي كان في صدمة، استفاق فجأة و حدق في الجهة التي تأتي منها الضوضاء، و في الحال رأى باسل في وسطها و كان من الواضح أنه المتسبب فيها، كما كان العديد من الأشخاص يحيطون به موجهين نية قتلهم نحوه

"ما الذي يفعله؟" قالها أبهم بداخله. لقد كان باسل قبل قليل بجانبه، و من دون أن يدري، وجده قد أثار بعض المشاكل في مكان آخر مرة أخرى، ألا يمكنه أن يضع قدما في أي مكان من دون أن يكون أعداءً؟

تكلم قائد مجموعته "أ هو ذلك الصعلوك مرة أخرى؟ هل يجلب المتاعب أينما حل؟ يا له من داهية حقا ! لكن يبدو أن هذه هي نهايته، لقد نسيت أمره لكني بما أنني تذكرت الآن اشتعلت من الغضب مرة أخرى، سيكون من المريح إطفاء غضبي بتمتعي بمشاهدتي لمعاناته"

أصبح عدد الأشخاص الذين اجتمعوا حول باسل يصل للعشرات و في ازدياد، و كلهم لم يعجبهم أسلوب ذلك الفتى. من أتى متأخرا وقف بالوراء فقط و لم يحاول تجاوز عشرات الآلاف ليصل للأمام. لكن هذا الفتى بدأ يدفعهم واحدا تلو الآخر من أجل صنع ممر له مكونا العداوة كل طريقه إلى هنا

كان هناك عشرات الآلاف من السحرة هنا، و مستوياتهم مختلفة، لكن يوجد جميع المستويات من الأول للخامس، بالطبع سحرة المستوى الخامس كانوا نادرين، و فقط بوجودهم هنا استطاعوا جلب الأنظار إليهم، انتقلت الأنظار بعد ذلك للمنصة، لكن حاليا، تحولت الأنظار إلى فتى صغير مما جعل البعض غير مسرور

صاح واحد من المحيطين بباسل و الذي بدا كساحر مخضرم مقارنة بالذين يقفون بجانبه، لذا تكلم نيابة عنهم "قيامك بهذا الأمر الجريء لأمر مدهش حقا، أظننت أنك ستمر بسلاسة من دون أن تواجه أي مشاكل أم ماذا؟ أنت لست لم تحترمنا نحن كبارك فقط، بل و أحططت من قيمة قادة التشكيل المكرمين، لا يجب أن تفلت بسهولة، يجب أن تتلقى عقابا مناسبا"

تكلم باسل بعدما تنهد "كيف يمكن أن أكون قد أحططت من قيمة قادة التشكيل بمروري من بينكم أنتم؟ يمكنني فهم لما أخذتم عبوري من خلالكم كتقليل من شأنكم، لكن إدخالك لقادة التشكيل بهذا الأمر لشيء غبي، أتحاول كسب تأييدهم بفعلك هذا؟ لقد مررت فقط، هذا كل ما فعلته، سأحترمك عندما تحترمني، و لن أفعل أي شيء تجاهك طالما أبقيت تحركاتك تجاهي ساكنة، و كلكم هنا متقدمين للاختبار، و بافتراض أنني متقدم مثلكم، يعني أنني بنفس مرتبتكم، فكيف لي أن أكون عندها قد أهنتكم؟ لو أردت كبش فداء، فاختر بعناية، و إلّا صادفت يوما ما ذئبا في وبر خروف"

صمت المحيطين الذين كانوا يتذمرون للحظات قبل أن يصرخوا "يبدو أنك تعرف كيف تتكلم"

رد باسل في الحال قبل أن يكمل ذلك الشخص كلامه "نعم، على ما أذكر بذاكرتي التي لا تنسى، فلم يسبق لأحد أن هزمني في جدال بالكلام حتى الآن"

ازداد غضب ذلك الشخص، كما ارتفع ضغط دم الآخرين أيضا و انقضوا عليه كلهم مرة واحدة "سنعلمك درسا أو اثنين أيها الشقي"

عشرات من الأشخاص كلهم رموا أنفسهم على الفتى الصغير، لو رأى شخص ما مثل هذا المنظر من دون أن يعرف ما حدث، فسوف يرى الأمر على أنه جنون فقط. مجموعة من السحرة يقومون بالتعاون ضد فتى كهذا ! لكن غضبهم تجاهه أنساهم ما هو الشرف مؤقتا

تكلم قائد مجموعة أبهم "و أخيرا سيلقى مصرعه، كيكيكي، فليواجه ما يستحقه"

أما أبهم، فلم يفهم ما سبب تحركات باسل هذه، لما احتاج أصلا أن يتقدم للأمام؟ يجب أن يكون بعلمه أنه سيجذب انتباها غير ضروريا بفعله لذلك فقط !

"آه" خرجت صرخة من ناحية باسل جاعلة الكثير يخرج تنفسا من الراحة كما لو أن ثقلا قد زال من على صدرهم، فقط برؤيتهم لغرور ذلك الفتى أرادوا له الموت، في عالم يطغى القوي على الضعيف، وجود مغرور ضعيف هو أسوء شيء

لكن، و على عكس ما اعتقده الكثيرون، لم تكن تلك الصرخة آتية من فم باسل، و إنما في الحقيقة كانت لذلك الشخص الذي عارضه و انقض عليه أولا. عندها شاهد الجميع شيئا غريبا يحدث أمام أعينهم، بتحليق الأول في السماء متقيئا للدماء، تبعه الثاني و الثالث... و الأخير

كل من هاجم باسل و الذين وصل عددهم للعشرات، أصبحوا مرتفعين بالسماء كما لو أنهم تعرضوا لهجوم من قوة غاشمة، و بالطبع، كان من الواضح أن من سبب لهم هذا هو اللكمات الآتية من يدي ذلك الفتى الذي فجأة أصبح الجو المحيط به ثقيلا، و بدا كما لو أنه ذئبا قد أزال وبر الخروف

كل شخص صدم بعدما تعرض كل أولئك السحرة لمثل هذه الهزيمة الغير متوقعة بتاتا، فأغلبهم كان ساحرا بالمستوى الثالث، فكيف لفتى مثل هذا أن يكون باستطاعته مجاراتهم؟ لا بل حتى التعرض لانقضاضهم و النجاة منه؟ فما بالك برد هجومهم بواحد أقوى من خاصتهم جاعلا إياهم غائبين عن الوعي. رموا بأجسادهم التي يفتخرون بها عليه، فإذا بهم يجدونها تحلق في السماء من دون معرفة سبب ذلك حتى

تُرِك الجميع في حالة من إعادة التفكير، حتى مجموعة أبهم كاد أن يتقيأ أعضاؤها الدماء، القائد و الشخص الذي رافقه في الانقضاض على باسل سابقا، قام عقلاهما مباشرة بتذكيرهما بتلك اللحظة، و جعلاهما يفكران في احتمالية ما كان سيحدث لولا تحدث تورتش الذي أوقفهما عن السعي وراء موتهما

"حسنا، أنتم مستبعدون" تكلم ذلك الفتى موجها كلامه للأشخاص الذين ضربهم و استبعدهم من الاختبار الذي أتوا من أجله كما لو أن لديه الحق في ذلك

لقد كان من المفاجئ جدا ظهور شخص بهذا السن و بهذه القوة حقا، لم يعلم أي أحد ما الذي يحدث و بقوا ساكنين فاتحين أفواههم و أعينهم محاولين استيعاب ما حدث جيدا. لكن تصرفه الأخير زاد الطين بلة، فقط ما هي نية هذا الفتى بتصرفاته هذه؟ تقريره المقصي من غيره، هذا شيء يستطيع فعله فقط قادة التشكيل الحاضرين هنا و المخول لهم بذلك من طرفهم

بعد الصمت الطويل الذي تبع كلمات باسل، تكلم أحد ما أخيرا كاسرا إياه، هذا الشخص كان تورتش الذي نزل من المنصة الضخمة و تساوى بالارتفاع مع المتقدمين للاختبار. و هذا الأمر جعلهم يغرقون في بحر من الرعب، لقد نزل القائد تورتش بنفسه ليتكلف بالأمر، لا شك أنها نهاية هذا الفتى

انتقلت الهمسات من بين الحضور "لا أعلم عن سبب قوة ذلك الفتى الغريبة، لكن الآن بأخذ القائد تورتش زمام الأمور، فلن يستطيع ذلك الغر فعل ما يحلو له بعد الآن، فبعد كل شيء، الجنرالات بالمستوى السادس و الذي يعتبر وجودا لا يقهر في العالم ضد المستويات التي تقع أسفله"

تكلم البعض عن ما سيحدث و توقعوا عقوبة باسل "قد تكسر عظامه و يرسل عائدا بسبب تصرفاته هذه"

تكلم أحد آخر "لا، قد يتعرض لحجز مؤقت حتى"

و في هذه الأثناء، استمر تورتش بالتقدم من خلال الممر الذي صُنِع له بابتعاد المتقدمين للاختبار عن طريقه، كل شخص منهم استمر في التحديق به، حتى الآن لا يزالون متحمسين للغاية بشأن مستوى قادة التشكيل، هذا يعني ازدياد قوة إمبراطوريتهم أكثر، خمس جنرالات مرة واحدة عبارة عن إضافة لا يمكن اعتبارها بالعادية أبدا

لم يفهموا كيف لأشخاص لم يُعرفوا إلا قبل شهور أن يصلوا لمستوى جنرال ! لكن الشيء الذي لا يفهمونه غير مهم حاليا، بل المهم هو أنهم سيدخلون لجيش عظيم لو استطاعوا اجتياز الاختبار

بدرعه الفضي المتلألئ، اقترب تورتش من باسل بنظرة جدية جعلت كل واحد يتملكه شعور حاد كرياح باردة صعدت مع ظهورهم العارية، كنزول قطرة ماء باردة جدا على رقابهم الساخنة، مما تسبب لهم في قشعريرة غير سارة، بسبب هذا، لم يسعهم سوى التحسر على مصير ذلك الفتى

في الجانب الآخر، كان الفتى هادئا جدا على عكس ما توقع الآخرون منه، حتى في حضرة القائد تورتش الذي بالمستوى السادس لا زال الفتى محافظا على رزانته و رصانته. لكن هدوؤُه هذا تسبب في ضحك الحضور عليه فقط، فإن لم يقم بردة فعل طبيعية كالخوف من شخص بمستوى جنرال يتقدم نحوه بنظرة حادة كتلك، فهو ليس سوى غبي فقط، و غالبا أعمال الغبي تلاقي ردودا مثل الضحك و الازدراء، لذا ضحك الجميع عليه فقط، و البعض منهم ازدراه على غروره الناتج من غباوته و الذي سينتهي بعد قليل

و أخيرا، وقف القائد تورتش أمام الفتى باسل و نظر إليه بنظرة جدية، كل شخص اعتقد أن القائد تورتش يحدق بالفتى هكذا لغضبه منه و عدم رضاه عن تصرفاته، لكن فجأة، حدث أمر جعل كل ما سبب صدماتهم السابقة يبدو خفيفا على القلب، حتى أن هناك العديد منهم فشلت أرجله و لم يعد يستطيع تمييز الصحيح من الخطأ، أو الواقع من الوهم

أمام أعين الكل، و على عكس توقعاتهم كلها، نزل القائد تورتش على ركبة واحدة مع حفاظه على إحناء رأسه و تكلم بلهجة تصل لأقصى درجات الاحترام "مرحبا بك يا سيدي باسل، لقد بدأنا كما قلت لنا، لكن بما أن أنك أتيت، لما لا تترأس هذا الحدث بنفسك؟ ستكون فرصة جيدة لإعلان هويتك حتى لا تتعرض لمثل هذا الإزعاج مستقبلا"

القائد تورتش بنفسه، الذي وصل لمستوى الجنرال، ساحر المستوى السادس العظيم، بكل إخلاص و احترام، يعامل فتى يناهز الخامسة عشر كما لو أنه سيده المطلق، ماذا يمكن أن يطلق أي شخص على هذا غير 'الجنون'؟

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، حتى بقية القادة الأربع نزلوا و انضموا لقائدهم تورتش في ما يقوم به مع صياحهم "مرحبا بسيدنا باسل"

فجأة، تكونت صورة غير قابلة للتصديق أبدا، خمسة أشخاص بمستوى جنرال منحنين لفتى صغير، يا لها من صورة لا تجدها سوى في حكايات الأساطير ! لم يستطع أي أحد أن يفهم ما يحدث هنا. لكن شخص من الخلف، في البعيد عن مكان الحدث كان قد بدأ يدرك ما الذي يحدث بالضبط

هذا الشخص كان أبهم الذي راودته شكوك وصفها فيما سبق بالمجنونة فصادف أن وجدها حقيقية، و ارتعد جسده كما اهتز كثيرا قبل أن تخرج تلك الكلمات من شفتيه اللتين تلتقيان و تفترقان بسبب الارتعاد مع مرافقة ذلك أصواتُ أسنانه التي تلتقي ببعضها مرارا و تكرارا بسرعة كبيرة

"قاتل الدم القرمزي باسل"

صرخ بهذا الاسم فسمعه من استطاع مسببا لهم بذلك تذكر ما نادى قادة التشكيل به ذلك الفتى، و بسرعة أدركوا و استوعبوا أخيرا، فاتضحت لهم الصورة الكاملة، كما استطاعوا تمييز الواقع من الوهم من جديد

انتشر هذا الاسم من بين الحضور بسرعة الضوء جاعلا كل شخص يرى الصورة جيدا، ففشلت ركاب العديد كما صرخ الجميع بذلك الاسم "قاتل الدم القرمزي باسل ! ؟"

كان صياحهم يمكن سماعه من مئات الأمتار بكل سهولة، مما جعل معقل التشكيل يهتز بالكامل، و كلهم انتظروا شيئا واحدا بعد علمهم الهوية الحقيقية لذلك الفتى، حركة هذا الأخير القادمة

"هذا جيد" كلمتان فقط أتيتا من فمه مخلفتان بذلك آثارا من الفزع في قلوب الجميع، و خصوصا أولئك من عارضوه بوضوح قبل قليل، حتى أن بعضهم قد أراد الهروب بسرعة

فبعد استيعاب حقيقة أن ذلك الفتى هو قاتل الدم القرمزي ذاك، كيف لهم أن يبقوا ساكنين في أماكنهم بعدما خاصموه و أهانوه؟ فقط بتذكرهم لطريقة تعاملهم معه أرادوا الانتحار على أن يواجهوه مرة أخرى بعد اكتشافهم لهويته، لقد كان حقا ذئبا تحت وبر خروف

من تأليف Yukio HTM

أتمنى أن يعجبكم الفصل، أرجو الإشارة لأي أخطاء إملائية أو نحوية

إلى اللقاء في الفصل القادم

2017/11/29 · 1,114 مشاهدة · 2144 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024